أنواع المناهج وتنظيماتها
منهج المواد المنفصلة :
وهو المنهج الذي تنظم فيه الخبرات التربوية في صورة مواد
منفصلة عن بعضها البعض مثل اللغة العربية ,التربية الإسلامية ,التاريخ ,الجغرافية وغيرها .
ويعد هذا التنظيم من اقدم التنظيمات المعروفة للمنهج .
خصائصه :
1- تنظم المادة العلمية فيه بصوره منطقية .
2- هو اكثر ملائمه في تنميه القدرات العقلية .
3- عمليه تخطيطه سهلة .
4- سهولة تقويم المتعلمين .
5- يسانده تاريخ طويل من التطبيق فقد نال القبول لدى اوساط تربوية واسعة .
نقد منهج المواد المنفصلة :
1- يجزئ الخبرات التعليمية بطريقة مصطنعة ويضع حدودا بينها .
2- محتويات المادة الدراسية فيه تعد محدودة في ظل اتساع ميادين العلم والمعرفة .
3- يعد هذا المنهج المادة الدراسية هي الغاية .
4- لا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة لأنه يقدم محتوى واحداً للجميع .
منهج المواد الدراسية المترابطة :
نتيجة للانتقادات الكثيرة التي وجهت لمنهج المواد الدراسية المنفصلة بهدف تحسينه وتعديله اتجهوا إلى نوع من مناهج المواد الدراسية تسمى بالمناهج الدراسية المترابطة والتي تقوم على أساس الربط بين بعض المواد الدراسية التي يتضمنها المنهج لتوثيق الصلة بين المعلومات وإضافة معنى جديد لها وسهولة تذكرها . وهناك مجالات للربط:
1- الربط بين بعض أجزاء المواد المتشابهة التي تدرس في نفس العام كالترابط بين التاريخ والجغرافيا فمثلا في مادة التاريخ يدرس التلاميذ تاريخ العرب بينما يدرسون في مادة الجغرافيا جغرافية الوطن العربي . وهكذا يرى التلاميذ العلاقة بين الأحداث التاريخية والظروف الجغرافية لهذه المنطقة.
2- الربط بين أجزاء مواد غير متشابهة كالترابط بين اللغة العربية والتاريخ فمثلا في مادة اللغة العربية يدرس التلاميذ الأدب عند العرب في العصور المختلفة بينما يدرسون تاريخ العرب في هذه العصور في مادة التاريخ.
ولا شك أن ذلك يعمل على مساعدة التلاميذ لجعل المواقف ذات معنى.
خصائصه :
1- يربط جوانب المعرفة المتقاربة مع بعضها البعض بشكل كلي .
2- تنظيم المنهج وفقاً للمجالات الواسعة يمكن المدرسة من تغطية مواد عديدة .
3- يركز على أهمية المبادئ والقوانين والمفاهيم الرئيسة .
4- يحقق الربط الافقي بين المواد الدراسية .
5- يعطي فهماً عاماً لميدان واسع من المعرفة .
نقده :
1- صعوبة تحقيق الدمج وأن حصل ذلك فيكون صورياً .
2- لا يسمح بالتعمق في المواد الدراسية لأنه يهتم بالأساسيات لذا هو اصلح للتطبيق في المراحل الاولية .
3- قد لا يستطيع الطالب فهم الترتيب المنطقي للمادة الدراسية .
4- هذا المنهج شأنه شأن منهج المواد المنفصلة يركز على المادة المعرفية ويهمل الجوانب الوجدانية والمهارية للمادة .
منهج المجالات الواسعة
ظهر هذا المنهج كمحاولة من المحاولات لتطوير منهج المواد الدراسية المنفصلة ويقصد به إزالة الحواجز بين مادتين أو أكثر في نفس مجال الدراسة فيتكون المنهج من عدة مجالات . يقوم بتدريسها معلم واحد وبهذا تتوفر الظروف اللازمة لتعلم موضوعات معينة بصورة متكاملة .
وقد استخدم هذا المنهج على نطاق كبير في الصفوف الأخيرة من المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة . وذلك لأن هاتين المرحلتين لا تحتاجان إلى تعمق كبير في المواد الدراسية . والمعلمون يعدونه مسبقا والتلاميذ يدرسونه كمواد دراسية . وفي الكثير من الأحيان كان الإدماج يمثل صعوبة في المادة الدراسية والتفكير غير المنتظم عند التلاميذ . وهذا الدمج في
المناهج لم يحدث سوى تغيير شكلي لعناوين الكتب والمقررات
أما الدمج الحقيقي المطلوب فلم يظهر في ظل منهج المجالات بالصورة المطلوبة حيث أن فلسفته تدور حول دمج مواد المجال الواحد وإزالة الحواجز بينها وهذا لم يحدث وبقيت الحواجز بينها ومع ذلك فقد استمر هذا المنهج على هذه الصورة حتى الآن في عدد كبير من بلادنا العربية.
