المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الأمير سلمان
بحث بعنوان:
إيجابيات وسلبيات الدمج في المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
تلعب عملية رعاية و علاج المعاقين عقليا دورا كبيرا في تحسين ظروفهم الحياتية بحيث تتاح لهم فرص الاستفادة من الفرص التدريبية و التربوية التي تمكنهم من التكيف مع رفاقهم و ذويهم من أبناء مجتمعهم , وذلك من خلال استغلال ما لديهم من قدرات مختلفة بحسب نوع الإعاقة التي أصيبوا بها (العزة , 2000م , ص 73). ويعد الدمج أحد أهم الأساليب العلاجية التي نادى بها المختصين و التربويين و الأطباء .
و دمج ذوي الحاجات الخاصة مع العاديين من المفاهيم التي شاع استخدامها مؤخرا و كثرت حوله النشاطات و الأبحاث العلمية .
و يعني الدمج : " دمج الأطفال غير العاديين المؤهلين مع أقرانهم دمجا زمنيا و تعليميا و اجتماعيا حسب خطة و برنامج و طريقة تعليمية مستمرة حسب حاجة كل طفل على حده" ( الفايز , 1418هـ, ص28)
و يرى مادن و سلانبن أن الدمج يعني ضرورة أن يقضي ذوي الاحتياجات الخاصة أطول وقت ممكن في الفصول العادية مع إمدادهم بالخدمات الخاصة إذا لزم الأمر .( بطرس 2009م , ص29)
مفاهيم مرتبطة الدمج:
1- الدمج المكاني :حيث يلتحق الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين في نفس بناء المدرسة ، ولكن في صفوف خاصة بهم أو حجرات خاصة بهم في نفس الموقع ، ويتلقى الأطفال غير العاديين في الصفوف الخاصة ولبعض الوقت برامج تعليمية من قبل التربية الخاصة في غرفة المصادر، كما
يتلقون برامج تعليمية مشتركة مع الأطفال العاديين في الصفوف العادية ، ويتم ترتيب البرامج التعليمية وفق جدول زمني معد لهذه الغاية
2- الدمج الأكاديمي : هناك عدة تعريفات للدمج الأكاديمي نذكر منها :
تعريف لينج وزملاءه (Lynch, et al, 1981) الدمج مفهوم يتضمن مساعدة الأطفال المعوقين على التعايش مع الأطفال العاديين في الصف العادي .( القمش و السعايدة , 2008م , ص 308)
تعريف مجلس الأطفال غير العاديين للدمج : هو مفهوم يتضمن وضع الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين في الصف العادي أو في اقل البيئات التربوية تقيدا للطفل غير العادي , بحيث يكون الدمج إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم , بشرط توفير عوامل تساعد على إنجاح هذا المفهوم
تعريف هالهان وكوفمان (Hallhan & Kauffman, 1981) يتضمن هذا المفهوم وضع الأطفال غير العاديين مع الأطفال العاديين بشكل مؤقت أو دائم , في الصف العادي , في المدرسة العادية , مما يعمل على توفير فرص أفضل للتفاعل الأكاديمي والاجتماعي , وبحيث يبنى هذا المفهوم على أساس توضيح للشروط التي يتم فيها الدمج وعوامل نجاحه , وخاصة المسؤوليات المترتبة على كل من إداري ومعلمي المدرسة العادية ومعلمي التربية الخاصة .
3- الدمج الاجتماعي : دمج الأفراد غير العاديين في الحياة الاجتماعية العادية وتبدو عملية الدمج في مظهرين رئيسيين هما : الأول الدمج في مجال العمل وتوفير الفرص المهنية المناسبة للأفراد غير العاديين للعمل كأفراد منتجين في المجتمع وقبول ذلك اجتماعيا ويعرف هذا المفهوم بالدمج في مجال العمل .
