بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

متى يتم اللجوء الى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟

متى يتم اللجوء الى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟الوفاة



يعرف الموت أو الوفاة Death بأنه توقف الأعمال الحيوية للجسم المتمثلة في التنفس، والدورة الدموية، والقلب،والجهاز العصبي المركزي، فيصبح من غير الممكن ان تعود هذه الأجهزة للعمل بشكل تلقائي.

تحديد الوفاة


في الحالات العادية يكفي لتشخيص الوفاة التأكد من التوقف التام والمستمر لكل من القلب والتنفس والدماغ فترة من الزمن(1-3 دقائق)،وهي الفترة الكافية لحدوث تغيرات رمية في الجسم تمنع العودة للحياة.
ويمكن لضابط الشرطة والمحقق الجنائي التأكد من حصول الوفاة من العلامات التالية:


1- علامات توقف القلب والدورة الدموية:

أ- إختفاء النبض. 
ب-عدم سماع ضربات القلب.
ج-عدم إحتقان طرف الأصبع عند الضغط عليه أو عند ربطه بخيط.
د- بهاتة أو شحوب لون الوجه والجلد عامة(وجه الميت).مع الإنتباه الى ان الجلد يكون أحمراً في حالات الوفاة من التسمم بالسيانيد وأول أوكسيد الكاربون،والوفاة من البرد.
أما الطبيب،فيتأكد من توقف القلب بعدة طرق أكيدة، ومنها السماعة الطبية، وتخطيط القلب الكهربائي الذي يظهر مسطحاً.ويجب على الجميع التأكد من توقف القلب توقفاً تاماً ومستمراً لمدة 5-10 دقائق على الأقل- لأن هذه المدة كافية لموت الدماغ.
علماً بأنه يمكن ان يحصل توقف وقتي،أو ضعف شديد للقلب،في بعض حالات الموت الظاهري.

2-علامات توقف التنفس:

أ-توقف حركة الصدر والبطن الدالة على التنفس.
ب-عدم الإحساس بحركة هواء الزفير عند تقريب ظهر يدك او حلمة أذنك من فتحتي أنف وفم الضحية.
أما الطبيب،فيمكنه التأكد من توقف التنفس بواسطة السماعة الطبية- بوضعها على جميع أجزاء الصدر والحنجرة.

3-علامات توقف الجهاز العصبي المركزي ونشاط الدماغ:

أ-فقدان الحس.
ب-إختفاء الأفعال المنعكسة بالعين، مثل إتساع حدقتي العينين وعدم تأثرهما بالضوء- فأثناء الحياة تستجيب العينان بالتضيق عند تسليط مصدر ضوئي عليهما.
ج-الإرتخاء الأولي للعضلات:ترتخي جميع العضلات بعد توقف نشاط الدماغ وحدوث الوفاة نتيجة فقد مرونة الجلد والعضلات، ويمكن معرفة ذلك عن طريق سهولة ثني أو فرد الأطراف.
أما الطبيب،فيعتمد على ظهور تخطيط المخ الكهربائي مسطحاً لمدة 30 دقيقة، وعندئذ يكون دليلاً على موت الدماغ النهائي.

4-التغيرات الرمية:

وهي: برودة الجسم،والرسوب الدموي، والتيبس الرمي.وجميعها علامات أكيدة لحدوث الوفاة.

أ- برودة الجسم: 

يبرد الجسم تدريجياً حتى تتساوى درجة حرارة الأحشاء الداخلية للجثة مع درجة حرارة الجو المحيط بها..تقاس درجة حرارة الجثة بواسطة ترمومتر عن طريق فتحة الشرج.
الأهمية الطبية العدلية الجنائية:
عدا كون برودة الجسم بأكمله علامة أكيدة لحدوث الوفاة، فإنها تساعد في تحديد الزمن التقريبي الذي مضى على الوفاة.

