العوامل الاجتماعية وأثرها في جنوح الأحداث

 

العوامل الاجتماعية وأثرها في جنوح الأحداث

 

إعداد الطالبة

 وفـاء كـمال ريان

 

إشراف الدكتور

 أشــرف شـقفة

 

                                              9200-2010

المقدمة :

        لا يخفى على الجميع أهمية اللبنة الأولى في المجتمع ألا وهي شريحة الأطفال التي من خلالها يوضع الأساس القوى للمجتمع إذا أريد لمجتمع أن يكون متطورا فمن تلك اللبنة تصنع قادة ورجالات المستقبل .

        ويعد جنوح الأحداث في العالم من الظاهرات الخطيرة والتي تمثل تهديدا لأمن المجتمع واستقراره وبنائه , وهذه الظاهرة ليست بالجديدة كما أنها توجد على مستوى دول العالم كافة ولا ترتبط بالدول النامية فقط لكنها تزداد في المجتمعات النامية لعدة أسباب منها سياسية , اجتماعية , واقتصادية , ولعل ما يعمق خطورة هذه الظاهرة في الدول النامية إن أكثر من 50%من سكان الدول النامية هم من فئة الأطفال .

مشكلة الدراسة

     تدور مشكلة الدراسة حول ظاهرة جنوح الأحداث والتي تمثل تهديدا متناميا لأمن المجتمع واستقراره , حيث سيتم التعرف إلى الأسباب التي تؤدي إلى جنوح الأحداث بشكل عام  ,

وسيتم التعرف إلى العوامل الاجتماعية وأثرها في انتشار ظاهرة جنوح الأحداث .

أهداف الدراسة :

    التعرف إلى الأسباب التي تؤدي إلى جنوح الأحداث .

    دراسة الأسباب الاجتماعية التي تؤدي الى جنوح الأحداث .

    وضع بعض الحلول التي قد تسهم في الحد من ظاهرة جنوح الأحداث .

فرضيات الدراسة :

    توجد علاقة بين التفكك الأسري وجنوح الأحداث .

    توجد علاقة بين المستوى التعليمي والثقافي للأسرة وجنوح الأحداث .

    ارتفاع عدد أفراد الأسرة أحد أسباب جنوح الأحداث .

    توجد علاقة بين رفاق السوء وجنوح الأحداث .

    توجد علاقة بين وسائل الإعلام وجنوح الأحداث .

أسباب اختيار الموضوع :

  تم اختيار موضوع الدراسة من أجل التعرف على الأسباب الاجتماعية لجنوح الأحداث , حيث تعد هذه الظاهرة خطيرة وتشكل تهديدا لأمن واستقرار وتطور المجتمع .

  كما وقع الاختيار على هذا الموضوع من أجل التعرف إلى حجم ظاهرة جنوح الأحداث في مجتمعنا , والمكتبية وضع بعض التوصيات للحد من هذه المشكلة .

مصادر الدراسة :

تعتمد الدراسة على عدة مصادر منها :

    الكتب التي تناولت الظاهرة .

    إحصائيات صادرة عن المؤسسات المعنية .

    المقابلات الشخصية ودراسات الحالة والتحليل .

منهج الدراسة :

    المنهج الوصفي حيث وصف ظاهرة جنوح الأحداث .

    المنهج التحليلي حيث تحليل واقع الظاهرة ومعرفة أسبابها .

  التقييم والاستنتاج حيث تقييم النتائج ووضع مقترحات وتوصيات للحد من مشكلة جنوح الأحداث .

 

أهمية الدراسة :

    ستسهم الدراسة في التعرف إلى الأسباب الاجتماعية التي تؤدى إلي جنوح الأحداث .

    كما ستسهم في اقتراح بعض الحلول للحد من مشكلة جنوح الأحداث .

تعريف الحدث :

    تشير كلمة الحدث في اللغة العربية الى " صغير السن "

وهو من أتم السابعة من عمره ولم يتم الثامنة عشر من عمره .