مزاياه:
1-يؤدي دمج بعض المواد في مواد أخرى إلى وحدة التكامل بين الجوانب المعرفية المختلفة.
2-تقديم المواد في صورة مجالات تعمل على إزالة الفواصل نهائيا بين مواد المجال الواحد ويتشابه إلى حد كبير مع الصورة التي تظهر بها المشكلات التي تواجه الفرد والمجتمع وبالتالي تساعد على فهم طبيعة المشكلات ودراستها وإتاحة الفرصة أمام التلاميذ والتربويين في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات.
3-دمج بعض المواد في مجال واحد يربط المواد الدراسية بحياة التلاميذ تحت إشراف وتوجيه المعلم وبهذا يساعد التلاميذ على تعلم المواد الدراسية في تنظيم يماثل التنظيم الموجود في واقع الحياة الفعلية ولذا يبقى التعليم أكثر مرونة وأبقى أثرا.
4- يعد من أول التنظيمات المنهجية التي حاولت ربط المدرسة بالمجتمع حيث إن المدرسة مؤسسة اجتماعية من الطراز الأول ويتم عمل هذا المنهج من خلال التعرض لدراسة المشكلات.
عيوبه:
1- عملية دمج بعض المواد في مجال واحد ليست سهلة ولكنها صعبة ومعقدة وتحتاج إلى خبراء ومتخصصين في هذا المجال وهؤلاء مازالوا قلة حتى الآن .لهذا ظهر دمج المواد في البلاد العربية بشكل سطحي صوري لايحقق الهدف المنشود.
2- هذا المنهج يركز على الجانب المعرفي أكثر من تركيزه على الجوانب الأخرى المختلفة. وهذا تم على حساب الأهداف التربوية الأخرى التي تفوق المعرفة في أهميتها مثل النمو الشامل للتلميذ وتكوين العادات والاتجاهات والقيم.
منهج النشاط :
قامت فكرة منهج النشاط على أساس أن المتعلم هو الغاية من العملية التعليمية ويقوم على مراعاة ميول وحاجات المجتمع الذي يعيشون فيه . وبرز هذا المنهج كرد فعل للعيوب البارزة في منهج المواد الدراسية بصورتها التقليدية وسلبية التلاميذ في التعلم وإهمال حاجاتهم وميولهم واعتبار المادة العلمية غاية في حد ذاتها. وسمي بمنهج النشاط لأنه يعتمد
على نشاط التلاميذ الذاتي . وقد أخذت به عدد قليل من المدارس ولكنه غير مطبق في وقتنا الحالي.
المناهج المحورية :
بدأ اهتمام رجالات التربية منذ بداية القرن العشرين بالتعليم الثانوي . فعملوا على مراجعة أهدافه ومناهجه في ظل التقدم العلمي الذي حدث في العالم وعملت المدرسة الثانوية على تعديل أهدافها والإضافة إليها . وظهرت فكرة التنظيم المحوري للمنهج في أمريكا وذلك عن طريق تجربة السنوات الثمانية عندما كانوا الباحثون لهذه الدراسة يعملون على التوصل إلى أحسن طريقة تربوية يشبعون بها حاجات جميع الشباب .
الفصل الثامن
تنظيم المنهج في صورة وحدات دراسية:
ترجع بداية فكرة الوحدات إلى أفكار ونظريات الفيلسوف الألماني هيربارت حيث كانت طريقة التدريس السائدة في عصره تقوم على أساس طريقة الحفظ والتسميع والاهتمام بالمادة الدراسية ودور التلاميذ يقوم على الحفظ والترديد الآلي دون فهم لما يدرسون. ورأى ”هيربارت“ أن هدف التربية الأساسي هو تعليم التلاميذ الأخلاق الحميدة من خلال التعرض لمواقف متعددة الجوانب يسطيع التلميذ أن يختار أو يرفض وفق المعايير الأخلاقية التي يكتسبها. وتوضح نظرية ”هيربارت“ في طرق التدريس أن كل فكرة مهمة يمكن أن تقوى ارتباطها وتماسكها بالافاكار الاخرى التي لها علاقة بها.
