بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

اثار الحريق في مسرح الجريمة

اثار الحريق في مسرح الجريمة الحرائق والحروق


اثار الحريق في مسرح الجريمة


تشكل جرائم الحريق اخطر أنواع الجرائم، التي لا يمكن السيطرة عليها، او التحكم في نتائجها.وغالباً ما يُخلف الحريق، خصوصاً لاسباب عمدية، اثاراً مدمرة على الارواح والممتلكات. وجرائم الحريق العمد غالباً ما تمتاز بسهولة ارتكابها. كما انها تدمر معظم الاثار والأدلة المادية التي يخلفها الجاني.ففي أغلب الأحيان تدمر علميات الاطفاء، والاسعاف، والاخلاء، ما تبقى من الآثار، اذا تبقى منها شيئاً. علاوة على ذلك، فان تحديد ما اذا كان الحريق متعمداً ام لا مسألة معقدة جداً، حتى وان امكن التعرف على اثار الجريمة، لصعوبة معرفة خفايا الفاعلين .
غالباً ما تكون دوافع الحريق العمد: الرغبة في تحقيق منافع غير مشروعة، كما في السعي للحصول على التأمين، او ان يكون مضرم النار مديوناً، وكذلك بدافع الحقد والكراهية، او لدوافع انتقامية. واحياناً يكون الفاعل مريض نفسي او عقلي.

لإحداث الحريق لابد من توافر عوامل مادية، علاوة على الاهمال او التعمد البشري، ومن العوامل:
1 . توفر مواد قابلة للاشتعال، كالمواد البترولية، والاخشاب، والاقمشة، وغيرها.
2 . توفر مصدر اشتعال، كاللهب الناشيء من اشعال عود ثقاب او شاره كهربائيه . 
3 . توفر الاكسجين
واذا كانت النار غالبا ما تدمر اغلب الاثار التي يخلفها الجاني في جرائم الحريق، فان هذا الرأي لا يؤخذ على اطلاقه. فقد قدم لنا العلم والتكنولوجيا الحديثة طرقاً ووسائل علمية تؤدي الى كشف الكثير من هذه الاثار. ولعل اهمها في هذا النوع من الجرائم، هو تحديد المواد التي استخدمت في احداث الحريق، والطريقة التي تم احداثه فيها . 

ولا بد من التنويه هنا الى ان اول واهم ما يسعى اليه المحقق في هذه الجرائم هو تحديد ما اذا كان الحريق حدث عمداً، ام نتيجة اهمال، او خطأ، او قلة احتراز. ويلعب الخبير الذي يتولى الكشف على مكان الحريق، وما يستخدمه من تقنيات ووسائل كشف الأدلة والاثار المادية، دوراً هاماً وفاعلاً في تحديد هذه الاثار في اماكنها المتوقعة، وهو ما يؤدي بالتالي الى الوصول الى نتائج ناجعة . 

وسائل إحداث الحريق


يتطلب البحث في الطرق العلمية الصحيحة للكشف على حوادث الحريق،معرفة مسبقة بالوسائل التي يمكن ان تسبب نشوب هذه الحرائق عمداُ او خطاً، ومنها : 
1- الكهرباء:
تعتبر الكهرباء من اكثر اسباب نشوب الحرائق. كما انه يتم اسناد كثير من الحرائق مجهولة المصدر الى الكهرباء. والحريق الناتج عن الكهرباء يحدث نتيجة وجود مادة قابلة للاشتعمال قرب مصدر كهربائي، أو نتيجة قدم اسلاك الكهرباء، او لزيادة ضغط التيار الكهربائي، او نتيجة خطأ في اجراء التمديدات الكهربائية، حيث تؤدي شرارة نارية صادره عن حدوث تماس كهربائيالى اشتعال النار في المادة القابلة للاشتعال. ويمكن ان يحدث هذا الحريق ابتداء في الاجهزه الكهربائية الموصولة بالكهرباء، نتيجة حدوث هذه الشرارة، واشتعال المواد البلاستيكية، التي تدخل في تركيبها. او قد يحدث ذلك نتيجة شدة التيار، او طول امد استخدامها، فيؤدي الى ارتفاع كبير في درجة حرارتها، وبالتالي اشتعالها. واذا كان هذا النوع من الحرائق يُعزى في اغلب الاحيان الى اسباب الاهمال، او الخطأ، واعتبار ما ينتج عنها قضاءً وقدر، الا ان التجربة اثبت ان هذا النوع من الحوادث قد يكون متعمداً ويتم احداثه لاظهار الحريق بمظهر الحريق الناشىء عن تماس كهربائي .
ومن اخطر الحرائق التي تنشأ عن الكهرباء، ذلك النوع الذي يحدث في اماكن محكمة الاغلاق ومشبعة بالغازات القابلة للاشتعمال. فقد يحصل عند ضرب الجرس او التلفون أن تولد شرارة تؤدي الى اشتعال الغاز في مكان محكم الاغلاق، ممما يحدث انفجار غازي ناشيء عن تمدد الغازات نتيجة الاحتراق، فتحدث دماراً كبيراً جداً .

