بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

التعليم في المملكة العربية السعودية ونظامه و تطوره


التعليم في المملكة العربية السعودية ونظامه و تطوره


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمــة

     إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره ، و نستهديه , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.  أما بعد...

         فإن الحديث على صفحات هذا البحث سيدور بحول الله وقوته حول موضوع : " التعليم في المملكة العربية السعودية ونظامه و تطوره " . وسيتم في هذا الموضوع الاعتماد على جمع المعلومات من عدة  مصادر ومراجع علمية و ذلك في ضوء ما تيسر لي من معلومات...  وأرجو من الله العلي العظيم أن يلهمني السداد و التوفيق في عرض هذا الموضوع على النحو الأفضل ...إنه سميع مجيب ..

و الله ولي التوفيق.



التعليم قُبيل عهد الملك عبد العزيز:

  لما كان لكل منطقة من مناطق المملكة قبل قيام الدولة السعودية أوضاعها السياسية الخاصة بها فكذلك كان لكل منطقة الرئيسية التي تتكون منها المملكة أوضاعها العلمية الخاصة بها. 

 فالحجاز كانت تتفوق عن غيرها من المناطق من حيث نشاط الحركة العلمية فيها وذلك لوجود الحرمين الشريفين ملتقى العلماء المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية وما يتبع هؤلاء العلماء في أثر علمي كبير وقد كفلت لها فريضة الحج صلة لا تنقطع عن مراكز الإشعاع العلمي كما أن التعليم الحديث بمدارسه الحديثة قد بدأ في الحجاز في عهد مبكر بالنسبة لمناطق المملكة الأخرى حيث ظهر فيه  في مطلع الرابع عشر أي في العهد العثماني كما أن المطبعة دخلت الحجاز في تلك الفترة أيضاً عام 1300هـ/1982م وقد كان لها في التأثير الثقافي الشيء الكثير( ). 

  ففي مكة والمدينة كانت تعقد في الحرمين الشريفين حلقات علمية ترتكز على العلوم الشرعية واللغوية يقوم بها عدد في المشايخ في عهد الثمانين الهاشميين كما يوجد بجانب ذلك عدد من الكتاتيب لتعليم الصبيان مبادئ القراءة والكتابة والدين كما أسس العثمانيين بعض المدارس الحديثة في مكة والمدينة والطائف( ). 

 وكان كافة التعليم فيها باللغة التركية حتى عند دراسة مواد اللغة العربية كالنحو والصرف وهو على هذا التعليم موجه تريد منه الدولة نشر ثقافتها التركية وهو ما يعرف بسياسة التتريك في الدولة العثمانية عربية وذلك في كل من مكة وجده والمدينة استطاع التعليم السعودي استيعابها وتطويرها فيما بعد( ).

  وعلى كل فإن الحجاز ظهر فيه حركة علمية متطورة بالنسبة للمناطق الأخرى وحينما دخل الحكم السعودي الحجاز أحسن الاستفادة منها  وتطويرها ولقيت الحلقات العلمية في الحرمين الشريفين وكذلك المدارس الأهلية ضعيفاً( ).

   ويلاحظ أن تأثير الدعوة السلفية في الإحساء كان واضحاً بسبب قلة سنوات غياب الحكم السعودي عن المنطقة فقد كانت المنطقة ضمان أملاك الدولتين السعوديتين الأولى والثانية وحينما دخل العثمانيين المنطقة بعد ضعف الدولة السعودية الثانية عام 1288م/1871م أخذ الحكم العثمانيين يُدخل آثاره الإدارية والعسكرية في المنطقة ولكن تأثيره الثقافي لم يكن كالحجاز فقد وجدت في  المنطقة الكتاتيب وحلقات المساجد كما فتح العثمانيين بعض المدارس الحديثة ولم يكن لها من أثر سوى محاولة نشر اللغة التركية في الأقاليم كما يلاحظ أن التعليم في المنطقة كان يغلب عليه المذاهب فهناك تدريس على المذهب الشافعي لجماعات مخصوصة وتدريس على المذهب المالكي لجماعات أخرى وتدريس خاصة بالشيعة وحينما عاد الحكم السعودي إلى المنطقة أبطل العمل بالمذاهب بالثلاثة واعتمد المذهب الحنبلي( ). 

  أما منطقة عسير فقد كان جنوبها أحسن حال من شمالها من الناحية العلمية والثقافية لارتباط ذلك الجزء باليمن ومراكزها العلمية أما التعليم الحديث فهي مثل نجد لم يدخلها إلا في منتصف القرن الرابع عشر الهجري. 

 لقد ساء التعليم في عسير على الطريقة التقليدية القديمة حيث وجدت بعض الكتاتيب في المدن والقرى كما وجدت حلقات مساجد كان لها تأثير علمي في المنطقة ومع أن الإدارة كان لهم بعض التأثير الديني في المنطقة إلا أنه يلاحظ أن للدعوة السلفية تأثير قوياً في المنطقة منذ عهد الدولة السعودية الأولى بعثاتها السلفية أما العثمانيين فلم يهتموا بنشر التعليم الحديث في المنطقة كاهتمامهم في الحجاز وبعض المدارس القلية التي أنشؤوها في بعض المدن كان هدفها تعليم أولاد العثمانيين الموجود في هذه المدن لذا يمكن القول أن المنطقة لم تر التعليم الحديث على حقيقة إلا بعد ضمها للحكم السعودي( ). 

  ومنطقة نجد لها من الخصائص العلمية والظروف ما يجعلها تختلف عن المناطق السابقة الذكر فهي بعيدة عن تيار العلم المتفتح على الخارج عكس الحجاز وهي لها من الظروف المعيشية القاسية ما يجعل أكثر سكانها منصرفين عن التعليم لمعاناتها من هذه الحياة وانشغالهم في التغلب عليها ولم يكن الوعي الكافي متوفراً بين السكان ليفهموا فوائد التعليم ومنافعه المتعددة والمتنوعة ومع ذلك كله يلاحظ أنه برز في نجد علماء في القرن العاشر الهجري وهي الفترة التي دخل فيها المذهب الحنبلي إلى نجد وتركز اهتمام علماء نجد في البحث عن ذلك المذهب والتعمق بدراسته وأن وجد علماء المذهب الشافعي والحنفي ولكنهم قلة( ). 

 وفي منتصف القرن الثامن عشر الهجري ظهرت في نجد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فزاد إقبال الناس على العلم أكثر من ذي قبل وخاصة على التوحيد وأصول الدين الذي اهتمت به الدعوة لحاجة المجتمع لـه أكثر من غيره على أن فروع العلوم الشرعية نالت من الاهتمام ما تستحقه وقد كان لهذه الدعوة الأثر العلمي الكبير لأنها شددت على ضرورة فهم العقيدة الإسلامية فهماً صحيحاً وهذه لا يتأتى إلا بالتحصيل العلي وأن المسلم العالم خير من المسلم الجاهل فأقبل الناس على تعلم القراءة والكتابة ودراسة دقائق الدين وقام العلماء رغبة في تصميم النفع بوضع المؤلفات التي شاعت شيوعاً كبيراً من خلال حلقات الوعظ في المساجد وغيرها( ). 

 وكانت صعوبة المعيشة في نجد حينذاك وعدم وجود من يتولى التعليم برعاية مالية كافية وقف في طريق الغالبية العظمى من السكان إلى المعرفة ومع ذلك وجدت محاولات جيدة لنشر العلم على حسب الإمكانيات المتوفرة حينذاك وذلك عن طريق الكتاتيب من ناحية وحلقات المساجد في بعض المدن من ناحية أخرى( ). 

التعليم في الدولة السعودية الأولى: 

  لقد كان أمراً طبيعياً أن تعتم الدولة القائمة على أساس من الدعوة الإصلاحية بالتعليم وكان ذلك واضحاً في سيره قادتها الذين حرصوا كل الحرص على حضور مجالس العلم وتتلمذوا على يد المشايخ العظام بل أن من أولئك القادة من كانوا لا يقتصروا على المناقشة العلمية وإنما يغمدون ما يقروه القارئ عليهم ويوردون أقوال العلماء المختلفة حوله( ).

  وقد بلغ في حرصها قادة الدولة السعودية الأولى على التعليم أنهم كانوا يصطبحون معهم في الغزوات علماء يعقدون مجالس علمية ينتفع بها أفراد الجيش الغازي وبجهود أولئك القادة وإخلاص علماء البلاد ازدهرت الحياة العلمية ازدهاراً عظيماً ووجدت في الدرعية بالذات مكتبات قيمة ضمت كتباً كثيرة في موضوعات علمية مختلفة. 

  وكان التعليم مركزاً بدرجة كبيرة على التوحيد وما يتعلق بالعبادة لكن العلوم الشرعية الأخرى مثل الحديث والتفسير والسيرة النبوية والفقه نالت حظاً وأفراً من الاهتمام ولكن من اللافت للنظر أنه لم تحدث النهضة أدبية لا شعراً ولا نثراً( ).  