ب-الرسوب الدموي:

بعد توقف القلب يترسب الدم في الأوعية الدموية الموجودة بالأجزاء المنخفضة من الجثة بفعل الجاذبية الأرضية،فيتلون الجلد، ويختلف هذا التلون بإختلاف سبب الوفاة، ويظهر اللون بعد حوالي نصف ساعة الى ساعة من الوفاة على هيئة بقع تكبر تدريجياً وتندمج بعضها ببعض، ويكتمل إنتشارها بعد حوالي 6-8 ساعات، حيث يثبت اللون، ولا يتحول من مكانه بتغير وضع الجثة. 
علماً، بأن الرأي السائد عدلياً لا يثبت الرسوب الدموي في مكانه إلا في بعض المناطق الصغيرة.
الأهمية الطبية العدلية الجنائية:
- علامة أكيدة لحدوث الوفاة.
- يرشد لمعرفة وضع الجثة، وهل قام أحد بتغيير وضعها، لأن مكان الرسوب الدموي يتغير إذا تبدل وضع الجثة خلال الساعات الست الأولى من الوفاة.
- معرفة سبب الوفاة، من خلال:
* مكان الرسوب: ففي الشنق يظهر الرسوب الدموي في الطرفين السفليين والساعدين واليدين.
* لونه:
بنفسجي في حالات الوفاة الطبيعية.أزرق داكن:في حالة الإحتناق، كالخنق والشنق. باهت(غير واضح):في حالة النزف الدموي الشديد.أحمر:في حالة الوفاة نتيجة التسمم بأول أوكسيد الكاربون والسيانيد والوفاة من البرد.بني:الوفاة نتيجة تسمم بكلورات البوتاسيوم والسلفات والنيترات.

ج-التيبس الرمي:

المقصود بالتيبس الرمي Rigor mortis هوتيبس الجسد عند الوفاة،وبالتحديد هو تصلب العضلات الأرادية واللاأرادية للجثة نتيجة للتحل الكيميائي وتلف مادة ثالث فوسفات الآدينوزين PTA الذي يحصل تدريجياً بعد فترة الإرتخاء الأولي للعضلات.

الأهمية الطبية العدلية الجنائية:
- علامة أكيدة لحدوث الوفاة.
- تحديد الوقت التقريبي للوفاة:يبدأ التيبس بعد ساعتين من الوفاة في عضلات الوجه،بحيث يصعب إغلاق الجفون والفكين.وكذلك في العضلات الصغيرة بالكفين والأصابع والقدمين، ثم ينتشر تدريجياً من أعلى الى أسفل.
بعد 24 ساعة يبدأ التيبس في الزوال تدريجياً بنفس الترتيب الذي ظهر به،ويزول تماماً،حيث يصبح الجسم مرتخياً بالكامل بعد 36 ساعة من الوفاة.
في الصيف حيث درجة الحرارة عالية يحدث التيبس ويزول في نصف المدة المذكورة. 



المصدر:د.إبراهيم الجندي، الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية، 2000.


أنواع الوفاة


غالبا ما تكون الوفاة طبيعية Normal، من دون عنف، ناتجة عن كبر/الشيخوخة/ أو مرض. 
وقد تكون الوفاة نتيجة عنف- من دون أن يكون هذا العنف عمل إجرامي ، كحادث Accident مثلاً، أو نتيجة إنتحار- أي وضع الشخص حد لحياته بصفة إرادية. 
وقد تكون الوفاة نتيجة عمل إجرامي أيضاً.والفعل الإجرامي قد يكون ظاهراً، وتسهل معاينته على الجثة، كالذبح، والجروح الطعنية العميقة. كما قد يكون العمل الأجرامي غير ظاهر، كالتسمم، والجروح الداخلية..في هذه الحالة: للطبيب العدلي دور كبير في تحديد أسباب وظروف الوفاة، وبالتالي له دور في التأثير على تحريك الدعوى العمومية وتوجيهها في حالة الوفاة. و لما كان الأمر كذلك، فقد نص قانون الإجراءات الجزائية على أنه في حالة العثور على جثة شخص، وكان سبب الوفاة مجهولاً، أو مشتبهاً فيه، سواء كانت الوفاة نتيجة عنف، أو بغير عنف، ينتقل وكيل النيابة إلى المكان، وإذا رأى ضرورة يصطحب معه أشخاصا مؤهلين لتقدير ظروف الوفاة.
والمعروف أن الأفعال الإجرامية التي تسبب الوفاة قد تشكل جريمة القتل العمد المنصوص عليها في قانون العقوبات، وهو- القتل العمدي- إزهاق روح إنسان عمدا. أو قد تشكل جريمة القتل الخطأ المنصوص عليها في قانون العقوبات أيضاً، أي دون توافر نية القتل عند الفاعل، وإنما يتسبب في ذلك نتيجة رعونة، أو عدم احتياط، أو عدم انتباه، أو عدم مراعاة الأنظمة. وقد تُقترف جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وقد يكون الفعل الإجرامي ضرباً وجروحاً عمدية أدت إلى الوفاة دون قصد إحداثها،وقد يكون ضحية القتل أصول الفاعل أو طفلا حديث الولادة.
كما قد يكون الفعل الإجرامي المسبب للوفاة هو التسمم، والذي لا يمكن كشفه بالعين المجردة. ويُعرفُ التسمم في قانون العقوبات بأنه اعتداء على حياة إنسان بتأثير مواد يمكن أن تؤدي إلى الوفاة عاجلاً أو آجلاً ، وتعتبر الجريمة تامة حتى وإن لم تحدث الوفاة.
في الحالات المذكورة، فإن الخبرة الطبية العدلية تساعد في تشخيص الجريمة وتحديد التكييف القانوني وذلك استنادا إلى معطيات موضوعية يستنتجها الطبيب العدلي بفحص المكان الذي وجدت فيه الجثة، وبفحص الجثة، وفتحها، ومعاينة الجروح، وعددها، ومواضعها، مما قد يساعد على معرفة سبب الوفاة- إن كان قتلاً أو انتحاراً، ومعرفة النية الإجرامية للقاتل، واستنتاج عنصر الإصرار. كما أن التحاليل المخبرية المتممة قد تساعد في إقامة الدليل العلمي عما سبب الوفاة، وكشف جرم التسمم مثلا ومن ثمة تحريك الدعوى العمومية[].