ويختلف تعريف الحدث في القانون عنه في علم الاجتماع ([1]),

فالتعريف القانونى للحدث :

  هو صغير السن الذي أتم السن التي حددها القانون للتمييز ولم يتجاوز السن التي حددت لبلوغ الرشد.

    أما التعريف الإجتماعي للحدث :

   هو الصغير منذ ولادته حتى يتم نضجه الاجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد المتمثلة في الإدراك التام , أي معرفته لطبيعة وضعه والقدرة على تكييف سلوكه وتصرفاته طبقا لما يحيط به من ظروف ومتطلبات الواقع الاجتماعي .

المقصود بجنوح الأحداث :

    اقدام الحدث على ارتكاب جريمة كالسرقة أو الإيذاء أو القتل ----- الخ ,

 ويسمى الحدث الذي يرتكب هذه الأفعال بالحدث الجانح ويجب تقديمه للمحاكمة وايداعه في مؤسسة اصلاحية .

أبرز الجرائم التي يرتكبها الأحداث :

يرتكب الأحداث العديد من الجرائم على اختلاف أنواعها ومنها ([2]):

السرقة – المشاجرات – توزيع المخدرات وتعاطيها – أعمال منافية للأخلاق – القتل غير العمد – القتل العمد .

أسباب جنوح الأحداث :

      جنوح الأحداث مشكلة خطيرة وتمثل تهديدا كبيرا ومتناميا في المجتمع خاصة في الدول النامية بما فيها فلسطين , حيث يشكل فيها الأطفال ما يقارب 50% من إجمالي السكان , وبهذا يؤثر على استقرار المجتمع وخططه التنموية وبناؤه الأسري .

ولقد تعددت وجهات النظر والآراء في تفسير عوامل وأسباب جنوح الأحداث , ولا يمكن فهم ظاهرة جنوح الأحداث فهما عميقا إلا بفهم الظروف الاجتماعية فالحدث المنحرف إنسان عادي إلا أن ظروفاً اجتماعية معينة أدت إلى هذا الانحراف وعدم التكيف .

لهذا يجب إن نبحث في أسباب جنوح الأحداث , فما هي أسباب جنوح الأحداث ؟ وما هي العوامل التي تسهم في انخراط الحدث في الجريمة ؟

تتعدد اسباب جنوح الأسباب ويمكن حصرها في مجموعتين من الأسباب وهي :

    أسباب اجتماعية .

    أسباب اقتصادية .

    بالإضافة إلى مجموعة من الأسباب المتعلقة بالحالة النفسية بالجانح.

وسيتم في هذه الدراسة التطرق بالتفصيل الى مجموعة الأسباب الإجتماعية التي تدفع بالحدث الى الجنوح .

الأسباب الإجتماعية لجنوح الأحداث :

توجد مجموعة من الأسباب وهي :

أولا : الأسرة وما يرتبط بها من أبعاد :

  الأسرة هي مهد للشخصية حيث تتكون في ظلها وخلال السنوات الأولى من عمر الحدث النماذج الاساسية للتفكير والشعور والعادات والقيم التى تظهر تأثيرا واضحا ومستمرا على حياته في المستقبل , فالعائلة بعدم استقرارها قد تعود الحدث على عدم الإستقرار فيما بعد بالمدرسة والمهنة وتنمى لديه الشعور بالإضطراب الذي يمكن أن يؤدي الى التشرد والإنحراف .

وأهم هذه الأسباب :

1-    التصدع المادي للأسرة :

أي غياب الأب أو الأم أو كلاهما لأي سبب من الأسباب عن المنزل , ولا شك أن غياب الوالدين أو أحدهما له تأثير على تربية الحدث وتوجيهه .

ويؤكد " هوير " ( Heuyer ) من خلال بحث أجراه في مدينة باريس سنة 1942 أن 88% من الأحداث المنحرفين هم من أسر مفككة ([3]).