2- مواقد ( صوبات ) التدفئة الغازية والبترولية:
غالباً ما تكون سبباً لاكثر حرائق الشتاء في المنازل والمحلات، التي تستخدم المواقد، سواء كانت ثابتة ام متحركة. وغالباً ما تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الاجسام القريبة منها، كالاقمشة والسجاد، او ما شابه، الى حد الاشتعال. واحيانا يساعد الشرار المتطاير منها الى احداثه مباشره . 
واذا كانت هذه الحرائق، على الاغلب، حرائق غير عمدية، فان ذلك لا يمنع من استغلال هذه الظاهرة في احداث حرائق عمديه- كما في حالة تذويب الشمع المحترق، المتصل في اسفله بمادة قابلة للاشتعال، فما ان تحترق الشمعة حتى نهايتها،عندئذ يصل اللهب الى المادة القابلة للاشتعال، وينشب الحريق .

3-اشعة الشمس: 
يؤدي تجميع اشعة الشمس، بواسطة عدسات لامه، وتركيزها على جسم قابل للاشتعال،غالباً، الى رفع درجة الحرارة، واشتعال النار في هذا الجسم، وامتداد النار الى مناطق اكبر..يمكن ان يحدث ذلك عرضاً نتيجة وجود قطع زجاجية لعدسات تقوم بنفس الغرض .

4- المواد الكيميائية:
من الخصائص الكيميائية لبعض المواد انها تحدث ناراً نتيجة اختلاطها ببعضها عند تعرضها للهواء، او عند ارتفاع درجة الحرارة الناشئة عن التفاعل الكيميائي. ويحدث أيضاً عند خلط كلورات البوتاسيوم مع التنر وحامض الكبرتيك المركزه. وهناك بعض المواد الكيميائية التي تشتعل بمجرد عرضها للهواء كالفسفور والصوديوم.

5- الاحتراق الذاتي:
لدى بعض المواد استعداد طبيعي للاشتعال تلقائياً دونما وجود مصدر حراري، وهي المواد المعروفة بالمواد القابلة للاشتعال الذاتي ويعود السبب في اشتعال مثل هذه المواد الى:
أ - وجود بكتيريا خاصة: 
فهناك انواع معينة من البكتيريا التي تتكاثر، وينتج عن عملية تكاثرها حرارة، تكون كافية لاحداث اشتعال في المواد المجاوره لها، كالقش والخشب الجاف.وتكثر هذه البكتيريا في انوع الاسمدة العضوية .
ب - التغير الكيميائي للمادة:
فمادة السللويد عندما تتواجد في القطن فان تفاعلاتها داخل اكياس القطن تؤدي غالباً الى اشتعالها .

6- الحيوانات المختلفة:
كثيراً ما تؤدي الحشرات والقوارض الى احداث تماس كهربائي نتيجة قطع الاسلاك او اتلافها. وقد تؤدي الى اشتعال النار العمدي- عندما يُرش الموقع المراد اشتعال النار فيه، بمادة بترولية، ومن ثم اطلاق بعض الحيوانات فيها، بعد اشعال النار بهذه الحيوانات.

