المقــــدمة
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
" يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون (آل عمران:102)
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"( النساء: 1)
" يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً ( سورة الأحزاب:70-71)(1)
أما بعد: فإن الحديث على صفحات هذا البحث سيدور بحول الله و قوته عن موضوع(( الاحتساب على المخالفات الرياضية ))...
أهمية البحث و سبب اختياره :
سأبين و أعرض لموضوع في غاية الأهمية ألا و هو موضوع : الاحتساب على المخالفات الرياضية ، عسى أن يكون في هذا البيان والتوضيح تعليم للجاهل، وتذكير للغافل، وتحذير وردع للمبتدع ، ومدارسة للعارف خاصة في وقت كثر فيه الجهل و الغفلة و التعدي والافتراء و عدم المبالاة بما يحدث من مخالفات أثناء ممارسة الرياضة من قبل الكثيرين فأردت أن أخوض هذه الدراسة لكي أبين حقيقة هذه المخالفات و خطورتها على الانسان المسلم , و أردت أن أبين مثالبها حتى يتعظ كل فرد منا و ينأى بنفسه عن ورود المهالك ... و من هنا يتضح سبب اختياري لهذا البحث ...هذا بالإضافة إلى كوني مكلف بإعداده من قبل الكلية ...
فأسأل الله عز وجل التوفيق والرشاد وأن يرزقنا التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على هديه والتأسي به، وأن يشرح لذلك صدورنا وينير قلوبنا و يرشدنا نحو عمل الخير و على الوجه الذي يرضيه , إنه جواد كريم وعلى كل شيء قدير.
و الله الموفق ...
منهج البحث:
يتمثل المنهج الذي سأتبعه و أسترشد به في إعداد هذا البحث في المنهج الاستقرائي الاستنباطي الذي يعتمد على دراسة المصادر الرئيسية و الثانوية للمعلومات و ذلك من خلال المصادر و المراجع التي تناولت الاحتساب على منكرات النظر(1).
أهداف البحث :
يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- التعريف بالاحتساب لغة و اصطلاحا .
2- الوقوف على المخالفات الرياضية .
3- الوقوف عن كثب على كيفية الاحتساب على المخالفات الرياضية.
4- الخروج بتوصيات و مقترحات من شأنها أن تحد من على المخالفات الرياضية التي يقع فيها كثير من الناس في هذه الأيام.
تساؤلات البحث:
1- ما هو مفهوم الاحتساب ؟
2- ما هو المخالفات الرياضية ؟
3- كيف يكون الاحتساب على المخالفات الرياضية ؟
4- هل هناك مقترحات يمكن الاستفادة منها في الحد من على المخالفات الرياضية بين الناس؟
تقسيمات البحث :
سيتم العمل في هذا البحث وفقا للتقسيم التالي:
المقــــدمة
أهمية البحث و سبب اختياره :
منهج البحث:
أهداف البحث :
تساؤلات البحث:
تقسيمات البحث :
المبحث الأول : مفاهيم و مصطلحات البحث :
المبحث الثاني: حكم الحسبة في الإسلام و أهميتها
المطلب الأول : حكم الحسبة في الإسلام .
المطلب الثاني : أهمية الحسبة في الإسلام .
المبحث الثالث : الرياضة في الاسلام:
المطلب الأول : أهمية الرياضة للانسان:
المطلب الثاني: حكم الرياضة في الإسلام :
المطلب الثالث : الروح الرياضية في الإسلام:
المبحث الرابع :المخالفات الرياضية:
المبحث الخامس الاحتساب على المخالفات الرياضية:
الخـــــــــــاتمة
قائمة المصادر والمراجـع
فهرس الموضوعات.
المبحث الأول :
مفاهيم و مصطلحات البحث :
1- تعريف الاحتساب:
الاحتساب لغة:
الاحتساب مصدر احتسب وهو من مادة (حَ سَ بَ) التي تدل في اللغة على معانٍ عديدةٍ منها: العدُّ والكفاية(1). ومن المعنى الأول (العدُّ) قولهم: حسبت الشيء أحسبه حسباً وحسباناً، ومن الباب: الحِسبَةُ وهو الأجر أو احتساب الأجر(2)، ويقال: أحتسب بكذا أجراً عند الله، وفي الحديث: "من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً". أي طلباً لوجه الله تعالى وثوابه.(3).