و المظهر الثاني دمج الأفراد في مكان السكن والإقامة وخاصة بعد تأهيل الأفراد غير العاديين مهنيا واجتماعيا للعيش بشكل مستقل في الأحياء السكنية والتجمعات السكنية العادية وتقبل ذلك لدى الأفراد العاديين . (القمش و السعايدة , 2008م , ص 308-309)
في ضوء التعريفات السابقة فإن الباحث يمكنه وضع التعريف التالي: الدمج هو "تقديم كافة الخدمات والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة بعيدة عن العزل وهي بيئة الفصل الدراسي العادي بالمدرسة العادية ، أو في فصل دراسي خاص بالمدرسة العادية أو فيما يسمى بغرف المصادر والتي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة لبعض الوقت ".
مبررات الدمج :
1- التغير الواضح في الاتجاهات الاجتماعية نحو الأطفال غير العاديين من السلبية إلى الايجابية.
2- ظهور القوانين والتشريعات التي أصبحت تنص صراحة على حق الطفل غير العادي في تلقي الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية أسوة بزملائه من العاديين في اقل البيئات التربوية تقيدا .
3- تزايد عدد الأطفال غير العاديين في بعض الدول وخاصة النامية , وقلة عدد مراكز التربية الخاصة الأمر الذي يصعب معه التحاق الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة بتلك المراكز , لذلك الدمج قد يكون احد الحلول لهذه المشكلة .
ظهور بعض الفلسفات التربوية التي تؤيد دمج الأطفال غير العاديين في المدارس العادية وذلك لعدد من المبررات أهمها توفير الفرص الطبيعية للأطفال غير العاديين والمحافظة على التوزيع الطبيعي للأطفال في المدرسة . (القمش و السعايدة , 2008م , ص 311)
أهداف الدمج:
تتمثل أهداف الدمج في تحقيق :
1- الصلاحية الشخصية : تطوير مهارات الفرد الشخصية إلى الحد الذي يصل به إلى الاستقلالية الشخصية .
2- الصلاحية الاجتماعية : تطوير مهارات الفرد الاجتماعية من اجل التكيف والتفاعل مع الآخرين .
3- الصلاحية المهنية : وذلك من خلال تطوير المهارات المهنية وتأهيله مهنيا في ضوء قدراته وإمكانياته بحيث يصبح قادر على العمل والاستقلال المهني والمعيشي. ( القمش والسعايده , 2008م , ص 311 )
4- توفير الفرص للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين في المدارس العادية و مساعدتهم على تطوير و مساعدتهم على تطوير قدراتهم التعليمية ( مقداد و آخرون , 2008م , ص 119)
وقد أشار الروسان 1998م من خلال مراجعته إلى عدد من الأهداف المتوقع تحقيقها نتيجة لتطبيق فكرة الدمج بأشكاله منها :
1- إزالة الوصمة المرتبطة ببعض فئات التربية الخاصة والمرتبطة بمصطلح مثل الإعاقة , حيث يعمل الدمج على إحساس الطفل بأنه ملتحق بمدرسة عادية وليس بمركز يحمل اسم إعاقة , مما يترك اثر نفسي ايجابي عن نفسه .
2- زيادة فرص التفاعل الاجتماعي بين الأطفال العاديين وغير العاديين سواء في غرفة الصف أو في مرافق المدرسة الأخرى .
3- زيادة الفرص التربوية المناسبة للتعلم, حيث تعمل الأنشطة الصفية والمتمثلة في أساليب التدريس المختلفة وأساليب التقويم على زيادة فرص التعلم الحقيقي وخاصة للطلبة غير العاديين
4- تعديل الاتجاهات نحو فئات التربية الخاصة , حيث أن برامج الدمج تعمل على تغيير وتعديل اتجاهات العاملين والإداريين والطلبة من السلبية إلى الايجابية نحو فئة التربية الخاصة.