7- المفرقعات والالعاب النارية:
شاع مؤخراً، وعلى نحو غير مسبوق،إستخدام الالعاب النارية التي تحدث فرقعة في الجو، وتحترق، مظهره المناظر التي نشاهدها. في الحالة التي يصاحب هذه المفرقعات خلل في التصنيع او التخزين، او عند إترائها، فقد تؤدي الى نشوب الحرائق .
والمتفجرات عموماً كثير ما تؤدي الى احداث حرائق في حال وجود مواد قابلة للاشتعال في موقع الانفجار .

8- المقذوفات النارية: 
عند إطلاق المقذوفات النارية من الاسلحة تكون حرارتها عالية جداً، وقادرة على اشعال المواد القابلة للاشتعال- عند اصطدامها بها، او ملامستها. ونلاحظ ذلك في المختبرات عند استخدام الاحواض الخاصة للحصول على رؤوس طلقات سليمة،حيث كثيراً ما تشتعل النار في تلك الاحواض اثناء اطلاق النار بهبا.وتزداد احتمالية حدوث الحرائق في حالة اطلاق الذخائر الطبية ( الحارقة)،التي تستخدم في حرق باقي المحاصيل بعد حصادها للقضاء على الميكروبات الضارة. فهذه الذخيرة تكون مغلفة بمواد تؤدي الى حدوث حرائق.وقد حصل ان اشتعلت المحاصيل الجافة قبل حصادها نتيجة تعرضها لاطلاق النار عليها بمثل هذه القذائف.

9- الاشعاع الحراري:
تحتفظ الاجسام عموماً، والمعدنية خصوصاً، بالحرارة التي تتعرض لها. فشحن اي مادة معدنية، وتعرضها للنار، يؤدي الى ارتفاع حرارتها، وتقوم( الاجسام المعدنية) بنقل الحرارة الى الجو المحيط بها، فاذا صادف وجود مادة قابلة للاشتعال قريباً منها ،فانها قد تشتعل .
ويختلف الاشعاع الحراري في التوصيل الحراري بانه( الاشعاع) قد ينقل الحرارة دون ان يكون متصلاً بالجسم الساخن، او المشتعل. فيلاحظ ،في بعض الحالات: عند اطفاء النار في عمارة كانت تشتعل، ان النار اشتعلت في مبنى مجاور، او سيارة مجاورة،أو في أخشاب، او ملابس مجاورة، دون ان تكون ملامسة للحريق الأول. .

10- أعواد الثقاب والولاعات واعقاب السجائر المشتعلة:
تستخدم أعواد الثقاب، او الولاعات المختلفة، كوسائل تقليدية لاضرام النار،وكثيراً ما تكون سبباً لنشوب الحرائق. ولذلك يجب الإمتناع عن إلقاء اعقاب السجائر مشتعلة في الغابات، والحشائش الجافة .
ويلجأ البعض للهو بوضع أعواد الثقاب المشتعلة في اعقاب سجائر لتشتعل.والبعض الآخر يعمد لبناء أشكال من علب السجائر لتنفجر عند وصول النار إليها،ويهرب قبل إنفجارها.وهي لعبة خطرة، حيث كثيراً ما يحصل أن تصيبه النار،أو تصيب المحيطين به،خاصة من الأطفال. وقد تسبب نشوب حريق في المحلات المجاورة. 

الحروق[]


يوصي الخبراء بوجوب أن يعرف كل من يعمل في الحقل الجنائي، مثل ضابط الشرطة، والمحقق، والباحث الجنائي، بان الحروق تُعدُ من الحالات الحرجة، وهي تحتاج الى إسعاف فوري- تقديم الأسعافات الأولية، ونقل المصاب فوراً الى المستشفى.كما يجب ان يلم هؤلاء ببعض الأمور التي تساعدهم على التفريق بين الحروق التي تحدث قبل الوفاة، وتكون السبب في الوفاة، والحروق التي تحدث بعد الوفاة، حيث يلجأ بعض الجناة الى حرق الجثة بعد قتل المجني عليه بوسيلة أخرى لأخفاء معالم الجريمة.

