"رؤية تحليلية مقارنة"
ورقة بحثية
مقدمة إلى مؤتمر
"النصيحة..المنطلقات والأبعاد"
كلية الدعوة والإعلام - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض - المملكة العربية السعودية
إعداد/ هيام عبد الفتاح عزب
ماجستير في "أدب النصيحة في الفكر السياسي الإسلامي"
وباحثة بمرحلة الدكتوراه
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة
جمهورية مصر العربية
مقدمة
تنطلق هذه الورقة البحثية من إشكالية تبحث عن مدى محورية مفهوم "النصيحة" في الفكر السياسي الإسلامي، ويتم تناول المفهوم من خلال محاولة تأصيله على مستوى اللغة، والقرآن، والسنة النبوية، والدلالات السياسية، من منظور تحليلي مقارن، حيث تتم مضاهاة المفهوم مع بعض المفاهيم الأخرى المرتبطة به، وهي مفاهيم المعارضة، والحسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتسعى الدراسة إلى وضع إطار نظري يفيد في صقل مفهوم "النصيحة السياسية" والكشف عن موقعه ضمن منظومة المفاهيم السياسية الأخرى المرتبطة بالنصح السياسي، كما تعمل على الربط بين النظرية والتطبيق في إطار تفعيل الدور المحوري للناصح.
وبناء على هذا يتم تقسيم الدراسة إلى مبحثين تسبقهما مقدمة وتليهما خاتمة، وفقًا للتقسيم التالي:
مقدمة:
المبحث الأول: تأصيل مفهوم النصيحة السياسية.
- المطلب الأول: التأصيل اللغوي لمفهوم النصيحة.
- المطلب الثاني: مفهوم النصيحة في القرآن الكريم.
- المطلب الثالث: مفهوم النصيحة في السنة النبوية الشريفة.
- المطلب الرابع: الدلالات السياسية لمفهوم "النصيحة".
المبحث الثاني: استدعاء بعض المفاهيم السياسية المرتبطة بالنصح.
- المطلب الأول: مفهوم المعارضة.
- المطلب الثاني: مفهوم الحسبة.
- المطلب الثالث: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خاتمة:
المبحث الأول
تأصيل مفهوم النصيحة السياسية
يسعى هذا المبحث إلى محاولة تأصيل مفهوم النصيحة السياسية، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، ينقسم المبحث إلى أربعة مطالب، يناقش الأول مفهوم "النصيحة" في اللغة، والثاني يتناول مفهوم "النصيحة" في القرآن الكريم، أما الثالث فيعرض لمفهوم "النصيحة" في السنة النبوية الشريفة، وأخيرًا يعالج المطلب الرابع الدلالات السياسية لمفهوم"النصيحة".
المطلب الأول
التأصيل اللغوي لمفهوم النصيحة
من خلال متابعة المعنى اللغوي لمفهوم النصيحة، كما ورد في معاجم اللغة، يلاحظ أن المفهوم له معانٍ متعددة، منها[1]:
1- الإخلاص: فالنصيحة الخالصة هي التي يصدق فيها الناصح المنصوح، قولًا كان أو عملًا، والناصح يخلص النصح بمعنى يصدق في النصيحة، ولا يغش المنصوح.
2- عدم الغش: والغش هو المعنى المناقض للنصح، وبمفهوم المخالفة، يأتي معنى النصح أيضًا بأنه عدم الغش، فالناصح الحق هو الذي لا يغش المنصوح، بل ينصحه بصدق وإخلاص.
3- الصدق: فالصدق نقيض للكذب، وعلى الناصح أن يصدق منصوحه، فإذا كذب عليه لا يعد ناصحًا له، ومن ثم، يأتي الصدق كأحد معاني النصح.
4- النقاء: يعد النقاء أيضًا من معاني النصح، حيث جاء ضمن هذا المعنى أن النصح نقاء القلب، وخلوه من الغش، والأصل في القائم بالنصح أن يكون نقي القلب.
5- الدعوة إلى الصلاح: حيث إن النصيحة تهدف إلى خير المنصوح، يأتي التعبير عن النصح في أحد معانيه بالدعوة إلى الصلاح، وهو ما يعبر عن إرادة الناصح لخير المنصوح.