5- توفير الفرص التربوية لأكبر عدد ممكن من فئات التربية الخاصة إذ يعمل برنامج الدمج على التحاق الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية , وخاصة الموهوبين وذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمكفوفين والصم وذوي صعوبات التعلم , إذ لا تتوفر لكل هذه الفئات الخدمات التربوية في المراكز الخاصة بهم وإنما تقتصر على قبول نسبة منها في حين لا تتلق نسبة عالية من هذه الفئات الخدمات التربوية بسبب صعوبة استيعاب تلك المراكز لكل فئات التربية الخاصة 6- توفير الكلفة الاقتصادية اللازمة لفتح مراكز تربية خاصة , حيث يتطلب البناء المدرسي والعاملين والتجهيزات المدرسية الخاصة كلفة اقتصادية عالية , وعليه فان التقليل من مراكز التربية الخاصة سوف يعمل على توفير الكلفة الاقتصادية من جهة والتحاق الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية وخاصة أن عددها أعلى بكثير من عدد المراكز الخاصة حيث تستوعب فئات التربية الخاصة بكلفة اقل حيث يتوفر البناء المدرسي والعاملين والتجهيزات اللازمة .
الدمج في المملكة العربية السعودية :
أخذت وزارة التربية والتعليم السعودية على عاتقها تطبيق المادة (54-57) من مواد سياسة التعليم في المملكة . والتي تنص على أن تعليم المتفوقين والمعوقين هو جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي في المملكة وإيمانا من المسؤولين في وزارة المعارف في أهمية الدمج كخطوة رائدة في تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة , وردا منهم بان نسبة هؤلاء الأطفال لا يقل عن 20% من تلاميذ المدارس العادية . فقد وظفت هذه الوزارة من ضمن استراتيجياتها للتربية الخاصة عددا من المحاور التي تركز على أهمية الدمج كأحد أنماط الخدمة التربوية الهامة والضرورية للعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة :
1- تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال غير العاديين وذلك من خلال الإجراءات التالية :
• استمرار التوسع في استحداث برامج الفصول الملحقة بالمدرسة العادية وهي نوعان :
الأول : فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الأطفال القابلين للتعلم من المعاقين عقليا وفصول الأطفال الصم .
الثاني : فصول يتحقق من خلالها تطبيق مناهج المدارس العادية مثل فصول الأطفال ضعاف السمع .
التوظيف والاستفادة من الأساليب التربوية الحديثة , مثل استخدام برامج غرف المصادر , وبرامج المعلم المتجول , وبرامج المعلم المستشار وبرامج المتابعة في التربية الخاصة وذلك لتحقيق مطلبين تربويين أساسيين :
الأول : إيصال خدمات التربية الخاصة لأولئك الأطفال غير العاديين الذين يلتحقون بالمدارس العادية ويستفيدون من خدماتها التربوية مثل : فئة الموهوبون , ذوي صعوبات التعلم , المعوقين جسميا وحركيا , ضعاف البصر , المضطربين تواصليا .
الثاني : تقديم خدمات التربية الخاصة في المدارس العادية لبعض الفئات التي تدرس – تقليديا في معاهد التربية الخاصة أو برامج الفصول الملحقة في المدارس العادية مثل فئة المكفوفين وفئة ضعاف السمع .
2- توسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة بالوزارة, حيث تضطلع بمهام وادوار أخرى إضافية مستقبلية منها :
• استحداث برامج متخصصة في هذه المعاهد لرعاية وتربية الأطفال متعددي الإعاقة وغيرهم من الذين يصعب على المدارس العادية استيعابهم
• إضافة مهام جديدة إلى هذه المعاهد مثل أن تكون مراكز معلومات وخدمات مساندة تقوم بتزويد برامج التربية الخاصة في المدارس العادية بالخبرات أو المعلومات أو الأساليب والوسائل والمواد والأدوات التعليمية لتمكين هذه البرامج من أداء أدوارها على أكمل وجه .
• تفعيل دور هذه المعاهد لتكون مراكز تدريب يتم من خلالها إقامة الدورات التدريبية المتخصصة للمعلمين والمشرفين التربويين والإداريين الذين هم على رأس العمل (كوافحة وآخرون , 2007) .
إيجابيات و فوائد الدمج في السعودية :
يحقق الدمج العديد من الفوائد و الايجابيات و تتمثل في :
1- من ناحية التحصيل الدراسي أثبتت الدراسات أن لسياسة الدمج اثر ايجابي على تحصيل الاطفال ذوي الإعاقات البسيطة ومن هذه الدراسات دراسة Cook, et al 1991)) . (الخشرمي , 2002) .
