بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

معاملات الأحداث في المجتمع السعودي

 بحث بعنوان: 

معاملات الأحداث في المجتمع السعودي


بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة:

يعد الانسان هو أغلى ثروات هذه الأم ولذا فهو المحور الرئيسي لخطط الدولة التنموية الطموحةباعتباره هدفا لبرامج هذه التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة ووسيلة لها. هدفا برعايته الرعاة الشاملة والمتكاملة في كافة مناشطة الحياتية ومن الطفولة إلى الكهولة , وهو وسيلة لإعداده بهذه الرعايات المختلفة ليكون عضد التنمية القوي الأمين المستمر لكل طاقاته وقدراته للمشاركة اايجابية في بناء ودعم صروح نهضة الوطن وتنميته وتقدمه. وتعد فئة الأحداث الجانحين أحد الفئات المعنية بهذه الرعاية في المجتمع والتي تستهدف إصلاحهم وتقويم سلوكهم باعتبار أنهم قد ضلوا الطريق وباتوا بحاجة غلى من يأخذ بأيديهم ويذلل أمامهم الصعوبات والمعوقات ويرشدهم إلى الطريق القويم. (دليل العمل الاجتماعي للعاملين بدور الملاحظة الاجتماعية ، 1423هـ، ص3)

إن انحراف الأحداث يشكل ظاهرة خطيرة ، وهي تمثل بحق تهديداً متنامياً لأمن المجتمع، واستقراره، وخططه التنموية، وبنائه بشكل عام , وهذه الظاهرة ليست جديدة وليست مرتبطة بمجتمعات محددة دون غيرها , ولكن مشكلات المجتمع وأزماته تعمق من هذه الظاهرة وقد تعطيها أبعاداً أكثر خطورة وبالتالي ندخل في حلقة مفرغة من تأخر وأزمات اجتماعية تساهم في اتساع وتعميق جنوح الأحداث وهو مايزيد بدوره من تخلف المجتمع وتعميق أزماته. (ضو،2002م، ص4)

ووجود هذه الظاهرة على ساحة الأحداث وعلى قائمة المشكلات التي تعاني منها بلادنا دفعنا إلى التساؤل حول ما هية السبل الكفيلة بمكافحة عوامل وأسباب هذه الظاهرة ، خاصة في ظل ما لاحظناه من وجود بعض من المظاهر في المجتمع  والتي قد تسهم بشكل او بأخر في انحراف الأحداث و منها التفكك الأسري وانتشار ظاهرة الطلاق وكثرة غياب الآباء والأمهات عن البيت سواء للعمل أو السفر أوكثرة الخلافات الأسرية , وتأثير المستوى الاقتصادي للأسرة و تأثير وسائل الاعلام و المؤسسات التربوية و التنشئة الاسرية ، فكل هذه التغيرات من شأنها أن تفاقم من مشكلات انحراف الأحداث، وتعوق من فعالية جهود الرعاية التي تبذل من قبل المؤسسات الأكاديمية والرسمية والأهلية والتطوعية لمواجهة هذه الظاهرة  .

وتعتبر رعاية الأحداث ووقايتهم من الانحراف وعلاج مشكلاتهم في سن مبكرة هي خط الدفاع الاجتماعي الأول ضد الجريمة إذ يمثل الأحداث النواة الأولى للثروة البشرية التي هي عماد التنمية في أي بلد ومن ثم يجب أن تمتد يد الرعاية الاجتماعية حتى يكتمل تكيفهم الاجتماعي وإنماء قدراتهم الإنتاجية وأهم صور هذه الرعاية هو إبعاد الحدث عن كافة المؤثرات التي قد تؤدي به إلى الانحراف أو تعرضه له وإخضاعه للإشراف والتوجيه الاجتماعي من أجل المحافظة عليه وضمان تجاوبه مع المجتمع.

وفي هذا السياق يأتي هذا البحث الذي يتناول موضوع معاملات الأحداث في المملكة العربية السعودية. 

المفاهيم المرتبطة بالأحداث:

الحدث: 

الحدث في اللغة : هو صغير السن ومنه الحداثة وهن سن الشباب ويقال "غلام" أي حدث وهؤلاء "غلمان حدثان" أي أحداث وقد يقال "رجل حدث" أي شاب .(الرازي، 1993م، ص65)

التعريف الاجتماعي :  الحدث في المفهوم الاجتماعي والنفسي هو الصغير منذ ولادته حتى يتم نضوجه الاجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد, و المتمثلة في الإدراك التام أي معرفته لطبيعة وضعه والقدرة على تكييف سلوكه وتصرفاته طبقا لما يحيط به من ظروف ومتطلبا ت الواقع الاجتماعي. 

