بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

اهمية الاعلام خلال الازمات

 بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الدراسة

تمثل عنوان هذه الدراسة في : أهمية الإعلام في إدارة الأزمات و الكوارث , و حدد الباحث مشكلة دراسته في التساؤل التالي :  ما هي أهمية الإعلام في إدارة الأزمات و الكوارث  ؟

و كان هناك هدف رئيسي للدراسة تمثل في الوقوف على معالم أهميه الإعلام في إدارة الأزمات .

و قد خلص الباحث إلى أن الأزمة و الكارثة حادث استثنائي ، وهي تصيب الأفراد والمجتمعات والدول والهيئات والمنظمات والمؤسسات على اختلاف أنواعها وأشكالها فتنشر فيها الاضطراب والفوضى ، وتفقدها توازنها ، وتكبدها خسائر مادية ومعنوية، وتصنع واقعا جديدا بما تخلفه من الآثار ، وما تحدثه من التغيير على مختلف المستويات .

كما أن الإعلام يمثل فعالية فكرية إبداعية تتفاعل مع الواقع وتتحاور مع الجمهور , وقد بات في عصرنا الحالي قوة ضاربة لها سطوتها وتأثيرها العميق في الفرد والمجتمع والعالم .

ويلتقي الإعلام بالأزمة فيما يعرف بإعلام الأزمات الذي يعد أحد مكونات إستراتيجية مواجهة الأزمة لدى معظم الهيئات والمنظمات نظرا لقدرته على تغطية الأحداث ، ومد جسور التواصل بين بؤرة الأزمة والجمهور المتعطش لمعرفة ما يحصل .و توجد ملاحظة مهمة و خطيرة و هي أن مقررات التدريس في كثير من كليات وأقسام الإعلام و غيرها من الكليات و الأقسام المهتمة بالإعلام في الدول العربية  تكاد تخلو من اتصال وإعلام الأزمات وكذلك عدم وجود دورات تدريبيه للصحفيين والإعلاميين عامة عن الموضوع وبالتالي من النادر وجود صحفي أو إعلامي متخصص في تغطية الأزمات والكوارث , و من هنا يوصي الباحث بضرورة زيادة الحصة  الخاصة بتدريس وتنظيم دورات تدريبية في هذا المجال " اتصال وإعلام الأزمات والكوارث" في كليات وأقسام الإعلام وتنظيم دورات تدريبية في إدارة الاتصال والإعلام أثناء الأزمات.

و أوصى الباحث بأن تبدأ المؤسسات الأمنية في اقتراح الإستراتيجيات العملية في التعامل مع هذه الأحداث على مسرح وقوعها أو بعده بحيث تجمع بين الحفاظ على سرية المعلومات الأمنية والاستجابة لحاجة الرأي العام في تزويده بتفاصيل الأحداث بوصفها أحداثًا ترتبط بأمنه وحياته. ومن مقتضيات هذه الإستراتيجية ضرورة إيجاد آليات للتنسيق بين الجهات الأمنية ووسائل الإعلام المحلية في إشباع حاجة الرأي العام للمعلومة الصحيحة حتى لا يضطر إلى البحث عنها في مصادر أجنبية وحتى لا يؤدي حجب المعلومة أو التعمية على الحدث إلى إيجاد بيئة معلوماتية تقوم على الشائعة أو الرؤية للحدث المبنية على الشك والريبة تجاه الحقائق المرتبطة به و حتى لا تتطور الأمور إلى مالا يحمد عقباه . 

المبحث الأول : خطة الدراسة

أولا : المقدمة :

     إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره ، و نستهديه , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.  أما بعد.

يعتبر الإعلام بوسائله المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية من أهم الوسائل الحديثة في مخاطبة المجتمعات الإنسانية وترجمة توجهاتها الاجتماعية  بمختلف مشاربها الفكرية وتفعيل حراكها السياسي ومشهدها الثقافي ونتاجها الفكري والإبداعي بما تتميز به من قدرة فائقه في التأثير من خلال مخاطبة الحدث وتحليل مجريات الأحداث أسبابها ونتائجها وفي ظل التطور النوعي التقني والمعلوماتي الحديث أصبح للإعلام دور كبير وأهمية بالغه في التأثير على سلوكيات المجتمعات وتوجيه فعلها اليومي حيث يسجل الإعلام حضوره الرائد لدى الإنسان أكثر من إي وسيلة أخرى وعلى وجه الخصوص(1).

كما تتعاظم أهمية الإعلام في المجتمعات المعاصرة في ظل أوقات الكوارث و الأزمات , حيث بات يعول عليه أن يقوم بدور فاعل في كيفية معالجة هذه الظروف.

     و فيما يتعلق بالأزمات و الكوارث فأسبابها تتعدد بتعدد التقلبات الطبيعية و الصراعات وتنوّعها. فقد تكون لعوامل طبيعية ، أو تعود لعوامل اقتصادية واجتماعية، ناجمة عن ازدياد الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع. كما قد تكون عواملها سياسية، قوامهاالتنازع بين الطوائف الدينيه  في المجتمعات ذات الأعراق والديانات المختلفة، أو الصراعات، الحزبية والثقافية، وعدم المشاركة السياسية. كذلك، قد يكون سبب الصراع، في مجتمع ما، هو تباين قِيَمه ومبادئه، والذي يؤول إلى تنافر أيديولوجي، بين الطوائف الاجتماعية المتباينة، أو بين نظام الحكم والشعب. وبذلك، تتضح معالم الصراع الداخلي، وتأخذ شكلاً من أشكال المقاومة، حينما تفتقد تسويته الآليات الملائمة، والفاعلة؛ فضلاً عن القدرة على تحقيق التوازن الاجتماعي في الدولة؛ ما يُفْقِد الحكم شرعيته، ويُشعِر أبناء المجتمع بالتمزق، وفقدان الهوية، والاغتراب. وبذلك، تكون الأزمة مرحلة من مراحل الصراع، الذي تتسم به عمليات التفاعل الناشط. و في هذا الإطار يأتي هذا البحث الذي يتناول بالدراسة و التحليل موضوع : أهمية الإعلام خلال الأزمات و الكوارث . و أسأل الله تبارك و تعالى التوفيق و الرشاد في عرض و دراسة هذا الموضوع على نحو طيب.

ثانيا : مشكلة الدراسة :

    مما لا شك فيه أن دور الإعلام في إدارة الأزمات والكوارث يعتبر مجالا نوعيا خاصا يتطلب وعيا و اداركا حقيقيا بطبيعته المركبة واعتماده على علوم وتخصصات وخبرات مختلفة ومتنوعة من هنا يجب العمل على  تحديد مفهوم وأهمية الإعلام في إدارة الأزمات والكوارث والموضوعات التي يركز عليها ثم مناقشة الأبعاد والمهام التي يمكنه القيام بها وما يثيرها من مشاكل وعقبات مثل عدم التوازن بين الأدوار والوظائف في المراحل المختلفة من عمر الأزمة وتعدد الأطراف التي تقوم بأنشطة اتصالية أو إعلامية وتعارض أهدافها ومصالحها خاصة التعارض بين بعض الاعتبارات المهنية لدى رجال الإعلام.

وان مشكله الازمات هي ازمه المعلومات وضروره ان يضمن الاعلام تدفق المعلومات عن الازمه وكيفيه معالجتها وتحليل لاسبابها وتفسيرات لها. 

 و عليه فإن مشكلة هذا البحث تتمثل في التساؤل التالي : 

ما هي أهميه التي ينطوي عليها الإعلام في إدارة الأزمات و الكوارث  ؟


ثالثا: أهمية الدراسة :

تتضح أهمية دراسة هذا الموضوع من خلال بيان أهميته النظرية و العملية و ذلك على النحو التالي :

1- الأهمية النظرية : مما لا شك فيه أن إعلام الأزمات والكوارث يعتبر من العلوم والتخصصات المطلوبة الضرورية ضمن فريق إدارة الأزمات والكوارث ولكن رغم حيوية وأهمية أنشطة الإعلام إلا أن هناك إهمالا شديدا لهذا الجانب وهناك أيضا – وهذا هو الأدهى – نظرة سطحيه لإعلام الأزمات تدفع كثيرا من المسئولين إلى إسناد مهام ووظائف إعلام الأزمات إلى غير المتخصصين أو إلى بعض رجال الإعلام والعلاقات العامة الناجحين والمتميزين في أدائهم الإعلامي في المواقف العادية و لكنهم قد لا يكونوا كذلك في التعامل مع الأزمات والكوارث لأن موقف الأزمة أو الكارثة يستدعي نوعية مغايرة من المعالجات والتغطيات الإعلامية وكذلك نوعية خاصة جدا من أنشطة العلاقات العامة تتجاوز البيانات المنمقة القائمة على المبالغات والتي لا تصمد أمام التدفق الحر للآراء والمعلومات وتعددية اختيار المتلقي التي تتيحها عولمة الإعلام, و بالتالي يسهم ذلك في توسيع نطاق الأزمات بدلا من احتواءه و تقليصه إلى أدنى مستوى ممكن(1).

من هنا تظهر أهمية دراسة هذا الموضوع و الذي يتطرق إلى دراسةأهميه الاعلام في اداره الازمه خلال أوقات الأزمات و الكوارث , كما تتضح أهمية هذه الدراسة العلمية مما يمكن أن تمثله نتائج و مقترحات الدراسة من إسهام معرفي في هذا المجال الإعلامي المتعلق بالأزمات و الكوارث و الذي تفتقر فيه المكتبة المحلية و العربية إلى مثل هذه الدراسات العلمية مما يبرر من الأهمية النظرية لهذه الدراسة التي تركز على هذا البعد الهام . 

2-الأهمية العملية : إن من شأن نتائج و توصيات و مقترحات  هذه الدراسة أن يستفيد منها أطراف عدة أبرزها الجهات الإعلامية و الأمنية  المعنية بإدارة الصراعات و الأزمات و الكوارث في المجتمع  كذلك يمكن للباحثين و المعنيين بشؤون الإعلام والاستفادة من نتائج الدراسة و مقترحاتها في سبيل تدعيم دراساتهم  و تطويرها بشكل فاعل .

رابعا :أهداف الدراسة :

هناك هدف رئيسي لهذه الدراسة يتمثل في الوقوف على معالم أهميه الاعلام في اداره الأزمات و الكوارث .

و يتفرع عنه الأهداف الفرعية التالية :

1- التعرف على مفهوم إعلام الأزمة و الكارثة .

2- التعرف على اهميه الاعلام في أداره الأزمات و الكوارث .

3- التعريف بمعوقات العمل الاعلامي خلال الازمات .

4- الخروج بتوصيات ومقترحـات تفـعل من دورالإعـلام حيـال الأزمات في المجتمع  .