الاحتساب اصطلاحاً:
الاحتساب: هو طلب الأجر من الله تعالى بالصبر على البلاء مُطمئنةً نفس المحتسب غير كارهةٍ لما نزل بها من البلاء.
وقال ابن الأثير: الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات البِدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها(4).
ويمكن أن نستنتج من التعريفيين السابقين، أن الاحتساب ثلاثة أنواع هي:
1ـ احتساب الأجر من الله تعالى عند الصبر على المكاره، وخاصة فقد الأبناء إذا كانوا كباراً.
2ـ احتساب الأجر من الله تعالى عند عمل الطاعات يُبتغى به وجهه الكريم كما في صوم رمضان إيماناً واحتساباً، وكذا في سائر الطاعات.
3ـ احتساب المولى ـ عز وجل ـ ناصراً ومعيناً للعبد عند تعرضه لأنواع الابتلاء من نحو منع عطاء أو خوف وقوع ضرر، ومعنى الاحتساب في هذا النوع الثالث الاكتفاء بالمولى ـ عز وجل ـ ناصراً ومعيناً والرضا بما قسمه للعبد إن قليلاً وإن كثيراً.
3- المخالفات الرياضية :
و أقصد بها هنا كل ما يمكن أن يقع فيه ممارس الرياضة أو مشاهدها من مخالفات عقيدية و شرعية و دنيوية و كل ما يستوجب غضب الله وسخطه.
المبحث الثاني:
حكم الحسبة في الإسلام و أهميتها
المطلب الأول :
حكم الحسبة في الإسلام .
للعلماء قولان في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
القول الأول:
أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين ، ومن الأدلة على هذا قوله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
ووجه الدلالة أن (مِنْ) هنا بيانية فتكون دلالتها تشمل الأمة جميعاً كقوله:
( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ) (الحج: من الآية30) .
القول الثاني:
وهو الذي اختاره كثير من الفقهاء أنه فرض كفاية ، واستدلوا بالآية المتقدمة وقالوا: إن (مِن) في الآية تبعيضية فتفيد أن هذا الواجب خاص ببعض الأمة وليس جميعها.
والذي يظهر أنه يمكن الجمع بين القولين إذا جعلنا القول الأول منصرفاً إلى الإنكار بصوره كافة ومنها الإنكار بالقلب ؛ وهذا ممكن تحققه من الجميع كلٌ بحسب قدرته واستطاعته كما ورد في حديث أبي سعيد المتقدم، والقول الثاني ينصرف إلى معنى الاحتساب باليد واللسان الذي لا يمكن إلا لبعض الناس ممن تتوفر فيهم شروط معينة ، وهو منصرف كذلك إلى ولاية الحسبة كولاية إسلامية شرعية مقصودها تحقيق هذه الشعيرة وعلى هذا فهي بلا ريب من فروض الكفايات التي يجب على دولة الإسلام القيام بها في الجملة ، ولا يتصور تفرغ جميع الناس للقيام بها وإلا تعطلت ولايات الدولة الأخرى ، وتعطلت مصالح الناس وسبل معاشهم؛ وهذا ممنوع . يقول تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (التوبة:122)
فخلاصة القول: أن الإنكار واجب عيني بحسب الاستطاعة لا يعذر أحد بتركه وأضعف الإيمان أن يكون بالقلب ، أما ولاية الحسبة فهي فرض كفاية وهي من واجبات الدولة المسلمة(1) .
المطلب الثاني :
أهمية الحسبة في الإسلام .