2-    وأيضا عمل الأم خارج المنزل :

حيث يترتب على عملها خارج المنزل قلة اشرافها ومتابعتها لتصرفات ابنائها , وبالتالى انشغالها عن  متابعة تصرفات اطفالها .

3-    التصدع المعنوي للأسرة :

أي الخلل او الإضطراب الذي يسود العلاقات بين أفراد الأسرة , وسوء التفاهم الحاصل بين الوالدين وانعكاسه على شخصية الأولاد , وجهل الوالدين بأساليب التربية السليمة .والدراسة التي قامت بها وحدة بحوث الجريمة والأحداث في جمهورية مصر العربية أثبتت أن أغلب أسر الأحداث الأسوياء كانت أكثر قربا الي التكامل في نسقها البنائي والوظيفي من أسر الأحداث المشردين . فتفكك الأسرة وانحلال الرابطة الأسري سبب رئيسى يدفع الحدث الى الجنوح ويخلق فيه نفسية معقدة متوترة وتهيئه لارتكاب أول جريمة , وهذا لغياب الرادع الأخلاقي الذي ينمو ويترعرع في منزل مترابط وسليم وضمن عائلة متفاهمة ومتعاونة , وهذا ينعكس على سلوك الحدث حيث يضعه في مهب الريح ويكون عرضه للانزلاق السريع لعدم وجود مراقبة وتوجيه وتصحيح لسلوكه ([4]).

4-    انخفاض المستوى التعليمي والثقافي للوالدين :

فالحدث الذي يعيش في بيئة يحيط بها الجهل ويغيب عنها الوعي والإرشاد فإنه سيقع في حبائل الرذيلة والجريمة , حيث أن الأهل لا يتمكنون من توجيهه وإرشاده والتعامل بشكل مناسب مع متطلباته .

5-    قلة المراقبة والمتابعة من الوالدين :

وتتمثل في عدم متابعة ومساءلة الحدث على التأخير أو على بعض السلوكيات التى يقوم بها , وعدم ملاحظته , وبالتالي لا يشعر أنه مراقب ومتابع وهنا سيندفع باتجاه الجريمة .

6-    جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة:

لجهل الوالدين بأساليب تربية النشئ بشكل سليم , فالتربية ليست مجرد توفير طعام وكساء

ومأوى , بل هي مجموعة من القيم والمبادئ السامية التى يتعلمها الحدث في الأسرة والمدرسة .

   ومما يندرج تحت ضعف التربية المعاملة السيئة للحدث والاحتقار الدائم له من قبل أسرته وعدم إعطائه فرص لإثبات ذاته , وهذا ممكن أن يولد عند الحدث الغيرة والانتقام وتحوله الى جانح , كما يمكن أن يولد عند الحدث خيبة أمل من سوء المعاملة التي يتلقاها .

7-    ضعف الوازع الدينى عند الأسرة :

حيث عدم إدراك الأسرة لتعاليم الديانة الإسلامية والتي تهدف في مجملها الى تربية نشئ صالح خالي من الأمراض الاجتماعية ([5]).

ثانيا : البيئة المدرسية ودورها في ظاهرة جنوح الأحداث :

المدرسة مهمة في تكوين الطفل وحياته , فنجاح الأطفال أو فشلهم يتوقف على إمكانياتهم الذهنية , وعلى نوع المعاملة التي يتلقونها في المدرسة سواء من المعلمين أو من زملاء الدراسة .

1-    الفشل في الدراسة :

الفشل في الدراسة يرجع الى عدة أسباب منها القصور الذهنى عند البعض , أو عدم الرغبة بالعلم , أو عدم الانسجام مع البرامج الدراسية عند البعض الآخر , فكل هذه الأمور تؤثر على شخصية الحدث وقد تدفعه الى الهروب من المدرسة  أو الى الخداع والسرقة أو ابداء ردود فعل مضادة للمجتمع نتيجة الشعور بالنقص والقصور عن بقية زملائه .