الموت المفاجئ 


الموت المفاجئ Sudden Death هو الذي يحدث في شخص كان يبدو ظاهرياً أنه سليم، ويحدث الموت في مدة قصيرة، ويكون حدوثه غير منتظم، وسبب الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) لا تظهر لها أعراض أثناء الوفاة.لذلك يعتبر شبهة في الوفاة.ولأستبعاد حدوث الوفاة جنائياً فقد يستدعي ذلك تشريح الجثة قبل التصريح بالدفن، وإن كان قد ثبت ان معظم هذه الوفيات تكون لأسباب مرضية.

أسباب الموت المفاجئ


أ-أمراض القلب والدورة الدموية:
وهي تشكل نسبة كبيرة للموت المفاجئ،ومنها:
1- إنسداد أحد الشرايين في عضلة القلب أو أحد فروعها الهامة،بسبب جلطة او إنسداد دموي ضيق في مجرى أحد الشرايين،أو ضيق في مجرى أحدهما،بسبب عدم مرور الدم الى عضلة القلب.
2- إلتهاب الثامورPericarditis:وهو إلتهاب الغشاء المغطي للقلب، وإلتهابه يؤدي الى الوفاة او الى الموت المفاجئ.
3-حدوث خلل في صمامات القلب،مما يعطل مرور الدم في الإتجاه الصحيح.وتعتبر الصمامات أما خلقية منذ الولادة أو مرضية كما يحدث نتيجة الحمى الروماتيزمية.
4-إنفجار الأورطي أو الشريان الأبهر:كما يحدث في مرض الزهري حيث يتلف جزء من جدار الشريان الأبهر ويفقد مرونته ويصبح ضعيفاً مكوناً جيباً دموياً رقيق الجدار،فإذا حدث إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم لأي سبب من الأساب إنفجر مسبباً الوفاة المفاجئة.
5- الأستحالة الشحمية لعضلة القلب: يحصل في بعض الأمراض والحميات المزمنة او في حالة المور البني في السن المتقدمة.وهذه تضعف عضلة القلب، ويحث الموت المفاجئ عند القيام بمجهود عميق غير عادي.
6-نزيف داخلي نتيجة إنفجار دوالي المرئ او إنفجار حمل خارج الرحم.

ب- أمراض الجهاز التنفسي
1-انسداد الشريان الرئوي: يحدث هذا بعد العمليات المختلفة وبعد حوالي 1-2 إسبوع ا ونجد ان المريض بعد ان يبدأ بإستداد صحته تنتابه نوبة مفاجئة من السعال وإحتقان الوجه ينتهي بالوفاة.
2-اورام المخ:بما تحدثه من ضغط على مركز التنفس او نزيف بالمخ يؤدي الى توقف التنفس.
3- دخول أجسام غريبة تؤدي الى سد المسالك الهوائية، وتحدث أثناء لعب الأطفال.