يهدف الإسلام إلى خلق مجتمع آمن مستقر تسوده المحبة ويجتمع أفراده في التعاون على البر والتقوى، حتى يتمكن الجميع من القيام بواجب الخلافة في الأرض وتحقيق الغاية الأساسية من خلق الإنسان وهي عبادة الله تعالى، ولأن الناس محتاجون دائما إلى نظام يسيرون على هديه، وسلطة تحرص على تحقيق هذا النظام في حياة الناس، لزم أن يكون هناك من يذكر الناس بذلك ويتابع التزامهم به، ومن هنا جاءت أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقد جاءت الشريعة الإسلامية بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنها ترجح خير الخيرين، وتدفع شر الشرين، وتحصل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، وتدفع أعظم المفسدين باحتمال أدناهما. وقد أمر الله تعالى عباده بأن يبذلوا غاية وسعهم في التزام الأصلح فالأصلح - واجتناب الأفسد فالأفسد، وهذا هو الأساس الأكبر في التشريع الإسلامي:
على أن الواجب تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدين مع احتمال أدناهما هو المشروع. ثم إن مقصد الولايات الشرعية من خلافة وقضاء وحسبة وغيرها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فولاية الحسبة إنما جعلت لإصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينًا، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا، ولإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دينهم.
والشريعة إنما جاءت بأحكام تحفظ على الناس الكليات الخمس أو المصالح العليا الخمس وهى: الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
فكل الأحكام الشرعية في هذا الخصوص إنما هي أوامر ونواهٍ للحفاظ على هذه الكليات، والحسبة إنما تسعى للتحقق من تطبيق هذه الأوامر والالتزام بالنواهي(1).
المبحث الثالث :
الرياضة في الاسلام:
المطلب الأول :
أهمية الرياضة للانسان:
إن الإنسان ما هو إلا عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، وغذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، إذا لبى الحاجات الثلاثة تفوق، أما إذا اكتفى بواحدة تطرف، والحديث اليوم عن الحاجة الثالثة، حاجة الجسم، وأخبار الرياضة تملأ الأرض، والحديث اليوم عن الرياضة، وعلاقتها بهذا الدين العظيم، ومتى تغدو تقوية للجسم وتأهيلاً له، ومتى تغدو ديناً آخر يعبد من دون الله، اقتربت الرياضة أن تكون ديناً آخر يعبد من دون الله.
الرياضة توفر للجسم قوته، وتزيل عنه أمراضاً، ومخلفات ضارة بطريقة طبيعية، هي أحسن الطرق في هذا المجال، والناس من قديم الزمان لهم طرق وأساليب في تقوية أجسامهم، وكل أمة أخذت منها ما يناسب وضعها ويتصل بأهدافها.
المطلب الثاني:
حكم الرياضة في الإسلام :
أما حكم الرياضة في الإسلام فالحكم العام هو الجواز، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت، بينما العبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت، والرياضة شيء من الأشياء الأصل فيها الإباحة.
أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان، فإنها ترتفع عن مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب، بل إلى مستوى الندب، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية، وهادفة إلى تقوية الأبدان، وتقوية الأرواح، وهذا أرجح الأقوال في موضوع الرياضة.
والإسلام لا يمنع تقوية الأجسام بل يريد من المؤمن أن يكون قوياً في جسمه، وفي عقله، وفي أخلاقه، وفي روحه، لأن الحق يحتاج إلى القوة، في الأمم الشاردة الحق هو القوة أما في أمة الوحيين الكتاب والسنة، الحق ما جاء به الوحيان لكنه يحتاج إلى قوة، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: " المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف"(1)
والجسم القوي أقدر على أداء التكاليف الدينية والدنيوية،
والإسلام لا يشرع ما فيه إضعاف الجسم إضعافاً يعجزه عن أداء هذه التكاليف، بل خفف ببعض التشريعات إبقاء على صحة الجسم، فأجاز أداء الصلاة قعوداً لمن عجز عن القيام، وأباح الفطر لغير القادرين على الصيام، ووضع الحج والجهاد عن غير المستطيع، وقد قال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن عمرو بن العاص، وقد أرهق نفسه بالعبادة صياماً وقياماً: "صم وأفطر، وقم ونم، فإن لبدنك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقا"(1)
ونجد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وفي تربيته لأصحابه ، بل في صميم التشريع الإسلامي سبق واضح إلى التربية البدنية الحديثة ، والتي أصبحت اليوم تمارس في جميع الدول ، وعند كل الشعوب ، كجزء من حياة البشر ، كما دخلت فروع الطب ، وغدت تمارس وقاية وعلاجاً تحت اسم الطب الرياضي ، والطب الرياضي أحد التخصصات الحديثة جداً ، على الرغم من أن الطب الرياضي لم يكن معروفاً قبل الإسلام ،
إن اختصاصي العلاج الطبيعي يعدون أن النبي عليه الصلاة والسلام وضع اللبنة الأولى لبناء هذا العلم عندما شكا إليه قوم التعب من المشي ، فأوصاهم بمزاولة النسلان ، وهو الجري الخفيف ، هذه وصية النبي عليه الصلاة والسلام ، فتحسنت صحتهم ، وكفاءتهم الحركية ، واستطاعوا المشي لمسافات طويلة من دون تعب .
ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر في كتابه “زاد المعاد” عند الكلام عن الرياضة أن الحركة هي عماد الرياضة، وهي تخلص الجسم من رواسب وفضلات الطعام بشكل طبيعي، وتعود البدن الخفة، والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتصلب المفاصل، وتقوي الأوتار والرباطات، وتبعد جميع الأمراض المادية، وأكثر الأمراض المزاجية، إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة، فكل عضو له رياضة خاصة يقوى بها، وأما ركوب الخيل، ورمى النشاب، والصراع، والمسابقة على الأقدام، فرياضة البدن كله، وهى قالعة لأمراض مزمنة.
لعلكم تعجبون من هذا الموضوع، أنا أنطلق من أن الإسلام هو الحياة، هو الحياة الكاملة، ومن كمال الحياة أن يكون الجسم قوياً.
ومظاهر الرياضة البدنية في الإسلام كثيرة، والتكاليف الإسلامية نفسها يشتمل كثير منها على رياضة الأعضاء، إلى جانب إفادتها في رياضة الروح، واستقامة السلوك، فالصلاة ـ صدقوا ولا أبالغ ـ إحدى الدول المتقدمة والتي تهتم بالتمارين الرياضية، كلفت عدداً من علماء الرياضة أن يضعوا تدريبات وتمرينات تصلح للكبير والصغير، والرجل والمرأة لكل الأعمار، وفي كل الأوقات، فجاءت التدريبات مطابقة تماماً لحركات الصلاة(1).
المطلب الثالث :
الروح الرياضية في الإسلام:
أقرَّ الإسلام الرياضة، وشجع عليها، و بهذا نعرف مدى شمول الإسلام لكل مظاهر الحضارة، والإطار العادل الذي وضع للمصلحة العامة، ويلاحظ أن التربية الرياضية لا تثمر ثمرتها المرجوة إلا إذا صحبتها الرياضة الروحية الأخلاقية، وإذا كانت هناك مباريات يجب أن يحافظ على أدائها وعلى آدابها التي من أهمها، عدم التعصب الممقوت، فإذا حدث انتصار لفرد أو لفريق، وكان الفرح بذلك على ما تقتضيه طبيعة البشر، وجب أن يكون هناك أدب وذوق، فالقدر قد يخبئ للإنسان ما لا يسره، وقد تكون الجولات المستقبلة في غير صالح الفائز.
أي وقعت أزمة بين دولتين انتهت إلى قتلى وجرحى، من أجل مباراة الكرة، واليوم نشهد ولاءً لهذه المباريات في معظم الدول، قلت لكم في البداية: كادت تصبح الرياضة ديناً آخر يعبد من دون الله.
أعرابي سبق بجمله ناقة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ التي كانت لا تسبق، وشقّ على المسلمين ذلك، فتمثلت في النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ الروح الرياضية الصحيحة كما يعبر عنها المحدثون، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن حقاً على الله ألا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه , أشار إلى ناقته الأولى دائماً فلم تربح السباق، هذا من أدبه، ومن حكمته، ومن هديه، هدأ بهذا الكلام ثائرة المتحمسين له.
ومرة تسابق مع عائشة فقالت: تسابقت أنا ورسول الله فسبقته، فلما ركبني اللحم سبقني، فقال: يا عائشة هذه بتلك. تعادل.
