امكانية ان يسهم التجانس بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون في تمكينه من تبني مواقف موحدة تجاه القضايا السياسـية ، وسياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية ، واحترام سـيادة كل دولة على أراضيها ومواردها ، واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات.
المملكة العربية السعودية
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
دراسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية
من حيث نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المستقبلية
إعداد:
عبد الله عوض المطيري
إشراف سعادة الدكتور :
الأصم عبد الحافظ الأصم
العام الجامعي
1433-1434هـ
دراسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية
من حيث نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المستقبلية
نبذة عن المجلس:
في 21 رجب 1401هـ الموافق 25 مايو 1981م توصل اصحاب الجلالة والسمو قادة كل من دولة الامارات العربية المتحدة ، ودولة البحرين ، والمملكة العربية السعودية ، وسلطنة عمان ، ودولة قطر ، ودولة الكويت في اجتماع عقد في ابوظبي الى صيغة تعاونية تضم الدول الست تهدف الى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصولاً الى وحدتها ، وفق ما نص عليه النظام الاساسي للمجلس في مادته الرابعة ، التي اكدت ايضا على تعميق وتوثيق الروابط والصلات واوجه التعاون بين مواطني دول المجلس . وجاءت المنطلقات واضحة في ديباجة النظام الاساسي التي شددت على ما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة ، وسمات مشتركة ، وانظمة متشابهة أساسها العقيدة الاسلامية ، وايمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف ، وان التعاون فيما بينها انما يخدم الاهداف السامية للامة العربية النظام الاساسي .
ولم يكن القرار وليد اللحظة ، بل تجسيداً مؤسسياً لواقع تاريخي واجتماعي وثقافي ، حيث تتميز دول مجلس التعاون بعمق الروابط الدينية والثقافية ، والتمازج الاسري بين مواطنيها ، وهي في مجملها عوامل تقارب وتوحد عززتها الرقعة الجغرافية المنبسطة عبر البيئة الصحراوية الساحلية التي تحتضن سكان هذه المنطقة ، ويسرت الاتصال والتواصل بينهم وخلقت ترابطاً بين سكان هذه المنطقة وتجانساً في الهوية والقيم . واذا كان المجلس لهذه الاعتبارات استمرارا وتطويرا وتنظيما لتفاعلات قديمة وقائمة ، فانه من زاوية اخرى يمثل ردا عمليا على تحديات الامن والتنمية ، كما يمثل استجابة لتطلعات ابناء المنطقة في العقود الاخيرة لنوع من الوحدة العربية الاقليمية ، بعد ان تعذر تحقيقها على المستوى العربي الشامل .
حدد النظام الاساسي لمجلس التعاون اهداف المجلس في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الاعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها ، وتوثيق الروابط بين شعوبها ، ووضع انظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية ، والتجارية والجمارك والمواصلات ، وفي الشؤون التعليمية والثقافية ، والاجتماعية والصحية ، والاعلامية والسـياحية ، والتشـريعية ، والادارية ، ودفع عجلـة التقـدم العلمـي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية ، وانشاء مراكـز بحـوث علميـة واقامـة مشـاريع مشـتركة ، وتشـجيع تعـاون القطاع الخاص.
عوامل القوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية:
- عدد الدول المكونة للمجلس عددا معقولا.
- يضم المجلس دولا ذات ثقل سياسي عالمي .
- أغلب دول المجلس تتمتع بقدرات اقتصادية فائقة .
- تمتلك دول ثروات هائلة في مجال الطاقة من البترول و الغاز الطبيعي.
- تسيطر دول المجلس على حصة كبيرة من الصناعات المهمة في العالم خاصة في مجال البتروكيماويات.
- يمتك المجلس قوة تأثير في القرارات الدولية السياسية و الاقتصادية.
- وجود قوى بشرية مناسبة في دول المجلس وهي في أغلبها قوى شابة متعلمة مؤهلة .
- امتلاك دول المجلس لأفضل وأحدث التقنيات السلمية و العسكرية .
- امتلاك دول المجلس لقوى شرائية هائلة.
- وجود بنية تحتية صناعية قوية .
عوامل الضعف في دول مجلس التعاون الخليجي:
- ارتفاع معدلات العمالة الأجنبية في بلدان المجلس.
- معاناة بعض دول المجلس من ارتفاع معدل البطالة بين صفوف المواطنين.
- عدم القدرة على اتخاذ قرارات فاعلة وقوية تتعلق بالتحقق الفعلي للوحدة كما هو الحال في الاتحاد الاوروبي .
- التواجد في ظل منطقة الشرق الأوسط المشتعلة دائما بالاضطرابات و المشكلات السياسية.
- وجود الخطر الايراني و الاسرائيلي بالقرب من دول المجلس.
- القوات العسكرية بدول المجلس لا تكفي تحقيق الحماية الفعالة لشعوب دول المجلس.
- تأثيرات القوى الدولية المتصارعة في المنطقة.
الفرص المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي :
- امكانية ان يسهم التجانس بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون في تمكينه من تبني مواقف موحدة تجاه القضايا السياسـية ، وسياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية ، واحترام سـيادة كل دولة على أراضيها ومواردها ، واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات.
- إمكانية العمل على منح مجلس التعاون قدراً كبيراً من المصداقية ، كمنظمة دولية فاعلة في هذه المنطقة الحيوية للعالم بأسره.
- إمكانية أن يجري مجلس التعاون العديد من الحوارات الاستراتيجية مع دول ومنظمات اقليمية بهدف تعزيز العلاقات معها .
- فتح آفاق جديدة لتوسيع مصالح دول المجلس في جميع الأصعدة ، على المستوى الجماعي
- استخدام الثقل الذي تمثله دول المجلس في القيام بدور فعال في قضايا المنطقة الاقليمية خاصة القضية الفلسطينية و القضايا العربية و الاسلامية .
- إمكانية تفعيل منظومة الدفاع المشترك من خلال استخدام آلية قوات درع الجزيرة .
- تبني مشروعات استراتيجية لدول المجلس تتعلق بالتسليح وقضايا الأمن القومي لدول المجلس فيما يتعلق بالتهديدات الايرانية لبعض دول المجلس.
- تبني مشارع اقتصادية توحدية اندماجية بين كل دول المجلس.
- تطبيق العملة الخليجية الموحدة .
- فتح الحدود بلا أي قيود بين أبناء شعوب المجلس و إتاحة حرية العمل و التنقل.
- توحيد الانظمة و القوانين فيما بين دول المجلس.
- تبني سياسات تفاهمية و توحيد الرؤى في المواقف المختلفة الاقليمية والدولية.
- الاستفادة من مشاريع الطاقة النووية و المصادر المتجددة للطاقة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوفير المصادر البترولية للأجيال القادة.
- تفعيل مشروعات التوطين للوظائف.
التهديدات المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي:
- تنامي القوة الايرانية الاقتصادية .
- تنامي خطر البرنامج النووي الايراني.
- تنامي مخاطر الأسلحة التقليدية والنووية الاسرائيلية.
- تهديدات العمالة الأجنبية ومطالبها المستمرة بتحقيق مكاسب على حساب الشعوب الخليجية .
- الدخول في صراعات وحروب عسكرية بفعل الصراعات والثورات الحادثة في البلدان المجاورة .
- امتداد ثورات الربيع العربي إلى المنطقة .
- تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح إيران واسرائيل و تركيا .
اعيد نشره بتصرف