التعليم في الدولة السعودية الثانية: 

الناحية الثقافية والعلمية فقد ظلت جيدة ذلك أن اهتمام قادة الدولة السعودية الثانية بالعلم والعلماء مشابهاً والاهتمام أسلافهم في الدولة السعودية الأولى وظل التركيز كما كان سابقاً على التوحيد والعقيدة ولكن علوم اللغة العربية حظيت باهتمام أوفر من الاهتمام الذي حظيت به في الدولة السعودية الأولى. 

ولقد كانت الدروس تلقي المساجد والكتتايب أي أن التعليم التقليدي هو الذي كان موجود في الدولة السعودية الأولى والثانية( ). 



تطور نظام التعليم في الدولة السعودية الثالثة:

تطور التعليم في عهد الملك عبد العزيز :

جاءت عناية الدولة السعودية بالتعليم ترجمة عملية لدعوة الإسلام إلى البشرية جمعاء الرامية إلى جعل التعليم وسيلة بناء الأرض وإعمارها ونبراساً مضيئاً يضئ لها الطريق إلى الاستخلاف الأمثل للإنسان على هذه الأرض ، فكان الاجتماع التعليمي الأول في تاريخ العهد السعودي المعاصر الذي تبناه الملك عبد العزيز في جمادى الأولى من عام 1343هـ/1922م ودعا إليه العلماء في مكة المكرمة منطلقاً أساسياً لنشر العلم والتعليم(3).

وشهد عام 1344هـ/1923م إنشاء أول جهاز للتعليم السعودي وهو " مديرية المعـــارف " لتسبق بذلك الجهود الحكومية كثيراً من جهود الدول الأخرى في العناية بالتعليم . ذلك أن إنشاء مديرية المعارف جاء سباقاً لوضع نظام الحكم والإدارة في الدولة، كما أن تخصيص التعليم بمؤسسة ترعاه وتشرف عليه يعبر عن إدراك بعيد المدى للدور الذي يمكن أن يصنعه التعليم في دعم أواصر الإخاء وترسيخ التماسك الاجتماعي في الداخل ومواجهة المتغيرات العديدة المقبلة على المجتمع في مراحله التالية . ورغم أن الملك عبد العزيز كان له من الإنجاز التاريخي الشيء الكثير قبل هذه الفترة، إلا أنه رغب حينذاك أن يكون التعليم هو منطلق الدولة الجديدة . فخلال عهده تم إنشاء 312 مدرسة ابتدائية حكومية، علاوة على 14 مدرسة ثانوية حكومية، ومدرسة مهنية، وثمانية معاهد لإعداد المعلمين، وكلية للمعلمين وكلية للشريعة وست مدارس لتعليم اللغة الانجليزية ومدرسة مسائية لتعليم الآلة الكاتبة – هذا إلى جانب – العديد من المدارس الأهلية التي شجع قيامها خلال عهده، والتي  بلغ عددها حوالي 18 مدرسة أهلية ابتدائية وثانوية ، وفي عام 1373هـ/1952م تحولت مديرية المعارف إلى وزارة للمعارف، وتم إنشاء الإدارة العامة للمعاهد العلمية عام 1370هـ/1950م ومن ثم أنشئت الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380هـ/1960م، فالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عام 1401هـ/1981م ليكتمل بذلك عقد الأجهزة الأساسية المسؤولة عن التعليم السعودي ، وتجدر الإشارة إلى أن العناية الحكومية بالتعليم في العهد السعودي لم تتوقف عند هذه المؤسسات الكبرى ، بل حرصت أجهزة كبرى أخرى على أن تقدم خدمات تعليمية متميزة كوزارة الدفاع والطيران، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، ووزارة الصحة، ووزارة البرق والبريد، ووزارة المالية والاقتصاد الوطني، ووزارة الخارجية، ومؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها(1).

المنجزات في السياسات والأهداف : ارتبط التعليم منذ إنشاء قواعده على يد الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى – بالتنمية بأبعادها المختلفة ، وقد جاء في المادة الثالثة والعشرين من التعليمات الأساسية للمملكة الحجازية : " على أن أمور المعارف العمومية هي عبارة عن نشر العلوم والمعارف والصنائع وافتتاح المكاتب والمدارس ، وحماية المعاهد العلمية مع فرط الدقة والاعتناء بأصول الدين الحنيف في كافة المملكة الحجازية "(2). ولذا فقد كانت أبرز المنجزات التعليمة في العهد السعودي في ميدان السياسات ما يلي :

1 – أن التعليم يخضع لإشراف الدولة بكامله ، ويعني ذلك أن الدولة تكفل حق التعليم لكل مواطن ومواطنة، بل للمقيمين إقامة مستمرة أو مؤقتة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية وغيرها في البلاد ، كما يعني ذلك أن المدارس الأهلية التي ينشئها القطاع الأهلي تقع هي الأخرى تحت إشراف الدولة ، وربما كان تركيز السياسة الوطنية السعودية على هذا البعد منسجماً مع الحرص الشديد من قبل الدولة على ضمان فاعليته وصدق محتواه وجودة إدارته والقدرة على محاسبة المقصرين في أداء مهماته وأدواره ، وربما كان العهد الذي قطعته الدولة على نفسها بالوصول بالبلاد إلى مستويات متطورة تضاهي مثيلاتها في الساحة سبباً جوهرياً وراء شدة حرص الدولة على الإشراف على التعليم كذلك ، ومن ناحية أخرى، فإن هذه السمة الإشرافية كانت منطلقاً أساسياً في تعميم التعليم ونشره وتطويره بصفة مستمرة ، الأمر الذي ساعد الدولة على الحصول على الكفاءات البشرية المحلية التي غيرت من معالم التعليم المحلية لتجعله تعليماً يحمل سمة العالمية خلال عهد ليس ببعيد .

2 – أن التعليم في البلاد ذو اتجاه ينزع به لأن يكون مجانياً ؛بل وتقوم الدولة على دعم الدارسين وحفزهم بالمزايا المادية والعينية ، وقد كان لمجانية التعليم في العهد السعودي دور بالغ الأثر في إحداث النقلة التعليمية الكمية والنوعية على النحو الذي سيتضح لاحقاً ، وكانت هذه النزعة المجانية للتعليم مترافقة مع سمو مكانة التعليم في تفكير القيادة السعودية منذ بداية الطريق، ومنسجمة مع السياق الإسلامي للخدمة التعليمية، وسداً للذرائع التي قد يتذرع بها البعض فيمنع أبناءه أو أوصياءه من الحصول على هذه الخدمة، وتأكيداً على أن هذه المجانية ستعمل على إفساح الطريق لتسريع النهضة والارتقاء بمستوى الفكر المحلي ليتمكن من التغلب على الظروف بأنواعها ، وحديثاً تؤكد التوجهات العالمية على أن التعليم هو مفتاح التنمية وهو أداتها ووسيلتها وغايتها، فجاءت مجانية التعليم منذ ذلك الوقت المبكر متمشية مع هذه التوجهات ، بل وتعزيزاً لها في فهم الكتاب والباحثين في مجالات التربية والاجتماع والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها .

3 – أن الدولة تكفل التعليم لمن بلغ سن التعليم وتتعهد الدولة بتوفير فرصه للجميع، فالمواطن هو جزء أساسي من الكيان العام للدولة وهو غايتها أولاً وأخيراً، لذا كان الحرص على تعليمه مطلباً جوهرياً في السياسة السعودية ، وتبعاً لذلك فقد آخذت الدولة على عاتقها توجيه الأبناء في المدن والقرى والأرياف لتنور للأهالي ولهم الطريق إلى فهم المغازي النبيلة والبعيدة من وراء التعليم ، ومع أن جهود الدولة في هذا المسار كانت واسعة النطاق فقد ظل بعض الأبناء بمعزل عن التعليم بسبب انشغالهم بأمور التجارة والزراعة والصيد وغيرها، وكان من الصعوبة بمكان التعرف بشكل كلي على الأبناء الذين بلغوا سن التعليم ولم يلتحقوا به خاصة عند السكان الرحل الأمر الذي جعل الدولة تتبني أنظمة للتوطين لتتأكد من أن هؤلاء الأبناء يمكنهم الحصول على هذه الخدمة ، وتجدر الإشارة إلى أن أسلـوب تطبيــق هذه السياسة (سياسة إلزامية التعليم) في العهد السعودي قد يختلف عنه في بلاد أخرى، إلا أن الدولة تعتبر هذه الإلزامية مصدراً طيباً لتحقيق التنمية في البلاد على الصعيدين الفردي والاجتماعي على السواء(1).