المبحث الرابع :
المخالفات الرياضية:
و تتمثل هذه المخالفات فيما يرفضه و لا يرضاه الاسلام من ممارسي الرياضة و منها:
• الإسلام لا يرضى عند الخصومة والمنافسة نسيان الشرف والذوق، والفجور ، فتلك من خصال المنافقين، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
" أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ"(1)
• لا يرضى الإسلام أن يلهو الشباب بها إلى حدّ نسيان الواجبات الدينية، والوظيفية، والأسرية، والوطنية، والواجبات الأخرى،
• لا يرضى الإسلام أن تمارس الرياضة بشكل يؤذي الغير،
• لا يرضى التحزب الممقوت الذي فرق بين الأحبة، في بعض البلاد
• لا يرضى التحزب الممقوت، الذي فرق بين الأحبة، وباعد بين الأخوة، وجعل في الناس أحزاباً وشيعاً، فالإسلام يدعو إلى الاتحاد، ويمقت النزاع والخلاف.
• لا يرضى أن توجه الكلمات النابية من فريق لآخر، ويكره التصرفات الشاذة التي لا تليق بكرامة الإنسان.
• لا يرضى عن الألعاب الجماعية التي يشترك فيها الجنسان، وفيها كشف للعورات .
• لا يرضى الإسلام عن الألعاب التي تثير الشهوة، وتحدث الفتنة، كرياضة الرقص من النساء حين تعرض على الجماهير، لا يرضى لجنس أن يزاول ألعاب الجنس الآخر، إلا أن يزاول ألعاباً تليق به.
• لا يرضى العدوان ، الإسلام منهج الله عز وجل يقول:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾) [سورة المائدة الآية : 87]
في أي مجال عدوان بالكلام، عدوان بالسخرية، عدوان بالتهليل والتصفيق غير المعقول، عدوان باحتقار الآخر، هذا كله محرم.
المبحث الخامس
الاحتساب على المخالفات الرياضية:
على المحتسب على مخالفات الرياضة أن يدرك أهداف الرياضة في الإسلام، ومنها حفظ الجسم قوياً نشيطاً، النبي ـ عليه الصلاة والسلام ، في ملمح من سيرته، في بدر يوم كان الصحابة ألفاً والرواحل ثلاثمئة فقال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، ركب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً، فقال: ما أنتما بأقوى مني على السير, ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
يجب على المحتسب أن يعمل على أن يبث في نفوس الرياضيين أنه في ظل الرياضة ينبغي أن ننمي من روح التعاون، والمنافسة الشريفة الهادئة بين الأفراد والجماعات، وأن ننمي أخلاق الفرد، وأن نحسّن من تعاملنا مع الآخرين.
على المحتسب ألا يدع الرياضة تلهي ممارسيها عن واجب شرعي :
ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي، قال تعالى:
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)(1)
مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة :
فالمحتسب هنا يدعو ممارسي الرياضة إلى مراعاة المقصد الحسن عند مزاولتهم للرياضة، أي أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه الأعداء، انطلاقاً من قول النبي عليه الصلاة والسلام: "المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف"(2)
فحينما يتمكن المحتسب من تقييد ممارسي الرياضة بهذه الضوابط فإنه من شأنها أن تعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة بالمسلم في الحياة الدنيا، وقد قال الفقهاء كقاعدة فقهية عامة: الأمور بمقاصدها، أنت حينما تمشي، أو تجري، أو تلعب رياضة نظيفة هادفة، قصدك من هذا تقوية الجسم فالأمور بمقاصدها.
أن يعمل المحتسب على منع مخالفات كشف العورات أثناء ممارسة الرياضة : حيث يحث الممارسين للرياضات بوجوب ستر العورات والبعد عن مواطن إثارة الغرائز.
و يجب أن يدعو الشباب إلى عدم ممارسة الرياضة التي بها خطر محقق أو غالب الظن، لأن الله عز وجل قال :(وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(3)
فأية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر فهي محرمة.