ج- أمراض الجهاز العصبي
1-انفجار شريان في المخ ويحدث في كبار السن المصابين بإرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
2-إنفجار عند قاعدة المخ، ويحدث عادة عند الشباب وتكون مصحوبة بأعراض قد تشبه التسمم.
3-إلتهاب سحايا المخ يؤدي الى الموت المفاجئ.

التعرف على جثة

ينبغي ان يتضمن التقرير الطبي المتعلق بالتعرف على جثة وصف ما يلي:
1-الملابس- المحتويات، الأوليات، بطاقة الهوية إن وجدت
2-السمات- البشرة ( لون الجلد)، شكل الفم، العيون،لون وشكل الشعر.
3-العمر.
بالنسبة للعمر فهو ينقسم الى التالي:
أ- فترة الحياة الجنينية ( لحد 9 أشهر)

ب- العمر من الولادة الى 25 سنة
الأسبوعين الأولين بعد الولادة يتم فيهما: * تغيرات حول أساس الحبل السري Umbilical cord.
* تقشر الجلد Desquamation 
بعمر 6 شهور: يبدأ التسنين(تطلع للطفل أسنان).
العمر 6- 12 شهراً:في الولادة 3 كغم، بعد 6 أشهر: 6 كغم،وفي عمر سنة(12 شهراً) الوزن 9 كغم.
بعمر سنتين:الوزن 12 كغمز
2- 6 سنوات يزداد الوزن 3 كغم لكل سنة.القامة تصبح 5 سم لكل سنة.
بعمر 6 سنوات:يتحد فرع عظم الورك Sciatic ramus مع فرع العانة Pubic ramus
6-12 سنة فترة التسنين الدائم
13 سنة شعر عانة لدى الذكر، 14 سنة شعر مساعد، مع ظهور الشارب، وتطور للخصي والقضيب.لدى الأنثى:شعر عاني ومساعد، تطور الثديين والحيض.
العمر 14- 25 سنة: إتحاد كردوس Epiphyses العظام الكبيرة.

ج-العمر ما فوق الـ 25 سنة
تقدير العمر في هذه الفترة غير دقيق.
تحديد الجنس: من المظهر الخارجي:الثديين،الشارب،شعر الرأس،الأعضاء التناسلية الخارجية.
وجود رحم او بروستات مساعدة في حالة تفسخ متقدم للجثة.
العرق Race:لون الجلد،الغضة الموقية Epicanthus في المنغوليين، والفقم Prognathism (بروز الفكين) في الزنوج.
الوضع الإجتماعي:من الإعتناء بالشعر، الملابس، الأسنان.
المهنية:من الملابس والأصباغ.
عاهات ولادية/ خلقية Congenital anomalies: شفة أرنب Lip أو حنك مفتوح Cleft palate، شامات Moles، أصبع قدم زائد/أبخس Extratoe .
العمليات Operations والندب Scars: بتر طرف Amputation of a limb، ختان الذكور Circumcision،إستئصال رحمHysterectomy .أما الندب فتساعد جداً في التحديد، وهي تكون ناتجة عن عمليات(فتح بطن،الزائدة الدودية، الكلية)، عن إصابات Injury،عن أمراض،مثل الجدري Small pox، وجه منقط Pitted face.
بالنسبة للندب،يكون لونها أحمر- لشهر واحد، بنية نحاسية- 2-6 شهور،وبعدئذ تصبح بيضاء، وربما غير مرئية.الندبة تكون لا وعائية ومن دون شعر.
علامات الوشم: Tattoo marksيساعد الوشم في تحديد العمر والتأريخ والولادة والديانة[].
متى يتم اللجوء إلى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟


1- حالات الوفاة التي لا يجب فيها إجراء التشريح:

أ - الوفاة الطبيعية.
ب- حالة الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث المرور.
ج- حالة الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات، أو ينقلون إليها لإسعافهم، أو لإجراء عملية جراحية لهم فيتوفون بالمستشفى.
د- حالات السقوط من العمارات أو من أماكن عالية. 
ه- حالات الكوارث الطبيعية.
و- حالات لدغ العقارب وبعض الحيونات المصابة بمرض داء الكلب.
ز- ما لم تكن هناك شبهة جنائية في الوفاة، أو إشتبه بوفاة المريض بالمستشفى نتيجة إهمال في العلاج أو خطأ في عملية جراحية.
ح – عموماً،عند عدم تبيان الكشف الطبي الظاهري لشبهة جنائية في الوفاة، فلا مجال لإجراء التشريح.

