تأثير البيئة الخارجية على القرارات الإدارية

المملكة العربية السعودية
  وزارة التعليم العالي 
جامعة الملك عبد العزيز
 كلية الاقتصاد و الإدارة 
الادارة العامة

بحث حول موضوع:
 تأثير البيئة الخارجية على القرارات الإدارية 
إعداد الطالب:
حمد اللواء
الرقم الجامعي: 
إشراف الدكتور الفاضل: 
أحمد بن داود المزجاجي
العام الجامعي
1435/1436هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة 
يعد جاك ويلش، اسم رنان في عالم الأعمال والتجارة، وقصة مدير ناجح، انطلق من الصفر، حتى وصل إلى قمة الهرم الإداري في شركة من أكبر الشركات في العالم، شركة جنرال إلكتريك، حيث انطلق فيها من موظف في قسم البلاستيك بالشركة عام 1960م، حتى صار مديرًا لها عام 1981م.
فقد كانت قراراته الجريئة منذ يومه الأول في إدارة شركة جنرال إلكتريك سببًا رئيسيًّا في وصول تلك الشركة إلى القمة، فقد اتخذ قرارات بإغلاق العشرات من المنشآت التابعة للشركة، والتي كانت تمثل عبء يثقل كاهلها، ثم قام بدمج مئة ألف عامل في الشركة في عملية تصفية، والتي شملت ما يقارب أربعمائة مخطط بارز كانوا مثار فخر للشركة، فقد ذهبوا وذهبت معهم المناهج التي صنعوها، والتي كانت تعرقل أداء الشركة بشكل كبير، وأغرقت عملياتها في دائرة بيروقراطية مفرغة، وبالفعل في أقل من عشرة سنوات أصبحت شركة جنرال إلكتريك في مصاف أكبر الشركات العالمية كشركة مايكروسوفت وجنرال موترز وغيرها.
و لا شك أن نجاح جاك ويلش هذا مرده إلى قدرته الكبيرة على اتخاذ القرارات الإدارية والإستراتيجية الفاعلة , هذه القدرة تعتمد بدرجة رئيسية على نظرة المدير الشاملة للأمور المحيطة بالمنظمة التي يديرها , يأتي ذلك في الوقت الذي  تواجه فيه كافة منظمات الأعمال في عصرنا الراهن تحديات لا حصر لها نتيجة للتغيرات والتطورات العلمية والتقنية السريعة والمستمرة ، وأمام تلك التحديات المحمومة أصبحت الإدارة التقليدية بعملياتها ووسائلها عاجزة عن جعل المنظمة قادرة على المنافسة . الأمر الذي يحتم على هذه المنظمات استخدام كل ما يتاح لها من أساليب إدارية معاصرة تمكنها  من ذلك. 
و كان الحل أمام الباحثين و الإداريين يتمثل في اللجوء إلى أسلوب الإدارة الإستراتيجية كونه يمثل منهجاً فكرياً يتميز بالحداثة و العصرنة ويتسم من خلال عملياته ووسائله بالقدرة على زيادة القدرات التنافسية للمنظمة وتطوير أدائها. (الدوري،2005م , 399-400)
هذا الأسلوب الذي تبنته معظم منظمات الأعمال في البلدان المتقدمة وبعض البلدان السائرة في طريق النمو وكان له الأثر الكبير في تفوقها وتميزها كما هو الحال مع شركة جنرال إليكتريك العريقة . 
و قد تحقق بعض المنظمات نجاحا بالمصادفة دون ممارسة مهنية للإدارة الإستراتيجية هذا النجاح يكون وقتيا ولكن في الأجل الطويل لا يمكن أن تبقى إلا المنظمات التي تمارسها ممارسة جادة .( أبو ناعم ،1993, 504) و التي تكون قادرة على اتخاذ القرارات الإدارية  الفاعلة . 
إن هذا البحث يدرس إشكالية أثر البيئة الخارجية على القرارات الإدارية في المنظمة.