تعريف الحروق


الحروق Burns هي تلف الأنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى مصادر حرارية مختلفة، أو الى مواد كيميائية كاوية،أو الى تيارات كهربائية، أو الى صواعق برقية.

أنواع الحروق


1-الحروق بالمصادر الحرارية: وتشمل نوعين:
أ-الحروق بالحرارة الرطبة ( السلق).
ب-الحروق بالحرارة الجافة(الحرق).
2-الحروق بالمواد الكاوية.
3-الحروق بالتيارات الكهربائية والصواعق.

درجات الحروق


1- حرق من الدرجة الأولى( سطحي جزئي):عبارة عن إحمرار للطبقة السطحية من بشرة الجلد.وقد تتكون فقاعات تحتوي على سائل أصفر رائق(المصل) غني بالبروتين والأملاح.
يتم الشفاء بتكوين جلد طبيعي، ولا يترك تشوه أو عاهة مستديمة.
2- حرق من الدرجة الثانية( عميق جزئي): يحدث فيه تلف لبشرة الجلد كلها وبعض الأدمة، ويكون مصحوباً بتكون فقاقيع مائية، واَلام.
يتم الشفاء بدون ترك أثر- إذا كان الحرق سطحياً.أو قد يترك تشوهاً- إذا كان الحرق عميقاً شاملاً الأدمة.
3- حرق من الدرجة الثالثة( عميق كامل):يحدث فيه تلف كامل للجلد والأنسجة الشحمية تحت الجلد، وتظهر منطقة بيضاء، ويكون غير مصحوب باَلام.
يتم الشفاء بإنفصال الجلد، محدثاً تشوهاً أو عاهة مستديمة، ويحتاج لعملية زرع جلد.
4- حرق من الدرجة الرابعة ( التفحم): يحدث فيه تلف كامل للجلد والأنسجة والعضلات، وقد يصل الى العظام، مع تفحم الأنسجة المحترقة، مصحوباً بحروق خطيرة جداً غالباً ما تؤدي الى الوفاة.ولا تقتصر خطورة الحروق على درجة الحرق،وإنما على المساحة التي يشغلها من سطح الجسم.

اَلية الوفاة من الحروق بالمصادر الحرارية


1-في اليوم الأول: تحدث الوفاة الفورية، في بعض الحالات، بسبب:
أ- الصدمة العصبية-نتيجة الآلام الشديدة التي يعاني منها المصاب، ولذلك يجب على المعنيين أخذ ذلك بنظر الأعتبار والعمل على سرعة نقله الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ب- التسمم بالغازات الناتجة عن الحريق، مثا أوكسيد الكاربون،أو الأختناق بالدخان.
ج- الأصابات الرضية الناتجة عن إنهيار المكان المحترق أو الدهس بالأقدام.
2- في اليومين الثاني والثالث: تحدث الوفاة نتيجة للصدمة الثانوية،أو الجفاف لفقد السوائل من منطقة الحرق،أو التسمم بإمتصاص سموم إحتراق الأنسجة( صدمة الهستامين).
3-بعد اليوم الرابع: تنشأ الوفاة عادة من:إنفجار/إنثقاب قرحة الأثنى عشري، فشل وظائف الكلى أو الكبد،إنسداد الشريان الرئوي نتيجة عدم الحركة.

الحروق بالمصادر الحرارية


أولاً-الحروق بالحرارة الرطبة ( السلق)


السبب:تعرض الجلد لسائل حار أو بخار الماء الساخن.
نوع الحادث:أغلب هذه الحروق هي نتيجة حوادث عرضية- إنسكاب السوائل الحارة على طفل أثناء لهوه،أو على ربة البيت بطريق الصدفة أثناء عملها في المطبخ.