2- حالات الوفاة التي يجب فيها إجراء التشريح:

أ- حالة المتوفين نتيجة أفعال جنائية، سواء كانت جريمة عمدية أو غير عمدية، ما عدا إذا يجزم الطبيب العدلي بمعرفته لسبب الوفاة عن طريق الكشف الظاهري.
ب- حالة العثور على جثة بداخل ماء، سواء كانت مجهولة الشخصية أو معروفة.
ج - حالة العثور على متوفى حرقا.
د - جميع الحالات التي يظهر فيها من التحقيق، أو من الكشف الظاهري على الجثة، وجود شبهة جنائية في الوفاة.
ه- كل حالة يرى وكيل النيابة، بالإستناد الى ظروفها، ضرورة تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، حتى ولو قرر الطبيب العدلي عدم لزوم إجراء التشريح[].

إختصاراً لما ورد،نقول: أن المحقق الجنائي يحتاج الى تدخل الطبيب العدلي وتشريح الجثة في الحالات التالية- لمعرفة سبب الوفاة،لشكه بأن:
* وفاتها جنائية نتيجة عنف أو تسمم.
* وفاتها فجائية مشتبه في جنائيتها.
* حصول الوفاة أثناء الإعتقال والتحقيق،أو في سجن من السجون.
* وفاة في المستشفى فيها إدعاء من قبل ذوي الميت بالتسبب بالوفاة.
* بعد نبش القبر وإستخراج الجثة لإعادة التحقيق في جريمة.

الفحص الطبي العدلي للجثة

فحص الجثة يتم من قبل الطبيب العدلي، وهدفه ما يلي:
1-الإستعراف الطبي لتحديد هوية الجثة حتى وإن كانت هويتها معروفة.
2-تحديد وقت الوفاة التقريبي من واقع التغيرات الرمية.
3-معرفة سبب الوفاة Cause of Death.
4-التعرف على الإصابات المختلفة إن وجدت، وتحديد الآلة المُحدثة لها.
5-معرفة وضع الجثة، وهل قام أحد بتغيير وضعها بعد الوفاة أم لا.
6-المساعدة في معرفة نوع الحادث Manner of Death،أي هل الحالة جنائية،إنتحارية، عرضية، أم أنها طبيعية- نتيجة لمرض ما، أو حالة مرضية .
قبل البدء في عملية فحص وتشريح الجثة من قبل الطبيب العدلي، يجب عمل ما يلي:
1-أخذ صور فوتوغرافية لوجه الجثة،ولكل الإصابات الموجودة بالجثة وبملابسها، بعد خلع الملابس وتغطية العورة حتى لا تظهر بالصورة.
2-عمل أشعة X: منظر أمامي وجانبي،خاصة في حلات إشتباه كسور في العظام (كالعظم اللامي Hyoid bone في الرقبة،عظام الجمجمة،عظام الأطراف. وكذلك في حالات الإصابات النارية- لتحديد أماكن المقذوفات بالجثة، وعددها،وإتجاه وزاوية الإطلاق.
في هذه الحالة:لا ينبغي إعتماد الطبيب العدلي كلياً على نتائج الفحص الشعاعي لبيان كسور بالعظام، خاصة بالجثث المعفنة، وإنما يطلب الإذن بالتشريح صراحة.

مراحل الفحص الطبي العدلي للجثة

يتم فحص الجثة على عدة مراحل، وهي:
1-فحص الملابس.
2-الفحص الظاهري للجثة.
3-تشريح الجثة وأخذ العينات اللازمة للفحوصات المخبرية- مهمة خاصة بالطبيب العدلي.