تحديد مشكلة البحث :
يتوقف نجاح المنظمة إلى حد كبير على مدى دراستها للعوامل البيئية المؤثرة ، والاستفادة من اتجاهات هذه العوامل وبدرجة تأثير كل منها خاصة في عملية اتخاذ القرارات الإدارية ، حيث تساعد دراسة وتقييم العوامل البيئية الخارجية على وجه الخصوص في تحديد العديد من النقاط أهمها :
الأهداف التي يجب تحقيقها   : فدراسات البيئة الخارجية تساعد المنظمة على وضع الأهداف، أو تعديلها بحسب نتائج تلك الدراسات ،هذا إلى جانب دورها في وضع الأهداف التشغيلية لمختلف الإدارات ، فعلى سبيل المثال تساعد دراسة ظروف المجتمع على تحديد المنهج وخطوات العمل والوقت الذي يمكنها فيه توفير المتطلبات المختلفة  .
الموارد المتاحة : تساعد العوامل البيئية الخارجية المختلفة في بيان الموارد المتاحة ” الأفراد والتمويل والطاقات ” وكيفية الاستفادة منها ، ومتى يمكن للمنظمة أن تحقق الاستفادة .
النطاق والمجال المتاح أمام المنظمة  : تسهم دراسات البيئة الخارجية في تحديد نطاق العمل المرتقب ومجال المناهج والأنشطة المتاح أمامها والقيود المفروضة على المنظمة من قبل الجهات القانونية والتشريعية المختلفة ، كما تساعد في بيان علاقاتها – التأثير والتأثر – بالمنظمات المختلفة سواء كانت تلك المنظمات تمثل إمداد بالنسبة لها ، أو تستقبل أفكارها أو تعاونها في عملياتها وأنشطتها أو تنافسها في نفس السوق   .
أنماط القيم والعادات والتقاليد وأشكال السلوك سواء التعليمي أو الإعلامي :كما تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع والجماهير التي ستتعامل معها المنظمة ، وذلك من خلال الوقوف على أنماط القيم السائدة وأيها يحظى بالأولوية ، كما تساهم تلك الدراسات في بيان أنماط السلوك للأفراد والذين يمثلون جمهور المنظمة .
و على ضوء ما سبق فإنه يمكنني أن أحدد مشكلة هذه الدراسة في السؤال التالي :
ما هو مستوى تأثير البيئة الخارجية على القرارات الإدارية التي يتم اتخاذها من قبل المديرين في منظمات الأعمال ؟
 أهمية البحث:
تنقسم أهمية الدراسة إلى قسمين :
1- الأهمية العلمية:
تتضح الأهمية العلمية لهذا البحث في كونه يهتم بالدراسة لتأثير أحد المتغيرات البيئية في اتخاذ القرارات الإدارية ألا و هو متغير البيئة الخارجية 
كذلك تتضح أهمية هذا البحث من ضرورة تطبيق منظمات الأعمال المعاصرة لعملية الإدارة الإدارية بمفهومها العلمي و التي أصبحت ضرورة ملحة وحتمية و التي تؤثر على عملية اتخاذ القرارات خاصة الإدارية منها.
كما أن نتائج هذه البحث ستمثل إضافة  معرفية متواضعة من الطالب و ذلك حال بلوغ النتائج المستوى المأمول  .
2- الأهمية العملية :
تبرز أهمية هذا البحث من خلال تركيزه على دراسة علاقة و تأثير البيئة الخارجية المحيطة بالمنظمة  على اتخاذ الإدارة للقرارات الإدارية للمنظمة أن نتائج الدراسة و توصياتها من شأنها أن تفيد جهات و أطراف عديدة من بينها المديرين و المهتمين من رجال الإدارة و أصحاب منظمات الأعمال العاملين بها و الباحثين و غيرهم  .
أهداف البحث:
يسعى البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- التعرف على مفهوم كلا من البيئة الخارجية لمنظمات الأعمال و القرارات الإدارية.
2- تحديد مدى تأثير البيئة الخارجية على اتخاذ القرارات الإدارية في منظمات الأعمال . 
3- تحديد نوعية التأثير الذي تتركه البيئة الخارجية على القرارات الإدارية.