تشخيص الوفاة الناجمة عن حرق سلقي

1- العلامات والمظاهر الخارجية: تظهر هذه العلامات على سطح الجسم إما بشكل:
- إحمرار بالجلد، ويدل على قصر زمن تعرض الجسم للسائل الحار.
- فقاعات مصلية وإحمرار بالجلد تدل على طول تعرض الجسم للسائل الحار.وهذه الفقاعات اما ان تظل محتفظة بشكلها،أو ان تنفجر، وتظهر بشرة حمراء.بفحص سائل هذه الفقاعات نجد انه غني بالبروتين والأملاح، وبفحصه مجهرياً يحتوي على كرات الدم البيضاء.
2- تشريح الجثة: قد لا يظهر سوى شحوب الكبد والكليتين، مع وجود نقط نزفية صغيرة على سطحها.
درجة الشفاء:
أ- إذا كانت المساحة التي يشغلها السلق من سطح الجسم صغيرة،أو أقل من 20 % من سطح الجسم، فانها تسير نحو الشفاء، وقد تترك تشوهات.
ب- إذا تجاوزت مساحتها أكثر من 20 % من سطح الجسم، فانها قد تؤدي الى الوفاة، وتكون إما فورية بالصدمة التالية لحدوث الألم، وإما متأخرة الى ما بعد اليوم الأول بسبب الجفاف أو التسمم البكتيري.



ثانياً-الحروق بالحرارة الجافة


السبب:تعرض سطح الجسم الى لهب مباشر( نار مشتعلة من حوله، او عالقة بثيابه) أو ملامسته لجسم ذي حرارة عالية.
نوع الحادث: لابد من تحديد نوع الحادث إن كانت الحروق عرضية، أو إنتحارية، أو جنائية.

الحروق العرضية

اكثر الأشخاص تعرضاً للحوادث العرضية هم الأطفال والنساء والشيوخ- عند لعب الأطفال بإشعال النيران، واللعب،أو عندما يتعرض الشيخ الضعيف للنار أثناء الحرائق ولا يقدر على إخماد النار،أو عند إنفجار موقد يعمل بالكيروسين والغاز أثناء إشتعالها.ويمكن ان يكون الحريق أصاب مجموعة من الناس نتيجة حريق بمنزل أو في مصنع.
ظروف الحادث وأقوال الشهود والمعاينة وحيوية الحروق تُظهرُ أنه حريق عرضي.

الحروق الإنتحارية

الإنتحار حرقاً من الحوادث النادرة.غالباً ما تلجأ إليه الفتيات تخلصاً من عار لحق بهن،أو نساء أصابهن خلل عقلي، صابات الكيروسين على أجسامهن وإشعاله.
ظروف الحادث والمعاينة وعدم وجود سبب اَخر للوفاة عند تشريح الجثة يؤكد التشخيص.
الحروق الجنائية
القتل بالحرق أيضاً نادر الحدوث، ولكن الشائع هو حرق الجثة بعد قتل الشخص بوسيلة أخرى لإخفاء معالم الجريمة.غالباً ما نكشف ان الحروق غير حيوية، ويظهر سبب الوفاة الأساسي بتشريح الجثة.

تشخيص الوفاة الناجمة عن حرق جاف

عند فحص جثة محروقة،سواء كانت الجثة في مكان الحادث أو في مكان اَخر، قد يُخيلُ للوهلة الأولى ان الحرق هو سبب الوفاة.لكن ليس كل جثة محترقة تكون الحروق هي سبب الوفاة.فقد تكون الوفاة ناجمة عن أسباب أخرى،ثم أُحرقت الجثة لأخفاء معالم الجريمة-كما أسلفنا.لذا يجب فحص الجثة فحصاً كاملاً.كما ان تشريحها يُعدُ أمراً ضرورياً لتبيان السبب الحقيقي للوفاة، وفيما إذا حصل الحرق قبل الوفاة أو بعدها.