فالفشل في الدراسة ينعكس على الحالة النفسية للطفل وهذا ما يدفعه الى اطلاق العنان للنزعات الفردية والإعتدائية بقصد التعويض عن عدم التوفيق الذى يسود حياته المدرسية .

كما أن الفشل في الدراسة قد يؤدى بالحدث أيضا الى تركه المدرسة في مرحله لم تكون لديه بعد مقومات مواجهة الحياة ومشاكلها بحيث يصبح معرضا للانحراف .

2-النظام الصارم داخل المدرسة :

تعتبر المدرسة أول سلطة للطفل  خارج نطاق أسرته وعليه أن يتقبل هذه السلطة ويتكيف معها لأن عدم تكيفه معها ينمي لديه خيبة الأمل .وهنا على المدرسة ان تفرض حداً ادنى من القواعد والنظم التى تساعدها على أداء دورها , حيث اذا فرضت أسلوبا صارما لا يتفق والحد الطبيعي للأمور يؤدي ذلك الى نفور الطلاب منها وتهربهم من المدرسة , وبالتالي تكون عامل مساعد لانحراف الحدث .

3-دور المعلم في تنشئة الحدث :

الدور الذي تلعبه المدرسة في التنشئة الاجتماعية يعتمد الى حد كبير على شخصية المدرس الذى يمثل بالنسبة للطفل السلطة الواجب طاعتها , ويعتبر المثل الأعلى للطفل وقد ثبت أنه من الأمور التى قد تسبب جنوح الأحداث أو تهيئة الظروف للجريمة عجز المدرسين عن فهم طبيعة النفس عند الطفل ([6]).

ثالثاً : وسائل الإعلام والإتصال:

قد تسهم وسائل الإعلام خاصة التلفزيون في شيوع ظاهرة العنف عند الأطفال أو في تنميتها وتطويرها , حيث انه ينمي عند الطفل شهية العنف ,او يضاعف من قوة العنف الكامنة في طبيعة الإنسان , كما يعلم الأطفال والشباب سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بعض الأساليب المناسبة لظهور العنف , كما ويساعد على تخفيف الإحساس بالخطأ ,وبالتالي يظهر العنف عند النشئ كظاهرة مألوفة وكأنها طابع العصر الذى نعيشه .

رابعا : الرفاق أو الصحبة :

تعتبر جماعة الرفاق من أشد الجماعات  تأثيرا على شخصية الحدث وتكوين الأنماط السلوكية عند الطفل , فمنها ما يكون متسق مع السياق العام للمجتمع , ومنها من تكون منحرفه عنه , ويؤثر الأصحاب في بعضهم بأساليب عديدة , حيث تشجعه الرفقة على بعض المغريات منها التدخين والسهر خارج المنزل وغيرها من المغريات , فاختيار الصديق ممكن أن يخلق الشخص أو يقضي عليه . كما وتتألف مجموعة الرفاق من صبية يلتمسون في تجمعهم عوضا عن اهمال العائلة , وقوة الفقر أو القسوة الزائدة فى معاملة الأسرة , فتمثل لهم المجموعة عنصر قوة ومناعة وتشبع حاجاتهم الى الأمن وتأكيد الذات , لذلك نجدهم يتهورون في سلوكهم ويغامرون لتحقيق أهدافهم مما قد يوقعهم في الجرائم والانحراف ([7]).

خامسا : مجموعة أسباب تتعلق بالحدث نفسه منها :

1-    حب المغامرة ورؤية المجهول .

احد أسباب جنوح الأحداث هو حب الإستطلاع وحب المغامرة ورؤية العالم المجهول , وهنا يقع الجانح في المحظورات كأن يقوم بممارسة بعض الممنوع على سبيل التجربه مثل شرب الدخان وشرب المخدرات .