4 – إن التعليم يقوم على روح الشريعة الإسلامية ، ويعني ذلك أن دراسة الشريعة الإسلامية هي دراسة إلزامية في جميع مراحل التعليم وأنماطه ومستوياته الحكومي منها والأهلي ، ويعني ذلك أيضاً أن اعتماد الشهادات الدراسية من بلاد أخرى لا يتم إلا إذا درس الطالب أو الطالبة مقررات دراسية في الشريعة الإسلامية وإلا فعليه أن يدرسها محلياً ، ومن ناحية أخرى فإن الدولة تستهدف من جعل التعليم مرتبطاً بشدة بالشريعة الإسلامية أن يتزود الطالب أو الطالبة بالقدر المناسب والضروري جداً من الثقافة الإسلامية التي تمكنه من أن يعيش كمواطن مسلم ، ومن شأن هذه الثقافة الإسلامية أن تهيئ للمتعلم الفرص للأمن الروحي والثقافي في مواجهة التيارات الفكرية الأخرى، خاصة تلك التيارات الدخيلة على الثقافة الإسلامية . كما أن للتأكيد العلمي على دراسة الشريعة الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة أهدافاً أخرى لا تقل أهمية من أبرزها الحرص على التماسك والتلاحم الاجتماعي الوطني وهو أحد أهم الأهداف السياسية للدولة .

5 – إن تعليم المرأة يعد جزءا أساسيا من كفالة الدولة للتعليم إجمالاً وتفصيلاً، وإن من حق الفتاة أن تستفيد من الفرص التعليمية المناسبة المتاحة بما يتفق مع احتياجاتها وظروفها ، ورؤي في الوقت نفسه – وتمشياً مع مبادئ الشريعة الإسلامية – ألا يكون هناك اختلاط في التعليم بين الذكور والإناث، وأن هذه السياسة هي من باب تكريم حق الفتاة وحق المرأة في التعلم دون منغصات ودون مؤثرات مخلة ، وقد أثبت البحث العلمي المعاصر في بلاد غربية عديدة صدق الاتجاه الإسلامي في التعليم غير المختلط، بل إن هناك دولاً غربية بدأت في تبني هذا الاتجاه ، ولم يسمح بالاختلاط في التعليم السعودي إلا في مرحلة دور الحضانة ورياض الأطفال .

6 – أن التعليم الذي يقوم بتبنيه القطاع الأهلي وتشرف عليه الدولة هو تعليم معترف بــه، وتعمل الدولة على تشجيعه مادياً ومعنوياً ، وأنه يتبع المناهج الدراسية القائمة في المدارس الحكومية، وأن له أن يتميز في المقررات الإضافية والأنشطة ونحوها، مع حرص الدولة على أن تكون نفقات التعليم بالمدارس مناسبة ومعقولة تنسجم مع الإمكانات المادية والبشرية المتاحة فيه ومع مستوى الخدمة التعليمية المقدمة به . وقد أقر نظام مجلس التعليم العالي والجامعات الحديث في المملكة العربية السعودية أن يقوم القطاع الأهلي بإنشاء كليات أو جامعات أو معاهد عليا أهلية عند توفر الشروط والضوابط اللازمة ، بعد أن كان التعليم الأهلي مقتصراً على مستوى التعليم العام فقط(1).

7 – أن الدولة تكفل حق تعليم الفئات الخاصة من المعوقين وغيرهم ، وتنشئ لهذه الغاية المؤسسات التعليمية المناسبة بما يتناسب مع ظروف خصوصيتهم ، ويندرج تحت هذه السياسة اليتامي والأحداث والأميين والكبار والمساجين وغيرهم ممن أخذت الدولة على عاتقها توفير الفرص التعليمية لهم لكي يستفيدوا منها ذاتياً ويستفيد منها من حولهم ، فضلاً عن أن هذه الكفالة من الدولة لتعليمهم تتمشى مع متطلبات التنمية وبرامجها في البلاد .

8 – أن الدولة تتيح فرص استكمال الدراسة في الخارج عن طريق الابتعاث سواء أكان ذلك في البلاد العربية والإسلامية أم في البلاد الأخرى ، فقد استفاد من البعثات التعليمية السعودية " الحكومية " عشرات الآلاف من الذكور والإناث من المواطنين والمواطنات، فضلاً عن دعم الدولة لبعض أبناء المسلمين من العرب وغيرهم للدراسة داخل المملكة وخارجها(1).

9 – أن التعليم العالي يوفر للقادرين عليه من الطلبة ، ويكون إنشاء معاهده ومؤسساته خاضعاً لمدى حاجة البلاد إليه وقدرتها على الوفاء بالتزاماته.

ووفقاً لهذه السياسة فإن سياسة " الباب المفتوح " في التعليم العالي – على الرغم من تطبيق الدولة لها خلال فترات طويلة لظروف محلية خاصة – ليست سياسة ملزمة بالضرورة ، إذ إن التعليم العالي لا ينبغي أن توفره الدولة إلا للقادرين عليه من الطلبة الذين يسجلون تفوقاً واضحاً في تعليمهم ما قبل العالي ، ذلك أن كلفة هذا النوع من التعليم مرتفعة جداًً، وحاجة البلاد عادة ما تكون أمس إلى المتخصصين في المجالات المهنية والفنية لا سيما في هذا العصر ، ومن ناحية أخرى فإن توفير الكفاءات البشرية القادرة على تسيير العملية التعليمية بمؤسسات التعليم العالي أمر في غاية الصعوبة والشح خاصة في البلدان العربية ، كما أن ظروف البلاد العربية برمتها تختلف إلى حد بعيد عن ظروف الدول الأخرى خاصة الظروف الاقتصادية ، ومع كل هذا فإن الدولة السعودية أجازت التعليم العالي الأهلي المنضبط ، وأتاحت لبعض المواطنين فرص تعليم أبنائهم في البلدان الأخرى العربية وغيرها على نفقتهم الخاصة، وتقوم الأجهزة المختصة في التعليم العالي بمعادلة شهادات الخريجين منهم والخريجات.

10– أن الدولة تقيم على التعليم ذوي الكفاية العلمية والتربوية والفنية والخلق الإسلامي النبيل ، وأنها إمعانا منها في تعزيز هذه السياسة توفر فرص التدريب المستمر لكفاءاتها الإدارية والعلمية في شتى مراحل التعليم وأنماطه ومستوياته . وقد بدئ مؤخراً في الترتيب للارتباط بشبكات المعلومات العالمية التي تخدم أغراضاً تربوية هادفة ، مع الحرص الدائم على الاستفادة من تقنيات الاتصال الأحادية والمزدوجة والمتعددة والحاسوب وتقنية البرامج المسجلة على أقراص مدمجة ونحوها . كذلك تسعى الدولة إلى تطوير المناهج الدراسية ونظم الامتحانات والإدارة التعليمية في كافة أنماط التعليم ومستوياته ، وقد تم تشكيل فريق وطني مؤخراً للتقويم الشامل للتعليم في المملكة العربية السعودية بدأ في تنفيذ مهماته فعلياً، ويتوقع أن تستمر أعمال الفريق حتى عام 1421هـ/2000م على الأقل، وذلك في محاولة من الدولة للارتقاء بنظامها التعليمي ليكون أكثر قدرة على تلبية الاحتياجات المعاصرة ومضاهاة النظم التعليمية الأخرى المتميزة في العالم .

أما في مجال الأهداف فقد حققت الدولة منجزات أخرى حيوية وجوهرية   للغاية ، وتعتبر وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية الصادرة عام 1390هـ/1970م إحدى أهم الوثائق التاريخية في السياسة الوطنية للبلاد ، فقد احتوت هذه الوثيقة تسعة أبواب وحوالي اثنين وعشرين فصلاً غطت جميع العناصر ذات العلاقة بالعملية التعليمية(1).

ومن الملاحظ أن أهداف التعليم في المملكة العربية السعودية تركز وبصورة قطعية على البعد الإسلامي بجميع عناصره المشتملة على فهم الإسلام وتقوية الإيمان واحترام الحقوق ، ونشر الإسلام ، والعمل على تكوين المسلم الحق ، والمجتمع الإسلامي الحق، وفي الوقت نفسه فقد أكدت أهداف التعليم السعودي على الجوانب المعرفية والمهارية ، والميول والاتجاهات والقيم ، وتقوم كافة الأهداف المذكورة على أساس مراعاة الجانب العقدي الإسلامي بالدرجة الأولى. ومن ناحية أخرى فإن هذه الأهداف مشتقة بالدرجة الأولى من الثقافة الإسلامية والعربية – جنباً إلى جنب – ، مع مصادر أخرى مهمة ، منها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ومطالب التنمية واتجاهات العصر، ومقتضياته وخصائصه الحاضرة والمستقبلية، وحاجات المواطن السعودي ومطالب نموه(2)، ويلاحظ كذلك أن أهداف التعليم السعودي صيغت بطريقة عصرية إلى حد بعيد ، وراعت الكثير من المبادئ والتطبيقات العلمية والتربوية والثقافية الأصلية والحديثة، وشملت بالعناية والتخصيص كل مرحلة تعليمية على حدة ، فقد نصت وثيقة السياسة التعليمية للملكة العربية السعودية على أن التعليم ما قبل الابتدائي يستهدف " صيانة فطرة الطفل ، ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية لجو الأسرة ، متجاوبة مع مقتضيات الإسلام، وتكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد، المطابق للفطرة، وأخذ الطفل بآداب السلوك، وتيسير استيعاب الفضائل الإسلامية، والاتجاهات الصالحة بوجود أسوة حسنة وقدوة محببة أمام الطفل، وإيلاف الطفل الجو المدرسي، وتهيئته للحياة المدرسية، ونقله برفق من (الذاتية المركزية) إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أترابه ولداته، وتزويده بثروة من التعابير الصحيحة والأساسيات الميسرة، والمعلومات المناسبة لسنه والمتصلة بما يحيط به، وتدريب الطفل على المهارات الحركية، وتعويده العادات الصحية وتربية حواسه ، وتمرينه على حسن استخدامها، وتشجيع نشاطه الابتكاري ، وتعهد ذوقه الجمالي ، وإتاحة الفرصة أمام حيويته للانطلاق الموجه، هذا إلى جانب الوفاء بـ (حاجات الطفولة) وإسعاد الطفل وتهذيبه في غير تدليل ولا إرهاق، والتيقظ لحماية الأطفال من الأخطار، وعلاج بوادر السلوك غير السوي لديهم، وحسن المواجهة لمشكلات الطفولة" .