6- النهي عن الفساد: تعتبر الدعوة إلى الصلاح، والنهي عن الفساد، وجهين لعملة واحدة، فإذا ما كانت هناك دعوة إلى الصلاح، كان معنى هذا ضمنًا أن هناك نهيًا عن الفساد، فكل من المعنيين يكمل الآخر، ويعبر عن معنى النصيحة.
ونخلص مما سبق إلى أن المعنى الجامع لمعاني النصح هو"إخلاص المشورة في الشيء"فالذي يخلص المشورة في الشيء يصلحه، ويبعده عن الفساد، وينقيه، ويصدق فيه، ولا يغش، ولذلك كان الإخلاص في الأمور من شروط العمل الصالح فيها، وشروط القبول الإلهي لها، ولذلك سمى الله سبحانه وتعالى دينه بالدين الخالص"أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ"[الزمر / 3]، وجعل أصل العبادة الإخلاص"قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي"[الزمر / 14]، وجعل في القرآن سورة هي سورة"الإخلاص".
وفيما يلي أهم الدلالات اللغوية للمعنى الجامع لمفهوم النصيحة:
1- يمكن تفكيك مفهوم الإخلاص إلى عدة عناصر، فهو يتضمن وجود شخص مخلص"ناصح"، وهو القائم بعملية النصح، وشخص يُخلَص له، وهو المنصوح، وموضوع يُخلص فيه، وهو موضوع النصح، وأداة أو وسيلة للنصح، وهدف أو مقصود النصيحة، وبيئة النصيحة... إلى آخره.
2- الإخلاص هو جوهر مفهوم النصيحة.
3- يستدعي الإخلاص معظم المعاني المتضمنة في النصيحة، والتي منها عدم الغش، والصدق، والنقاء...
4- هناك ثراء لغوي للمفهوم ومشتقاته، وقد تتداخل أو تترادف هذه المعاني أحيانًا، وهي تتكامل وتترابط معًا أيضًا لتزيد من ثراء المفهوم.
5- لابد لكي تكون النصيحة خالصة أن تصدر ممن نقى سريرته من الكذب والخداع والغش والفساد.
المطلب الثاني
مفهوم النصيحة في القرآن الكريم
ورد مفهوم"النصيحة"في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وبألفاظ متنوعة، وقد تناولت معاجم ألفاظ القرآن الكريم المفهوم بالشرح والتحليل.[2]
ومن أهم المعاني الواردة في مفهوم النصيحة في القرآن الكريم ما يلي:-
الصدق/ الأمانة في التبليغ عن الله سبحانه وتعالى/ الإخلاص/ توجيه المنصوح إلى ما فيه الخير/ عدم الغش/ معرفة الحق، وحب أوليائه/ النقاء والصفاء/ الإشفاق/ الاهتمام.
وبالرجوع إلى كتب التفسير، يمكن ملاحظة أن هناك العديد من الآيات الواردة في سياق النصح، قد تناولت أكثر من معنى للنصيحة، بل إن مادة نصح ومشتقاتها قد وردت في القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة في إحدى عشرة آية[3].
وفيما يلي توضيح ذلك:
أولًا-الآيات التي تناولت معنيين من معاني النصيحة:-
1) ورد مفهوم النصيحة في بعض الآيات بمعنى الصدق وتوجيه المنصوح إلى ما فيه الخير، ففي سياق قصة إخراج آدم وحواء من الجنة، يقسم لهما الشيطان أنه لهما ناصح وصادق، "وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ"[الأعراف / 21]، وقد نسى آدم وزوجه أن الشيطان لا يمكن أن يدلهما على خير فهو عدوهما الذي غرَّهما وأنزلهما من طاعة الله إلى معصيته...[4].
2) تناولت بعض الآيات مفهوم النصيحة بمعنى الصدق والأمانة في التبليغ عن الله سبحانه وتعالى، فقد جاء في قصة هود عليه السلام، "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ"[الأعراف / 68]، فهو يؤكد على تبليغه الرسالة في موَّدة الناصح وصدق الأمين، والبلاغ، والنصح، والأمانة، هي صفات للرسل جميعًا، " وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ "، أي وأنا فيما جئتكم به من عند الله، ناصح، فاقبلوا نصيحتي، فإني أمين على وحي الله[5].