أيضا مما ينبغي الاحتساب عليه في الرياضة : ما يقوم به البعض من رهانات وتحقيق مكاسب محرمة فعلى المحتسب أن يدعو ممارسي الرياضة أو متابعيها إلى البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة، الآن في سباق الخيول مراهنات تعد نوعا من أنواع القمار، فالرياضة التي يبنى عليها كسب مال محرم، هي في الأصل محرمة.
وينبغي على المحتسب أن يدعو الممارسين للرياضة ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة.
و هنا يقوم المحتسب بنصح المحتسب فيه و يدعوه و يحثه على عدم الخوض في أعراض الناس و كتمان السر (1)، و ينبهه على خطر انتشار الغيبة والنميمة، في الأمة الإسلامية و أن ذلك من أهم وسائل إضعاف الأخوة الإسلامية، ومما يفقد المسلمين الأمن والاطمئنان. فإذا أصر عليه نقل ذلك إلى من يقدر على إزالته من أولياء الأمور.
الاحتساب على المزاح بألفاظ فيها كفر و فسوق :
أن المزح بالكذب وأنواع الكفر من أعظم المنكرات ومن أخطر ما يكون بين الناس في مجالسهم خاصة بين الشباب في ممارسة الرياضة أو متابعتها. فالواجب الحذر من ذلك وقد حذر الله من ذلك بقوله : " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ"
وقد قال كثير من السلف رحمهم الله: إنها نزلت في قوم قالوا فيما بينهم في بعض أسفارهم مع النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله فيهم هذه الآية(1).
فالواجب على أهل العلم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات، الحذر من ذلك والتحذير منه، لما في ذلك من الخطر العظيم والفساد الكبير والعواقب الوخيمة، عافانا الله والمسلمين من ذلك، وسلك بنا وبهم صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.
دور المحتسب :
و هنا يقوم المحتسب بحث المحتسب فيه من ممارسي أو متابعي الرياضة على التمسك بالصدق في المزاح: فالمسلم يبتعد عن الكذب في المزاح.
و أن يراعي الاعتدال في المزاح: و ينبهه بأن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي وقتًا طويلا في المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات والحقوق.
كذلك يحثه على البعد عن السخرية في مزاحه ولهوه والاستهزاء بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة تدعو للضحك والسخرية. يقول تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"(1).و أن يلتزم النية الطيبة في المزاح: مثل مؤانسة الأصحاب والتودد إليهم، والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل عنها.
اللعان وكيفية الاحتساب عليه:
لقد حرّم الله تعالى على المسلم الاستطالة في عرض أخيه المسلم ( و سواء في هذا الحكم الرجال و النساء ) .قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ) ( الأحزاب : 58) . و المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً " و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم )(2).
و لمّا كان القذف من أشنع الذنوب ، و أبلغها في الإضرار بالمقذوف و الإساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة .
قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( النور : 4 )
و اللعن يكون سواء لحيوان أو جماد أو إنسان كل ذلك مذموم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن ليس بلعان ) فلا يجوز لعن إلا من لعنه الله وأعلن كفره أو مات على الكفر كفرعون و أبو جهل . وإلا قد نتعرض للخطر فإننا لو لعنا زيدا من الناس وهو يهودى مثلا فإنه ربما يسلم فيموت مقربا عند الله .
كيفية الاحتساب :
و هنا يقو م المحتسب مبينا للمحتسب فيه إن الوقوع في الأعراض بالقذف واللعن بالتلميح أو التصريح عن منافسيهم الرياضيين أو من يتابعونهم من الذنوب الكبائر ، الموجبة للتوبة و استباحة من تسببت في الإساءة إليه ، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مالٌ و لا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ.
الاحتساب الألفاظ المخالفة للشريعة أثناء ممارسة الرياضة :
قد درج على ألسنة كثير من ممارسي الرياضة كلمات قد يكون في بعضها خطورة كبيرة ، وهذه مثال على ذلك وتوضيح سبب النهي :
قول بعضهم ( هذا اللاعب شكله غلط )
سبب النهي : لأن فيه سخرية واعتراضاً على خلق الله تعالى .