أما المرحلة الابتدائية فيستهدف التعليم فيها :

" تعهد العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفس الطفل ، ورعايته بتربية إسلامية متكاملة في خلقه وجسمه وعقله ولغته وانتمائه إلى أمة الإسلام، وتدريبه على إقامة الصلاة ، وأخذه بآداب السلوك والفضائل، وتنمية المهارات الأساسية المختلفة وخاصة المهارة اللغوية والمهارة العددية والمهارات الحركية، وتزويده بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات، وتعريفه بنعم الله عليه في نفسه وفي بيئته الاجتماعية والجغرافية ليحسن استخدام النعم وينفع نفسه وبيئته، وتربية ذوقه البديعي وتعهد نشاطه الابتكاري، وتنمية تقدير العمل اليدوي لديه، وتنمية وعيه ليدرك ما عليه من الواجبات وما له من الحقوق، في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها ، وغرس حب وطنه والإخلاص لولاة أمره، وتوليد الرغبة لديه في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح ، وتدريبه على الاستفادة من أوقات فراغه، وإعداد الطالب لما يلي هذه المرحلة من مراحل حياته".

ويستهدف التعليم في المرحلة المتوسطة :" تمكين العقيدة الإسلامية في نفس الطالب وجعلها ضابطة لسلوكه وتصرفاته، وتنمية محبة الله وتقواه وخشيته في قلبه، وتزويده بالخبرات والمعارف الملائمة لسنه، حتى يلم بالأصول العامة والمبادئ الأساسية للثقافة والعلوم، وتشويقه إلى البحث عن المعرفة وتعويده التأمل والتتبع العلمي، وتنمية القدرات العقلية والمهارات المختلفة لدى الطالب وتعهدها بالتوجيه والتهذيب، وتربيته على الحياة الاجتماعية الإسلامية التي يسودها الإخاء والتعاون وتقدير التبعة وتحمل المسؤولية، وتدريبه على خدمة مجتمعه ووطنه ، وتنمية روح النصح والإخلاص لولاة أمره، وحفز همته لاستعادة أمجاد أمته المسلمة التي ينتمي إليها ، واستئناف السير في طريق العزة والمجد، وتعويده الانتفاع بوقته في القراءة المفيدة ، واستثمار فراغه في الأعمال النافعة ، وتصريف نشاطه بما يجعل شخصيته الإسلامية مزدهرة قوية، وتقوية وعي الطالب ليعرف – بقدر سنه – كيف يواجه الإشاعات المضللة والمذاهب الهدامة والمبادئ الدخيلة، وإعداده لما يلي هذه المرحلة من مراحل الحياة " .

ويستهدف التعليم الثانوي السعودي :

" متابعة تحقيق الولاء لله وحده ، وجعل الأعمال خالصة لوجهه ومستقيمة – في كافة جوانبها – على شرعه، ودعم العقيدة الإسلامية التي تستقيم بها نظرة الطالب إلى الكون والإنسان والحياة في الدنيا والآخرة، وتزويده بالمفاهيم الأساسية والثقافة الإسلامية التي تجعله معتزاً بالإسلام قادراً على الدعوة إليه والدفاع عنه، وتمكين الانتماء الحي لأمة الإسلام الحاملة لراية التوحيد، وتحقيق الوفاء للوطن الإسلامي وللوطن الخاص (المملكة العربية السعودية) بما يوافق هذه السن من تسام في الأفق وتطلع إلى العلياء وقوة في الجسم، وتعهد قدرات الطالب واستعداداته المختلفة التي تظهر في هذه الفترة ، وتوجيهها وفق ما يناسبه وما يحقق أهداف التربية الإسلامية في مفهومها العام، وتنمية التفكير العلمي لدى الطالب وتعميق روح البحث والتجريب والتتبع المنهجي ، واستخدام المراجع والتعود على طرق الدراسة السليمة، وإتاحة الفرصة أما الطلاب القادرين وإعدادهم لمواصلة الدراسة – بمستوياتها المختلفة – في المعاهد العليا والكليات الجامعية في مختلف التخصصات، وتهيئة سائر الطلاب للعمل في ميادين الحياة بمستوى لائق، وتخرج عدد من المؤهلين مسلكياً وفنياً لسد حاجة البلاد في المرحلة الأولى من التعليم ، والقيام بالمهام الدينية والأعمال الفنية (من زراعية وتجارية وصناعية) وغيرها، وتحقيق الوعي الأسري لبناء أسرة إسلامية سليمة، وإعداد الطلاب للجهاد في سبيل الله روحياً وبدنياً، ورعاية الشباب على أساس الإسلام، وعلاج مشكلاتهم الفكرية والانفعالية، ومساعدتهم على اجتياز هذه الفترة الحرجة من حياتهم بنجاح وسلام، وإكسابهم فضيلة المطالعة النافعة والرغبة في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح ، واستغلال أوقات الفراغ على وجه مفيد تزدهر به شخصية الفرد وأحوال المجتمع، وتكوين الوعي الإيجابي الذي يواجه به الطالب الأفكار الهدامة والاتجاهات المضللة " .

أما التعليم العالي في المملكة العربية السعودية فيستهدف :" تنمية عقيدة الولاء لله ومتابعة السير في تزويد الطالب بالثقافة الإسلامية التي تشعره بمسؤوليته أمام الله عن أمة الإسلام لتكون إمكاناته العلمية والعملية نافعة ومثمرة، وإعداد مواطنين أكفاء مؤهلين علمياً وفكريا تأهيلاً عالياً لأداء واجبهم في خدمة بلادهم والنهوض بأمتهم في ضوء العقيدة السليمة ومبادئ الإسلام السديدة، وإتاحة الفرصة أمام النابغين للدراسات العليا في التخصصات العلمية المختلفة، والقيام بدور إيجابي في ميدان البحث العلمي الذي يسهم في مجال التقدم العالمي في الآداب والعلوم والمخترعات، وإيجاد الحلول السليمة الملائمة لمتطلبات الحياة المتطورة واتجاهاتها التقنية، والنهوض بحركة التأليف والإنتاج العلمي بما يطوع العلوم لخدمة الفكرة الإسلامية وتمكين البلاد من دورها القيادي لبناء الحضارة الإنسانية على مبادئها الأصيلة التي تقود البشرية إلى البر والرشاد، وتجنبها الانحرافات المادية والإلحادية، وترجمة العلوم وفنون المعرفة النافعة إلى لغة القرآن ، وتنمية ثروة اللغة العربية من "المصطلحات" بما يسد حاجة التعريب ويجعل المعرفة في متناول أكبر عدد من المواطنين، والقيام بالخدمات التدريبية والدراسات التجديدية التي تنقل إلى الخريجين الذين هم في مجال العمل وما ينبغي أن يطلعوا عليه مما جد بعد تخرجهم "(1).

وبالنظر إلى هذه الأهداف منفردة أم مجتمعة يلاحظ أن هناك تميزاً في العرض والاستيعاب للمفاهيم التربوية والحضارية المختلفة إلا أن تطبيقات الواقع لا تزال قاصرة عن الوصول إلى مستوى هذه الصياغة وعمق المعاني التي تضمنتها ، وقد يعزى سبب القصور في ذلك إلى طبيعة الإعداد التعليمي والمهني والفني للمعنيين بالعملية التعليمية، أو إلى افتقار البعض إلى الأفق اللازم الذي يمكنهم من ترجمة هذه الأهداف إلى واقع ملموس، ومع هذا فإن كثيراً من شواهد هذا الواقع لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن كثيراً من هذه الأهداف أخذ طريقه إلى التحقيق ، وأن المرحلة المقبلة خاصة وهي تشهد ميلاد عهد جديد من الدراسة والتقويم لجنبات التعليم قد تكون أفضل حالاً بالنسبة لتحقق هذه الأهداف .