فحص الملابس

للملابس أهمية كبيرة في العمل الطبي العدلي، وهي جزء متكامل مع الفحص الظاهري للجثة.
يجب فحص الملابس المتعلقة بالقضايا وتحريزها بعناية،بعد فحصها،للرجوع إليها إن لزم الأمر.
فحص الملابس يتم من قبل المحقق الجنائي والطبيب العدلي، وبعد ذلك يقوم المحقق الجنائي بإرسالها محرزة الى المختبر الجنائي لإعادة فحصها بالأجهزة، وتحليل ما بها من اَثار، وتحرير تقرير خاص من قبل خبراء الأدلة الجنائية،يُرسل الى الطبيب العدلي أو الى محقق القضية.

تقرير فحص الملابس يجب ان يشمل ما يلي:
أ- طريقة اللبس وترتيبه.
ب- نوع الملابس: توصف الملابس من أعلى لأسفل، ومن الخارج للداخل، موضحاً (الوصف) الماركة، وعلامات المغسلة، وما تحويه الملابس من أشياء أو أوراق قد تساعد في معرفة هوية صاحب الجثة، جنسيته، طبقته الإجتماعية، بنيته، قامته..الخ.
ج- حالة الملابس:أية تمزقات حديثة، وما علاقتها بالأصابة الموجودة بالجثة-عدداً ومكاناً وقياساً، ونقص في الأزرار-إن وجد،وكل ما يدل على وجود اَثار عنف ومقاومة،أو الآلة المُسببة، سواء حادة أو رضية.
د-الآثار المتخلفة على الملابس أثناء الحادث، وتشمل:
1-أي ثقوب أو إحتراق،أو إسوداد بارودي،مما يدل على وجود إصابة من الأعيرة النارية. 
الأهمية:تفيد في تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، ومسافة الإطلاق، وإتجاه وزوايا الإطلاق.
2-أية تلوثات، مثل التلوثات الدموية،أو المنوية،او اللعابية،أو البولية،أو بويات صبغ.
للتذكير،نشير بأن: التلوثات الدموية يدل شكلها وإتجاهها وإتساعها ومكانها،على حالة المصاب أثناء إصابته، وهل كان واقفاً أو نائماً او جالساً.فإنتشار التلوثات الدموية من أعلى الى أسفل يُشيرُ الى بقاء المجني عليه واقفاً أو جالساً لفترة بعد إصابته.وتركز التلوثات الدموية حول موضع الإصابة بغزارة يُشيرُ الى حدوث الإصابة والمجني عليه مستلقياً على ظهره أو بطنه،أو أنه سقط على الأرض فور حدوث الإصابة. 
ويجب تحديد فصايل الدم، وبصمة الـ DNA لمعرفة ما إذا كانت تنتمي للمجني عليه أو لشخص اَخر
ه- الربط وشكل العقدة.يجب عند قص الربط المحافظة على العقدة، وتحريزها كدليل عند اللزوم.
و- في حالة عدم إحتواء الملابس على تمزقات أو تلوثات:يجب الإشارة الى ذلك.

الفحص الظاهري للجثة

المرحلة الثانية من الفحص الطبي العدلي، هي الفحص الظاهري للجثة، حيث يقوم الطبيب العدلي أو المحقق الجنائي بتحديد وفحص ما يلي:
1-العلامات الإستعرافية المميزة.

2-درجة تقدم التغيرات الرمية،عن طريق:
أ- قياس درجة الحرارة للجثة عن طريق فتحة الشرج كل 30 دقيقة وتسجيلها.
ب- مدى إنتشار الرسوب الدموي والتعفن الرمي- يجب تحديد درجة إنتشار التيبس الرمي قبل نزع الملابس عن الجثة، لأن التيبس الرمي يزول من مجموعة العضلات التي يتم تحريكها.
الأهمية العدلية الجنائية:
تفيد التغيرات في معرفة الوقت التقريبي للوفاة.
3-علامات العنف الخارجية والإصابات المختلفة، مثل:
أ- نوع الإصابة: سحجات، كدمات، حروق،اَثار ضغط بالحبل..الخ.
الأهمية العدلية الجنائية:
تفيد في معرفة الآلة أو السلاح المستخدم للتعرف على أوجه التوافق والتعارض مع ما جاء في تقرير الشرطة.. وجود تعارض يؤدي الى إعادة التحقيقات من جديد، وكذلك لتنوير جهة التحقيق بالأدلة اللازمة التي تفيد مجريات التحقيق.