و يعرفه جعفر عبد الأمير بقوله: (هو الصغير منذ ولادته حتى يتم نضجه الاجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد) ( عبد الأمير، 1981م، ص29)

التعريف القانوني :  يعتبر الفرد حدثا أمام القانون في فترة زمنة محددة و تبدأ في سن التمييز و يعرّف الحدث على أنه من أتم السابعة، ولم يتم الثامنة عشرة من عمره. (نبيه ، 2009م، ص12).

التعريف الاجرائي للحدث:

يعرف الباحث الحدث على انه الصغير منذ ولادته حتى يتم له النضج الاجتماعي وتتكامل له عناصر الرشد.

الانحراف: 

يتمثل انحراف الحدث في مظاهر السلوك غير المتوافق مع السلوك الاجتماعي السوي وينطوى على مجرد مظهر السلوك السيئ مثل الهروب من المدرسة ، مخالطة رفقاء السوء ، الكذب … الخ وهذه السلوكيات تسمى انحرافاً . 

الجنوح :

الجنوح في اللغة: هو الإثم أو الجرم أو الميل إلى الإثم.(الرازي، 1993م، ص48)

و يعرف الجنوح بأنه: " مجموعة من الأفعال المركبة التي تميز الجنوح الحقيقي من الجنوح الزائف , وكذلك عدم الجنوح , وبتعريف آخر فإن الجنوح هو سلوك غير البالغين الذين يقومون بخرق معايير قانونية معينة أو معايير اجتماعية بصفة متكررة تستلزم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه مرتكب هذه الأفعال سواء كان فرداً أو جماعة . 

والبعض يرى أن الجنوح , هو القيام بإتباع سلوك غير متوافق مع سلوك وقيم وأعراف المجتمع وبشكل شبه مستمر , بما يستوجب معه اتخاذ إجراءات تجاه متبع هذا السلوك لردعه ومن ثم عودته للسلوك والقيم والأعراف التي تتوافق مع المجتمع.(بدوي، 1986م، ص100)

انحراف الأحداث: 

هو موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوة السببية مما يؤدي به إلى السلوك الغير متوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه. (جعفر، 2004م، ص30)

رعاية الأحداث:

هي عبارة عن جهود مهنية يقدمها أخصائيون متخصصون في مجال الأحداث مستخدمين في ذلك مجموعة من برامج الوقائية والإنشائية والعلاجية داخل المؤسسة وخارجها بهدف أحداث التغير المقصود في اتجاه النمو الاجتماعي السليم (السيد ، 1995م، ص24)

النظريات المفسرة  لمعاملات الأحداث :

تعددت الرؤى والنظريات التي تناولت موضوع انحراف الأحداث، شأنها شأن غيرها من الظواهر الاجتماعية، إذ إن التعدد في المواقف ينبع من تعدد المرجعيات النظرية والمعرفية لكل دارس، ومن ثم اختلاف المنهجيات، حيث لم يكن هناك حدود فاصلة بين من هم في سن الرشد وبين هؤلاء الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد، ومن ثم تساوى الأشخاص المنحرفون صغاراً وكباراً أمام القانون، ولم يتم النظر للأحداث بوصفهم مجرمين صغاراً دون أي فوارق جوهرية مع الكبار، ولم تتم مراعاة الظروف الشخصية، والعمر، والتكوين النفسي والاجتماعي للمنحرف , ومنت ثم توالت الرؤى المفسرة لانحراف الأحداث.