المنجزات في الخطط والبرامج :

حققت المؤسسات المشرفة على التعليم في البلاد معدلات مرتفعة من حيث التطوير والإصلاح للخطط والبرامج الدراسية في كافة مستويات التعليم وأنماطه ، وعلى الرغم من أن هذه الإصلاحات ظلت غير مواكبة لكثير من التغيرات والتطورات العلمية والتربوية المتلاحقة في العالم إلا أن كثيراً منها أيضاً يرقى ليصل إلى مستويات تدل مؤشراتها على العالمية والتماثل مع ما هو موجود في أكثر الدول تطوراً ، كما أن إعداد الخطط والبرامج الدراسية لم يكن مبنياً إلا على أسس روعي فيها أن تكون محققة للمراد منها، فقد شهد الواقع تغيرات ملموسة في كم ونوع المناهج الدراسية، وفي الوسائل وتقنيات التعليم المتبعة، وفي عدد الحصص الدراسية، وفي الكتاب المدرسي ذاته ، وفي أساليب الإدارة والإشراف والتوجيه والإرشاد ، واحتلت العلوم الدينية الإسلامية النسبة الأعلى ضمن محتويات الخطط والبرامج الدراسية في التعليم العام بشكل خاص وتلاها في ذلك علوم اللغة العربية، فالرياضيات، فالعلوم، فالاجتماعيات هذا إلى جانب اللغة الانجليزية والتربية الفنية والتربية البدنية ، وروعي مواءمة بعض البرامج والمقررات الدراسية لطبيعة المرحلة العمرية وللنوع (الذكور والإناث)، هذا إلى جانب طبيعة المرحلة الدراسية ذاتها، وطبيعة الموضوع والبرنامج الدراسي المتاح .

ولعل من أهم الملاحظات التي يجري العمل على تخطيها مما تم توجيهه إلى المناهج الدراسية هو افتقارها – إجمالاً – إلى الصلة الوثيقة بحياة المتعلم الفعلية وباهتماماته وميولــه وقدراته وإمكاناته وظروفه ، علماً بأن السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية، حددت أسسا واضحة لهذه الخطط والبرامج والمناهج الدراسية من أبرزها : " أن تكون منبثقة من الإسلام ، ومحققة للمستوى المطلوب من الدارسين ولأهداف التعليم، ومتوازنة ومرنة ، وتوافق مختلف البيئات والأحوال ، مع مراعاة جوانب النشاط المدرسي المصاحب ، والتوجيهات المعينة للمعلم إزاء القيام بمسؤولياته نحوها والمستويات العلمية ، والمهارات العلمية ، والاتجاهات الفكرية والخلقية المستهدفة منها، وقياس مستوى التحصيل الدراسي أولاً بأول(1).

ومن الملاحظات على الخطط والبرامج والمناهج الدراسية التكرار الواضح للموضوعات المطروحة فيها، وصعوبة بعض المقررات الدرا سية، والتركيز الشديد على الحفظ والاستظهار دون الفهم والتعبير، وكثافة المعلومات الواردة فيها والافتقار إلى البعد الميداني والعلمي والتطبيقي للمعلومة، هذا إلى جانب قضايا أخرى ذات صلة مباشرة كقصر اليوم الدراسي ، وعدم وجود المبنى الدراسي المناسب ، وازدحام الجدول الدراسي، والعلاقات المدرسية غير المستندة إلى الأسس التربوية في التعامل من جهة وغير المحققة لعناصر وشروط البيئة الإبداعية، خاصة وأن مبدأ مراعاة الفروق الفردية ليس متاحاً في الممارسات التربوية اليومية، هذا فضلاً عن عدم العناية الكافية ببعض الموضوعات الحيوية جداً كدروس التربية البدنية والصحية والاقتصادية والبيئية والأسرية ونحوها ، فالمناهج الدراسية وفق أسلوب طرحها للتربية ما زالت بحاجة إلى التطوير والتغيير في المحتوى والطريقة بحيث تكون عاملا حيويا جداً في تشكيل الشخصية الناضجة الواعية للموضوع المدروس القادرة على الاستفادة منه عمليا في الحياة، خاصة وأن عدداً كثيراً من الطلبة والطالبات في التعليم العام قد لا يواصل الدراسة إلى مستوى التعليم العالي، الأمر الذي يطرح كثيراً من التساؤلات حول نوع التعليم الذي ينبغي أن يتلقاه هؤلاء قبل الخروج إلى الحياة الحقيقية بعد التوقف عن الدراسة عند مرحلة ما !

وعبر نظرة فاحصة للمناهج والخطط الدراسية ومحتوياتها يمكن ملاحظة أن بعض هذه المناهج – أو أكثرها – لا يقود الفرد إلى اكتساب مهارات عملية حقيقية سواء كانت هذه المهارات لغوية أو يدوية أو فنية أو علمية ونحوها ، وهذا قد يثير تساؤلا حول الدور الذي يفترض أن تؤديه المناهج الدراسية في التوجيه والإرشاد المهني وإعداد الطالب للحياة العملية وسوق العمل ، والعلاقة بين التعليم التقليدي العام والتعليم الفني العام حتى بالنسبة للمرأة أو الفتاة وهي الأقل حظا في الحصول على فرص دراسية بعد المرحلة الثانوية، والأقل حظاً في الحصول على فرص وظيفية بعد المرحلة الثانوية وبعد الجامعية أو ما يعادلها على السواء !

إن الخطط والبرامج الدراسية في شتى مراحل التعليم ومستوياته ينبغي أن تعبر عمليا عن الصلة الوثيقة بين التعليم والتنمية عوضاً عن التركيز على الرؤى النظرية والجهود الاجتهادية حتى مع وجاهة كثير منها . وجزء جوهري من هذه الصلة يقوم على أساس ربط التعليم بسوق العمل وربط التعليم العام والمهني الفني وربط التعليم العام بشقيه التقليدي والفني بالتعليم العالي وهو ما قد يتطلب كثيراً من المراجعة والتطوير ، ويرى أحد مسؤولي التعليم المخضرمين في المملكة العربية السعودية :" أن التعليم يجب أن يهدف  إلى اكتساب الطلاب الصفات الشخصية التي تمكنهم من أداء دورهم في الحياة، وتحمل المسؤولية، والاستقامة، والقدرة على التعامل مع الآخرين، وامتلاك مهارة التحليل والفهم وحل المشكلات، واتخاذ القرارات الملائمة في الأوقات الملائمة، ويجب أن يمكن التعليم الطلاب من ممارسة التفكير النقدي الخلاق، واكتشاف الحلول، وإجراء الحوار المبني على التحليل والاستنباط، وأن إخفاق النظام التعليمي في استثمار قدرة الإنسان (المدرس والطالب) غير المحدودة على التعليم والتعلم، وإخفاقه في تنمية قدرة المتعلم على الاعتماد على نفسه بسبب التركيز على التحصيل المعرفي القائم على الاستقبال والحفظ والاستظهار، وإغفاله تنمية روح المبادرة والابتكار وممارسة الايجابية، والتزامه الاستمرار في الاعتماد على تلقي العلم من الكتاب المدرسي والمعلم بصورة رئيسة، وتكريس هذه المفاهيم في التعليم المدرسي وأساليبه وطرق تقويمه ووسائله التعليمية يسد منافذ الحلول لمشكلات التعليم ومشكلات المجتمع كلما تقدم الزمن وزاد تفجر المعرفة..."(1).

ومن أهم المنجزات في الخطط والبرامج الدراسية قيام الرئاسة العامة لتعليم البنات بتطوير خطة ومنهج رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية باعتبارها الجهة الأساسية للإشراف على هذا النوع من التعليم ، أما بالنسبة للتعليم الابتدائي فقد مر بسلسلـة من التطورات والتغيرات بدءا من عام 1374هـ/1954م، حيث كانت هناك المدراس القروية، وهي مدارس خاصة بأهل البادية ومناهجها خاصة بتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب لمحو أميتهم ، أما المدارس الابتدائية التقليدية فقد كانت مقسمة إلى قسمين أو مستويين قبـــل عام 1361هـ/1941–1942م هما المرحلة التحضيرية والمرحلة الابتدائية ، ففي المرحلة التحضيرية لا يجوز التحاق الطالب بها إلا بعد دراسة أولية مناسبة من التعليم في الكتاتيب ، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، ولا يقبل من هو دون ست سنوات ، ثم بعد الانتهاء من المرحلة التحضيرية يسمح للطالب الذي اجتازها بدخول المرحلة الابتدائية ليدرس بها مدة أربع سنوات يكون بعدها مؤهلاً للخدمة المدنية ، وركزت برامج وخطط الدراسة في المرحلة التحضيرية على مواد القرآن الكريم، واللغة العربية، الفقه، والتوحيد، والحساب والخط، والأشياء والصحة، والرسم، والجغرافيا وكان ذلك خلال الفترة قبل عام 1349هـ/1929م ، أما في عام 1349هـ فقد حذفت مـــواد الأشيـــاء والصحـــة والرسم والجغرافيا من هذه المرحلة ، وأضيفت الحصص المقررة لها إلى مادتي القرآن الكريم والتوحيد، وأصبحت الخطة الدراسية بها تحتوى على 31 حصة دراسية في السنة الأولى، و 36 حصة للسنة الثانية، و36 حصة للسنة الدراسية الثالثة(1). إلا أنه في عام 1352هـ/1932م تم تشكيل منهج جديد لهذه المدارس، وتطـــور مرة أخرى عام 1355هـ/1935م، واشتملت الخطة الجديدة على مواد القرآن الكريم والهجاء والتوحيد والفقه والتجويد والحساب والإملاء والقراءة ومبادئ السيرة والخط ومبادئ النحو، والمحفوظات والخطابة، ودروس الصحة، والأخلاق ليصل مجموع ما خصص للسنة الأولى 30 حصة، وللسنة الثانية 34 حصة، وللسنة الثالثة 34 حصة أيضاً .