الجدول التالي يبين الفرق بين الحرق قبل الوفاة(الحيوي)والحرق بعد الوفاة(غير الحيوي):

الفرق بين الحرق الحيوي والحرق غير الحيوي

الفحص المطلوب 
الحرق الحيوي 
الحرق غير الحيوي 
فحص الجثة 
توجد العلامات الحيوية للحروق:إحمرار الجلد حول الحرق،فقاعات مصلية غنية بالبروتين والأملاح وكريات الدم البيضاء.تفحم الجثة وأخذ الجسم وضعية خاصة -"الملاكم".
لا توجد هذه العلامات،وإنما يظهر الحرق بلون أصفر باهت، وإن وجدت فقاعات فتكون غازية،أو تحتوي على كمية قليلة من السائل 
فحص الدم 
زيادة نسبة أول أوكسيد الكاربن بنسبة 40-60 % نتيجة إمتصاصه من الأسلحة المحترقة أو إستنشاقه.
يكون قليل البروتين وخالي من كريات الدم البيضاء 
تشريح الجثة 
وجود ذرات الدخان وهبابه في مجرى التنفس نتيجة الإستنشاق طلباً للهواء، ولا يوجد سبب اَخر للوفاة. 
قد يكشف أحياناً عن السموم والسبب الحقيقي للوفاة
فحص الأنسجة
المحيطة بالحروق 
وجود تفاعلات خلوية 
لا يوجد،وإنما نجد السبب الحقيقي للوفاة 
المصدر:الدكتور إبراهيم صادق الجندي، الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية، 2000.




الحروق بالمواد الكيميائية الكاوية

السبب:إصابة الجسم ببعض المواد الكاوية، مثل الأحماض أو القلويات المركزة.
نوع الحادث:
1- جنائي: النساء أكثر عرضة لقذفهن بهذه الوسائل الكاوية،بغرض تشوية الوجه من قبل الجاني، إنتقاماً لرفض الضحية الزواج به، او لخيانتها له،وما شابه.
2-إنتحاري: نادراً حصول الإنتحار بسكب المواد الكاوية.وإذا تم فيكون بشرب هذه المواد، فتظهر الحروق بالفم، مع وجود أعرض التسمم.
3-عرضي:أكثر الأشخاص تعرضاً لهذه الحروق عرضياً هم عمال المصانع الكيمياوية، عن طريق إنسكاب السوائل عليهم أو وقوعهم بحوض يحوي هذه المواد الكاوية.

خواص الحروق الكيميائية

تحدث حروقاً تتصف بأنها اَكلة- عميقة – خطيرة.

الجدول التالي يوضح الفرق بين الحروق الجافة والحروق الرطبة والحروق الكاوية:

الفرق بين الحروق الجافة والرطبة والكاوية

الحروق الجافة 
(الحرق) 
الحروق الرطبة
(السلق) 
الحروق الكاوية
(التاَكل) 
السبب 
اللهب،أو الملامسة لجسم ساخن جداً
السوائل الساخنة جداً 
الأحماض والقلويات المركزة 
الإنتشار 
في مساحات غير منتظمة من أسفل الى أعلى، أو في موضع الملامسة 
من أعلى الى أسفل في خطوط رأسية 
من أعلى الى أسفل 
الملابس 
محترقة ومتفحمة 
متبللة 
متاَكلة 
الشعر 
مشعوط 
مبتل 
مبتل 
الدرجة
أي درجة- من الأحمرار الى التفحم 
الأولى فقط أحمرار (فقاعات) 
الأولى والثانية 
الفقاعات 
تحيط بمنطقة الحرق 
توجد في كل منطقة السلق 
لا توجد 
الهباب 
بداخل المسالك الهوائية 
لا يوجد 
لا يوجد 
فحص الدم 
يوجد أول أوكسيد الكاربون بنسبة كبيرة 
لا يوجد 
لا يوجد 

الحروق بالتيارات الكهربائية

السبب:الصعق بالتيار الكهربائي،الذي يعتمد على:
الفولتاج:أكثر الحوادث يكون فيها الفولتاج 220 فولت،فهو الأكثر إستعمالاً في المنازل.أما قوة 50 فولت فنادراً ما تسبب الوفاة.
الأمبير:أشد العوامل تأثيراً في الجسم،فتيار بقوة 10 مللي أمبير وأكثر يشكل خطراً على الحياة.
المقاومة:أهم مقاومة تحد من سريان التيار الكهربائي بالجسم هي الجلد، يليه العظم،فالدهون، فالأعصاب والعضلات.وأقلها مقاومة:الدم وسوائل الجسم.كما ان الثياب الجافة،والأحذية والقفازات المطاطية، تمنع أخطار التيار الكهربائي عن الجسم.لكن الرطوبة أو الماء، مثل تعرض الشخص الى تيار كهربائي وهو مبتل،أو هو في حوض إستحمام، تساعد في سرعة سريان التيار وسرعة تأثر الجسم.