4- وضع عدد  من المقترحات والتوصيات والتي تسهم في تحسين أداء منظمات و مؤسسات الأعمال السعودية .
منهج البحث :
هذا البحث من البحوث الوصفية و يعد المنهج الوصفي التحليلي من أنسب المناهج البحثية لدراسته فهذا المنهج  يساعد الباحث على جمع المعلومات حول الموضوع محل البحث و من ثم يساعده في  القيام بتحليل البيانات و تفسيرها تمهيدا لاستخلاص النتائج ووضع التوصيات والمقترحات. ( عبيدات و آخرون , 1996م , 214)
مصطلحات البحث :
البيئة : 
يعرف ابو ناعم البيئة بأنها مجموعة العوامل أو المتغيرات الداخلية والخارجية (سواء يمكن قياسها- أم لا) والتي تقع داخل حدود التنظيم أو خارجة، والمؤثرة (أو التي يحتمل أن تؤثر) على فعالية وكفاءة الأداء التنظيمي، والتي تم إدراكها بواسطة الإدارة أو لم يتم إدراكها على أنها تمثل فرصاً أو قيوداً.( 1993, 506)
فالبيئة تعرف على أنها مجموعة المتغيرات أو القيود أو المواقف و الظروف التي هي بمنأى عن رقابة المنظمة.
و بالتالي يجب على الإدارة أن توجه جهودها لإدارة البيئة و المنشأة معا و تنقسم البيئة التي تعمل فيها المنظمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية من المتغيرات، المجموعة الأولى تتمثل في المتغيرات على المستوى القومي كالعوامل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية أما المجموعة الثانية فتتمثل في متغيرات تشغيلية خاصة بكل منظمة ترتبط بمجموعة من أطراف التعامل و من أمثلتها الأجهزة و التنظيمات الحكومية و المستهلكين و تجار التجزئة، أما المجموعة الثالثة فتمثل البيئة الداخلية.
البيئة الخارجية : وهى مجموعة من العناصر المستمدة من البيئة الكلية ولكنها تشكل قوى ذات تأثير على المنظمة وهى مرتبطة بعناصر في داخل حدود المنظمة وتعرف أيضا بأنها العناصر من البيئة الخارجية للمنظمة المرتبطة أو المحتمل ارتباطها بوضع الأهداف والوصول إليها.
وهى تشمل المنافسين والمستهلكين وترتبط البيئة الخاصة بأنشطة الأداء داخل المنظمة ارتباطا مباشراً كالعملاء والموردين والمنافسين والمنظمات التي تمارس رقابة على المنظمة والاتحادات المختلفة، والحكومة وأيضاً ما تمارسه المنظمات القابضة أو الشركة الأم من تأثير على المنظمة.( السيد , 1998م , 30)
القرارات الإدارية:
تعني كلمة قرار البت النهائي والإرادة المحددة لصانع القرار بشأن ما يجب وما لا يجب فعله للوصول لوضع معين والى نتيجة محددة ونهائية. على أن هناك بعداً آخر يمكن أن يضاف إلى مفهوم القرار فأفعال كل منا يمكن أن تنقسم قسمين رئيسيين: قسم ينتج من تزاوج التمعن والحساب والتفكير، وقسم آخر لا شعوري تلقائي إيحائي.
وينتج عن القسم الأول ما يسمى قرارات، أما القسم الثاني فينتهي إلى أفعال آنية. وحينما يكون هناك محل لقرار فانه بالتداعي لابد وأن تكون هناك نتيجة ينبغي انجازها ووسائل ومسارات للوصول إلى هذه النتيجة .