أما بالنسبة للمرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات فقد خصص لكل سنة من سنواتها 34 حصة تشكل مواد العلوم الدينية (القرآن الكريم والتجويد والتوحيد والفقه) 20% منها مقابل 26% للغة العربية والخط، 18% للتاريخ والجغرافيا والأخلاق والتربية الوطنية، 18% للحساب والهندسة العملية، 3% للأشياء ومبادئ الصحة، والصحة، 3% للرسم، 12% للغة الانجليزية(1). وغطى هذا البرنامج الفترة الزمنية عام 1348هـ/1928م وما قبلها إلا أنه في عام 1349هـ/1929م تم تشكيل منهج جديد وخطة دراسية جديدة للمدارس الابتدائية خصص منها 30 حصة للسنة الأولى، 33 حصة للسنة الثانية، 35 حصة للسنة الثالثة، 53 حصة للسنة الرابعة واشتملت على مواد التعليم الديني، واللغة العربية، والسيرة النبوية، والمعلومات الدينية، والخط العربي، والحساب، والتاريخ، وتقويم البلدان، والهندسة، وخواص الأجسام، والصحة، واللغة الانجليزيـــة، ومع ذلك فقد تم تعديل هذه الخطة مرة أخرى عام 1355هـ/1935م لتشتمل على مواد جديدة وأخرى تقليدية وهي (القرآن الكريم، والتجويد، والتوحيد، والفقه، والتهذيب، والمحادثة، والإنشاء، والمطالعة، والإملاء، والمحفوظات، والقواعد، والتطبيقات، والخط العربي، والتاريخ، وتقويم البلدان، والصحة، والحساب، والهندسة، ومسك الدفاتر، واللغة الانجليزية، وذلك بواقع 34 حصة للسنة الأولى، 33 حصة للسنة الثانية، 33 حصة للسنة الثالثة، 33 حصة للسنة الرابعة(2).

وتقرر في عام 1361هـ/1941م دمج المرحلتين التحضيرية والابتدائية في مرحلة واحدة مدتها 6 سنوات بمسمى المرحلة الابتدائية، وتم تبعاً لذلك تعديل خطة الدراسة بها لتحتوى على 28 حصة للسنة الأولى، 34 حصة للسنة الثانية، 34 حصة للسنة الثالثة، 34 حصة للسنة الرابعة، 34 حصة للسنة الخامسة، 34 حصة للسنة السادسة مع تخصيص مدة 6 شهور من السنة الأولى الابتدائية لتعليم الهجاء، واستمرار معظم المواد لصفوف المرحلة الابتدائية كما كانت عليه في الخطة السابقة تقريبا ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنهج طرأ عليه تعديل آخر عام 1365هـ/1945م انحصر في إلغاء تدريس مادة الصحة على جميع صفوف المرحلة الابتدائية ، واستمر العمل بذلك حتى إنشاء وزارة المعارف عام 1373هـ/1953م، إلا أنه في عام 1377هـ/1975م تم تطبيق منهج جديد للمرحلة الابتدائية روعى فيه زيادة حصص بعض المواد الدراسية كالتربية البدنية، وإدخال مادة مشاهدة الطبيعة ومبادئ العلوم في جميع صفوف هذه المرحلة، وإدخال مادة الرسم والأشغال اليدوية ، ومادة الأناشيد ضمن مواد اللغة العربية، وعلى إثر نتائج هذا التعديل تم وضع منهج جديد عام 1388–1389هـ/1968–1969م ، واستمر العمل به حتى عام 1397هـ/1977م حين قررت اللجنة العليا لسياسة التعليم تطبيق خطة دراسية جديدة أخرى للتعليم الابتدائي تضمنت العديد من التغيرات في مواد الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية ، ولم يتوقف التجديد التربوي في الخطط والبرامج في التعليم الابتدائي عند هذا الحد بل تبعه تغيرات متعددة استدعتها طبيعة التطور التربوي وبرامج التنمية في البلاد.

وبالنسبة لخطط وبرامج التعليم الابتدائي للبنات فقد مرت كذلك بسلسلة من التطورات اشتملت على تغيير المنهج المؤقت الذي كان مشابها تماما لمنهــج التعليم الابتــدائي للبنين ، وأقر تشكيل منهج جديــد بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 15997 وتاريخ 9–8–1381هـ/1961م، وبعد سبع سنوات تم تطوير الخطة الدراسية مرة أخرى في عام 1387هـ/1967م ، روعي فيه توحيد الخطة الدراسية في مدارس البنين والبنات مع حذف الحصص المخصصة للتربية البدنية من مدارس البنات الابتدائية ، وحلت مكانها مادة التربية النسوية في الصفوف الرابع والخامس والسادس .

وبالنسبة للتعليم المتوسط فقد شهد كثيراً من التعديل والتطوير في خططه وبرامجه، ذلك أنه كان حتى عام 1377هـ/1957م جزءاً من التعليم الثانوي بعامة ، إلا أنه تم فصله عن التعليم الثانوي عام 1378هـ/1958م ، وأدمج عام 1392هـ/1972م مع إدارة التعليم الابتدائي بوزارة المعارف، وسرعان ما تم فصله إدارياً عام 1394هـ/1974م . وتعتبر الخطة الدراسية للتعليم المتوسط لعام 1365هـ/1945م أول خطة لهذا النوع من التعليم عندما كان مدمجاً ضمن التعليم الثانوي ، حيث اشتملت تلك الخطة على مقررات التوحيد، والفقه، والتفسير، والحديث، والقواعد، والمطالعة والإنشاء، والأدب، والمحفوظات، واللغة الانجليزية، والتاريخ، وتقويم البلدان، ومبادئ العلوم، والتربية الصحية، والهندسة، والحساب، والرسم ليصل مجموع حصصه الدراسية إلى 36 حصة دراسيــة أسبوعيـــاً لكل صف من صفوفـــه الثلاثة ، وطرأ أول تعديل على الخطة عام 1373هـ/1953م لتدخل مادة الجبر ومادة الطبيعة ضمن المناهج مع بقاء عدد الحصص الدراسية كما هو . وشهد عام 1376هـ/1956م تعديلاً آخر لخطة التعليم المتوسط . وتعديلاً آخر عام 1378هـ/1958م، وآخر أيضاً عام 1383هـ/1963م، وآخر أيضاً عام 1386هـ/1966م، وآخـــر عام 1391هـ/1971م، وآخــــر عــــام 1400هـ/1980م. ويلاحظ أنه في عام 1381هـ/1961م، تم إنشاء نمط جديد من المدارس المتوسطة هو المدارس المتوسطة النموذجية تسير على نظام اليوم الكامل، وتحتوى خطتها على بعض الدروس العملية ، وتركز على النشاط المدرسي ، وخططها الدراسية مغايرة جزئيا لخطة المدارس المتوسطة التقليدية، كما تم في عام 1388–1389هـ/1968–1969م استحداث المدارس المتوسطة الحديثة لتحتوى خططها على مادة الثقافة المهنية والتطبيق العملي التجريبي ، وتحتفظ بنفس الخطة الدراسية للمدارس المتوسطة التقليدية تقريباً ، وفي عام 1397–1398هـ/1977–1978م، تم تطبيق تجربة المدرسة عديمة الصفوف التي دمج فيها التعليم الابتدائي بالمتوسط روعي فيها إمكانية انتقال الطلبة من صف إلى آخر أعلى منه بناء على قدراتهم وإنجازاتهم دونما حاجة إلى المرور بنفس الطريق الذي يسير عليـــه الطلـــبة في المدارس التقليدية ، إذ يعتمد فيها على البعد الفردي للمتعلم ، كما تم إنشاء بعض المدارس المتوسطة الليلية الذي تسير في خططهــــا الدراسية على نفس نمط المدارس المتوسطة النهارية التقليدية مع بعض التخفيض في عدد الحصص اليومية والأسبوعية . وتعرضت خطط المدارس المتوسطة الليلية لسلسلة من التغيرات خلال أعوام 1387هـ/1967م، 1389هـ/1963م، 1401هـ/1981م ، وخضعت المدارس الليلية لبعض الأنظمة الخاصة المناسبة للتعليم الليلي(1) .