وفيما يلي عرضا لأهم النظريات المفسرة لانحراف الأحداث: 

النظرية البنائية الوظيفية:

إن النظرية البنائية الوظيفية تقوم على أساس أن المجتمع يتكون من عدة أجزاء، وكل جزء يتميز بخصائص معينة، ووظيفته تتحدد فيما يمكن أن يقدمه وما يسهم به لخدمة الأجزاء الأخرى وأن أجزاء المجتمع تتماسك فيما بينها عن طريق الاعتماد المتبادل والاتفاق على القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية، وأن أي تغير يطرأ على أي جزء من شأنه أن يحدث تغيراً وتأثيراً على باقي الأجزاء انطلاقاً من تشبيه المجتمع بالكائن الحي. والأسرة تعد أحد أنساق المجتمع تتكون أفراد يرتبطون ببعضهم عن طريق التفاعل والاعتماد المتبادل.(الحامد،1415هـ، ص76-77)

وينظر الوظيفيون إلى عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة على أنها أحد جوانب النسق الاجتماعي، بل هي الوعاء الذي يحتوي عناصر ذلك النسق ويساعد في حفظ التوازن الأسري لذا فإن الأسرة تؤثر في عملية الضبط الاجتماعي من خلال التكامل في الأداء الوظيفي داخل النسق وهذا يعني أن هناك علاقة إيجابية بين قيام الأسرة بوظائفها التكاملية وعملية الضبط الاجتماعي فالأسرة التي تعاني من ضعف في أداء الوظائف المنوطة بها تكون بالضرورة مقصرة في عملية الضبط الاجتماعي ويشير ( ميردوك ) أحد منظري هذا الاتجاه إلى أن أهمية الأسرة في الضبط الاجتماعي تكمن في كونها تقوم بوظائف أساسية في المجتمع تشمل التنشئة الاجتماعية والتعاون الاقتصادي والوظيفة التكاثرية، فهذه الوظائف تؤدي إلى توازن واستقرار المجتمع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ويؤكد (بارسونز ) على أن وظيفة التنشئة الاجتماعية تعتبر أهم الوظائف التي تقوم بها الأسرة في عملية الضبط الاجتماعي في المجتمع ولذلك فإن ضعفها في التنشئة لا يؤدي إلى ضعف عملية الضبط الاجتماعي فحسب وإنما يؤدي إلى التفكك والانحراف الاجتماعي.(الحامد،1415هـ، ص77-78)

النظرية الوراثية:

 إنّ الحديث عن الجانب الوراثي لظاهرة الانحراف يجعلنا نشير إلى Lombroso الذي أيّد ودافع عن نظرية "الوليد المجرم" أي أنّ الإنسان قد يرث صفةَ الإجرام من أجداده وآبائه.كما أنّ الإصاباتِ ما قبل الولادة أو بعدها تحدث تغييرا في الطفل وبالتالي تكون قادرة على إحداث اضطرابات عاطفيّة سلوكيّة قد تؤدّي بالشّخص فيما بعد إلى القيام بأفعال جانحة .

النظرية الاجتماعية: 

هناك العديد من الكتاب وخاصة علماء الاجتماع يعتبرون جنوح الأحداث أنه نتيجة وخلاصة الظروف الاجتماعية القاسية سواء كانت اقتصادية ، اجتماعية أو عائلية ، فالانحراف يعتبر عرضا لعدم التكيف الاجتماعي.

علماء الاجتماع ينظرون إلى مشكلة انحراف الأحداث على أنها مشكلة اجتماعية في جوهرها وأصولها،ولذا نجد دوركايم يعتبر الانحراف ظاهرة اجتماعية وبالتالي دراستها لابد أن تتم بالطريقة الاجتماعية، ومن هذا نستنتج أن علماء الاجتماع يركزون على الظروف الاجتماعية في دراسة انحراف الأحداث.

النظرية النفسية :

 علماء النفس يرون أنّ السلوك المنحرف هو نتيجة لمشكلات نفسية مختلفة تفصح عن نفسها في صورة سلوكات غير اجتماعية أو سلوكات مضادة للقانون، ونجد أن التيار النفسي ينطلق من محاولة تحليل السّلوك المنحرف من خلال البعد الذاتي لشخصية المنحرف ولا يعتبره ظاهرة اجتماعية، فالتفسيرات النفسية الأساسية لسلوك الحدث المنحرف والشائعة حاليا تعتمد على منطلقات كان للتحليل النفسي دور في صياغتها : كمشكلة العلاقات مع الوالدين، مشكلة التقمصات الأولية، مسألة الحرمان العاطفي وغيرها....