خامسا : تساؤلات الدراسة :

هنـاك تساؤل رئيـسي لهـذه الدراسة ما أهميه الإعلام في أداره الأزمات و الكوارث  ؟ و يتفرع عنه عدة تساؤلات وهي :

1- ما مفهوم إعلام الأزمات و الكوارث ؟

2- ما هي استراتيجيات إعلام الأزمات؟

3- ما أسس اعلام الازمات؟

4- ما الدور الايجابي للمهنية الإعلامية في احتواء الأزمات و الكوارث ؟

5- ما اشتراطات التغطية الإعلامية للأزمات ؟

6- ما مواصفات المتحدث الرسمي الجيد ؟

سادسا :مصطلحات الدراسة : 

مفهوم الإعلام في الأزمات و الكوارث : 

تعريف الأهـمية :

في اللغة :

الهمة بالكسر أول العزم و قد تطلق على العزم القوي فيقال له همة عالية و اهتم الرجل بالأمر قام .( الفيومي , 1421هـ , ص381)


في الاصطلاح :

الأهمية تعني قيمة الشيء ووزنه و دوره في التأثير على فرد ما أو جماعة ما أو موضوع أو أمر ما .

الإعلام لغة : 

هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال، يقال: بلغت القوم بلاغا أي أوصلتهم الشيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، وفي الحديث: "بلغوا عني ولو آية"، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: "فليبلغ الشاهد الغائب" أي فليعلم الشاهد الغائب، ويقال: أمر الله بلغ أي بالغ، وذلك من قوله تعالى: (إن الله بالغ أمره) أي نافذ يبلغ أين أريد به.

( الرازي , 1993م , ص 325)

التعريف الاصطلاحي للإعلام :

الإعلام هو: تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم.

وسائل الإعلام : هي الأدوات التي تقوم  بالتعريف  بقضايا العصر وبمشاكله، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة . 

( بدوي , 1986م , ص 421)

التعريف الإجرائي :

و يمكن تعريف إعلام الأزمات و الكوارث بأنه هوالاعلام الذي يعمل على  بناء الصور عن المكان  و البيئة  التي وقعت بها الأزمة أو الكارثة وتوزيعها على الجمهور الأمر الذي يجعل من وسائل الإعلام مصدرا مهما لدى الناس لمعرفة الواقع حولهم خلال الأزمة و الكارثة .

تعريف الكارثة :

الكارثة لغةً : مأخوذة من كَرَثهَ الأمر تكْرثُه ، كّرْثاً ، وأكْرّثه : ساءه واشتد عليه ، وبلغ منه المشقة .

ويقال : ما اكترث أي ما أبالي . ( الفيومي , 1421هـ , ص315)

وفي الاصطلاح : هي تلك الأحداث الضارة أو المفجعة بالنسبة للإنسان وممتلكاته ومصالحه ، فقد تحل عليه بشكل مباشر في مناطق وجوده أو قد تحل بمناطق خالية من السكان ولكن بها مصالح خاصة به ويهمه كثيراً وجودها حيث يستفيد منها بشكل مباشر وغير مباشر وقد تكون الإفادة منها مخططاً لها مستقبلياً .

وكذلك تعرف الكارثة بأنها اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة مجتمع ما . يقع بمنذرات بسيطة أو بدون إنذار ويتسبب في أو يهدد بوفاة أو إصابات خطيرة أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد هذا المجتمع تفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ المختصة والسلطات المحلية حين المتعامل معها في الحالات العادية ومن ثم تتطلب تحريك وحدات مماثلة لها من أماكن أخرى لمساعدتها في مواجهة الكارثة والسيطرة عليها . ( الشعلان , 1423هـ , ص26)

ويمكن التفريق بين الكارثة والأزمة ، حيث أن الأزمة خلل مفاجئ ، نتيجة لأوضاع غير مستقرة يترتب عليها تطورات غير متوقعة نتيجة عدم القدرة على احتوائها من قبل الأطراف المعنية ، وغالبا ما تكون الإنسان . ويتجلى الفارق الجوهري بين الكارثة والأزمة ، في أن عنصر التنبؤ أو التوقع يكاد أن يكون مستحيلا بالنسبة للكارثة في حين يكون ممكنا بالنسبة للأزمة .

تعريف إدارة الأزمات:

يختلف تعريف اداره الازمات بأختلاف الاطارالاكاديمي الذي يتم التعريف من خلاله.

ومن تعاريفها (العمل علي تجنب تحول النزاع الي صراع شامل بتكلفه مقبولة,لا تتضمن التضحية بمصلحه أو قيمه جوهريه.ويقصد بالنزاع هنا أي نزاع ينشأ علي أي مستوي من مستويات العلاقات الانسانيه وفي أي مجال من مجالاتها,من العلاقات الاسريه الي الانماط المختلفه من العلاقات الاجتماعية إلى العلاقات الدولية).


سابعا :الدراسات السابقة :

هناك ندرة في الدراسات المحلية التي تطرقت إلى دور الإعلام في أوقات الأزمات و على الصعيد العربي و العالمي كانت هناك العديد من الدراسات و من بينها الدراسات التالية: 

1- دراسة السيد بهنسي(2000) مدي اعتماد الجمهور على وسائل الإعلام المصرية أثناء الأزمات ـ دراسة ميدانية على طلاب الجامعات .

حاولت الدراسة التعرف على أبعاد علاقات اعتماد طلاب الجامعات على وسائل الإعلام المصرية أثناء الأزمات وترتيب أهميتها لدى الجمهور ، وأسباب اعتماده عليها ، ومعرفة التأثيرات المختلفة المترتبة على اعتماد الجمهور على هذه الوسائل ، وقد اختار الباحث عينة طبقية من (400) مفردة من طلاب الجامعات ، واستخدام منهج المسح.

أهم النتائج:

توصلت نتائج الدراسة إلى أن التليفزيون المصري كان المصدر الأول الذي يعتمد عليه الجمهور المصري أثناء الأزمات ثم تلته الصحف المصرية والإذاعات المصرية على الترتيب.

أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين وسائل الإعلام المصرية الثلاث فيما يتعلق بأسباب اعتماد الجمهور عليها أثناء الأزمات.

- دراسة سوزان القليني (1998) مدي اعتماد الصفوة المصرية على التليفزيون في وقت الأزمات، دراسة حادث الأقصر.

استهدفت الدراسة التعرف على مدي اعتماد الصفوة المصرية على التليفزيون المصري خاصة وقت الأزمات ذات الطابع (المحلي ـ الدولي) وإلى أي مدي استطاع التليفزيون المصري من خلال تغطيته لحادث الأقصر جذب أفراد الصفوة المصرية إليه ، وأجريت الدراسة على عينة قوامها (125) مفردة تمثل الصفوة السياسية والإعلامية ، وتم استخدام أسلوب المسح الميداني على العينة.

أهم النتائج:

أثبتت النتائج وجود علاقة ارتباطيه قوية بين الصفوة الإعلامية بشقيها الأكاديمي والممارس والاعتماد على التليفزيون الوطني خلال حادث الأقصر في حين اختلف الوضع تماماً مع الصفوة السياسية التي أظهرت اعتماداً منخفضاً على التليفزيون الوطني خلال الحادث. 

أظهرت النتائج أيضاً وجود علاقة ارتباطية قوية طردية بين اعتماد الصفوة على التليفزيون خلال حادث الأقصر وعمق التغطية الإعلامية للحادث وشمولها. 

3- دراسة وليام لوجيس (1994) عصافيرالكناريا في منجم الفحم ، وإدراك الأزمات وعلاقاتها بالاعتماد على وسائل الإعلام .

تشير الدراسة إلى أن العلاقة بين الجمهور ووسائل الإعلام ، خاصة الجمهور الذي يشعر بالخطر أو التهديد ، فهي علاقة تتشابه مع فكرة العلاقة بين عصفور الكناري وصاحب منجم الفحم ، فكلما اعتقد صاحب المنجم أن البيئة قد تسمم، فكلما أعتقد في أهمية مساعدة عصفور الكناريا له. 

وتم عمل استقصاء ميداني في مدينتين في وقت واحد على عينتين عشوائيتين الأولى قوامها (922) مبحوث في المدينة الأولى ، والثانية (899) مبحوث في المدينة الثانية.

أهم النتائج:

توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية بين الشعور بالخطر أو التهديد والاعتماد المتزايد على وسائل الإعلام وبشكل مكثف. 

فشلت الدراسة في إثبات فرضية أن الاعتماد المتزايد على وسائل الإعلام سوف يزيد كلما زاد الشعور بالخطر.


التلاقي و التباين بين الدراسة الحالية و الدراسات السابقة : 

تختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في كونها دراسة مكتبية في الأساس, كما أن منهج هذه الدراسة تمثل في المنهج الوصفي المكتبي في حين أن الدراسات الأخرى انتهجت المنهج الوصفي المسحي  كذلك تختلف من حيث المجال الزماني و المكاني فدراستي دراسة محلية في حين أن الدراسات السابقة منها عربية و منها أجنبية  و اختلفت هذه الدراسة جزئيا من الناحية الموضوعية و لكنها اتفقت من حيث المجال الرئيسي المتعلق ببيان أهمية الإعلام في أوقات الأزمات و الكوارث .

ومن حيث التباين و التلاقي بين الأهداف بين الدراسات السابقة و الدراسة الحالية فإنها تلتقي جزئيا من حيث أهمية دور الإعلام في المجتمع ووقت الأزمات في حين كان الاختلاف في كون الدراسة الأولى كشفت عن مدي اعتماد الجمهور على وسائل الإعلام المصرية أثناء الأزمات , وهدفت الدراسة الثانية إلى معرفة مدي اعتماد الصفوة المصرية على التليفزيون في وقت الأزمات.أما الدراسة الثالثة فقد استهدفت الكشف عن العلاقة بين الجمهور ووسائل الإعلام في حين أن دراستي كان هدفها الأساسي هو بيان أهمية الإعلام في أوقات الكوارث و الأزمات. والهدف الأساسي لهذه الدراسة هو التعريف بإعلام الأزمات وأسسه واستراتيجياته ودراسة العلاقة بين الإعلام والمؤسسات الأمنية والتعريف بها خلال الأزمات .

ثامنا : منهج الدراسة : 

سوف يعتمد الباحث على المنهج الوصفي المكتبي ليكون منهجا للدراسة و هذا المنهج يهتم بجمع المعلومات من المصادر الرئيسية  و الثانوية و من ثم يتم تحليلها وفقا لخطة البحث و بما يحقق أهداف البحث و يجيب عن التساؤلات السابق الإشارة إليها .


تاسعا:تقـسيمات الدراسه:

المبحث الأول : خطة الدراسة.

مقدمة البحث 

مشكلة البحث .

أهمية البحث .

أهداف البحث .

تساؤلات البحث .

مفاهيم البحث .

الدراسات السابقة .

منهج البحث .

المبحث الثاني : إعلام الأزمات و الكوارث .

المطلب الأول : مفهوم الإعلام و أهميته .  

المطلب الثاني : أسس و استراتيجيات إعلام الأزمات .