2-    حياة اللامبالاة وانعدام المسؤلية عند الحدث :

أي ان يعيش الحدث حياة الإتكالية ويشعر أن وجوده وعدمه سواء , ويتجسد هذا الشعور عند الحدث لأسباب منها عدم وعي الوالدين بأساليب التربية السليمة. مما يدفعه لإتباع اساليب تشعر المجتمع بوجوده وهي الجرائم .

3-    حب التملك :

حب التملك بأي وسيلة وهذا أحد الأمراض النفسية التي توجد عند البعض لعدة أسباب , وهذا يولد عند الحدث جريمة السرقة بهدف الامتلاك .

سادسا : أسباب تتعلق بالمسكن :

     يلعب المسكن دورا واضحا في تماسك الجماعة الأسرية أو تفككها وذلك من حيث اتساعه أو ضيقه , او من حيث فتحاته وتهويته , فالمساكن المتسعة التي يجد فيه افراد الأسرة فرص للتجمع وممارسة الألعاب الداخليه والترويح تحقق كثيرا من الراحة النفسية لأفرادها وتدعم الروابط والعلاقات بين الأفراد , بخلاف المساكن الضيقة فإنها تدفع أفراد الأسرة الي تقضية وقت كبير خارج المنزل مما يضعف من علاقات افرادها بعضهم ببعض , وكذلك تتيح الفرصة الكافية أمام الأبناء لألوان من الترويح الخارجي الغير سوى مما يترتب عليه اندفاعهم في مجالات منحرفة كثيرة .

وفي مؤسسة الربيع للرعاية الإجتماعية في مدينة غزة :

بلغ عدد الجانحين عام 1996 في المؤسسة " 205 " جانح ([8]), كما بلغ عددهم عام 1999م  "657 "جانح وقد بلغ عدد الأحداث الجانحين  لعام 2009 في مؤسسة الربيع لرعاية الأحداث "418" حالة , بمتوسط شهري 35 حاله , تتراوح أعمارهم بين 12 – 16 عام  , وكل الحالات الجانحة في المؤسسة من فئة الذكور .

السنة

1996

1999

2009

عدد الجانحين

205

657

418

وتتمركز جرائم الأحداث في المؤسسة بين جرائم السطو , الاعتداء على الغير " المشاجرة "، الإخلال بالأمن العام , قضايا لا أخلاقية , اتجار وتناول المخدرات , بالإضافة الى القتل الغير عمد .

كما وتسجل محافظة شمال غزة أعلى نسبة جريمة تليها محافظة غزة ثم تليها محافظة خانيونس،  ثم محافظة الوسطى , وتحتل محافظة رفح الرتبة الأخيرة ،ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد السكان في محافظتي غزة والشمال، مما يؤدي الى الازدحام وزيادة الاحتكاك بين الأفراد وبالتالي ازدياد جرائم الشجار والضرب .

قد تبين من دراسة الحالة لعدد من الحالات الجانحة في المؤسسة  تبين ان أسباب الجنوح مختلفة منها اجتماعية تعود للأسرة والمدرسة والمجتمع المحيط  , ومنها اقتصادية لتردى الأوضاع الإقتصادية حيث انخراط الحدث في سوق العمل بكل ما فيه من متغيرات وأبعاد في سن مبكرة , ومنها ما هو مرتبط بنفسية الجانح مثل حب الاستطلاع .

حيث أشارت بعض الحالات أن من أسباب جنوحها هو إهمال الأب والأم له وعدم متابعته ومراقبة تصرفاته , مع عدم متابعة أسباب تغيبه عن البيت لفترات طويلة وهذا ما شجعه الى الانخراط في جماعة رفاق سهلت عليه العمل الإجرامي .

كما أشارت حالة أخرى الى أن سبب انحرافها وتناولها المخدرات هو التقليد لبعض أفراد أسرته حيث العمل بالاتجار بالمخدرات وتناولها .