أمام هذه الألفاظ و غيرها مما يخالف الشريعة على المحتسب أن ينبه قائلها على مخالفتها و عدم جواز قولها و ضررها و أن يبين له سبب النهي عنها و يسعى لإقناعه بالكلمة الطيبة و الموعظة الحسنة .
التلفظ بالألفاظ البذيئة :
إن الرياضي المسلم يتعين عليه البعد عن الألفاظ البذيئة الفاحشة ويعود لسانه على قول الخير، لقول الله تعالى:" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (1)
وقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء(2).
وقال لمعاذ: " كف عليك هذا يعني لسانه. قال وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ". رواه الترمذي.
وقال بعض الحكماء:
عود لسانك قول الخير تحظ به **** إن اللسان لما عودت يعتااد
وقال بعضهم:
احفظ لسانك أيها الإنسان **** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه **** كانت تهاب لقاءه الشجعان
كيفية الاحتساب :
ينبه المحتسب المحتسب فيه على أنه يحرم على الرياضي المسلم الكلام بما يؤذي غيره من بذئ الكلام و قبيحه و ذلك لقوله تعالى:" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا" (الأحزاب:58) و يدعوه إلى استخدام الألفاظ الحسنة الطيبة التي تشيع المحبة و الإخاء (1).
وفيما يتعلق بالاحتساب على ممارسة المرأة للرياضة يقوم المحتسب بدعوة ولي الأمر أن يراقب ممارسة المرأة للرياضة بحيث لا يوقعها في مخالفات شرعية حيث يحث على :
- وجوبُ ابتعاد المرأة عن الرجال في الرياضة .
- لا ينبغي للمرأة أن تتشبه بالرجال.
- البعد عن الرياضة التي لا تليق بالمرأة، تنمية العضلات يبعدها عن أن تكون أنثى، وتصبح أقرب إلى الرجولة، فلا ينبغي أن تتشبه النساء بالرجال في هذه الرياضة.
الخـــــــــــاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريات,فصلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا ...أما بعد ...
فقد تناولت فيما سبق من البحث موضوع الاحتساب على المخالفات الرياضية.
و من أهم النتائج التي تم التوصل إليها في هذا البحث :
• الاحتساب: هو طلب الأجر من الله تعالى بالصبر على البلاء مُطمئنةً نفس المحتسب غير كارهةٍ لما نزل بها من البلاء.
• أن الاحتساب ثلاثة أنواع هي:
1ـ احتساب الأجر من الله تعالى عند الصبر على المكاره، وخاصة فقد الأبناء إذا كانوا كباراً.
2ـ احتساب الأجر من الله تعالى عند عمل الطاعات يُبتغى به وجهه الكريم كما في صوم رمضان إيماناً واحتساباً، وكذا في سائر الطاعات.
3ـ احتساب المولى ـ عز وجل ـ ناصراً ومعيناً للعبد عند تعرضه لأنواع الابتلاء.
4. الرياضة مشروعة في الاسلام .
5. لممارسة الرياضة ضوابط ومحاذير ينبغي الالتزام بها من قبل ممارسيها و متابعيها من أجل أن يكون ممارسته لها بعيدا عن المخالفات الشرعية .
6. أن الإنكار واجب عيني بحسب الاستطاعة لا يعذر أحد بتركه وأضعف الإيمان أن يكون بالقلب ، أما ولاية الحسبة فهي فرض كفاية وهي من واجبات الدولة المسلمة.
7. الشريعة إنما جاءت بأحكام تحفظ على الناس الكليات الخمس أو المصالح العليا الخمس وهى: الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
8. لقد حرّم الله تعالى على الرياضي المسلم الاستطالة في عرض أخيه المسلم.
9. التلفظ ببذيء الكلام و الألفاظ أثناء الرياضة يؤدي إلى إشاعة التفاتن والتحاسد والتحاقد بين الناس وإلغاء الآخر ومراقبته والتسلق على حسابه وتهويل مستصغر أموره، وما شابهها من نشر للشائعات المغرضة بشتى أوجهها وتوجهاتها في المجتمع.