المطلب الثالث : المتحدث الرسمي .         

المطلب الرابع : الدور الايجابي للمهنية الإعلامية في احتواء الأزمات و الكوارث.

 المطلب الخامس : الأسس و الضوابط التي يجب مراعاتها في التغطية الإعلامية لأي أزمة . 

المبحث الثالث : ملخص النتائج و التوصيات.  

قائمة المراجع  . 



المبحث الثاني :  إعلام الأزمات و الكوارث 

المطلب الأول : المفهوم و الأهمية:

المفهوم:

يعد الاتصال ظاهرة من أهم الظواهر الإنسانية التي صاحبت المجتمعات الإنسانية في مختلف العصور , و هي ملازمة للإنسان و مهمة لحياته وفي تكيفه مع الوسط الذي يعيش في محيطه, و هو عامل رئيسي في نقل التراث الفكري بين الأجيال و بين الأمم و بعضها البعض .

و الإعلام من أهم آلياته و أدواته حتى أنه أصبح من الموجودات التي تفرض نفسها بقوة على مقدرات الناس و بات تأثيره يطغى على كثير من مؤسسات التنشئة و التأثير الأخرى(بدر , 1418هـ , ص19) .

فلم يعد الإعلام بوسائله الحديثة وبرامجه المتنوعة أداة لتوصيل المعرفة وتزويد الناس بالخبر والحدث، أو حتى مجرد كونه وسيلة للتسلية والترفيه والترويج و التسويق و التعليم ، فحسب، بل أصبح الإعلام يحوي كل ذلك ليكون أداة فعالة في صناعة و توجيه الرأي العام الذي لم يعد بدوره مستقبلاً للمعلومة أو الخبر فقط، بل أصبح يتفاعل ويتأثر عقليا وفكريا وسلوكيا معها (محمد, 2003 م , ص 3)، وفي ضوء ذلك ورد الكثير من الاجتهادات والأفكار التي حاولت تحديد مفهوم واضح وواسع لمصطلح الإعلام، حيث ترى إحدى الدراسات انه يعني الجهد الهادف إلى تنوير الجماهير لتحقيق اليقظة والنمو والتكيف الحضاري كما انه قد يعني محاولة الإقناع عن طريق ضخ المعلومات والحقائق والأرقام والإحصائيات، أو هو التعبير الموضوعي لعقلية المجتمع وميول وتطلعات وأهداف المستثمرين والشركات والمستهلكين (العويب،2001م , ص3).

      ومن الجدير بالذكر أن هناك اختلاف جوهري بين كل من الإعلام والإعلان، ففي الوقت الذي يتم فيه عرض الإعلان عبر وسائل الاتصال غير الشخصية المختلفة بعد أن يتم دفع مبالغ لقاء ذلك لان النشاط الإعلاني في جوهره هو نشاط تجاري هادف للربح ويستوجب أن يتم تسديد المبالغ المطلوبة للجهة القائمة بالإعلان ،نلاحظ أن الإعلام يتم عرضه عبر نفس وسائل الاتصال ولكن دون دفع اجر مقابل ذلك ( البكري , 2002, ص210) .

   والإعلام هو محاولة لتعريف الجمهور برأي أو فكرة معينة حيث يقوم باستخدام أسلوب مستتر يتم شرح المطلوب فيه بإتباع النهج الإخباري أو الصحفي في وسائل الإعلام.وبالتالي فالإعلام وسيلة غير شخصية ومجانية تهدف إلى التعريف فقط دون أن تدخل في محاولة إقناع العميل مباشرة بالفكرة ، وللإعلام فعاليته في الوصول إلى العميل حيث انه يتمتع بالمصداقية من وجهة نظره لكون الرسائل الاتصالية التي تصل إليه على شكل مواد إخبارية وليست على شكل إعلان.

الأهمية: 

  تعد المادة الإعلامية الموجهة من اخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر المجالات التي تشهد إقبالا من طرف رجال الإعمال وشركات الإنتاج العالمية (الكنبوري,2004 م, ص5) ، لما لها من دور في تحقيق أرباحها، و يستخدم الإعلام أساليب الاتصال الجماهيري لإحداث تغير مقصود في سلوك الأفراد على مستوى التفكير والاتجاهات، إضافة إلى زيادة وتحسين جودة وكمية المعلومات لدى الأفراد والجماعات (الهيتي,1998م, ص65)، وتكمن أهمية الاتصالات بشكل واضح في إدارة الأعمال والاستثمارات، إذ أن وجود نظام اتصال سليم وفعال ضرورة ملحة للإدارة وللمستثمرين ،وبواسطته يستطيع هؤلاء القيام بتحليل المواقف أو المشاكل بشكل أفضل، كما يستطيعون وضع حل ملائم ومناسب لتلك المواقف من كل جوانبها مع حساب كل التوقعات والنتائج المترتبة على ذلك الحل، لكن ذلك كله يفشل إذا كان هناك خطأ في عملية الاتصال وقد يكون ذلك الخطأ مكلفا جدا ويترتب عليه نتائج سيئة بالنسبة للمخططين والمستثمرين(المصري:2000,ص25). 

 لقد أصبح للإعلام في الوقت الحاضر دور مهم في صياغة ثقافة الجماهير و توجيهها، لأنه أصبح أداة التوجيه الأولى من خلال الإعلان والترويج للأفكار والخدمات والفرص وتزايد هذا الدور مع زيادة استخدام التقنيات الحديثة في وسائل الإعلام و تنامي تطبيقات شبكة الانترنت و خاصة فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي كتويتر و الفيس بوك و غيرها .

وسـائل الإعلام:

     لكي يتم إيصال الرسالة الإعلامية إلى المستفيدين يتطلب الأمر اختيار الوسيلة الإعلامية المناسبة ،وذلك على ضوء مكامن القوة والضعف التي تتميز بها كل وسيلة مقارنة بالأخرى، وفيما يلي استعراض لأهم هذه الوسائل (البكري,2002م , ص213-215 ).

1- الصحف:

  إذ تتمثل مكامن القوة في الصحف في كونها ذات مرونة عالية ومصداقية وسرعة في إظهار المعلومات والتغطية الواسعة للسوق ،علاوة على كلفتها المنخفضة في حين تتمثل أهم سلبياتها في كونها قد تعاني من انخفاض في جودة الإعلان وقصر عمره وضعف الإخراج الفني لعرض المعلومات كما أن الصف التقليدية باتت تعاني من منافسة شرسة من الانترنت و تطبيقاتها مما دعا بالصحف إلى إصدار طبعات رقمية على الانترنت .

2- التلفزة:

     تمتاز بإثارتها لانتباه وشد الجمهور وتقدم المعلومات بالصوت والصورة ،علاوة على كونها متابعة للحدث بشكل فوري وتغطي مساحات واسعة من السوق.في حين يؤخذ عليها كونها ذات كلفة مرتفعة جدا" ، وتقديمها يتطلب تواجد المستفيدين باستمرار أمام الشاشة ، ومرونتها منخفضة.

3- الراديو:

  يتميز بكونه ذو تغطية جغرافية كبيرة وانخفاض كلفته ومرونته عالية ولا يشترط وجود المستفيدين في المنزل ،ويعاب عليه كونه يقتصر على الصوت فقط وقليل الإثارة وشد الانتباه .

5- المجلات:

المجلات إحدى أهم وسائل الإعلام المعاصرة التي تنقل المعلومة والخبر مكتوبا إلى القارئ ورغم ظهور وسائل إعلامية أحدث وأقوى تأثيرا مثل الراديو التلفاز إلا أن المجلات بقيت تحمل عناصر البقاء من التشويق والإثارة مما يؤهلها لاستمرار الصدور بالتوازي مع وسائل الإعلام الأخرى .

خصائص المجلات

تتبع المجلات الصحف عادة وتشبهها إلى حد كبير في كثير من الخصائص والمميزات لكنها تنفرد عنها بالتالي

- التخصص فهناك مجلات علمية وأخرى سياسية واقتصادية وغيرها.‏

 - التنوع في المحتوى بين الأدب والفكر والثقافة.‏

- القدرة على التحليل والتفسير للمادة.‏

- المزج بين المادة المكتوبة والصور والرسومات

- القالب الفني المتميز ( ورق ألوان إخراج . . . ).‏

لذلك يقبل الناس على المجلة باعتبارها مصدرا إضافيا للمعرفة وهي ليست بديلا عن الصحيفة لأنها عادة ما تكون أسبوعية أو شهرية بمعنى أنها لا تعنى بالخبر الجديد بقدر اهتمامها بتفسيره ودراسته المجلة السياسية.(‏ www.islamweb.net)

5- العرض الخارجي(البوستر):

     يمتاز بكونه ذو كلفة واطئة ومرونة عالية ومنافسة قليلة ،ومن سلبياتها كون تأثيرها قليل وتتعرض للعبث والظروف المناخية وضعف الإبداع في التصميم.

6-  وسائل الإعلام الحديثة ( العالم الافتراضي) :

شهد عالم الاتصال و الإعلام  في الآونة الأخيرة  نهضة تكنولوجية كبيرة للغاية أسهمت في تحقيق قفزات هائلة في وسائل و قنوات الاتصال المختلفة و أظهرت قنوات اتصالية جديدة لم تكن معهودة من قبل و لا يزال مجال الاتصال يشهد مثل هذه التحولات السريعة و التطورات التقنية المتوالية و التي يمكن وصفها بأنها لا حدود لها و يتوقع لها أن تحدث ثورة حقيقة في عالم الاتصال و الإعلام .

و تأتي شبكة الانترنت و تطبيقاتها المختلفة في مقدمة قنوات الاتصال الحديثة و التي تطورت بسرعة كبيرة جدا و خلال سنوات معدودة و حققت معدلات انتشار و استخدام عالية جدا من قبل كافة الأفراد و المنظمات و الحكومات , و في خدمات مختلفة و متباينة حيث فتحت آفاقا هائلة أمام المستخدمين في كل المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و السياسية .

و تعد الشبكات الاجتماعية ( الفيس بوك و تويتر و اليوتيوب و غيرها ...) أحد أحدث تطبيقات شبكة الإنترنت و أكثرها تأثيرا و انتشارا في الوقت الراهن و التي باتت سمة مميزة للشبكة العنكبوتية  و هي تمثل شبكات تواصلية تفاعلية لحظية تسمح لأعضائها التفاعل و التواصل فيما بينهم و يتناقلون معارفهم و ثقافاتهم و انطباعاتهم بشكل لحظي مباشر في الآن و اللحظة.

 و قد تمكنت هذه الشبكات من تحقيق نمو هائل في عدد الأعضاء المنتمين لها مما سمح لها بتحقيق مكاسب مادية هائلة ... هذه المكاسب تعكس مدى الإقبال على التعامل مع هذه الشبكات و قد ذكرت المدونة الخاصة بالفيس بوك أنها تجاوزت حاجز 300 مليون مستخدم, وسمح النمو الصاروخي لقاعدة مستخدمي الموقع من 150 مليون مستخدم إلى تحول الشركة إلى تحقيق أرباح قبل عام 2010 الموعد الذي توقعت عنده الشركة سابقاً تحقيق أرباح.

