بسم الله الرحمن الرحيم
الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم
من منظور اقتصادي يمكن النظر إلى الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم وفقا لما يلي:
2- الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا . هذا الأساس يتوائم مع أسس الاقتصاد من منظوره الاسلامي الذي يؤكد على وجوب هذا الايمان.
3- التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة ، وان الوجود كله خاضع لما سنه الله تعالي ، ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل أو اضطراب . وهذا الأساس أيضا يتوائم مع أسس الاقتصاد من المنظوره الاسلامي الذي يؤكد على شمولية التصور الاسلامي لكل مناحي الحياة التعليمية و الاقتصادية.
4- الحياة الدنيا مرحلة إنتاج وعمل ، يستثمر فيها المسلم طاقاته عن إيمان وهدى للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة ، فاليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل .هذا الأساس من صميم الاقتصاد الذي يركز على أهمية استثمار الموارد والطاقات البشرية في العمل حيث يعد العمل أو الانتاج أحد المكونات الرئيسية في الاقتصاد.
5- الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان وتنقذ البشرية مما تردت فيه من فساد وشقاء . وهذا الاساس من منظور الاقتصاد يشير إلى أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من تعاليم و قيم اقتصادية هي الأنجح في حال تطبيقها و تعود بالخير على المجتمع و الانسانية.
6- المثل العليا التي جاء بها الإسلام لقيام حضارة إنسانية رشيدة بناءة تهتدي برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، لتحقيق العزة في الدنيا ، والسعادة في الدار الآخرة . أيضا هذا الاساس يرتبط بالاقتصاد وخاصة ما يتعلق بحث الاسلام على وجوب قيام الحضارة الانسانية ومنها الاقتصادية على أسس وقيم رشيدة و قويمة.
7- الإيمان بالكـــرامة الإنسانية التي قررها القرآن الكريم وأناط بها القيام بأمانة الله في الأرض {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}. حيث أن هذا الأساس له انعكاساته في الاقتصاد حينما يتم حفظ حقوق العمال و أرباب العمل في علاقة إنسانية قائمة على احترام كل طرف لمسؤولياته و حقوقه.
8- فرص النمو مهيأة إمام الطالب للمساهمة في تنمية المجتمع الذي يعيش فيه ومن ثم الإفادة من هذه التنمية التي شارك فيها .وهذا الاساس يأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية و الاقتصادية أمام الجميع من أجل تنمية الوطن.
9- تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة على أن يتم هذا بحشمة ووقار ، وفي ضوء شريعة الإسلام ، فان النساء شقائق الرجال . المرأة نصف المجتمع وعلم الاقتصاد ي\لا يفرق بين المرأة و الرجل في العمل و تعليم المرأة يضعها على قدم المساواة مع الرجل في الانتاج والعمل.
10- طلب العلم فرض على كل فرد بحكم الإسلام . ونشره وتيسيره في المراحل المختلفة واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكانياتها .علم الاقتصاد يهتم بالعلم و المعرفة في مجال الاقتصاد و بأهمية تطويره وفقا للمستجدات و سياسة التعليم تؤكد على ذلك .
11- العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه والثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع سنوات التعليم العالي . هذه العلوم من شأنها أن تسهم في ترشيد علم الاقتصاد لكي يتوافق مع ما أقره الشرع في مجال الاقتصاد.
12- توجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها منهجا وتأليفا وتدريسا ، وجهة الإسلام في معالجة قضاياها والحكم على نظرياتها وطرق استثمارها حتى تكون منبثقة من الإسلام متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد . فالاقتصاد المطبق في مجتمعنا هو الاقتصاد الاسلامي الذي يتطابق مع ثقافة المجتمع السعودي الاسلامية الطابع.
13- الاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النافعة على ضوء الإسلام ، للنهوض بالأمة ورفع مستوى حياتها ، فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أولى الناس بها . ففي نطاق علم الاقتصاد يتم الاطلاع على تجارب الآخرين و الاستفادة من إيجابياتها.
14- التناسق المنسجم مع العلم والمنهجية التطبيقية (التقنية) باعتبارهما من أهم وسائل التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية ، لرفع مستوى أمتنا وبلادنا والقيام بدورنا في التقدم الثقافي العالمي . وعلم الاقتصاد على صلة بهذا الأساس فهو يتواكب مع كل المستجدات في التقنية و غيرها.
15- ربط التربية والتعليم في جميع المراحل بخطة التنمية العامة للدولة. هذا الأساس يتوائم مع علم الاقتصاد الذي تكون التنمية محور رئيسي من محاوره.
16- التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب بتتبعها والمشاركة فيها وتوجيهها بما يعود على المجتمع والإنسانية بالخير والتقدم. وهذا الأساس أيضا يتوائم مع علم الاقتصاد الذي يتفاعل مع كافة التطورات الحاصلة في المجال الاقتصادي في العالم أجمع.
17- الثقة الكاملة بمقومات الأمة الإسلامية وأنها خير أمة أخرجت للناس ، والإيمان بوحدتها على اختلاف أجناسها وألوانها وتباين ديارها { أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون }. (92 الأنبياء).والأمة الإسلامية لديها مقومات اقتصادية قادرة على وضعها في مصاف الدول المتقدمة شرط حسن إدارة هذه المقومات.
ومما سبق يتبين مدى التوافق بين أسس التعليم في المملكة و بين الاقتصاد و أن هذا التوافق إنما يأتي في إطار نظرة شمولية تغطي كافة نواحي الحياة في المملكة العربية السعودية .