خواص الحروق بالكهرباء

أ- الحروق الكهربائية: تشاهد بالجلد عند نقطة دخول التيار، ونقطة خروجه من الجسم، وذلك لأن الجلد هو النسيج الذي يبدي مقاومة شديدة للتيار، فتحدث قدرة حرارية ينتج عنها الحرق.تشاهد عادة على اليدين أو في أطراف الأصابع(مدخل التيار)، وأخمص القدم ( مخرج التيار).يأخذ الحرق الكهربي شكل ميزاب أو صنبور Spout أو Waterspoutعميق ذا جدران رمادية أو صفراء شاحبة.وإذا كان التماس لفترة طويلة مع تيار ذي ضغط عالي، تفحمت الأنسجة وأخذت لوناً أسوداً، ويكون ملمس الحرق قاسياً، ذا حواف مرتفعة.
الفحص المجهري بواسطة الميكروسكوب التشريحي الدقيق، أو بالماسح الميكروسكوبي الأليكتروني، يوضح تمعدن الجلد( يفيد في تشخيص الوفاة في الحالات الغامضة) قرب حرق الدخول نتيجة إنصهار المعدن الذي صنع منه السلك بالحرارة العالية المنطلقة في مكان دخول التيار.
ب-الحروق العادية:نتيجة إحتراق الملابس بسبب الوهج الصادر من التيار.وقد تشمل مساحة كبيرة من الجلد، وخاصة في حالات الصعق بالتيار ذي الضغط العالي.


الصعق بالكهرباء

نوع الحادث:
1- عرضي: شائع الحدوث نتيجة إستعمال الكهرباء في المدن والقرى والمعامل والمنازل.
2- إنتحاري:يلجأ البعض الى الإنتحار بالتيار الكهربائي بوسائل شتى.
3- جنائي:نادر الحدوث.

َاَلية الوفاة من الصعق بالكهرباء

أ-الصعق بالتيار ذي الضغط العالي(أكثر من 1000 فولت): تحدث الوفاة نتيجة توقف التنفس،أو نتيجة الحروق الكهربائية الشديدة.

ب-الصعق بالتيار المنزلي
ذو الضغط المنخفض( 220- 240 فولت):تحدث الوفاة نتيجة الأنقباض العضلي لبطين القلب Ventricular Fibrillation أو توقف التنفس.

وقد يؤدي الصعق بالتيار الكهربائي الى حدوث حالة من الموت الظاهري، حيث يفقد المصاب وعيه،والحس، والحركة، ويتوقف النبض،ولا يمكن الإستماع لدقات القلب، ويتوقف التنفس، مع شحوب أو إزرقاق الجسم.
يمكن إنقاذ المصاب إذا تم إسعافه خلال الخمس دقائق الأولى التي تلي الحادث، فيعود إليه تنفسه ونبضه، ثم حسه وحركته.لكنه قد يصاب فيما بعد بتقلصات عضلية،أو يدخل من جديد في حالة الموت الظاهري.لذلك يجب إنعاش المصاب، ووضعه تحت المراقبة الطبية لفترة كافية. إذا لم يسعف في الدقائق الخمس فانه ينتقل من حالة الموت الظاهري الى حالة الموت الحقيقي.وحيث من الصعب معرفة الوقت الذي يحدث فيه ذلك فيجب متابعة الأسعاف والإنعاش حتى ظهور التغيرات الرمية، التي تؤكد الوفاة،مثل الرسوب الدموي.علماً بان هناك حالات مؤكدة عادت فيها الحياة للمصابين بعد عدة ساعات من الصعق الكهربائي إما من تلقاء نفسهم أو عن طريق الإنعاش.وهناك حالة مسجلة لفتاة عادت لها الحياة من تلقاء نفسها وهي في ثلاجة الموتى بعد 6 ساعات.