ب- مكان الإصابة:بالنسبة للنقاط التشريحية الثابتة بالجسم.
الأهمية العدلية الجنائية:هذه نقطة هامة تُفيد في تحديد موقع الجاني من المجني عليه، والربط بين سبب الوفاة والإصابة.

ج-أبعاد الإصابة: بالسنتيمترات،وإتجاهها، مع ضرورة تصويرها،أو عمل رسم تقريبي لها.

د-حيوية الإصابة:أي هل الإصابة حدثت قبل الوفاة او بعدها.

ه-فحص الفتحات الطبيعية:الفم-الأنف- الأذن- الشرج- المهبل،للتحري عما بها من إصابات أو أجسام غريبة،أو زَبَد رَغوي،أو اَثار دموية،أو منوية، مع أخذ العينات اللازمة للتحليل.

عموماً،فان وجود اَثار العنف والمقاومة بظاهر الجثة يُفيد من الوجهة العدلية الجنائية في معرفة نوع الوفاة،وفيما إذا كانت الحالة جنائية، وكذلك تحديد نوعية الآلة المُحدثة للإصابة.

4-العلامات الخارجية الدالة على أسباب مرضية للوفاة،أي ان الوفاة طبيعية نتيجة لمرض، مثل:
أ- إصفرار العين والجلد:الفشل الكلوي.
ب- جفاف الجلد وتكرمشه: النزلات المعوية والجفاف/ تيبس الأنسجة.
5-العلامات الخارجية الدالة على التسمم بأنواع معينة من السموم. فمثلاً:
أ-وجود حروق كيميائية حول الشفتين: تشير الى التسمم بسموم آكلة.
ب-إنبعاث روائح معينة من الجثة، مثل الكحول- السيانور، أو حامض الفنيك.


تشريح الجثة

تشريح الجثة يتم من قبل الطبيب العدلي. ويُعتبر إجراء التشريح أمر تشخيصي حتمي في العمل الطبي العدلي.وعلى الطبيب العدلي طلب الأذن بالتشريح صراحة في كل الأحوال – وفقاً للدكتور إبراهيم الجندي.ولذلك يجب إتمام الفحص بتشريح كامل الجثة حتى لو تمكنا من معرفة سبب الوفاة من خلال الفحص الظاهري،لأن إغفال التشريح- يوضح الجندي- يؤدي الى حدوث بلبلة، ويدعو البعض للقول بوجود أسباب أخرى للوفاة، يمكن نفيها بالتشريح الكامل الدقيق لجميع الأحشاء، وأخذ العينات لإجراء الفحوص المخبرية.
ومن أهم الفحوصات المخبرية او المعملية:
1-الفحص النسيجي بالمجهر:
توضع الأحشاء في 10 % فورمالين وترسل للمختبر الجنائي لتبيان ما بها من تغيرات مرضية أو خلوية أو أنزفة أو أي تفاعل خلوي.
2- الفحص البكتيري للدم:
تؤخذ عينة الدم من القلب.
3-الفحص الكيميائي للدم والبول لتبيان نسبة الكحول والسكر وغيرها.
4-العينات القياسية:
شعر، دم،لتحديد الفصائل الدموية وبصمة الحمض النووي DNA.
5-كحت أو تقليم الأظافر:
للكشف عما بها من اَثار شعر- أنسجة-مخدرات.
6- جزء من الإصابة:
لفحصه مجهرياً لمعرفة حيوية الإصابة.
7- مسحة مهبلية أو شرجية:
للكشف عن التلوثات المنوية.
8- مسحات من يد أو جسم المجني عليه:
لبيان نواتج إحتراق البارود.
9-الفحص السمي:
تؤخذ عينات من السوائل المختلفة بالجثة (دم- بول- لعاب)،ومن الأحشاء(المعدة، الأمعاء ومحتوياتهما- القلب- الرئة- الكبد- الطحال- الكلية- المخ)أو من شعر،أو من عظم- عند الإشتباه بالتسمم بالأملاح المعدنية.
يتم الفحص السمي لعينات أو بقايا الأطعمة- إن وجدت- في المحتبر الجنائي، دون إضافة أي مواد حافظة لها.وإذا كانت مرسلة لمسافات بعيدة يتم حفظها في ثلاجات