( الجوهري و أبو الغار , 1998م , ص 124)
و القرارات الإستراتيجية هي  : قرارات تهدف إلى زيادة قيمة المؤسسة، قدرتها التنافسية، حصتها السوقية. وهي قرارات اختيار أفضل بديل استراتيجي مطروح. ( عوض , 2006م , 32)
الدراسات السابقة :
دراسة المشاري (2004م )
و كانت بعنوان : أثر الإدارة الإستراتيجية على قطاع صناعة الاسمنت بالمملكة العربية السعودية  , تناول الباحث في هذه الدراسة ثلاثة أبواب بحثية بالإضافة إلى المقدمة ويمكن بيانها على الوجه الآتي : - المقدمة : وقد تناولت التمهيد بالإضافة إلى خطة البحث التي اشتملت على الآتي : - مشكلة الدراسة ـ أهداف الدراسة ـ منهجية الدراسة ـ فروض الدراسة ـ أسلوب الدراسة ـ مجتمع الدراسة ـ مصادر جمع البيانات ـ الدراسات السابقة . وقد اشتمل الباب الأول على الإطار النظري للدراسة ويتحدث بشكل عام عن مفهوم الإدارة الإستراتيجية وتطورها ومراحل التخطيط الاستراتيجي ورسالة المنظمة وسياستها الإستراتيجية ومفهوم البيئة الداخلية والخارجية بمنطقة العمل وتحليل نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر (SOWT) كما يشتمل على تعيين واختبار الإستراتيجية واتخاذ القرار الاستراتيجي وتنفيذ ومتابعة الخطة الإستراتيجية والمديرون الإستراتيجيون من حيث التكوين ومراحل التصنيع وأهميتها وأنواعها واستخداماتها ، وكذلك صناعة وتجارة الأسمنت ، كما أنها تعنى بصناعة الاسمنت على مستوى العالم والشركات الكبرى والرئيسية المنتجة في العالم . أما الباب الثاني يشتمل على دراسة الحالة التي تعنى بالاقتصاد السعودي بدايته وتكوينه وأهم منجزاته ودور القطاع الصناعي في دعم الاقتصاد القومي بالمملكة العربية السعودية وأهم العوامل التي هيئتها الدولة وساهمت بشكل رئيسي في نجاح ونمو ذلك القطاع ومشاركته في الناتج المحلي الإجمالي وتهيئة فرص العمل للشباب السعودي كما أن هذا الباب شمل أيضاً صناعة الأسمنت بالمملكة وما مرت به من أزمات وتطورها ومساهمتها في التنمية العمرانية ومشاريع البنى التحتية وتم التركيز على الشركات المختارة التي تم تحديدها وإلقاء الضوء على جوانبها التنظيمية والمالية والتسويقية والتقنية , أما الباب الثالث فقد تعرض لنتائج الاستبيان واختبار الفرضيات وذلك باستخدام الطرق الإحصائية الملائمة مثل : نظام (SPSS) واختبار (T) لقياس معنوية الفروق وحساب المتوسطات والانحراف المعياري وغيرها من الطرق الإحصائية المناسبة . وقد قامت الدراسة باختبار فروض الدراسة من خلال تحليل النتائج والاختبارات الإحصائية لبيانات الدراسة الموجودة بقائمة الاستبيان الذي تم توزيعه على شركات الأسمنت المختارة في كل من جدة ، الدمام ، الرياض ، القصيم ، أبها ، ثم تناول الدراس التوصيات الخاصة بهذه الدراسة والتي تساعد على فاعلية أثر الإدارة الإستراتيجية على قطاع صناعة الأسمنت بالمملكة العربية السعودية وقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها : - وجود فروق جوهرية بين الشركات في التوجه بأبعاد الإدارة الإستراتيجية فيما عدا أربعة أبعاد : 1 بعد التوجه بالمستهلكين .2 بعد التوجه بالتنسيق الوظيفي الداخلي . 3 بعد التوجه بتحليل العملاء والموزعين . 4 بعد التوجه بإستراتيجية التسعير . اختلفت أولوية تأثير نوع التوجه بأبعاد الإدارة الإستراتيجية على مؤشرات تعظيم قيمة المنشأة باختلاف نوع المؤشر المستخدم على مستوى الشركات . كانت أهم أبعاد التوجه بالإدارة الإستراتيجية المؤثرة جوهرياً على معدل نمو العائد على الاستثمار بالشركات ونمو مبيعاتها . عدم وجود فروق جوهرية بين الشركات ومدى إدراكهم لتأثير عناصر البيئة الخارجية . وجود فروق جوهرية بين الشركات في مدى استخدامها لأساليب وأدوات الإدارة الإستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال والنشاط أو المنتج . وجود قصور بالشركات محل الدراسة في استخدام بدائل وخيارات إستراتيجية من منظور الإدارة التسويقية حيث كانت إستراتيجية تغيير الأسعار هي الأكثر استخداماً من بين البدائل . عدم سلامة القرارات المالية بشقيها الاستثماري والتمويلي لعدم ربطها بقرارات التسويق والبيع ، ولقصور توجه الشركات بأبعاد الإدارة الإستراتيجية. 