أما بالنسبة للتعليم المتوسط للبنات فقد شهد أول افتتاح لبرامجه عام 1383–1384هـ/1963–1964م وسارت الدراسة بهذه المدارس على خطط المدارس المتوسطة للبنين نفسها مع إضافة بعض المواد المناسبة للنساء كالتربية النسوية وذلك حتى عام 1391–1392هـ/1971–1972م حين تم تطبيق منهج جديد اشتمل على مواد العلوم الدينية، واللغة العربية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الصحية، والرياضيات، والتربية الفنية، والتربية النسوية، واللغة الانجليزية وذلك بواقع 34صة أسبوعياً للصف الأول، و33 حصة أسبوعياً لكل من الصفين الثاني والثالث .

وشهد التعليم الثانوي تغيرات وتطورات عديدة في خططه وبرامجه منذ إنشاء أول مدرسة ثانوية في المملكة العربية السعودية عام 1355هـ/1935م ، وهي مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة وذلك بموجب قرار مجلس الشورى رقم 75 وتاريخ 3/4/1355هـ المبني على خطاب مديرية المعارف رقم 412 في 4/3/1355هـ، وقرار المقام السامي رقم 3226 وتاريخ 23/3/1355هـ ومجلس المعارف رقم 17 وتاريخ 29/2/1355هـ، وكانت مدة الدراسة بهذه المدرسة ثلاث سنوات بعد المرحلة الابتدائية، إلا أنه كانت تسبقها سنة إعدادية، وقد أنشئت هذه المدرسة بهدف إعداد الطلبة السعوديين للالتحاق بالجامعات في الخارج، وكان منهجها شبيها بما هو موجود في مصر ، كما كانت المدرسة تقبل الحاصلين على شهادة المعاهد العلمية (أي تلك التي كانت الدراسة بها ثلاث سنوات بعد المرحلة الابتدائية)، وقد أصبحت مدة الدراسة بهذه المدرسة فيما بعد ست سنوات (سنة إعدادية وخمس سنوات ثانويــة)، ثم تم في عام 1361هـ/1941م جعل الدراسة بها على مرحلتين (الكفاءة الثانوية وهي تعدل المدرسة المتوسطة الحالية ، ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، والمرحلة الثانوية ومدة الدراسة بها سنتان)، كما لم يعد يقبل بها بعد ذلك إلا الحاصلون على شهادة الكفاءة الثانوية . واشتملت خطة الدراسة بهذه المدرسة على مواد متعددة وذلك في كل صف من صفوفها الستة، وفي عام 1364هـ/1944م تم تشكيل منهج جديد لهذه المدرسة ، وأنشئت مدارس أخرى مماثلة في عدد من المدن ، وألحقت بها أقسام داخلية لإيواء الطلبة الوافدين إليها من أماكن بعيدة لمتابعة الدراسة فيها ، وتعتبر مدرسة دار التوحيد بالطائف التي أنشئت عام 1364هـ/1944م والتي كانت الدراسة بها خمس سنوات بعد الابتدائية من أبرز أنماط التعليم الثانوي الأولى في البلاد ، وكانت هناك إعانات شهرية للطلبة الدارسين فيها، هذا إلى جانب الإسكان والتغذيـــة واستمرت سنوات الدراسة بها على هذا المنـوال حتى عـام 1381هـ/1961م، وتركزت الدراسة بها على المواد الدينية واللغة العربية . وفي عام 1381هـ/1961م تم إدخال بعض المواد الحديثة كالرياضيات والعلوم والاجتماعيات واللغــة الانجليزيــــة إلى مناهجها ، وطبقت عليها أنظمة ولوائح المدارس الثانوية التقليدية، كما جرى جعل الدراســـة فيها ست سنوات دراسية على مرحلتين .

وشهدت خطــــط المرحلة الثانويــــة إجمالاً تعديلات كثيرة في أعوام 1378هـ/1958هـ، 1383هـ/1963م، 1390هـ /1970م، 1394هـ/1974م ، 1400هـ/1980م هذا إلى جانب التغيرات في خطط المدارس الثانوية الليلية، واستحدثت تجربة المدارس الثانوية الشاملة عام 1395هـ/1975م وتجربة المدارس الثانوية المطورة عام 1405–1406هـ/1985–1986م، وتجربة نظام التشعيب في المدارس الثانوية وغيرها، وما زالت خطط وبرامج التعليم الثانوي للبنين في المملكة العربية السعودية تحت التطوير المستمر حتى الوقت الحاضر، خاصة بعد تشكيل لجنة لتقويم التعليم الثانوي للبنين بوزارة المعارف عام 1418هـ/1997م . ومن ناحية أخرى فإن المعاهد العلمية الثانوية ومدارس تحفيظ القرآن الثانوية تعد من أبرز التجارب في التعليم الثانوي إجمالاً، هذا إلى جانب المدارس والمعاهد الفنية التابعة لبعض أجهزة الدولة الأخرى المدنية والعسكرية . وجميع هذه المدارس والمعاهد شهدت تطورات عديدة في خططها وبرامجها خلال سنوات إنشائها وحتى الوقت الحاضر، كما شهدت خطط وبرامج التعليم الثانوي للبنات تطورات متعددة منذ إنشاء أول مدرسة ثانوية حكوميـــة للبنات في المملكة عام 1383–1384هـ/1963–1964م ملحقة بمعهد الرياض النموذجي، وتسير هذه الخطط والبرامج تقريباً على الخطط والبرامج نفسها المتاحة في التعليم الثانوي للبنين مع بعض الإضافات المنهجية لطبيعــــة البنات والـــمرأة عموماً ، ويعتبر تعديل عام 1395–1396هـ/1975–1976م الذي طرأ على خطة التعليم الثانوي للبنات بموجب قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم بالمملكة من أبرز هذه التعديلات ، علماً بأن قرار هذه اللجنة رقم 107/خ/م وتاريخ 10/5/1400هـ قد غير لاحقاً في هذه الخطة تغيرات طفيفة .وبالنظر إلى أنماط التعليم الثانوي الأخرى للبنين والبنات يتضح أن تلك الأنماط تغيرت خططها مراراً لتتناسب – على الدوام – مع التغيرات المختلفة والمستجدات الطارئة في موضوعاتها، ويدخل ضمن تلك الأنماط معاهد المعلمين الثانوية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومعهد التربية الفنية للمعلمين، ومعهد التربية الرياضية للمعلمين ومعاهد المعلمات الثانوية ، وشملت التغيرات في الخطط الدراسية الكليات المتوسطة للمعلمين وكليات التربية والكليات التقنية والكليات الصحية ومعظم برامج التعليم العالي والفني على السواء، هذا فضلاً عن التغيرات في خطط الدراسة بالمدارس الليلية ومراكز تعليم الكبار ومعاهد التربية الخاصة والمعاهد المهنية الثانوية (تجارية، صناعية، زراعية) ونحوها(1).

و توالت عمليات تطوير نظام التعليم في المملكة العربية السعودية حتى جاء عهد الملك عبد الله الذي شهد قفزات حقيقية و فيما يلي نستعرض ملامح هذا التطوير .

تطوير نظام التعليم في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز:

يعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الذي أقره مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها يوم الاثنين الموافق 24 المحرم 1428هـ نقلة نوعية في مسيرة التعليم بالمملكة العربية السعودية فهو مشروع نوعي يختلف عن مختلف المشاريع التعليمية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم ويصب في خدمة التعليم وتطوره في المملكة لبناء إنسان متكامل من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية. 

ويتضمن المشروع الذي سيتم تنفيذه على مدى ست سنوات بتكلفة قدرها تسعة مليارات ريال برامج لتطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التربوية وبرنامج للنشاط اللاصفي ليؤسس بذلك جيلاً متكامل الشخصية إسلامي الهوية وسعودي الانتماء يحافظ على المكتسبات وتتوافر فيه الجوانب الأخلاقية والمهنية ويحترم العلم ويعشق التقنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رائد الإصلاح الشامل(1). 

ويأتي مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام استجابة لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وتنفيذاً لسياسة التعليم في المملكة التي تؤكد ضرورة مواكبة التطور العلمي والتقني كما يأتي استجابة لمتطلبات (وثيقة التعليم) التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستجابة لخطة التنمية الثامنة وتطلعات المواطنين التي عبروا عنها وتمحورت خلال اللقاء السادس للحوار الوطني الذي عقد عن (التعليم.. الواقع وسبل التطوير). 

وتتم إدارة المشروع من خلال لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس لجنة التربية وعضوية وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط والعمل والتربية والتعليم ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب النفيسة. 

ويرأس اللجنة التنفيذية للمشروع صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مقرن المشاري آل سعود نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات وعضوية ممثلين لتلك الوزارات بالإضافة إلى عددٍ من أعضاء لجنة التربية التي يرأسها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله -... وتتلخص أهداف البرامج التي تضمنها المشروع فيما يلي: 

أولاً: يهدف برنامج تطوير وصناعة المناهج التعليمية إلى تنمية شخصيات الطلاب العلمية والعملية ومهارات التفكير والتعليم الذاتي وتعزيز القيم الإسلامية والأخلاق والولاء للأسرة والمجتمع والوطن وتقدير المكتسبات الوطنية والمحافظة عليها والتوازن بين السنوات والمراحل الدراسية وما يُقدم فيها من كم معرفي والمواءمة بين المحتوى وربطه بالتقدم العلمي والتطور المعرفي المستمرين. 