 (http://www.aleqt.com/2009/09/16/article_275645.htl)

و أمام النمو الهائل في أعضاء هذا الشبكات فقد توجهت المؤسسات المختلفة نحو التعامل معها حيث أرادت أن تتوجه إلى أعضاء هذه الشبكات من أجل العمل معهم لتحقيق أهداف مقصودة عن طريق قنوات إعلامية فاعلة (زعموم , 2006م , ص 19)

      يتضح مما سبق أن هناك وسائل إعلام مقروءة مثل (الصحف والمجلات....الخ) وهناك وسائل إعلام مسموعة ومرئية و تفاعلية مثل (التلفاز والإذاعة والانترنت...الخ). كل لها تأثيرها وصفاتها ومميزاتها.

التأثير الإعلامي وأنواعه:

يعد الإعلام هدف أي عملية تأثير تقوم بها وسيلة إعلامية معينة، ونقصد التأثير هنا هو تغير في بيئة وسط المشاهد(كورنيل,1999م ,ص226)،أو قد يعني التغير الذي يطرأ على مستقبل الرسالة الإعلامية، علما إن التأثيرات لا تحدث دفعة واحدة بل هي حصيلة تراكم مستمر وطويل(السامرائي,2002م, ص29)، وهناك تأثيرات تحدثها وسائل الإعلام دون أن تكون قد خططت لاستهدافها مسبقاً.

 ويمكن تقسيم التأثيرات الإعلامية إلى تأثيرات كامنة وتأثيرات ظاهرة، كما أن هناك تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة أي (التأثير على المدى الطويل ) ويقصد بالنوع الأول الاعتقاد أن لوسائل الاتصال الجماهيرية تأثيرات مباشرة وفعالة ، أي أن الأفكار والمشاعر تنتقل إلينا من المرسل دون تقيد، وتحدث آثارها بشكل أكيد سلبيا أو ايجابياً، إلا أن معظم الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد عدم دقة هذه النظرية، إذ اتضح أن الأفراد لا يتلقون الأفكار بشكل تلقائي، بل أنهم ينتقدون ويرفضون أو يقبلون (الهيتي, 1978م, ص354) ، وهذا يعود طبقاً إلى اتساع ساحة الاتصال بين الأفراد ووجود البديل الثقافي والاجتماعي وتزايد الكم المعرفي والفكري والعلمي لشرائح اجتماعية لا حصر لها , أما النوع الثاني فهو التأثير غير المباشر، ويعني أن تأثير أجهزة الإعلام في الجمهور تحتاج إلى مدة طويلة كي تظهر آثاره، من خلال عملية تراكمية تقوم على أساس التغير في الاتجاهات والمواقف(عودة,1993م , ص201 )، لان الإنسان يحتاج إلى فترة زمنية طويلة ليتمكن من تغيير أو تعديل نمط حياته، أو أسلوب ونوعية تفكيره، وهذا التغيير لا يحدث إلا من خلال التعرض لمصادر معلومات تختلف عن تلك التي نشأ عليها، وهو ما حققته وسائل الإعلام كمصدر أساسي من مصادر المعلومات.


المطلب الثاني :أسس و استراتيجيات إعـــلام الأزمات

على الرغم من أن إعلام الأزمات يعد أحد المجالات البحثية التي نالت اهتمام الباحثين والمتخصصين الإعلاميين في الجامعات ومراكز البحث الأوروبية والأمريكية منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن وتبلورت مفاهيمه النظرية وتطبيقاته العملية إلا أن الدراسات العربية في مجال علاقة الإعلام بالأزمات السياسية والأحداث الأمنية لم تظهر بشكل ملحوظ إلا بعد عقد الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي( شومان , 2001م , ص150) وحتى بعد ظهور هذا النوع من الدراسات الإعلامية المتخصصة فإن ما هو موجود منها إنما يمثل بدايات تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة من ناحية والربط بين مجالاتها النظرية والتطبيقية من ناحية أخرى  وما هو موجود في الواقع إنما هو امتداد طبيعي لما هو سائد في نظريات ونماذج التأثير الإعلامي( شومان , 2002م , ص 128) التي سبقت هذا النوع من الدراسات المتخصصة. 

وعلى الرغم من اختلاف الباحثين العرب في تعريف مفردة الأزمة تبعًا لاختلاف من سبقهم من الباحثين الغربيين في هذا المجال إلا أن معظم الدراسات العربية ذات الصبغة التطبيقية اتخذت من نظرية التأثير الإعلامي مرتكزًا نظريًّا رئيسًا في صياغة منهج البحث وإجراءاته الميدانية وتتصدر نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام Media Dependency نظريات التأثير الإعلامي في هذا النوع من الدراسات ولا شك أن الفرضية الرئيسة لهذه النظرية تقدم تفسيرًا علميًّا قويًّا لمناسبة تطبيقها على إعلام الأزمات إذ تفترض هذه النظرية أن الجمهور يلجأ إلى وسائل الإعلام لتلبية حاجاته المعرفية وبلورة مواقفه السلوكية في ظروف معينة وكلما زادت درجة عدم الاستقرار في المجتمع زاد تعرض الجمهور لوسائل الإعلام ( ديفلير، و  روكيتش , 1993م , ص 414-415)

وتقوم نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام( القليني , 1998م , ص 35) على مجموعة من الفروض الفرعية تأتي في طليعتها:

- تختلف درجة استقرار النظام الاجتماعي وتوازنه نتيجة التغيرات المستمرة وتبعًا لهذا الاختلاف تزيد أو تقل الحاجة إلى المعلومات والأخبار ففي حالة عدم الاستقرار الاجتماعي تزداد الحاجة للمعلومات فيكون الأفراد أكثر اعتمادًا على وسائل الإعلام. 

- يعد النظام الإعلامي مهمًّا للمجتمع وتزداد درجة اعتماد الجمهور عليه في حالة إشباعه لحاجاته. 

- يختلف الجمهور في درجة اعتماده على وسائل الإعلام نتيجة اختلافهم في الأهداف والحاجات الفردية. 

ولمناسبة هذه النظرية لمجال البحث المتخصص في إعلام الأزمات فقد تعرضت معظم الدراسات العربية لهذه النظرية وجعلتها مرتكزًا للبحث في عدد من الأزمات السياسية والأمنية التي حدثت في عدد من المجتمعات العربية .

إن التراكم المعرفي في مجال إعلام الأزمات قد أسهم في بلورة أطر نظرية تستفيد منها الحكومات والمجتمعات في التعامل مع الأزمة ومحاولة تجاوزها. 

ومما يجدر ذكره في هذا السياق الحديث عن نتائج بعض هذه الدراسات فيما يتعلـق بالإستراتيجيات الرئيسة التي تمر بها التغطية الإعلامية للأزمة والمراحل التي تمر بها المعالجة الإعلامية ومما انتهى إليه الباحثون في ذلك أن إعلام الأزمات يقصد به تفعيل دور وسائل الإعلام في التحذير من الأزمات المتوقع حدوثها و احتواء آثارها السلبية مع توفير البيانات و المعلومات للجمهور بقدر كاف , مع مراعاة وضع أسس للتغطية الإعلامية للأزمات لكي لا تسبب ذعرا و هلعا للجمهور   ( الحوشان , 1431هـ ,ص 106)  و أن إعلام الأزمات لا بد أن يتعامل مع الأزمة ( مصطفى , 2000م , ص 43)  من خلال مراحل ثلاث هي:

- مرحلة نشر المعلومات ويكون ذلك في بداية الأزمة ليواكب الإعلام رغبة الجماهير في مزيد من المعرفة واستجلاء الموقف عن الأزمة ذاتها وآثارها وأبعادها. 

- مرحلة تفسير المعلومات أي أن تقوم وسائل الإعلام في هذه المرحلة بتحليل عناصر الأزمة والبحث في جذورها وأسبابها ومقارنتها بأزمات أخرى مماثلة وهنا تفسح وسائل الإعلام المجال أمام كل من يساعد على بيان الحقيقة وتوضيحها للرأي العام سواء من المسئولين وصانعي القرار أم من النخب والمثقفين وأهل الاختصاص. 

- المرحلة الوقائية وهي مرحلة ما بعد الأزمة وانحسارها حيث لا يتوقف دور وسائل الإعلام على مجرد تفسير الأزمة والتعامل مع عناصرها المختلفة بل يجب أن تتخطى الوظيفة الإعلامية هذا الهدف لتقدم للرأي العام طرق الوقاية المناسبة والأسلوب الأفضل في التعامل مع أزمات مشابهة. 


أسس إعلام الأزمات :

لإعلام الأزمات أسس واضحة ينبغي مراعاتها من قبل القائمين على إعلام الأزمات و تتمثل هذه الأسس في :

أولا: المصداقية التي تعني التوازن في عرض الرأي والرأي الآخر أثناء التغطية الإعلامية ، والإحاطة بكل أبعاد الموضوع ، والإشارة إلى الاتجاهات المطروحة حوله بطريقة متوازنة , فالمصداقية هي جوهر العمل الإعلامي وإحدى ثوابته المستمرة دوما وبخاصة في زمن الوعي الجمعي والمعلومة المتاحة.

ثانيا:احترام ذكاء الجمهور وعدم الاستهانة بقدراته على الّتمييز، وتفادي ترويج الأكاذيب والتستر على الحقائق ، لأن احترام المتلقي، واحترام عقله ومشاعره، من أساسيات الجذب التي تعتمد عليها الوسائل الإعلامية الرصينة التي تطمح إلى أن تجد لها مكانا لائقا بين نظيراتها وسط حمى المنافسة المستعرة بين وسائل الإعلام ..  ومن الأمثلة الواقعية التي تدل على فشل وسائل الإعلام فيما يتعلق بالمصداقية احترام ذكاء الجمهور و قدرته على التمييز ما حدث من قبل محطات التلفزة المصرية الرسمية والتي تعاملت بمهنية سيئة للغاية مع أحداث أزمة الثورة المصرية التي حدثت مؤخرا فكل المحطات الاعلامية الرسمية كانت لا نقل الواقع الحقيقي بل تحاول أن تفرض واقعا وهميا على المشاهد و لم تكن صادقة كما أنها لم تقدر ذكاء هذا المشاهد حيث أنها كانت تقدم صورة مخالفة لحقيقة الأحداث و أن الثائرين ليسوا إلا قلة قليلة في حين أن أعدادهم كانت بالملايين , و الأسوأ أن هذه المحطات تناست وجود محطات عالمية تنقل الواقع مباشرة , الأمر الذي خلق نوعا من العداء من قبل الجماهير تجاه هذه القنوات التي كانت تنقل فقط أحداث الأزمة من منظور واحد هو منظور النظام المصري الحاكم .