دراسة بارحمة( 2006م) :
فقد قام بارحمة بدراسة كانت بعنوان : التحليل البيئي وأثره في تحديد الخيار الاستراتيجي للمنظمة ـ دراسة ميدانية في عينة من الشركات الصناعية في محافظة عدن و سعت الدراسة إلى تحقيق العديد من الأهداف الأساسية من بينها الآتي:
1- التعريف بالتحليل البيئي (التحليل الاستراتيجي) والخيار الاستراتيجي .
2- تحديد مدى مستوى ممارسة المديرين لتطبيقات الإدارة الإستراتيجية في المنظمات المبحوثة ومن ثم معرفة قدرة هؤلاء المديرين على فهم طبيعة العلاقة بين التحليل البيئي (التحليل الاستراتيجي) والخيار الاستراتيجي واستيعابه .
1- اختبار أثر التحليل البيئي (التحليل الاستراتيجي) في تحديد الخيار الاستراتيجي المناسب للمنظمة الصناعية.
ومن أهم ما توصلت إليه الدراسة : 
دلت النتائج على أن هناك علاقة تأثير معنوية بين التحليل البيئي الداخلي وإستراتيجية النمو.
كما دلت النتائج على أن هناك علاقة تأثير معنوية بين التحليل البيئي الداخلي وإستراتيجية الاستقرار. 
أظهرت النتائج عدم علاقة التأثير المعنوية بين التحليل البيئي الداخلي وإستراتيجية التراجع.
دراسة ميا و آخرون ( 2006م ) 
و كانت تحت عنوان : الإدارة الإستراتيجية وأثرها في رفع أداء منظمات الأعمال "دراسة ميدانية على المنظمات الصناعية العامة في الساحل السوري" و تناولت هذه الدراسة مفهوم الإدارة الإستراتيجية ومكوناتها وأهميتها ومتطلبات تطبيقها والخطوات العلمية والعملية الواجب إتباعها في إدارة استراتيجيات منظمات الأعمال ومعرفة الفروق بينها وبين الخطوات المتبعة في إدارة استراتيجيات منظمات الأعمال الصناعية العامة في الساحل السوري بالإضافة إلى معرفة النتائج المتمخضة عنها. كما تناول البحث مدى توفر متطلبات تطبيق الإدارة الإستراتيجية في تلك المنظمات بالإضافة إلى تبيان  العلاقة بين تطبيق مفهوم الإدارة الإستراتيجية والأداء  فيها.
وكانت الدراسة تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- إيضاح مفهوم الإدارة الإستراتيجية ومكوناتها وأهميتها وضرورة تطبيقها في منظمات الأعمال الصناعية العامة في الساحل السوري .
2- تشخيص الممارسة الفعلية للإدارة الإستراتيجية في منظمات الأعمال الصناعية العامة في الساحل السوري. 
3- تحديد المرحلة التي تمر بها منظمات الأعمال الصناعية العامة في الساحل السوري من مراحل تطور الفكر الاستراتيجي .
4-دراسة أثر تطبيق أسلوب الإدارة الإستراتيجية على الأداء في منظمات الأعمال الصناعية العامة في الساحل السوري .
و من أبرز نتائج الدراسة  : 
1- عدد محدود جداً من مدراء المنظمات  لديهم معلومات عن مفهوم الإدارة الإستراتيجية ومكوناتها وقد حصلت هذه المعلومات من الدورة التدريبية الوحيدة التي أرسلوا إليها وتتصف  بأنها محدودة جداً.