هيلين بارك هيرست قدمت طريقة العقود وهي من الأساليب الجديدة لتحقيق وحدة الدراسة والتي تقوم على أساس تقسيم المواد الدراسية التي كانت تدرس بالمدارس إلى وحدات يستطيع كل تلميذ أن يدرسها وفق سرعته وإمكانياته الخاصة بموجب “عقد“ يتفق فيه المدة التي يقضيها في دراسة كل موضوع أو وحدة .
و يرى ”موريسيون“ أن التعلم الحقيقي يؤدي الى تغير في سلوك التلاميذ وذلك عن طريق مساعدتهم على التأقلم والتكيف مع ظروف بيئتهم باستخدام طريقة الوحدات.
وعرف الوحدة بأنها "بعض المظاهر البيئية أو العلوم المنظمة أو الفنون أو السلوك التي لها دلالة وأهمية والتي يؤدي تعلمها إلى تأقلم الشخص" فوضع خطة لتدريس الوحدة وحدد فيها الخطوات التي لا يجب أن يتبعها كل من المعلم والتلاميذ عند تدريس ودراسة الوحدة .
خصائص الوحدة الدراسية:
- وحدة المعرفة:
الوحدة الدراسية سواء انصبت على موضوع من الموضوعات أو على مشكلة من المشكلات فإن المعلومات التي يكتسبها التلاميذ من خلال دراستهم لها ليس بينها حواجز أو فواصل فالوحدة الدراسية تحاول إظهار وحدة المعرفة الدراسة بها تتصف بالوحدة والشمول والتكامل.
-اعتماد الدراسة على النشاط:
يعتمد التعليم في الوحدات الدراسية على أساس قيام التلاميذ بأنشطة مستمرة ومتنوعة تشبع ميولهم وحاجاتهم وتعتمد على إيجابياتهم في عملية التعلم في المجالات المتعددة مثل التخطيط للوحدة, والقيام بتنفيذها, وجمع البيانات والمعلومات وتحليلها.
- ربط الدراسة بواقع الحياة :
تدعم الوحدات الدراسية علاقة التلاميذ بالحياة العامة مما يؤدي إلى تدعيم الصلة بين المدرسة والبيئة والمجتمع. فالوحدة تدور حول موضوع من الموضوعات التي تهم التلاميذ فتجعلهم يقبلون الدراسة بحماس شديد وبذل الجهد والنشاط مما يسهم في مرورهم بخبرات كثيرة وعميقة وينتج عنه زيادة في المعلومات وتكوين العادات والاتجاهات وتنمية المهارات.
- محتوى الوحدة يعد مقدماً :
وهذا يعني أن الموضوعات والأفكار والمشكلات وجميع الحقائق والمفاهيم التي تدور حولها الوحدة وترتبط بها وكذلك جميع الأنشطة المختلفة التي يقوم بها التلاميذ والمعلم وتشمل كذلك الاختبارات التي تستخدم في تقويم التلاميذ والتي تكون معدة قبل بداية دراسة الوحدة . فالوحدة الدراسية مبنية على أساس تحقيق أهداف معينة ولابد أن يعد ويخطط لها بعناية فائقة . ولذا فهي تساعد المعلم على تخطيط وتوجيه مواقف التعلم أثناء التدريس الفعلي لتحقيق الأهداف المطلوبة.
- تقويم التلاميذ على أسس علمية سليمة :
يتم تقويم نمو التلاميذ على أساس ملاحظة المعلمين لسلوكهم ومدى تقدمهم في مجالات النمو المختلفة وما يكتسبونه من ميول واتجاهات وقيم ، إلى جانب الملاحظة فهناك اختبارات شفوية وعملية وكذلك تحريرية فالتقويم يعتبر تقويماً علمياً ديموقراطياً مستمراً شاملاً يستخدم أساليب مختلفة ومتنوعة ويحاول تقويم التلاميذ من جميع الوجوه.
- تحقيق أهداف تربوية مهمة .
بناء المنهج في نظام الوحدات:
1- تحديد الأهداف العامة و المستويات.
2- وضع خطة الدراسة.
3- تحديد الموضوعات أو الوحدات التي تدور حولها الدراسة.
4- توزيع المجالات على المراحل الدراسية والصفوف .
5- تحديد الأهداف الخاصة بكل وحدة .
6- تحديد النشاطات المناسبة .
7- الاعداد للتنفيذ.
8- التنفيذ .
9- التقويم.
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الملك سعود
كلية التربية
التربية البدنية وعلوم الحركة
ملخص من كتاب المناهج المعاصرة
للدكتور الدمرداش عبد المجيد سرحان (الفصلين السابع والثامن)
مــــن اعـــداد
إعداد الطالب: نشمي العتيبي
العام الجامعي
1434/1435هـ