ثالثا : مراعاة أنواع الرسائل الإعلامية التي يتعين بثها أثناء الأزمة . فهناك رسائل موجهة إلى الداخل ورسائل موجهة إلى الخارج ورسائل موجهة إلى أطراف أخرى لها يد في تأزيم الأوضاع ، ورسائل موجهة إلى الخصم أو العدو ، ولكل نوع من هذه الرسائل مهامها ووظائفها وسبل وأشكال وصولها وتأثيرها .

رابعا : لكل وسيلة إعلامية ( مقروءة أو مسموعة أو مرئية ) خصائصها ومميزاتها وجمهورها ، لذلك يتعين على وسائل الإعلام أثناء الأزمات أن تراعي هذه الفروق والاختلافات ، وأن تصوغ رسائلها الإعلامية بالشكل الذي يناسب كل وسيلة بحيث تضمن وصول الرسائل إلى أهدافها المحددة .

خامسا :  أن يتضمن الخبر الإجابة عن الأسئلة الستة المعروفة : ماذا ؟ من ؟ متى ؟ أين ؟ كيف ؟ ولماذا ؟

سادسا : الحيادية وتوظيف الشواهد توظيفا أمينا ودقيقا ، لأن الحيادية هي المقياس الأساس للتعبير عن الرأي العام بشكله الأخلاقي والمسئول وهي أيضا الطريق الأمثل والأفضل لتحقيق النجاح في العمل الإعلامي لأي مؤسسة .

سابعا : البعد عن التخويف ، التصدي للإشاعات بنشر الأخبار الصحيحة ، وبأقصى سرعة ممكنة .لما تسببه الإشاعات من بلبلة في الرأي العام .( زرمان , 2005م )


استراتيجيات إعلام الأزمات :

 لكل عمل هادف استراتيجيات تنظمه و تحكم آليات العمل فيه و إعلام الأزمات هو عمل حيوي هادف له استراتيجياته التي يسير في ضوئها و فيما يلي استعراض لأبرز الاستراتيجيات الإعلامية خلال أوقات الأزمات و الكوارث و انتشار الشائعات المرافقة لها وهي :

• إستراتيجية التركيز: 

ويقصد بها استخدام وسائل إعلامية متعددة لتوصيل رسائل إلى جماهير منتشرة في مناطق جغرافية بعيدة. ولا تستخدم هذه الإستراتيجية إلا في حالة توافر إمكانيات وموارد كبيرة تسمح باستخدام أكثر من وسيلة إعلامية، ويعتبرها بعض الباحثين من أفضل الإستراتيجيات الممكن استخدامها في مواجهة الأزمات أو الكوارث.(الشعلان , 1423هـ , ص 207)


• الإستراتيجية الديناميكية – النفسية :

وتعتمد علي فرضيات ومساهمات علم النفس فيما يتعلق بالمنبه والاستجابة عند الفرد، فالمنبه أو الرسائل الإعلامية تصل إلي الفرد، الذي ينظر إليه علم النفس علي أساس انه كائن مركب من عناصر بيولوجية وعاطفية وإدراكية تتفاعل معا، ومع المنبه لتصدر استجابة أو سلوك.

وتقترح الإستراتيجية الديناميكية – النفسية التركيز علي عوامل إدراكية أو عاطفية للتأثير في الفرد والجماعة وتحقيق استمالات عاطفية أو إثارة انفعالات ومخاوف. وقد سادت هذه الإستراتيجية حقل الدراسات الإعلامية واستخدمت علي نطاق واسع في الخمسينيات بعد أن استخدمها وطورها هوفلاند Hovland وزملائه في جامعة ييل yale الأمريكية وفي السبعينيات تعرضت هذه الإستراتيجية للنقد والتجديد حيث أدخلت عليها تحسينات ركزت علي أهمية الاعتقادات والاتجاهات والنوايا السلوكية والسلوك فيما يتعلق بالإقناع.

• الإستراتيجية الثقافية الاجتماعية :

تقترح هذه الإستراتيجية تقديم رسائل إعلامية مقنعة تحدد أو تعيد تحديد المتطلبات الثقافية وقواعد السلوك لدي الأفراد والجماعات داخل المجتمع ، بحيث يؤدي ذلك إلي تعديل في السلوك الاجتماعي،. والفكرة الأساسية التي تقوم عليها هذه الإستراتيجية هي أن السلوك الفردي تسيطر عليه توقعات وضوابط اجتماعية داخل النظم الاجتماعية، وبالتالي فان إقناع الفرد يأتي عبر أحداث تعديل في الضوابط الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع وإعادة صياغتها. ( الناصري , 2008م )

• إستراتيجية بناء المعاني 

تفترض هذه الإستراتيجية إن التأثير الإعلامي أو الإقناع يحدث عندما تنجح وسائل الإعلام في تعديل المعاني والصور والرموز المحيطة بالإنسان، وإكسابها معاني جديدة، وتنطلق هذه الإستراتيجية من التسليم بان وسائل الإعلام تخلق صورا زائفة عن العالم في أذهان الناس، لكنهم يتعاملون بناء علي هذه الصور والرموز، وبالتالي من المهم لتحقيق الإقناع تعديل أو تغيير هذه الصور والرموز.

هكذا تتعدد وتتنوع الاستراتيجيات المستخدمة في الأنشطة الإعلامية بوجه عام مع ملاحظة انه يمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجيات في صياغة استراتيجيات لمواجهة الأزمات وذلك بحسب طبيعة ونوع كل أزمة، والجماهير التي يستهدف القائمون بالاتصال الوصول إليها أثناء إدارة الأزمة.

في هذا السياق أكدت ورقة بحثية مقدمة إلي المؤتمر السنوي لمركز بحوث الكوارث بجامعة ديلاوير Delaware عام 1995 علي أن وسائل الإعلام هي عنصر الربط الأساسي بين المسئولين والجمهور أثناء الأزمات، فهي تنقل التحذيرات، لكنها قد تركز علي احد أبعاد الأزمة وتهمل بقية الأبعاد، كما تجري بعض وسائل الإعلام وراء الإثارة في تغطية الأزمات والكوارث، وخلصت الورقة إلي ضرورة أن يكون لدي الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية خطة واضحة لتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات عن الأزمات والكوارث. ورصدت الورقة ثلاثة عوامل تؤثر في استجابة الجمهور تجاه التحذيرات من الأزمة هي :

• نموذج المنبه (التحذير) والاستجابة.

• عوامل تدخل في تفسير الجمهور لرسائل التحذير.

• صورة الجمهور لدي المخططين او بعبارة أخري كيف يتصور المخططون طبيعة الجماهير التي سيخاطبونها.( الناصري , 2008م )

ولا شك ان العناصر الثلاثة السابقة تفيد في صياغة إستراتيجية إعلامية لإدارة الأزمة، لكن مع ملاحظة أن نموذج المنبه والاستجابة قد اشرنا إليه في إستراتيجية الديناميكية – النفسية ، وان هذا النموذج يقوم علي فكرة بسيطة لكنها قد لا تتحقق دائما في أثناء الأزمات والكوارث، فالناس قد يستمعون إلي تحذير عبر وسائل الإعلام لكنهم لا يتحركون، ولا يبادرون بالسلوك المتوقع أو الفعل المنتظر منهم، إما لوجود مخاوف وتهديدات اكبر من وجهة نظرهم من التهديد المرتبط بالتحذير، أو لعدم ثقتهم في وسائل الإعلام والمصدر الذي أطلق هذه التحذيرات عبر وسائل الإعلام.

• إستراتيجية الموقف المشكل :

 و يقترح استخدام هذه الإستراتيجية في إدارة الأزمات والكوارث إعلاميا، وتتميز هذه الإستراتيجية بأنها لا تهدف إلي تحقيق الإقناع بشكل مباشر، بل إلي مساعدة الجمهور علي متابعة الأحداث وتحليلها كمقدمة لتشكيل الرأي والرأي العام من جانب آخر فان هذه الإستراتيجية تستخدم في تقييم مدي كفاءة وفاعلية النظام الإعلامي ووحداته المختلفة (وسائل الإعلام) في القيام بأدوارها ووظائفها خاصة توفير المعلومات وحرية تداول الآراء. ( الناصري , 2008م )

بكلمات أخري فان الإستراتيجية المقترحة تستخدم بطريقة مزدوجة فهي تهدف إلي تعريف الجمهور بالأخبار والآراء في أثناء المواقف الإشكالية التي تمثلها الأزمات والكوارث، وفي الوقت نفسه تقييم أداء وفاعلية النظام الإعلامي.

• إستراتيجية الاتصال الوقائي :

وهي إستراتيجية وقائية تستخدم كافة وسائل الإعلام من اجل توعية المواطنين بمفهوم  الأزمات و الكوارث والظروف المرتبطة بوقوعها وتطورها والمخاطر الناجمة عنها، وكيفية التعامل خلالها، وتعتمد هذه الإستراتيجية علي التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والمساجد وأجهزة وإدارات الإعلام الأمني وفريق إدارة الأزمة ولجان رصد ومتابعة الأحداث ، وتري إستراتيجية الاتصال الوقائي إلي تحقيق أهداف تربوية علي المدى البعيد، مع إبقاء المجتمع ومؤسساته في حالة وعي ويقظة.(الشعلان , 1423هـ , ص 209)

وفي إطار هذه الإستراتيجية يمكن تنظيم دورات تدريبية لبعض قادة الرأي المحليين، ورجال الإعلام والعاملين في إدارة الإعلام الأمني وذلك لوضع الخطط التفصيلية والاتفاق علي أساليب العمل لمواجهة الأزمات و الكوارث.

و في هذا الصدد فإن هذه الإستراتيجية تؤكد على أن التوعية بالأزمات يكون أكثر أهمية قبل حدوثها ( الحوشان , 1431هـ , ص 113) 

و هنا تثار ملاحظة مهمة حول الأهمية والفاعلية النسبية لكل من هذه الاستراتيجيات الست، وما إذا كان من الممكن استخدام أكثر من إستراتيجية واحدة لمواجهة الأزمات و الكوارث ، حيث تفيد البحوث والخبرات العملية إلي إمكانية استخدام أكثر من إستراتيجية بحسب طبيعة ونوع الأزمة أو الكارثة المراد التصدي لها، في الوقت نفسه هناك أهمية خاصة وثابتة للإستراتيجية الوقائية بحيث ينبغي علي وسائل الإعلام بعامة، وأجهزة وإدارات الإعلام الأمني الاهتمام بتبني وتنفيذ هذه الإستراتيجية، مع تنمية ودعم مشاركة منظمات المجتمع الأهلي والعمل التطوعي، لأنه من الضروري مشاركة المواطنين مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية في جهود مواجهة الأزمات و الكوارث .( الناصري , 2008م )


المطلب الثالث : المتحدث الرسمي :

يهتم الجمهور خلال الأزمات بان يعرف ما يحدث بشكل عام من باب الفضول أو الثقافة العامة , و لكنه يحرص و لكنه يحرص و يصر على متابعة تطورات الأحداث التي تؤثر عليه بشكل أو بآخر , و يتصاعد هذا الاهتمام بتصاعد قوة و مساحة هذا التأثير . ومن هنا تجد إدارة الأزمة نفسها مضطرة إلى تزويد الرأي العام بالمعلومات المتوافرة عن تطورات الأزمة وفق معايير و ضوابط لا تؤثر على سلامة و كفاءة عمليات المواجهة .