ففيما يخص التقمُّصات الأوّلية نجد أنّ المنحرف لم يتمكن من إقامة التقمُّصات الأوّلية بالأم والأب والأسرة لأن صور هؤلاء لم تكن حاضرة بشكل كاف أوهي غير ثابتة في حضورها؛ وفي نوعية هذا الحضور، وكذلك قد تكون هذه الصور الوالدية مفتقدةً للصّفة الإيجابية وللشُّحنة العاطفية الكافية لتكوين نموذج إيجابي من العلاقات مع الآخرين.يقول       "spitz"  إن الحرمان من العلاقة الأولية بين الطفل والأم في السنة الأولى من الحياة قد تؤدي إلى اضطرابات ومنها الانحراف". (خبابة ،2001م، ص 90)

نظرية الدفاع الاجتماعي

تعتبر هذه المدرسة امتداداً طبيعياً للنظرية المتكاملة أو المتعددة التي ترى في الفعل الجانح نتيجة عوامل اجتماعية، وبيولوجية، ونفسية، واقتصادية. وتمثل هذه المدرسة تطوراً مميزاً داخل المدارس التي تناولت موضوع الأحداث، إذ حملت هذه النظرة مفهوم الدفاع عن المجتمع وأفراده على حد السواء، واعتبار الحدث كائناً اجتماعياً من المفترض به أن يكون فاعلاً في عملية البناء المجتمعي، ومن ثم الخروج عن المعايير، والقيم، والضوابط الاجتماعية، والقانونية. ويجب أن ينظر إلى الأحداث بالكثير من التركيز والتمحيص، ومعرفة الدوافع والعوامل التي أدت إلى الانحراف، ومن ثم تشخيص الحالة، ووضع خطط علاجية بعيداً عن كل ما هو عقابي أو رادع أو تهديدي. وتنطلق هذه النظرية من ضرورة اتخاذ التدابير كافة التي من شأنها عودة الحدث الجانح إلى الحظيرة الاجتماعية، والالتزام بمعاييرها وقيمها وقوانينها، ولكن يتطلب تعديل سلوك الحدث العمل جنباً إلى جنب مع تعديل بيئي في واقع الحدث خصوصاً الأسرة، وعليه، لا يمكن النظر لنظرية الدفاع الاجتماعي إلا باعتبارها عملية توفيقية للتوجهات الاجتماعية والنفسية السابقة.. (الحلو وأبو عين ، د.ت، ص7-8)

مجالات الرعاية الاجتماعية للأحداث :

تتوزع مجالات الرعاية الاجتماعية للأحداث كما يلي :

1-  الرعاية الوقائية : من خلال الأسرة والمجتمع المحلي ومجموعات الأقران والمدارس والتدريب المهني وعن طريق المنظمات التطوعية .

2-    الرعاية المعاشية : من خلال توفير الغذاء والكساء والمسكن .

3-    الرعاية الصحية : من خلال ضمان السلامة الجسدية والعقلية والنفسية والسلوكية للحدث مجاناً .

4-    الرعاية التربوية : من خلال التعاليم الدينية والقيم الخلقية وترسيخ مقومات السلوك الحضاري في نفوسهم .

5-  الرعاية التشغيلية : من خلال تحديد شروط تشغيل الأحداث بما يتناسب مع قدراتهم وأعمارهم وتوفير فرص العمل المناسبة ومنع تشغيل من لم يكمل الخامسة عشرة من عمره وكذلك منع تشغيلهم بالأعمال الليلية وفي الأعمال التي تضر بنموهم البدني والعقلي والمعنوي . ( http://www.alahdath.org)

6-    الرعاية الترويحية : من خلال توفير النشاطات الترويحية المفيدة للأحداث لشغل أوقات فراغهم .

أما الرعاية اللاحقة للأحداث فتبدأ من فترة العقوبة وما بعدها بهدف تكييف الحدث مع مجتمعه وحماية المجتمع من مشاكل عودة الجنوح ومساعدة الحدث على مواجهة المشاكل التي تعترضه بعد الإفراج عنه.

    فبالرغم من كل الجهود المختلفة المبذولة والإمكانيات المتاحة التي تحيط بالأحداث تبقى هناك فئة بحاجة مستمرة ونجد أحداثاً منحرفين هم بحاجة لعناية والدولة الحديثة المتقدمة المتطورة هي التي تقوم بمعالجة هذه الظاهرة ومكافحتها حرصاً على مستقبل أبنائها لتأهيلهم لتحمّل المسؤولية والقيام بأعباء الدولة في شتى الميادين . 

( http://www.alahdath.org)

الخطة العلاجية التي يقوم بها الأخصائيين الاجتماعيين 

يضع الأخصائي الاجتماعي خطة علاجية تنصبّ على شخصية الحدث (هو العلاج الذاتي ) وعلى الظروف المحيطة ( العلاج البيئي) .