وسوف يتحقق ذلك بإذن الله من خلال ما يزيد على خمس عشرة آلية للتنفيذ تشمل الرؤى والخطط وتحديد المهارات وربط المحتوى والتفاعل والتقييم واعتماد المنهج الرقمي من خلال بوابة تعليمية إلكترونية. 

ثانياً: يهدف برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات إلى الاستمرارية في تطوير كفاية المعلم والمعلمة وتأهيل القيادات التربوية في الإدارة والإشراف ومختلف حقول العملية التربوية والتعليمية، وذلك من خلال تزويد المعلمين بالخبرات والمهارات في مجال تقنية ..

المعلومات والاتصالات لتوظيفها في مجال عملهم وتنمية قدراتهم التدريسية والقيادية في ضوء مفهوم الكفايات والمهارات والتعامل مع المتغيرات وتنمية السمات الإيجابية وتعزيز الانتماء للوطن ومهنة التدريس ومهمة التربية(1). 

وسيتم ذلك من خلال سبعة برامج تدريبية تتناول برامج تخصصية في المواد الدراسية والإدارة المدرسية والإشراف التربوي والحاسب الآلي ومهارات البناء الذاتي وصقل المواهب والمهارات وتعزيز الولاء المهني والوطني والقياس والتقويم، وسيطبق هذا البرنامج على ما يزيد على أربعمائة ألف معلم ومعلمة وسيكون بمشيئة الله عوناً لكل معلم ومعلمة لتحقيق أهداف قياداتهم ووطنهم ومواطنيهم وأولياء أمور طلابهم كما سيعزز من تعلقهم بمهنتهم والمتمثل بأخلاقيات التعليم إعداداً واستعداداً وأداءً. 

ثالثاً: يهدف برنامج تحسين البيئة التعليمية إلى زيادة فاعلية البيئة التعليمية داخل الفصل من خلال توفير المتطلبات التقنية من أجهزة حاسب وسبورات تفاعلية وأجهزة عرض وشبكات اتصال محلية داخل المدرسة وخارجية بخدمات الإنترنت. 

وتوظيف هذه التجهيزات لخدمة المعلم والطالب على السواء بحيث تساعد المعلم على أداء عمله على أفضل وجه وبأفضل طريقة كما تمكن الطالب من أن يكون محور العملية التعليمية ومشاركاً متفاعلاً مع أسلوب التعلم الذاتي وليس عنصراً متلقياً مما يساعد على تجاوز مرحلة التلقين. كما سيُسهم هذا البرنامج بشكل ملحوظ في نشر ثقافة استخدام التقنية بين أفراد المجتمع وتنمية الذات لدى الفرد. 

رابعاً: يهدف برنامج النشاط غير الصفي إلى الاستفادة من أوقات الطلبة خارج الفترة الدراسية المتعارف عليها حالياً وسيتم التركيز على البناء المتكامل لشخصية الطالب ورفع المستوى الصحي والثقافي وتنمية الملكات الذاتية والرؤى الجمالية والمواهب البدنية والذهنية والفكرية واللغوية والمهارية وغيرها وإذكاء روح التنافس الإيجابي في مجالات الإبداع والابتكار وتقوية وتحفيز المشاركة في الأعمال والأنشطة الجماعية وتعزيز صلة الطالب بالمجتمع والعناية بالتربية الأخلاقية من خلال الممارسات العملية في الحياة. 

ويتم ذلك من خلال ما يزيد على عشرة برامج منها حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية والنشاطات العملية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية والتقنية والأنشطة الكشفية والتقوية للمقررات المدرسية(1).

وزارة التعليم العالي.

تأسست عام 1395هـ لتتولى الإشراف على الجامعات التي زاد عددها بعد أن كانت تشرف عليها وزارة المعارف، وهي مسئولة عن الإشراف والتنسيق ومتابعة برامج التعليم العالي وخطط التنمية في مختلف المجالات، وكانت بداية التعليم العالي بظهور كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1396هـ، ويتبع وزارة التعليم العالي الجامعات التالية:-

1-   جامعة الملك سعود بالرياض عام  1377هـ .

2-   الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ.

3-    جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1387هـ، وقد كانت أهلية، وفي عام 1391هـ أصبحت حكومية.

4-    جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام 1394هـ.

5-   جامعة البترول والثروة المعدنية عام 1395هـ ، والتي أصبح أسمها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وقد كانت كلية لبترول والمعادن عام 1383هـ.

6-    جامعة الملك فيصل بالا حساء عام 1395هـ.

7-    جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1401هـ.

8-    جامعة الملك خالد بابها عام 1419هـ.

9-    جامعة القصيم بالقصيم عام 1424هـ.

10-  جامعة طيبة بالمدينة المنورة عام 1424هـ.

11-  جامعة الطائف بالطائف عام 1424هـ.

12- جامعة حائل بحائل عام 1426هـ.

13- جامعة الجوف بالجوف عام 1426هـ.

14-جامعة جازان بجازان عام 1426هـ.

15- جامعة البنات بالرياض عام 1427هـ.

16-جامعة نجران بنجران عام 1427هـ .

وغيرها من الجامعات الحكومية والأهلية.











الخاتمة

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات و الصلاة و السلام على خاتم النبيين , محمد بن عبد الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ... أما بعد ...

فقد تناولت على الصفحات السابقة من هذا البحث موضوع:" التطور التاريخي لنظام التعليم في المملكة العربية السعودية "

هذا و أسأل المولى تبارك و تعالى و أدعوه أن أكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع على نحو طيب ...

و بالله التوفيق ...










قائمة المراجع


1- بغدادي , عبد الله عبد المجيد : الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية : أصولها، جذورها، أولوياتها، دار الشروق، المجلد الأول، جدة، الطبعة الثانية، 1404هـ /1984م.

2- الخطيب, محمد بن شحات : المخطط التمهيدي لاستشراف مستقبل العمل التربوي بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي ، مكتب التربية العربية لدول الخليج ، الرياض 1418هـ/1997م.

3- السلمان , محمد بن عبد الله: التعليم في عهد الملك عبد العزيز، الرياض، الأمانة العامة، 1999م.

4- السلوم , حمد بن إبراهيم : الإدارة التعليمية في المملكة العربية السعودية : الكتاب الثاني " تطور التعليم " الطبعة الأولى، الرياض، 1406هـ /1985م.

5- السلوم , حمد بن إبراهيم السلوم، التربية والتعليم العام في المملكة العربية السعودية بين السياسة النظرية والتطبيق : نظرة تقويمية، مؤسسة انترناشيونال جرافيكس، ميرلاند، أمريكا، الطبعة الأولى 1416هـ /1996م.

6- السنبل, عبد العزيز بن عبد الله وآخرون: نظام التعليم في المملكة العربية السعودية، دار الخريجي للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الخامسة، 1417هـ /1996م.

7- عبد الهادي ,عبد الرحيم: دراسات في تاريخ المملكة العربية السعودية، الرياض/دار الخريجي،2003م. 

8- العثيمين, عبد الله صالح العثيمين: تاريخ المملكة العربية السعودية، الرياض، العبيكان، ط13، 2005م،ج1.

9- أبو عليه ,عبد الفتاح حسن : الإصلاح الاجتماعي في عهد الملك عبد العزيز، الرياض, دار المريخ،1998م.

10- الغنام , محمد: التربية في البلاد العربية في ضوء مؤتمر مراكش عام 1970م، المركز الإقليمي لتخطيط التربية وإداراتها في البلاد العربية، بيروت، 1971م.

11- الوهيبي ,عبد العزيز محمد: موسوعة تاريخ التعليم في السعودية مئة عام في التعليم، مجلة المعرفة، العدد 53/2000م.  

12- الرئاسة العامة لتعليم البنات، تعليم البنات في المملكة العربية السعودية خلال إثنين وثلاثين عاماً من بداية 1380هـ إلى نهاية 1411هـ، كتاب بمناسبة انعقاد اللقاء السنوي الأول لمسؤولي تعليم البنات للفترة من 3 – 5/11/1412هـ، الرياض، 1412هـ /1992م.

13- قرار مجلس المعارف رقم 3 في 13/4/1352هـ المعتمد على قرار مجلس الشوري رقم 120 في 21/6/1352هـ، والأمر الملكي رقم 171 في 12/8/1325، والقرار رقم 92/7/8 في 27/6/1355هـ .

14- اللجنة العليا لسياسة التعليم، سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، الرياض، الطبعة الثالثة 1400هـ /1980م.

15- مجلس التعليم العالي، نظام مجلس التعليم العالي والجامعات، الأمانة العامة، الرياض، 1414هـ /1994م .

16- http://www.dr-saud-a.com



المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن

كلية الادارة و الأعمال

قانون  

بحث بعنوان:

التعليم في المملكة العربية السعودية

إعداد الطالبة :حصة النغيمش

إشراف الدكتورة: هتـــــــــاف 

العام الجامعي

1434/1435هـ

0 تعليق:

إرسال تعليق