إن تزويد الرأي العام بالمعلومات عن الأحداث إنما يعزز من مصداقية الجهات الرسمية و يزيد من مستوى الثقة و الاطمئنان ( الشعلان , 1423هـ , ص203)

و ينبغي أن تؤسس العلاقة بين قيادة الأزمة في موقع الأحداث و أجهزة الإعلام على درجة عالية من التفاهم و التنسيق . . و أن تتسم بالحيطة و الحذر من جهة أخرى , لذلك فمن أهم القرارات عند وقوع الأزمة أن يتم تعيين متحدث رسمي تكون مهمته بالدرجة الأولى تنظيم عملية الإعلام ووضع الحقائق أمام الرأي العام منعا لتناقض الأخبار و التصريحات عند ترك الأمور دون تحديد , و يجب عليه أن يكون في تعايش تام مع الأحداث و ملما بجميع الحقائق و مجرسات الأمور المتعلقة بالأزمة .

كما يجب ان يكون دقيقا في كل ما يصرح به و صادقا فيما يقول لأن اختلاف الحقائق التي يدلي بها عن تلك التي يلتقطها الجمهور بوسائلهم المتنوعة يؤدي بالضرورة إلى التشكيك في مصداقية الحقائق  و مصداقية الجهات الرسمية عن إدارة الأزمة ( الشعلان , 1423هـ , ص 204). 

الضوابط التي تحكم العلاقة بين المتحدث الرسمي ووسائل الإعلام :

هناك العديد من الأسس و الضوابط التي ينبغي مراعاتها من قبل المتحدث الرسمي عند التعامل مع وسائل الإعلام الجماهيرية عند حدوث الأزمات وهي:

1- ضرورة الدقة و الحذر و إلمام المتحدث الرسمي بالحقائق التفصيلية عن الأزمة إذ أن الاختلاف الذي قد يظهر بين الحقائق التي يصرح بها المتحدث الرسمي و تلك التي تلتقطها وسائل الإعلام بأساليبها الخاصة لا يخدم القضية .

2- ضرورة الاعتراف بالأخطاء التي تحدث أثناء عمليات المواجهة لأن تسربها و كشفها من جهات أخرى قد تؤدي إلى تضخيمها بأكثر مما هي عليه في الواقع , كما أن عدم الاعتراف بالأخطاء يقود إلى فقدان الثقة في الجهاز الرسمي .

3- أن التصريحات الرسمية ذات الطبيعة الفنية أو القانونية لا بد من تحريرها بشكل دقيق وواضح لا لبس فيه و أن تلتزم وسائل الإعلام بإذاعتها أو نشرها كما أعلنت .

4- ينبغي التأكد من المعلومات التي نحتاج إليها كالأسماء وأرقام وايميلات المحررين والمخرجين والصحف ووسائل الإعلام الأخرى.

5- ضرورة التحقق من الوقت المناسب لتقديم المعلومات لكل وسيلة وكذا التحقق من الشكل المناسب لنشر المعلومات من خلال هذه الوسيلة.

6- إذا كانت هناك ضرورة لعقد مؤتمر صحفي فينبغي مراعاة الجوانب والأسس الكفيلة بإنجاح المؤتمر.

7- يراعى ضرورة إصدار نشرات إخبارية لوسائل الاتصال المطبوعة , وأخرى لوسائل الاتصال المسموعة والمرئية، مع الاهتمام بإصدارها كلما جد جديد.

8- من الضروري ترتيب زيارة الإعلاميين إلى موقع الأزمة ليتسنى لهم إدراك الأمور على طبيعتها.

9- إنشاء مركز للمتحدث الرسمي وينبغي أن يكون مكانه معلوماً ويسهل وصول الإعلاميين إليه.

10- تجهيز الصور   وكذا شرائط الفيديو والمطبوعات الخاصة بالأزمة وجعلها في متناول الإعلاميين عند طلبها.

11- عند التعامل مع بعض الإعلاميين الذين يتصف سلوكهم بالعدوانية يجب مراعاة التحدث بصوت هادئ ومراعاة عدم التوتر.

12- لا يجب الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالأمور القانونية إلا بعد موافقة القسم القانوني على نشرها.

13- ينبغي تجنب استخدام كلمة (لا تعليق ( لأنها توحي إن هناك ما يراد إخفاؤه وإذا كانت هناك دعوة لتقديم معلومات فى وقت لاحق ينبغي احترامها.

14- ينبغي أن يسبق التعامل مع أي إعلامي معرفة كافية عنه وعن شخصيته واهتماماته وأسلوبه في التناول الإعلامي.

15- من الضروري تمكين الإعلاميين من إجراء المقابلات مع كبار المسئولين في المنطقة ولا يجب رفض إجراء الأحاديث والمقابلات معهم لان الإعلامي من الممكن أن يصل إلى المعلومات بطرق متعددة.(مكاوي , 2005م , ص 181)


المطلب الرابع : الدور الايجابي للمهنية الإعلامية في احتواء الأزمات و الكوارث  

إن الأزمات تعد مادة خصبة ثرية لوسائل الإعلام الجماهيرية وتحظى بتغطية على نطاق واسع وتسعى الوسائل لإرضاء جماهيرها حيث إن الحاجة إلى المعلومات متأصلة بعمق في النفس  البشرية، فالناس في حاجة إلى أن يعرفوا الإخبار وخاصة الإخبار السيئة ووفقا لرأي هاريسون فان الأزمات والكوارث والفضائح والحوادث الطارئة تكون جوهر الإخبار المؤثرة وتحظى بتغطية واسعة من وسائل الإعلام . وهو ما ذهب إليه سنتر وجاكسون حيث رأيا أن وسائل الإعلام تركز في تقاريرها الإخبارية على الأخبار السيئة والأخطاء والحوادث والفضائح التي تقع في المجتمع الإنساني، حيث تعمد الوسائل إلى إثارة روح التساؤل والبحث عند الجمهور وإمداده بالمعلومات عن الأخطاء البشرية.

وعند حدوث الأزمات ينبغي على وسائل الإعلام مراعاة الجوانب التالية:

1- إعلام الجماهير بحدوث الأزمة والتعهد بتوصيل المعلومات وشرح التفاصيل تباعاً.

2- من الضروري أن يكون هناك تنوع في استخدام وسائل الإعلام بما يتناسب مع خصائص كل جمهور.

3- ضرورة تطبيق مفهوم الاتصال ذي الاتجاهين، حيث أن فتح قنوات اتصالية مع الجمهور يؤدي إلى إشاعة مناخ من الثقة لدى الجماهير.

الإعلام وإدارة الأزمات :

تخاطب وسائل الإعلام عقول الناس ولذلك تعتبر من أهم الطرق والأساليب الحديثة لنشر الوعي والثقافة وتنمية المدارك كما للإعلام دور كبير في إيصال الخبر والمعلومة بهدف زيادة الوعي والمعرفة وهو يهدف إلي توعية وتنمية وتثقيف وإقناع مختلف فئات الجماهير باختلاف ثقافاتهم ودرجة وعيهم من خلال رؤية محددة تدور حول معني محدد يعمل على تزويد الجماهير بأكبر قدر من المعلومات الصحيحة. إن للإعلام دوراَ مهماً وبارزاً في التخفيف من حدة الأزمات والكوارث ومن أهم وابرز عناصر الإعلام في التخفيف من حدة الأزمات والكوارث هي أن يتم تزويد الجماهير بالحقائق للحد من انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة حول الأزمة. والحقائق الواضحة تعمل على تنوير أفراد المجتمع مما يساعدهم على تكوين رأي عام صحيح وذلك عن طريق الإقناع بالمعلومات والحقائق القائمة علي الدقة والوضوح. التخطيط الإعلامي في الأزمات ونظرا لان الأزمات والكوارث لها طابع خاص يتسم بالسرعة في التغير والتحول . من هذا المنطلق أصبح التخطيط الإعلامي في المراحل المبكرة مهما جدا فالوقت عامل مهم جدا في مواجهة الأزمات لذلك يجب أن يستثمر استثمارا جيدا، وهو يمثل أحد العوامل المهمة في نجاح الجهود المبذولة لمواجهة الأزمات والكوارث . وهذا يتطلب الاستفادة من عامل الزمن عند بذل الجهود الإعلامية قبل وخلال وبعد مواجهة أي أزمة وذلك بغرض توجيه الجماهير عن طريق وسائل الإعلام وحثها على التعاون وتقديم يد العون لفريق إدارة الأزمة والمشاركة في عمليات الإنقاذ والإسعاف والإخلاء. 


التخطيط الإعلامي في مواجهة الأزمات والكوارث:

 يعني التخطيط الإعلامي في مواجهة الأزمات و الكوارث : الجهود والنشاطات التي تمكن من صياغة الخطط الإعلامية اللازمة علميا وعلى أساس الخبرة المستمدة من التجارب السابقة للعمل علي توعية أفراد المجتمع بالطريقة الصحيحة والملائمة للتعامل مع الأزمات والكوارث وذلك بالحد من أثارها السلبية والعمل على احتوائها قبل استفحالها وتقليل نسبة الخسائر الناتجة عنها. وللتخطيط الإعلامي أهمية كبري فهو ليس خيارا يمكن أن نأخذ به أو نتركه، وذلك لأنه أمر مطلوب وضروري لأي مجتمع لأنه يعمل على حل المشكلات كتلافي خطر الأزمات وهو أسلوب العصر الحديث فالمجتمع ينفذ أعماله وفق خطط وبرامج محددة آخذة في الحسبان المستقبل واحتمالاته ووضع الإمكانات الضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات بحيث لم يعد مجديا أن تترك الأمور لأسلوب التجربة والخطأ أو الارتجال . ( ar.wikipedia.org/wiki ) 

ويتمثل التخطيط في وضع مجموعة من الافتراضات حول أي وضع في المستقبل وبالتالي وضع خطة توضح الأهداف المطلوب الوصول إلى تحقيقها خلال فترة زمنية محددة والتخطيط عملية تتضمن وضع الإستراتجية المطلوبة وتعيين الأهداف وتحديد الخطط المرجوة للعمل على تحقيقها بالطريقة التي تسمح بتنفيذ القرارات.