العلاج الذاتي ( الوقاية و الإجراءات )

-  توجيه طاقاته ( فرط نشاط ) نحو نواح إيجابية مثل الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية ..

-   رفع إمكانياته ودعمه نفسياً ومعنوياً وتشجيعه للمضي نحو الأفضل بتدعيم ذات الحدث لإزالة المشاعر السلبية كالخوف والعداء والشعور بالذنب .

- تعويض حالة الإحساس بالنقص ( حسب حالته ) .

-  نبعده عمّا يثير أعصابه ونستمع إليه باهتمام وإعطائه الراحة النفسية بأنني سأتابع معه أي جديد .

-   تعليمه ضبط انفعالاته ( بتعويده اللامبالاة أو عدم الاكتراث أي تجاهل الأشخاص ) وخصوصاً زملائه القدامى . كي لا يثير المشاكل معهم وأن يتعوّد على وجوده بالمكان وتقبلّه لأي شخص أو أي طارئ.

-  التخفيف من حدّة العداء وإبعاده عمّا يثير عدائيته ( والديه - جيرانه - أو أي شخص آخر ) , طبعاً كل حالة لها أسبابها ..

-   تعديل عادات الحدث عن طريق تعليمه وتبصيره بالتوضيح والإقناع.

-  التأكيد على فهم الذات وحدوده ( ماله ليقلل من حب السيطرة وما عليه).

-   تعديل استجابات الحدث السلبية والعدوانية وسلوكه الاندفاعي عن طريق النصح والإيحاء ( نعاقب على السلوك الخاطئ ونعزز السلوك المرغوب ) .

العلاج البيئي

-   الظروف المحيطة بالحدث من المؤسسة أو من موارد البيئة (مثل حالات المرض الجسمي أو النفسي ) وتوفير الرعاية اللاحقة عن طريق برامج تدريب وتشغيل ومتابعة تعليمه , وعلاج الصعوبات والمشكلات ( العمل على إعادة دمجهم بالمجتمع ) .

- متابعة دراستهم خارج المؤسسة .

-  تعديل اتجاهات المحيطين بالحدث ( الوالدين - زوجة الأب ... ) بهدف تخفيف ما يحيط بالحدث من ضغوط خارجية ..

الاعتبارات التي يجب الأخذ بها عند التعامل مع الأحداث الجانحين

-  معرفة الحدث وشبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة .

-  تقبل الحدث واحترامه ( وفصل الشخصية عن السلوك ) .

-  تهيئة الزمان والمكان وكيفية بدء العلاقة .

-  التركيز على منابع القوة والتخلص من نقاط الضعف .

-  التعامل معه ومن مبدأ ( هنا والآن ) والانتباه للوضع الصحي والنفسي والبيئة الاجتماعية .

-  السرية , الثقة , التقبّل , الاهتمام , الإصغاء , مراعاة الفروق الفردية والعمرية .

    إن اعتبار مشكلة جنوح الأحداث ظاهرة اجتماعية هامة تحتاج إلى تدابير وقاية وتدابير الرعاية أكثر ممّا تحتاج إلى تدبير الردع والجزاء. والحدث شخص لم تتوفر له الظروف التي تهيئ النمو السليم نفسياً واجتماعياً فأصابه الخلل فانحرف وشذّ .

    ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي في مد يد العون للسير بمن هم في حاجة الرعاية والخدمة نحو مستقبل أفضل , حيث يمثل الأخصائي الاجتماعي والنفسي في مهمته انعطافاً في حياة من هم موضوع الاهتمام والرعاية كما يمثّل فشل الأخصائي في مهمته انتكاساً قد لا تتيح فرص الحياة معالجته مرة أخرى . لذا يجب أن يتقبّل الأخصائي واقع الحدث المنحرف والذي هو موضوع الاهتمام والدراسة كما هو لاكما ينبغي أن يكون , فهو يتقبله ويشعره بالاهتمام وباحترام كرامته . وتقدير ظروفه وأوضاعه واحتياجاته من أجل أن يخلق نوعاً من الثقة بينه وبين الحدث تلك الثقة التي تمكّن الأخصائي من أن يرتقي بأوضاع الحدث ويساعده في تجاوز أوضاعه , ولا يعني تقبّل الأخصائي لأوضاع الحدث موافقته له أو تقديم تبريرات لانحرافه وإنما يعني ذلك اتخاذ موقف المشخص الذي يرى أمامه حالة أو قضية يجب فهمها وتشخيصها لمعالجتها ( http://www.alahdath.org )