2- تتصف البيئة الخارجية للمنظمات بتسارع التغيرات الكمية والنوعية وبتزايد حدة المنافسة التي تواجهها وبتأثير ذلك على أهدا فها واستراتيجياتها وكل ما سبق  يعتبر دواعٍ كافية لتطبيق أسلوب الإدارة الإستراتيجية.
3- وجود قصور كبير واضح في كيفية وضع الدعائم الإستراتيجية في المنظمات عن كيفية وضعها بالمفهوم العلمي والواجب تطبيقها فقد تبين:
*انخفاض كبير في نسبة التوافق بين خصائص الرسالة في المنظمات وخصائص الرسالة الفعالة بالمفهوم العلمي والواجب توافرها.
*انخفاض كبير في نسبة التوافق بين خصائص الأهداف الإستراتيجية في المنظمات وخصائص الأهداف الإستراتيجية الجيدة بالمفهوم العلمي والواجب توافرها.
4- وجود قصور كبير في عملية تحليل البيئة (الداخلية والخارجية) في المنظمات عن عملية  تحليل البيئة (الداخلية والخارجية) بالمفهوم العلمي الواجب تطبيقها.
 5- وجود قصور كبير في عملية اختيار الاستراتيجيات (سواء على مستوى المنظمة أم على المستوى الوظيفي) في المنظمات عن عملية اختيار تلك الاستراتيجيات بالمفهوم العلمي الواجب تطبيقها.
منهج البحث : 
ويتمثل المنهج الذي تبناه الباحث في المنهج الوصفي باستخدام المسح الاجتماعي.
البيئــــة الخارجيـــة للمنظمة وأثرها على القرارات الإدارية:
إن عملية الاتصال لا تحدث في فراغ و إنما في ظل بيئة تحكمها متغيرات تؤثر على سير و نشاط المنظمة، و بناءاً على هذه المتغيرات تقوم المؤسسة بصياغة إستراتيجية النشاط الخاص بها في مختلف المجالات، و من بين تلك الاستراتيجيات نجد إستراتيجية الاتصال التي تقوم المؤسسة بوضعها لتحقيق أهداف معينة تتمثل بالأساس في التعرف على حاجات الأطراف التي تتعامل معهم قصد الوفاء بها، من هنا تأتي أهمية دراسة و تحليل البيئة التي تنشط المؤسسة في ظلها.
البيئة الخارجية:
تعرف البيئة على أنها مجموعة المتغيرات أو القيود أو المواقف و الظروف التي هي بمنأى عن رقابة المنظمة.
و بالتالي يجب على الإدارة أن توجه جهودها لإدارة البيئة و المنشأة معا و تنقسم البيئة التي تعمل فيها المنظمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية من المتغيرات، المجموعة الأولى تتمثل في المتغيرات على المستوى القومي كالعوامل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية أما المجموعة الثانية فتتمثل في متغيرات تشغيلية خاصة بكل منظمة ترتبط بمجموعة من أطراف التعامل و من أمثلتها الأجهزة و التنظيمات الحكومية و المستهلكين و تجار التجزئة، أما المجموعة الثالثة فتمثل البيئة الداخلية.
عوامل البيئة الخارجية:
يمكن تقسيم البيئة الخارجيـة للمؤسسـة إلى قسميـن بيئة خارجية جزئية و بيئة خارجية كليـة.
الفرع (1): عوامل البيئة الخارجية الجزئية.
تتكون أساسا من العناصر الآتية :
العملاء: فيجب على المنظمة معرفة حاجاتهم قصد الوفاء بها.
 الموردون: أي موردو المواد الأولية، فالتغيرات المرتبطة بهم تؤثر على الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة.
الوسطاء: لهم قدرات تسويقية و لهم القدرة على توفير السلع في المكان و الزمان المناسبين و تسهيل الإجراءات بأقل التكاليف، و هناك ثلاث أنواع من الوسطاء: وسطاء التجار، الشركات المتخصصة بتنظيم حركة السلع ( التخزين، النقل)، وكالات تقديم الخدمات التسويقية(وكالات الإعلان و الدعامة(.