 أهمية التخطيط الإعلامي في مواجهة الأزمات:

 يمكن للتخطيط الإعلامي المعد والمدروس جيدا أن يعمل على تقسيم وتشتيت العناصر المسببة للازمة مما ينتج بعد ذلك ضعفا كبيرا في تجميعها ومن عدم الاستفادة من هذا التجمع فالإعلام له تأثير مباشر وفعال في نفس الوقت، ومما يزيد من أهمية التخطيط الإعلامي لمواجهة الأزمات والكوارث هو تأثيره المباشر على سلوكيات الأفراد واتجاهاتهم بهدف إنتاج سلوك مرغوب فيه . والتخطيط الإعلامي غير الجيد في مواجهة الأزمات يعمل على زيادة استفحال الأزمات بدلا من القضاء عليها والتخطيط الإعلامي الفاشل يتمثل في الإدارة العشوائية التي تعمل علي تحطيم الإمكانات والقدرات ويرجع ذلك إلى عدم احترام الهيكل التنظيمي والقصور في التوجيه للأوامر والبيانات والمعلومات وعدم وجود التنسيق وإشاعة الصراع الداخلي بين الأفراد والكيان الإداري للمؤسسة الإعلامية وبالتالي إحداث علامة انفصام بين مصالح الإدارة الإعلامية وبين مصالح العاملين فيها . إن التخطيط الإعلامي الجاد يعمل على تحقيق تفاعل بناء بين عناصر إدارة الأزمة مما يؤدي إلى المساعدة في تنفيذ الخطة الموضوعة لمقاومة الأزمة خلال تفعيل عمليات التنسيق والمتابعة والتخطيط الإعلامي لمواجهة الأزمات والكوارث يعني الخطط الإعلامية والتي يتم الإعداد المسبق لها لغرض القيام بها عند وقوع الأزمات من خلال تحديد الجهود الإعلامية التي من المفترض أن يقام بها وتحديد زمانها ومكانها، والغرض من التخطيط الإعلامي لمواجهة الأزمات هو توفير الدعم والمساندة اللازمة إعلاميا لفريق إدارة الأزمة. هناك قاعدة ذهبية تقول : عندما يُقدّم الخبر بسرعة فإنه يوقف زحف الشائعات والأقاويل، ويهدئ الأعصاب في الأوساط الاجتماعية .

ويعد التخطيط أحد الشروط الهامة للسيطرة على الأزمة، وإن ذوي الآراء الطائشة هم الذين يلحقون الضرر الأكبر بالتخطيط لمواجهة الأزمة وكأنهم  يقولون "إن ذلك لا يمكن أن يكون" وهذا بالذات ما حدث مع ( ناسا ) "التي بدت في وضع حرج بسبب مأساة السفينة الفضائية الأمريكية " تشيلينجر " التي انفجرت في العام 1986. إن الوكالة الأمريكية الهائلة للأبحاث الفضائية بدت بلا حول ولا قوة أمام هذه الكارثة.

وفي النهاية إن عملية الاتصال في ظروف الأزمة، ترتبط بالتقدير الدقيق للمخاطرة، وفائدة الإعلان عن الخبر، وترتبط فاعلية الخبر أيضاً بالدرجة التي تؤخذ فيها النصيحة المقدمة من المهنيين الكبار، ورجال الإعلام المجربين. إن التحدي الذي تفرضه الأزمات يتطلب طريقة فردية واهتماماً بخصائص المشكلة المتأزمة في هذه الحالة. ولا أحد يستطيع تقديم الضمانات حول الأفعال التي ستساعد المؤسسة على الخروج السريع من الأزمة. لكنّ هناك شيئاً واحداً لا شك فيه ألا وهو أن مهنية رجال الإعلام وخبرتهم تُخْتَبَرُ بالقَدْر الذي يستطيعون فيه إخراج المؤسسة من الأزمة، وكأنهم مرشدون بحريَّون يتجنبون المكان الضحل.

(ar.wikipedia.org/wiki )

 الإعلام و تأثيره في نطاق الأزمة  :

لا شك أن اتصال وإعلام الأزمات يعتبر من العلوم والتخصصات المطلوبة الضرورية ضمن فريق إدارة الأزمات والكوارث ولكن رغم حيوية وهمية أنشطة الاتصال والإعلام إلا أن هناك استخفافا شديدا بهذا الجانب وهناك أيضا – وهذا هو الأدهى – نظرة سطحية لاتصال وإعلام الأزمات تدفع كثيرا من المسئولين إلى إسناد مهام ووظائف اتصال وإعلام الأزمات إلى غير المتخصصين أو إلى بعض رجال الإعلام والعلاقات العامة الناجحين والمتميزين في أدائهم الإعلامي في المواقف العادية إلا أنهم قد لا يكونوا كذلك في التعامل مع الأزمات والكوارث لأن موقف الأزمة أو الكارثة يستدعي نوعية مغايرة من المعالجات والتغطيات الإعلامية وكذلك نوعية خاصة جدا من أنشطة العلاقات العامة تتجاوز خطاب البيانات الرسمية المنمقة القائمة على الأكاذيب الساذجة والمبالغات المفضوحة والتي لا تصمد أمام التدفق الحر للآراء والمعلومات وتعددية اختيار المتلقي التي تتيحها عولمة الإعلام, و بالتالي يسهم ذلك في توسيع نطاق الأزمات بدلا من احتواءه و تقليصه إلى أدنى مستوى ممكن . 

أهمية التعامل مع وسائل الإعلام:

 يمثل التعاون مع وسائل الإعلام أهمية كبرى لعدة أسباب:

1- إمكانية الاتصال من خلالها بالعديد من الجماهير.

2- إمكانية السيطرة على الرسالة الاتصالية.

3- تصحيح المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تصل لوسائل الإعلام إذا كانت العلاقة معها إيجابية.

4- عدم التعاون مع الوسائل قد يعطي إحساسا بعدم القدرة على السيطرة على الموقف أو وجود حقائق يراد إخفاؤها.


المطلب الخامس : الأسس و الضوابط التي يجب مراعاتها في التغطية الإعلامية لأي أزمة

 أهمية تحجيم الإعلام لنطاق الأزمة :

تتمثل أهداف السيطرة على الأزمة في عدة نقاط هي:

1- وضع نهاية فورية للأزمة.

2- جعل الخسائر في حدها الأدنى.

3- إعادة الثقـة. (ar.wikipedia.org/wiki )

و في ضوء هذه الأهداف يظل تطوير أبعاد ومهام إعلام الأزمات والكوارث عملية مطلوبة ومستمرة شرط أن ترتبط الجهود النظرية بالممارسة العلمية مع الإقرار بأهمية وضرورة مراعاة أمرين    :

الأول : التوازن في ادوار ومهام الإعلام خلال المراحل المختلفة للأزمات والكوارث ومراعاة عناصر التخطيط الإعلامي والاتصالي لتحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون بين جهود وأنشطة الاتصال المباشر والاتصال الجماهيري وكذلك بين الجهات أو الهيئات المختلفة ذات الصلة بالأزمة أو الكارثة. 

أن الدعوة لمراعاة التوازن ينبغي لها أن تعتمد على الأساليب العلمية في التخطيط والتنفيذ والمراجعة والتقييم علاوة على معرفة أراء الجمهور وردود الأفعال تجاه الرسائل الإعلامية المختلفة من خلال وسائل علميه سهله وسريعة وتتناسب مع موقف الأزمة أو الكارثة .

ومن المهم أيضا تحقيق توازن بين الجوانب المعرفية والوجدانية في رسائل إعلام الأزمات والكوارث فالإعلام عندما ينشر أخبار الأزمات والكوارث يستطيع أن يحرك القلوب والعقول والقيم والأخلاق والمثل الإنسانية كذلك فان إعلام واتصال الأزمات عليه أن يوازن بين الجوانب المختلفة للأزمات والكوارث والممثلة في نتائج الأزمة أو المشكلة أسبابها الحلول المطروحة وذلك وفقا لنظرية الموقف المشكل. ( شومان , 2002م , ص 185)

 ومن الضروري أيضا أن يوازن الإعلام بين الآثار المباشرة وغير المباشرة مع التركيز على عمليات الغرس الثقافي وترتيب أولويات القضايا وبناء الصور والرموز لأن أحد أهم الوظائف المقترحة على إعلام الأزمات والكوارث هي بناء الصور عن المكان وتوزيعها على الجمهور الأمر الذي يجعل من وسائل الإعلام مصدرا مهما لدى الناس لمعرفة الواقع من حولهم ومن ثم تحديد أنماط تعاملهم وسلوكهم مع  هذا الواقع .

الثاني :  أن يتم نقل كل المعلومات المتاحة بدقة وتناسق بحيث تتواكب مع معطيات الواقع وسياق الأحداث انطلاقا من أن معظم الناس تسمع أو ترى أو تقرأ عن الأزمة أو الكارثة من خلال وسائل الإعلام وبالتالي فان نقص الاهتمام الإعلامي بأزمة أو كارثة تصيب الناس ستجعلهم يشعرون بان هناك تهميش مقصود وعدم اهتمام بمعاناتهم . ( شومان , 2002م , ص 187)

في الوقت نفسه من الممكن التفكير في وضع مواثيق شرف تنظم عمل رجال الإعلام وتحقق نوعا من التوازن الواعي والطوعي بين متطلبات رجال الإعلام والقواعد المهنية التي تنظم عملهم وبين متطلبات ودواعي إدارة الأزمات والكوارث والخطط والأهداف التي يسعى فريق إدارة الأزمة أو الكارثة إلى تحقيقها في وسائل الإعلام العربية وبعض الخبراء والمتخصصين في إدارة الأزمات والكوارث لمناقشة أولويات عمل كل منهم والاتفاق على مواثيق شرف تنظيم العمل والتعاون المشترك أثناء إدارة الأزمات والكوارث .( مكاوي , 2005م , ص 112)

و فيما يلي عرض للأسس و الضوابط التي يجب مراعاتها في التغطية الإعلامية لأي أزمة:

1- الدقة في عرض الحقائق والمعلومات وتقديمها للرأي العام بصدق دون تلوين أو تحريف للحقائق ويجب أن يصاحب ذلك السرعة في نشر المعلومات لإيجاد مناخ صحي يحتوي آثار الأزمة لكن مع هذه السرعة يجب التدقيق في المعلومة المقدمة دون تسرع، وفي الوقت نفسه هناك بعض الأزمات والكوارث ذات التأثير في الرأي العام الداخلي وقد يتطلب التعامل معها حجب أو منع بعض المعلومات حرصاً على المصلحة العامة لكن يجب ممارسة هذا الحجب للمعلومات وفق معايير واضحة وبحرفية إعلامية عالية. 

2- الاهتمام بالتصريحات ذات الطبيعة الرسمية السياسية من مصادر موثوق بها من أجل تشكيل الرأي العام تجاه الأزمة. 

3- القدرة على التعامل باتزان وعقلانية وعدم الانفعال والانسياق مع الرأي العام فيجب أن تتحلى وسائل الإعلام في وقت الأزمات بالعقلانية وتبتعد عن إثارة وتهييج الرأي العام. 