رعاية الأحداث في الخدمة الاجتماعية:

هي عبارة عن جهود مهنية يقدمها أخصائيون متخصصون في مجال الأحداث مستخدمين في ذلك مجموعة من برامج الوقائية والإنشائية والعلاجية داخل المؤسسة وخارجها بهدف أحداث التغير المقصود في اتجاه النمو الاجتماعي السليم (رمضان، 1995م، ص24)

والخدمة الاجتماعية لرعاية الأحداث تتطلب :

1- أن يكون هناك أخصائي متخصص في رعاية الأحداث

2- ينظم الأخصائي مجموعة البرامج لرعاية الأحداث مستخدما في ذلك طرق الخدمة الاجتماعية0

3- لهذه البرامج أهداف وقائية وإنشائية وعلاجية0

4- تقديم هذه البرامج داخل المؤسسة وخارجها أى تطبيق سياسة الباب المفتوح في رعاية الأحداث المنحرفين0

5- يشمل التغير المقصود تهيئة البيئة الاجتماعية وشخصيه الحدث0

6- يجب أن يتجه هذا التغير لإحداث علميات النمو الاجتماعي في شخصية الحدث0

(http://www.academy-ger.com/vb/showthread.php?t=698&page=1)

دورالأخصائي الاجتماعي في مجال رعاية الأحداث:

في خدمة الفرد :

1ـ استقبال الحالة للدار وكتابة البيانات الأولية عنها.

2ـ المقابلة الأولية مع الحالة.

3ـ الاتصال بأهل الحدث للإخبار بتواجده.

4ـ تأهيل الحدث نفسيا في فترة تواجدها بالمؤسسة إلى أن يتم النظر في موضوعها.

5ـ إطلاع الحالة على أنظمة المؤسسة.

6ـ الإشراف على تفتيش الحالة والاحتفاظ بأغراضها.

7ـ حضور جلسات التحقيق والنطق بالحكم.

8ـ تكثيف اللقاءات الفردية مع الحدث ومحاولة إدماجه بالمؤسسة أو إحدى الدورات المقامة بالمؤسسة.

9ـ متابعته دراسيا و أخلاقيا داخل المكان.

10 ـ حضور تنفيذ الأحكام. (دليل العمل الاجتماعي للعاملين بدور الملاحظة الاجتماعية ، 1423هـ، ص37-39)

في خدمة الجماعة :

1ـ الأخصائي الاجتماعي كمصدر للمشاعر المحولة .

2ـ الأخصائي الاجتماعي كقدوة ومثل أعلى .

3ـ الأخصائي الاجتماعي كمساعد ومعين.

4ـ الأخصائي الاجتماعي ناقل للعرف والتقاليد.

5ـ الأخصائي الاجتماعي كحكم ووسيط .

6ـ الأخصائي الاجتماعي كناصح وصديق.

(http://www.academy-ger.com/vb/showthread.php?t=698&page=1)

في تنظيم المجتمع :

1ـ الوقوف على المشكلات السائدة في المجتمع والعوامل والأسباب التي تؤدي إليها والمقترحات التي يمكن عن طريقها مواجهة تلك المشكلات.

2ـ المشاركة في وضع التخطيط لرعاية المنحرفين.

3ـ الدعوة لاستثارة المجتمع للوقوف بجانب الجهود التي تبذل في مجال رعاية المنحرفين.

4ـ العمل على تنسيق الخدمات القائمة بما يمنع التكرار الذي لا مبرر له.

5ـ الوقوف على الصعوبات التي تعرقل الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المجتمع لرعاية المنحرفين.

6ـ يستخدم الأخصائي الاجتماعي عند ممارسة تنظيم المجتمع أساليب ووسائل متعددة لتحقيق أهداف رعاية الأحداث المنحرفين .