2- كما أشارت دراسة الخشرمي (1995) أن التأثير الفعال للدمج في المدارس العادية يؤثر في تحسين مستوى المهارات الاجتماعية واللغوية ومفهوم الذات لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة . (الخشرمي , 2002) .
3- التقليل من الفروق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال , و ينمي الإحساس بالانتماء حيث يلبي التعليم في الفصل حاجات جميع الطلاب ( أبو قلة , 2007م , ص 72) .
4- تخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلفها وجوده في المدارس الخاصة .
5- تعديل اتجاهات الأسرة وتوقعاتها وكذلك المعلمين من كونها اتجاهات سلبية إلى اتجاهات ايجابية .
6- يؤدي الدمج إلى التقليل من الكلفة الاقتصادية التي تنفق على الفرد المعاق.
7- يركز الدمج على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئاتهم الطبيعية وليس في بيئات محمية ومعزولة ، بعد إجراء بعض التعديلات في تلك البيئة لتفي بالاحتياجات الأكاديمية والاجتماعية والنفسية الخاصة بالأطفال المعوقين .
8-إن الدمج يحقق توسيع قاعدة الخدمات لتشمل أعداداً كبيرة من الأطفال في المجتمع وخاصة أن أعلى نسبة من المعاقين تشكلها مجموعة الأطفال الذين يقعون ضمن الفئات البسيطة والمتوسطة. ( القمش والسعايده , 2008ص 314 ) .
9-يساعد الدمج في تخليص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم من الشعور بالذنب والإحباط والوصمة التي يمكن أن تلحقهم نتيجة وجودهم في معهد خاص .
10-تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وطلبة وأولياء أمور وذلك من خلال اكتشاف قدرات وإمكانات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التي لم تُتَح لهم الظروف المناسبة للظهور.
11-الصداقة غالباً ما تنشئ وتنمو بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصل الدراسي العادي والتي لا يتوفر لها المناخ المماثل في المدارس الخاصة المنعزلة .
12-التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال ، حيث يحقق الدمج مبدأ المساواة والعدل بين جميع الطلاب على اختلاف فئاتهم .
13- تقديم الخدمات الخاصة والمساندة للطلاب من غير ذوي الاحتياجات الخاصة.
14-يساهم الدمج في إعداد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ويؤهلهم للعمل والتعامل مع الآخرين في بيئة أقرب إلى المجتمع الكبير وأكثر تمثيلاً له .
15-من الناحية الاقتصادية فإن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة يكون أقل تكلفة مما لو وضعوا في مدارس خاصة بهم ، لما تحتاجه تلك المدارس من أبنية ذات مواصفات خاصة وجهاز إداري وتعليمي ، وقد أثبتت الدراسات أن تكلفة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادية أقل منها في المدرسة الخاصة .
16-إن الدمـج يعمل على إيجاد بيئة واقعية يتعرض فيها الأطفال ذوو الاحتياجـات الخاصة إلى خبرات متنوعة ، ومؤثرات مختلفة من شأنها أن تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحة و واقعية عن العالم الذي يعيشون فيه .
سلبيات و عيوب الدمج:
إنه بالرغم من للفوائد التي يحققها الدمج إلا أن هناك اتجاهات تعارض فكرة الدمج وترى أن فكرة الدمج يمكن أن تخلق مشكلات تربوية متعددة منها :
1- مشكلة توفير أخصائي التربية الخاصة في المدارس العادية , ويعني ذلك انه يصعب توفير مدرس التربية الخاصة وغرفة المصادر والوسائل التربوية الخاصة بكل فئة من فئات التربية الخاصة .
2- مشكلة تقبل إدارة المدرسة العادية , والعاملين فيها لفكرة الدمج وخاصة طلبة المدرسة , إذ يمكن أن يعمل تطبيق مبدأ الدمج إلى زيادة الهوة بين الطلبة العاديين وغير العاديين من حيث صعوبة تقبلهم والتعاون معهم والاستهزاء بتصرفاتهم وتقليدها , مما يزيد في إهمال هؤلاء الطلبة غير العاديين .