علامات الوفاة

أ-العلامات العامة:أهمها تقلص العضلات والجروح الخطيرة نتيجة قذف الشخص بعيداً عن مصدر التيار.وقد نجد علامات الأختناق بسبب التقلص المستديم لعضلات جهاز التنفس(القصبات والرئتين)
ب-العلامات الموضعية:وتشمل الحروق الكهربائية، والحروق العادية بالملابس والجسم-كما أسلفنا. لذلك لابد من فحص الملابس والجلد بعناية.ويجب فحص مصدر التيار بعناية أيضاً للكشف عن جلد أو شعر الضحية، أو أي خلل به.وقد يحتاج الأمر الى فني كهربائي يقوم بذلك.

الوفاة من الصواعق

الوفاة بالصاعقة نادر الحدوث، وهو من الحوادث العرضية.وتؤثر الصاعقة على جسم الأنسان بفعلين:
* مرور شحنة كهربائية عالية في جسم الإنسان، وتحدث حروقاً.
* ضغط إنفجار الهواء المحيط بالشخص والناتج عن وقوع الصاعقة، وتحدث جروحاً.
مؤخراً كثرت التحذيرات من إستخدام الموبايل في مناطق مكشوفة ولا توجد فيها مانعات الصواعق في ظروف جوية سيئة مصحوبة بغيوم ورعد، بعد ان توفي أشخاص كانوا يتحدثون بالموبايل وحدث الرعد والبرق.

اََلية الوفاة من الصواعق

أ-الوفاة المباشرة: تحدث نتيجة الصدمة العصبية،وتوقف القلب والرئتين المباشر، أو نتيجة التأثيرات الحرارية الشديدة الناشئة عن مرور الشحنة الكهربائية العالية بالجسم.
ب-الوفاة المتأخرة:تحدث نتيجة الإرتجاج الدماغي، وإصابة الرأس،بعد قذف الشخص ووقوعه على الأرض.قد ينجو المصعوق من الموت، ولكنه يصاب ببعض المضاعفات، مثل شلل أحد أطرافه،أو تهيج عصبي،أو حالة جنون،أو فقد حاسة الشم والتذوق،أو الأجهاض في الحوامل.

التشخيص الطبي العدلي للموت بالصاعقة

من الضروري جداً تشخيص الوفاة بالصاعقة، وذلك فغالباً يفكر المحقق الجنائي بان الوفاة جنائية، ويبني ظنه على العلامات المشاهدة بالجثة التي قد تشبه الأصابات الرضية،أو قد تدل على اَثار عنف ومقاومة. لذلك فان التشخيص يتم بناء على:
1- فحص مسرح الحادث: يعتمد المحقق على أدلة، منها:
- وجود شجر مكسور حديثاً.
- جذع شجرة محروقة
- وجود ثقوب بالأرض المحيطة بالجثة،أو في الجدران.
-أو وجود تلف في الغنم والمواشي التي كانت بجوار الحادث.
2- فحص الملابس: تتبعثر الملابس، وقد تكون ممزقة أو محترقة.وفي بعض الأحيان تبدو وكأنها إنتُزعت بقوة من الجسم،وعندئذ قد يُخيل للمحقق الجنائي ان في الأمر جريمة إغتصاب.
3- فحص الجثة ظاهرياً: وجود حروق خطية أو قوسية الشكل، سميطكة الحواف، وبلون باهت. وجود علامة حمراء بشكل تفرع أغصان الشجرة.وهذه علامة مميزة للوفاة من الصواعق.وتوجد جروح قد تكون ضخمة أو صغيرة،تصاحبها كسور بالعظام، وتمزق طبلة الأذن، وخروج الدم منها[].

انظر أيضا
الفرق بين التسمم الجنائي والتسمم الإنتحاري والتسمم العرضي
متى يتم اللجوء الى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟

المصدرالأكاديمة العربية في الدنمارك

0 تعليق:

إرسال تعليق