(http://www.academy-ger.com/vb/showthread.php?t=698&page=1)

الخاتمة 

من خلال العرض السابق لموضوع معاملات الأحداث في المجتمع السعودي فإن الباحث يؤكد على ضرورة أن يراعي المختصين في رعاية الأحداث وهم بصدد تقديم برامج ومشروعات وجهود رعاية الأحداث معالجة جذور مشكلات الأحداث والعمل على التشخيص الدقيق للعوامل التي تسهم في انحراف الأحداث  خاصة العوامل الاجتماعية والتي أثبتتها الدراسات العلمية- (الرميح ، 2013م) التي تؤدي بهم إلى الانحراف ، فتلك العوامل لها من الأهمية بما يجعلها تتفوق على غيرها من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى جنوح الأحداث حيث تؤثر تأثيراً واضحاً وكبيراً على سلوك الحدث وتصرفاته فالحدث الجانح مصنوع لا مولود – كما تقول نظرية الاختلاط التفاضلي-  وإجرام الصغار يصنعه الكبار والحدث المنحرف هو في الغالب ضحية وسط اجتماعي هيئ له الفرصة لكي ينحرف. وشخصية الحدث ينبغي أن تولى رعاية واهتمام خاص من قبل مختصي الخدمة الاجتماعية حيث أن لها المقام الأول في تحديد سبب الانحراف فقد أشارت الدراسات إلى أن مشكلات النمو والعاهات والأمراض البدنية والعقلية والنفسية والانحرافات الجنسية تؤثر على سلوك الحدث الاجتماعي وتنعكس على تصرفاته وقد تدفعه إلى ارتكاب الجريمة.

ويؤكد الباحث على أن دور الأخصائي الاجتماعي يتجلى في مد يد العون للسير بمن هم في حاجة الرعاية والخدمة نحو مستقبل أفضل , حيث يمثل الأخصائي الاجتماعي في مهمته انعطافاً مهما في حياة الأحداث كما يمثّل فشل الأخصائي في مهمته انتكاساً قد لا تتيح فرص الحياة معالجته مرة أخرى. لذا يجب أن يتقبّل الأخصائي واقع الحدث كما هو لا كما ينبغي أن يكون, فهو يتقبله ويشعره بالاهتمام وباحترام كرامته وتقدير ظروفه وأوضاعه واحتياجاته من أجل أن يخلق نوعاً من الثقة بينه وبين الحدث تلك الثقة التي تمكّن الأخصائي من أن يرتقي بأوضاع الحدث ويساعده في تجاوز أوضاعه . 

و بالله التوفيق ...

المراجع 

1- دليل العمل الاجتماعي للعاملين بدور الملاحظة الاجتماعية ، إدارة رعاية الأحداث , وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية ، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، 1423هـ.

2- ضو ، محمد (2002م) ظاهرة جنوح الأحداث: الأسباب - العلاج , دراسة اجتماعية ميدانية في قسم الأحداث في سجن حلب المركزي ومركز الملاحظة الخاص برعاية الإناث في مدينة حلب , سوريا .

3- عبد الأمير،  جعفر (1981م) أثر التفكك الأسري في جنوح الأحداث، عالم المعرف، بيروت .

4- نبيه ، نسرين عبد الحميد (2009م) المؤسسات العقابية و إجرام الأحداث , مكتبة الوفاء القانونية , الاسكندرية .

5- بدوي،أحمد زكي (1986م) معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية , ط2, مكتبة لبنان , بيروت .

6- جعفر، على محمود (2004م) حماية الأحداث المخالفين للقانون والمعرضين لخطر الإنحراف . بيروت , مؤسسة المجد , مؤسسة المجد .

7- رمضان، السيد (1995م) إسهامات الخدمة الاجتماعية في نطاق مجال انحراف الأحداث، دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية.

8- الحامد ، محمد بن معجب (1415هـ) دور المؤسسات التربوية غير الرسمية في عملية الضبط الاجتماعي، مركز مكافحة الجريمة، الرياض.

9- خبابة ، عبد النور (2001م) الأحياء المتخلفة وأثرها في انحراف الأحداث، ،معهد علم الاجتماع جامعة قسنطينة , الجزائر.

10- الحلو، نجاح محمود ، أبو عين و آمنة موسى (د.ت) إعادة الأحداث وتأهيلهم ضمن المجتمع الفلسطيني ، رام الله، فلسطين.

11- من شبكة الانترنت:

http://www.alreaia.com/Derasat/taqrer%20ahdath%20-moshkilathom-motatalabat.htm

http://www.academy-ger.com/vb/showthread.php?t=698&page=1

 http://www.alahdath.org 

0 تعليق:

إرسال تعليق