و عندما يتم  مراعاة هذه الأسس و الضوابط فإن ذلك من شأنه أن يسهم بفعالية في نجاح التغطية الإعلامية لأي أزمة .



المبحث الثالث : ملخص النتائج و التوصيات .

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات , و الصلاة و السلام على خاتم النبيين نبينا محمد بن عبد الله ...و بعد ...

 فقد تناولت فيما سبق من البحث موضوع أهمية الإعلام و خلال الأزمات و الكوارث و فيه عرفت بالإعلام و أهميته و عرفت بالأزمات و الكوارث و خصائصها و عرفت بدور الإعلام حيال مواجهة الأزمات و الأسس و الاستراتجيات المتعلقة بإعلام الأزمات و مدي ما يمكن أن يؤثر به الإعلام إيجابا و سلبا في احتواء الأزمة و بينت أيضا لدور المهنية الإعلامية في احتواء الأزمات و الكوارث و منع امتداد تأثيراتها السلبية.


النتائج : 

من العرض السابق لمحاور البحث نخلص إلى أهم النتائج و هي  :

1- أن الأزمة و الكارثة حادث استثنائي ، وهي تصيب الأفراد والمجتمعات والدول والهيئات والمنظمات والمؤسسات على اختلاف أنواعها وأشكالها على حين غفلة فتنشر فيها البلبلة والاضطراب والفوضى ، وتفقدها توازنها ، وتكبدها خسائر مادية ومعنوية، وتصنع واقعا جديدا بما تخلفه من الآثار ، وما تحدثه من التغيير على مختلف المستويات .

2- الإعلام يمثل فعالية فكرية إبداعية تتفاعل مع الواقع وتتحاور مع الجمهور . وقد بات في عصرنا الحالي قوة ضاربة لها سطوتها وتأثيرها العميق في الفرد والمجتمع والدولة والعالم ، ومكانته التي لا تنافسه فيها قوة أخرى في صياغة المفاهيم وتحديد المواقف وتشكيل الذهنيات وصناعة الرأي العام المحلي والعالمي .

3- يلتقي الإعلام بالأزمة فيما يعرف بإعلام الأزمات الذي يعد أحد مكونات إستراتيجية مواجهة الأزمة لدى معظم الهيئات والمنظمات نظرا لقدرته على تغطية الأحداث ، ومد جسور التواصل بين بؤرة الأزمة والجمهور المتعطش لمعرفة ما يحصل .

4- لإعلام الأزمات و الكوارث أسس ينبغي أن يتم مراعاتها من قبل القائمين على إعلام الأزمات .

5- إعلام الأزمات عمل حيوي و هادف له استراتيجياته الخاصة التي يسير العاملين في نطاقه على هديها . 

6- العمل الإعلامي أثناء الأزمات و الكوارث هو عمل مخطط منظم يقوم على أسس التخطيط العلمي.

7- تعيين متحدث رسمي عند وقوع الأزمات من أبرز القرارات التي ينبغي اتخاذها لتنظيم عملية الإعلام و ووضع الحقائق أمام الرأي العام .

8- المهنية الإعلامية الفعالة تسهم بدور إيجابي في احتواء الأزمات و الكوارث و تحد من نطاقاتها .

9- هناك مجموعة من الأسس و الضوابط التي ينبغي مراعاتها عند التغطية الإعلامية للأزمات من أهمها الدقة في عرض المعلومات  و الحقائق  و مصداقية مصادر المعلومات و القدرة على التعامل بالموضوعية و العقلانية و الاتزان مع الرأي العام .


التوصيات :

في ضوء ما أسفرت عنه هذه الدراسة من نتائج فإن الباحث يوصي بما يلي:

1- وجوب الابتعاد عن العمل العشوائي و الاستناد إلى الأسس العلمية للتخطيط الإعلامي أثناء الأزمات و الكوارث .

2- ضرورة تحرى الدقة العالية عند اختيار الإستراتيجية الإعلامية المناسبة لمواجهة الأزمات و الكوارث وفقا لنوعية و نطاق و أبعاد و بيئة كل أزمة أو كارثة ؟.

3- ضرورة أن تجتهد المؤسسات الإعلامية في وضع السياسات الفكرية والخطط المهنية التي تنهض بمستوى المعالجة الإعلامية في أوقات الأزمات و الكوارث التي تهدد أمن المجتمع وسلامته. 

4- أوصي بأن تبدأ المؤسسات الأمنية في اقتراح الإستراتيجيات العملية في التعامل مع هذه الأحداث على مسرح وقوعها أو بعده بحيث تجمع بين الحفاظ على سرية المعلومات الأمنية والاستجابة لحاجة الرأي العام في تزويده بتفاصيل الأحداث بوصفها أحداثًا ترتبط بأمنه وحياته. 

5- ضرورة إيجاد آليات للتنسيق بين الجهات الأمنية ووسائل الإعلام المحلية في إشباع حاجة الرأي العام للمعلومة الصحيحة حتى لا يضطر إلى البحث عنها في مصادر أجنبية وحتى لا يؤدي حجب المعلومة أو التعمية على الحدث إلى إيجاد بيئة معلوماتية تقوم على الشائعة أو الرؤية للحدث المبنية على الشك والريبة تجاه الحقائق المرتبطة به و حتى لا تتطور الأمور إلى مالا يحمد عقباه . 

6- نظرا للدور الفاعل الذي يقوم به المتحدث الرسمي في نجاح التغطية الإعلامية للأزمات و الكوارث فإنني أوصي بأن يتم تخصيص متحدث إعلامي رسمي لكل مؤسسة أمنية أو متحدث رسمي لكل منطقة من المناطق في المملكة .

7- لما كان لوزارة الداخلية تجربة فريدة في مواجهة أزمة الإرهاب التي ضربت المملكة و كان لأسلوب إدارة هذه الأزمة الدور الأبرز في نجاحها حيث اتسم بالمهنية الكبيرة و تحققت النتائج وفق ما كان مخطط له , و عليه أوصي باستلهام العبر و الدروس المستفادة في إدارة هذه الأزمة خاصة ما تعلق منها بالجانب الإعلامي و الذي تم توظيفه بشمل فاعل في تحقيق الأهداف المرجوة لمواجهة أزمة الإرهاب و حققت تفاعل و تجاوب كبيرين من قبل الجماهير ...

و في الختام آمل أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع على نحو طيب.و الله الموفق .

قائمة المراجع


1- أحمد حسن محمد: التأثير الإعلامي في الظواهر الاجتماعية بين الأسباب والإيجاب، شبكة المشكاة الإعلامية ,2003م .

2- أحمد زكي بدوي : معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية , ط2 , مكتبة لبنان , بيروت,1986م.

3- أحمد الفيومي : المصباح المنير , دار الحديث , القاهرة , 1421هـ.

4- أحمد محمد المصري: الإدارة الحديثة معلومات،اتصالات،اتخاذ القرارات- ،مؤسسة شباب الجامعة ,  الإسكندرية ،2000م.

5- إدريس الكنبوري : الطفل المسلم والإعلام المطلوب, الرباط , المغرب ,2004م .

6- أسيل عبد اللطيف السامرائي، العنف وبرامج الأطفال التلفزيونية، أطروحة دكتوراه في الإعلام، جامعة بغداد, بغداد , 2002م.

7- بركة زامل الحوشان : الإعلام الأمني و الأمن الإعلامي ,ط 2 , مطابع الحميضي , الرياض , 1431هـ.

8- بركة زامل الحوشان و فايز عبد الله الشهري : العلاقات العامة في المؤسسات الأمنية , ط2 , مطابع الحميضي , الرياض .

9- بركة زامل الحوشان و آخرون : واقع برامج الإعلام و الاتصال للعاملين في المؤسسات الأمنية ( دراسة استطلاعية تقويمية ) مركز البحوث و الدراسات , كلية الملك فهد الأمنية , 1431هـ .

10- ثامر ياسر البكري : إدارة التسويق،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،2002م.

11- جون كورنيل، التلفزيون والمجتمع، ترجمة اديب خضور، الطبعة الاولى، دمشق ,1999م .

12- حسن عماد مكاوى : الإعلام ومعالجة الأزمات , الدار المصرية اللبنانية, القاهرة , 2005م .

13- خالد زعموم : التسويق الاجتماعي بين النظرية و التطبيق , مكتبة الجامعة , الشارقة , 2006م .

14- سوزان يوسف القليني. مدى اعتماد الصفوة المصرية على التليفزيون في وقت الأزمات: دراسة حالة على حادث الأقصر. المجلة المصرية لبحوث الإعلام. كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ديسمبر 1998م.

15- السيد عليوة : إدارة الأزمات والكوارث، مركز القرار للاستشارات، القاهرة، 1997.

16- صالح عمار العويب، وسامي كاظم حسين: دور القنوات الفضائية في تنمية اتجاهات الشـباب نـحو التربيـة البدنية الرياضــية، لـيبيا، مجلـة دراسات, العدد11،2001 .

17- عبد المنعم بدر : تطوير الإعلام الأمني العربي , أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية , الرياض , 1418هـ .

18- فهد احمد الشعلان : إدارة الأزمات : الأسس - المراحل – الآليات ,  ط2 , الناشر المؤلف , 1423هـ .

19- محمد زرمان : الإطار المفاهيمي في قراءة : الإعلام و الأزمات ,  كلية الآداب والعلوم الإنسانية, جامعة باتنة , الجزائر2005م.

20- محمد شومان : الإعلام و الأزمات , مدخل نظري و ممارسات عملية , دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع , القاهرة , 2002م.

21- محمد شومان. إشكاليات في مسار تطور إعلام الأزمات والكوارث. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام. كلية الإعلام، جامعة القاهرة، العدد الثالث، يوليو ـ سبتمبر 2001م.

22- محمد عودة: في علم نفس الطفل، عمان، زهران للنشر والتوزيع ،1993م. 

23- محمود جاد الله , إدارة الأزمات , دار أسامة , عمان , 2008م .

24- ميليفين ل. ديفلير، وساندرا بول روكيتش. نظريات وسائل الإعلام. ترجمة كمال عبد الرؤوف، القاهرة، الدار الدولية للنشر والتوزيع، 1993م.

25- أبو نور الهدى الناصري: الاستراتيجيات الإعلامية , 2008م: 

http://athroh-al-marjeeyia.almountadayat.com/t23-topic

26- هادي نعمان الهيتي، الاتصال الجماهيري في المنظور الجديد ,بغداد، الموسوعة الصغيرة ,تسلسل 412، الشؤون الثقافية ,1998م .

27- هويدا مصطفى. دور الإعلام في الأزمات الدولية. مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر، 2000م.

28- من شبكة الانترنت :


http://ar.wikipedia.org/wiki

http://ibb7.com/ibb38.html

http://www.gndmoh.com/vb/archive/index.php/t-23228.htm

http://www.aleqt.com/2009/09/16/article_275645.htl

www.islamweb.net


0 تعليق:

إرسال تعليق