 مؤسسات الإقراض المالي و التأمين: كالبنوك التي تقوم بالتمويل و التامين من المخاطر.
 المنافسين: هناك نوعين من المنافسة، المنافسة الغير مباشرة و تكون بين المنظمات للحصول على الموارد المتاحة، و المنافسة المباشرة و تكون بين المنظمات التي تنتج نفس المنتجات أو الخدمات.
 المنظمات و الجهات الأخرى ذات الصلة بالشركة: منها الأوساط المالية حيث تؤثر علي المركز المالي للشركة، و المؤسسات الإعلامية التي تقوم بالتعليقات حول نشاط الشركة في الصحف عن طريق تسليط الضوء عليها و على منتجاتها و هناك أيضا مجموعات التأثير الشعبية كجمعيات حماية البيئة و حماية المستهلك.
الفرع (2): عوامل البيئة الخارجية الكلية.
وتتكون مما يلي:
 العوامل الاقتصادية: تعتبر البيئة الاقتصادية مركبة و معقدة و تعكس مراحل معينة من دورات العمال ( التدهور، الكساد، الانتعاش، الركود) فيجب أن يعرف مدير المؤسسة موقف الاقتصاد المحلي و العالمي من دورات الأعمال، و البيئة الاقتصادية تضم كل من المنافسة، و الاحتكار، الطلب و العرض، السياسية الضريبية، و مصادر الدخل القومي، فكل هذه العناصر تؤثر على تطوير نشاط المؤسسة. 
العوامل الاجتماعية: تؤكد الحكومة و بصفة دورية أهمية المصلحة القومية للبلاد عند اتخاذ القرارات داخل المؤسسة، وتعمل منشئات الأعمال من منطلق المسؤولية الاجتماعية لتوفير السلع المناسبة بالكميات و الأسعار و المواصفات و الجودة الأزمة لرفع مستوى المعيشة و أصبحت الشركات اليوم ذات وعي تجاه تخفيض الملوثات الجوية و الصوتية و المائية. 
وتتأثر القرارات داخل المؤسسة بالتركيب الاجتماعي في الدولة و الطبقات الاجتماعية و القيم والعادات و التقاليد ومنه فالعوامل الاجتماعية تمثل محتويات النظام الاجتماعي السائد في القطر و التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء المؤسسة.
 العوامل التكنولوجية: تعتبر التكنولوجيا أهم العناصر التي تتألف منها البيئة الخارجية للشركة أو المشروع حيث أنها تلعب دورا هاما في ظهور منتجات جديدة، و يؤدي الإبداع و الابتكار إلى التقدم المستمر للمجتمع و الاقتصاد القومي.
 العوامل الطبيعية: النقص في الموارد، ارتفاع أسعار الطاقة، التلوث البيئي.
 العوامل الثقافية: وهي تظم العادات و التقاليد و القيم و الدين... .
 العوامل السياسية و القانونية: فنشاطات المؤسسة تحكمها قوانين و تشريعات منظمة و تختلف هذه التشريعات من سوق لأخر ومن منطقة إلى أخرى بجانب اختلافها من سلعة إلى أخرى، فهناك تشريعات متعلقة بالمنافسة و بالأسعار.
 العوامل الديموغرافية: بما أن السوق يتشكل من السكان فان زيادة السكان تؤدي إلى زيادة الطلب مثلا، و زيادة عدد الولادات تؤدي إلى زيادة لبعض السلع الخاصة و يمكن اعتبارها فرصا أمام المنظمة و انخفاض الوفيات يؤدي إلى زيادة الشيوخ ومنه زيادة سلع معينة كالأدوية.
وهكذا فإن للعوامل البيئية الخارجية أثرا كبيرا في اتخاذ القرارات الإدارية و على جودتها.