10. إن الرياضي المسلم يتعين عليه البعد عن الألفاظ البذيئة الفاحشة ويعود لسانه على قول الخير.
11. يبغي ألا يتحدث الرياضي المسلم إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك.
و في ضوء هذه النتائج أوصي بما يلي :
• و جوب أن يحرص كل مسلم منا على التزام منهج الإسلام في الحياة .
• أهمية و ضرورة حفظ اللسان من الوقوع في زلات موجبه لغضب و سخط الله تعالى أثناء ممارسة الرياضة .
• على المحتسب أن ينتهج نهج اللين و الموعظة الحسنة في احتسابه في مخالفات الرياضة لأن هذا النهج يؤتي ثماره سريعا و يلقى القبول.
• الاقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة في الاحتساب على مخالفات الرياضة .
و في الختام آمل أن أكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع على النحو الأفضل إنه سميع مجيب ...
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم ...
قائمة المصادر المراجـع
(1) القرآن الكريم.
(2) كتب صحاح السنة
(3) ابن تيمية : الحسبة تحقيق : صالح عثمان اللحام ، دار ابن حزم ، الرياض، 2004م
(4) ابن كثير : تفسير القرآن ، دار طيبة ، الرياض ، 1422هـ
(5) ابن منظور : لسان العرب , مادة حسب , دار العلم للملايين , بيروت , الطبعة الخامسة , 1998م .
(6) أحمد بن محمد الفيومي المقرئ : المصباح المنير , دار الحديث , القاهرة , 1421هـ.
(7) حسن أيوب : السلوك الاجتماعي في الاسلام ، دار الندوة الجديدة ، بيروت ، بدون تاريخ.
(8) سعيد بن علي بن وهف القحطاني : آفات اللسان ، الطبعة الثامنة ، الرياض ، 1422هـ
(9) صالح بن حمد العساف : المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية , مكتبة العبيكان , الرياض , 1424هـ.
(10) عبد الرجمن السعدي : تفسير الكريم الرحمن ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1417هـ
(11) محمد بن أبي بكر الرازي : مختار الصحاح , مكتبة لبنان , بيروت , الطبعة الثانية , 1993م .
(12) محمد راتب النابلسي, الرياضة في ظل الشرع , 2010م.
(13) محمد ناصر الدين الألباني: خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمها أصحابه ،الطبعة الرابعة ، المكتب الإسلامي، دمشق و بيروت ، 1400م
(14) مرفت كامل أسرة : الاحتساب و أثره في تغيير المنكر , http://www.saaid.net/alsafinh/19.htm
(15) مواقع على شبكة الانترنت :
http://saaid.net/alsafinh/m.htm
فهرس المحتويات
م الموضوع الصفحة
1 المقــــدمة 1
2 أهمية البحث و سبب اختياره 2
3 منهج البحث 2
4 أهداف البحث 3
5 تساؤلات البحث 3
6 تقسيمات البحث 3
7 المبحث الأول : مفاهيم و مصطلحات البحث 5
8 المبحث الثاني: حكم الحسبة في الإسلام و أهميتها 6
9 المطلب الأول : حكم الحسبة في الإسلام 6
10 المطلب الثاني : أهمية الحسبة في الإسلام 8
11 المبحث الثالث : الرياضة في الاسلام 9
12 المطلب الأول : أهمية الرياضة للإنسان 9
13 المطلب الثاني: حكم الرياضة في الإسلام 10
14 المطلب الثالث : الروح الرياضية في الإسلام 12
15 المبحث الرابع :المخالفات الرياضية 13
16 المبحث الخامس الاحتساب على المخالفات الرياضية 15
17 الخـــــــــــاتمة 23
18 قائمة المصادر والمراجـع 26
19 فهرس الموضوعات 28
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية الدعوة و الاعلام
بحث بعنوان:
الاحتساب على المخالفات الرياضية
إعداد الطالب:
سليمان محمد الحربي
الرقم الجامعي: 432027454
إشراف الدكتور :
عبدالرحمن بن وادي بن مطر الشمري
العام الجامعي
1434/1435هـ