3- مشكلة إيصال المادة الدراسية للطلبة غير العاديين , وذلك بسبب من صعوبة وجود المدرس المساعد .
4- مشكلة إعداد الخطط التعليمية والتربوية الفردية للطلبة غير العاديين , مما يعني قلة الاهتمام الفردي بالأطفال الملتحقين ببرامج الدمج .
5- مشكلة زيادة العزلة الاجتماعية بين الأطفال العاديين وغير العاديين في برامج الدمج , وخاصة حين لا تسمح ظروف الأطفال غير العاديين من المشاركة في الأنشطة المدرسية المختلفة : اجتماعية , رياضية , فنية وغيرها مما يزيد من فرص الإحباط النفسي لدى فئة الأطفال غير العاديين.
6- عدم توفر معلمين مؤهلين ومدربين جيداً في مجال التربية الخاصة في المدارس العادية قد يؤدي إلى فشل برامج الدمج مهما تحققت له من إمكانيات.
7- قد يعمل الدمج على زيادة الفجوة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين خاصة أن المدارس العادية تعتمد على النجاح الأكاديمي والعلامات كمعيار أساسي وقد يكون وحيداً في الحكم على الطالب.
8- إن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية قد يحرمهم من تفريد التعليم الذي كان متوافراً لهم في مراكز التربية الخاصة .
9- قد يساهم الدمج في تدعيم فكرة الفشل عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي التأثير على مستوى دافعيتهم نحو التعلم وتدعيم المفهوم السلبي عن الذات خاصة إذا كانت المتطلبات المدرسية تفوق المعوق وإمكانياته ، حيث أن المدارس العادية تطبق المعيار الصفي في التقييم في حين أن الطفل المعاق يحتاج إلى تطبيق المعيار الذاتي في التقييم والذي يقوم على أساس مقارنة أداء الطفل المعاق مع ما هو متوقع منه وليس مقارنة مع أداء المجموعة الصفية .
10- إن الاتجاهات السلبية التي قد توجد لدى معلمي الفصول العادية أو لدى الأطفال العاديين قد تجعل من عملية الدمج تجربة سلبية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .
11- مباني التعليم العام غير مهيأة لتلك الفئة مما قد يشكل صعوبات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .
الخاتمة:
وبناء على ما تقدم ، أخذت فلسفة تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة تتغير تدريجياً من العزل في مؤسسات وأوضاع خاصة إلى الدمج في المدارس والصفوف العادية . ويستند هذا التحول إلى عدد من المميزات والإيجابيات التي وجدت في الدمج .
كما إن الدمج سلاح ذو حدين فكما أن له إيجابيات كثيرة فإن له بعض السلبيات أيضاً وهو قضية جدلية لها ما يساندها وما يعارضها وقد تم استعراضها فيما سبق من البحث.
والله الموفق.
المراجع
1- بطرس حافظ بطرس (2009م) سيكولوجية الدمج في الطفولة المبكرة , دار المسيرة , عمان .
2- تيسير كوافحة , يوسف عصام (2007م) تربية الأفراد غير العاديين في المدرسة والمجتمع , عمان , دار المسيرة للنشر والتوزيع .
3- سحر بنت احمد الخشرمي (2002م) دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية, دراسة منشورة على موقع www.gulfkids.com .
4- سعيد حسني العزة (2000م) التربية الخاصة لذوي الإعاقات العقلية و البصرية و السمعية و الحركية , الدار العلمية الدولية للنشر , عمان .
5- السيد عبد الحميد أبو قلة , (2007م) إعداد معلم التربية الخاصة لمدارس الدمج الشامل , مكتبة زهراء الشرق , القاهرة .
6- مصطفى القمش , ناجي السعايدة (2008م) قضايا وتوجهات حديثة في التربية الخاصة , عمان , دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
إعداد الطالب: فيصل مطلق السبيعي
إشراف الاستاذ: عبد الرحمن السلطان
العام الجامعي
1434/1435هـ