وأشارت بعض الحالات إلى أن سبب ارتكابها لجريمة السرقة هو التدليل الزائد له من قبل والديه , وتلبية رغباته مهما كانت , مما يدل على جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة , وبالتالي إفساح المجال أمامه للجنوح حيث شجعه ذلك على إساءة استخدام هذه الثقة .

كما أشارت بعض الحالات الى أن سبب وقوعه بالجريمة هو قيامه بالعمل الى جانب الدراسة حيث تدنى دخل أسرته , وهنا انخرط في سوق العمل بجميع متغيراته وهو في سن مبكرة،

بما فيه من قدوة منحرفة ورفقة سيئة في مكان العمل .

ومن هنا أن أسباب الجنوح متعددة منها أسباب اجتماعية مثل جهل الوالدين بأساليب التربية السليمة , منها رفاق السوء , ومنها حب الاستطلاع لدى الجانح نفسه , بالإضافة الى العوامل الاقتصادية السيئة .

    بعض المقترحات والتوصيات الخاصة بالوقاية من جناح الأحداث :

*   تقوية دور الأسرة وفاعليتها، وحمايتها، وحماية الأطفال من العنف وسوء المعاملة .

 *   نشر الوعي بين الآباء والأمهات حول المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية التي يتعرض       لها الأطفال والمراهقون وطرق معالجتها .

 *   تعميق دور المدرسة والتعاون مع الأسرة من أجل بناء شخصية الطفل العلمية والنفسية           والاجتماعية .

 *   الإكثار من البرامج التثقيفية والترفيهية المناسبة للأطفال والأحداث .

 *   إعطاء الأطفال والمراهقين الفرصة للتعبير عن أنفسهم وطرح مشاكلهم وبيان ما يعانون أو       يخافون منه .

   * مراقبة نشاطات الأطفال والأحداث وتجمعاتهم وصداقاتهم وحصرها ضمن دوائر سليمة .

  * تنمية الوعي الديني في المجتمع خاصة عند فئة الشباب والمراهقين .  

      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع والمصادر :

الكتب :

  العصرة , منيرة . رعاية الأحداث ومشكلة التقويم . الإسكندرية , المكتب المصري الحديث , للنشر 1975 .

    شبير , وليد شلاش . رعاية الأحداث . غزة ,الجامعة الإسلامية , 2006م .

  جعفر , على محمود . حماية الأحداث المخالفين للقانون والمعرضين لخطر الانحراف . بيروت , مؤسسة المجد ,2004م .

    عوين , زينب أحمد . قضاء الأحداث . عمان , دار الثقافة 2009م .

المقابلات الشخصية :

    حاتم عابد . أخصائى اجتماعي في مؤسسة الربيع لرعاية الأحداث , غزة .

مواقع شبكة الإنترنت :

 

http://www.kenanaonline.com

http://www.iraqilegal.net

http://www.nour-atfal.org/studies

http://www.alnasiriyah.com

 

 

 

 



[1]))  على محمود جعفر . حماية الأحداث المخالفين للقانون والمعرضين لخطر الإنحراف . بيروت , مؤسسة المجد , مؤسسة المجد , 2004 , ص 31 .

[2]))  زينب أحمد عوين . قضاء الأحداث . عمان , دار الثقافة , 2009 , ص 54 .

[3]))  زينب أحمد عوين . قضاء الأحداث . مرجع سابق , ص 32.

[4]))  زينب أحمد عوين . قضاء الأحداث .المرجع السابق .

[5]))  وليد شلاش . رعاية الأحداث . غزة , الجامعة الإسلامية . 2006 , ص 97 .

[6]))  منيرة العصرة . رعاية الأحداث ومشكلة التقويم , الإسكندرية , المكتب المصري الحديث ,1975  , ص 87 .

[7]))  وليد شلاش . مرجع سابق  .

[8]))  حاتم عابد . أخصائي في مؤسسة الربيع لرعاية الأحداث , غزة , مقابلة شخصية 21/3/2010 .

ابحث عن موضوع