الخاتمة:
في ضوء عرضنا لهذا الموضوع فإنه يمكن الوصول إلى النتيجة التالية: 
تمثل المنظمة إحدى خلايا المجتمع، فهي تتأثر مباشرة به، ومن بين العوامل الخارجية التي تؤثر على عملية القرارات هي العوامل الاقتصادية، السياسية والاجتماعية، التكنولوجيا، القيم والعادات والقوانين الحكومية والرأي العام، وكذلك السياسة العامة للدولة. وعلى ذلك فإنه يمكن التوصية بما يلي:
(1) على الإدارة ضرورة تحليل ودراسة خصائص البيئة التي تعمل فيها المنظمة، ونشر الوعي بين متخذي القرارات الإدارية و الإدارية  بأهمية دراسة عوامل البيئة الخارجية وتحديد أكثرها تأثيراً على عملية اتخاذ القرارات الإدارية، وذلك من خلال برامج تدريبية وندوات تقيمها منظمات الأعمال السعودية، مع الاستعانة بجهات خارجية.
(2) العمل على تطوير نظم المعلومات الإدارية الموجودة في منظمات الأعمال السعودية، من خلال تنظيم عملية جمع البيانات وتحليلها وتصنيفها وتخزينها، مع إعلام العاملين بها بوجود مثل هذا النظام ومجالات استخدامه من خلال نشرات تصدرها على فترات.
(3) تكثيف الجهود لتعميق المفاهيم الاقتصادية بين متخذي القرارات الإدارية لزيادة قدرتهم عند تحليل المؤشرات الاقتصادية والمؤثرة على قراراتهم المتخذة، مع التيقظ إلى دور العوامل الاجتماعية الثقافية وأثرها على عملية اتخاذ القرارات الإدارية .
(4) تشجيع متخذي القرارات في مختلف المستويات الإدارية على استخدام الأسلوب العلمي في حل المشاكل الإدارية وذلك من خلال دورات وبرامج تدريبية، وحثهم على حضور المؤتمرات التي تعالج الموضوعات المتعلقة باتخاذ القرارات الإدارية.
(5) دراسة وفهم القيم الشخصية للمديرين ومتخذي القرارات، مع دعم النواحي الإيجابية فيها، ومعالجة السلبي منها.
( 6) أقترح القيام بدراسة ميدانية للتعرف على أثر البيئة الداخلية على اتخاذ القرارات الإدارية.
قائمة المراجع
1- الجوهري , عبد الهادي و أبو الغار , إبراهيم ( 1998م ), إدارة المؤسسات الاجتماعية , دار المعرفة الجامعية , الإسكندرية , 1998م .
2- الدوري، زكريا مطلك ( 2005م )  الإدارة الإستراتيجية: مفاهيم وحالات دراسية، عمان : دار اليازوري.
3- عبد القادر , محمد أحمد ( 2005م ) أثر المتغيرات البيئية وإستراتيجية الشركة على الأداء التنظيمي دارسة حالة على الشركة اليمنية للاتصالات الدولية (2001-2003م), الجمهورية اليمنية :جامعة العلوم و التكنولوجيا , الكلية العلمية للعلوم و البحث. 
4- عبيدات، ذوقان؛ وعبد الرحمن عدس؛ وكايد عبد الحق(1996م ) البحث العلمي: مفهومه وأدواته وأساليبه, عمان: دار الفكر.
5- عوض , محمد أحمد (2006م ) الإدارة الإستراتيجية: الأصول والأسس العلمية, القاهرة : مكتبة مدبولي .
6- المشاري, عبد العزيز محمد سليمان (2004م) أثر الإدارة الإستراتيجية على قطاع صناعة الاسمنت بالمملكة العربية السعودية , الخرطوم : جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا .
7- ميا , علي ,و زاهر ,  بسام, و سليطين , سوما ( 2006م ) الإدارة الإستراتيجية وأثرها في رفع أداء منظمات الأعمال "دراسة ميدانية على المنظمات الصناعية العامة في الساحل السوري" مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية  ,  سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية المجلد (29) العدد (1) .2007
8- أبو ناعم، عبد الحميد ( 1993م ) الإدارة الإستراتيجية ( إعداد المدير الاستراتيجي)، (الطبعة الثانية )،  القاهرة : دار الثقافة العربية المتبديان .

ابحث عن موضوع