3) من معاني النصيحة التي وردت في بعض الآيات أيضًا، والتي احتملت أكثر من معنى، الأمانة في التبليغ، وتوجيه المنصوح إلى ما فيه الخير، فهذا شعيب عليه السلام يذَّكر قومه بأنه أدى الرسالة وبلَّغ عن الله سبحانه وتعالى، ووجههم لما فيه خيرهم، "فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ"[الأعراف/93][6].
وهذا نوح عليه السلام، يبذل النصح لقومه ويرشدهم إلى الحقيقة التي يغفلونها، "وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"[هود/34]، ولكنهم مع ذلك لا يقبلون النصيحة والتحذير، رغم اجتهاده في بذل النصح لهم[7].
4) وقد تناولت بعض الآيات مفهوم النصيحة بمعنى الإشفاق والاهتمام، ومن ذلك، ما جاء في قصة موسى عليه السلام، "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون"[ القصص/12]، أي فيهم شفقة عليه[8].
ثانيًا- الآيات التي تناولت ثلاثة معاني للنصيحة:-
1) ورد مفهوم النصيحة في بعض الآيات بمعنى الصدق والإخلاص وتوجيه المنصوح لما فيه الخير، ففي سياق قصة نوح عليه السلام، ينفي نبي الله عن نفسه الضلال، ويكشف لقومه عن حقيقة دعوته ومنبعها، فهو رسول من رب العالمين، وشأن الرسول أن يكون مبلغًا، فصيحًا، ناصحًا، عالمًا بالله، "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" [الأعراف / 62]، أي أنصح لكم في تحذيري إياكم عقاب الله على كفركم به، وتكذيبكم إياي، ورد نصيحتي[9].
وقد ورد في قصة موسى عليه السلام قوله تعالى: "وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"[القصص / 20]، ويرجح أن هذا الرجل هو مؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه، وقد جاء في جد واهتمام ومسارعة ليبلغ موسى قبل أن يبلغه رجال الملك فيقتلونه، وقد أشار عليه بالخروج من مصر، بلد فرعون وقومه[10].
2) وهناك بعض الآيات التي تناولت مفهوم النصيحة، بمعنى الصدق، وأمانة التبليغ، وتوجيه المنصوح لما فيه الخير، فقد ورد في قصة صالح عليه السلام، "وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ"[الأعراف / 79]، فهو إشهاد على أمانة التبليغ والنصح، والبراءة من المصير الذي جلبوه لأنفسهم بالعتو والتكذيب،... وهو تقريع من صالح عليه السلام لقومه لما أهلكهم الله بمخالفتهم إياه، وتمردهم على الله، وإبائهم عن قبول الحق، وإعراضهم عن الهدى إلى العمى.. "وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ"، "أي الناصحين لكم في الله الناهيين لكم عن إتباع أهوائكم، الصادين لكم عن شهوات أنفسكم[11].
3) وقد ورد مفهوم النصيحة في بعض الآيات بمعنى الإخلاص، وعدم الغش، ومعرفة الحق وحب أوليائه، قال تعالى: "لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"[التوبة / 91]، أي ليس على هؤلاء حرج إذا تخلفوا عن المعركة في الميدان، وقلوبهم مخلصة لله ورسوله، لا يغشون، ولا يخدعون، ويقومون بعد ذلك بما في استطاعتهم - دون القتال – كالحراسة والقيام على النساء والذرية... وقيل "إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ" إذا عرفوا الحق وأحبوا أولياءه، وأبغضوا أعداءه[12].
4) وردت بعض الآيات في مفهوم النصيحة بمعنى، الإخلاص والنقاء (الصفاء) والاهتمام (الرعاية)، فقد ذكر إخوة يوسف عليه السلام لأبيهم أنهم ناصحون ليوسف، للتحايل على الأب وأخذه معهم، ثم يتخلصون منه، "قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ"[يوسف / 11]، أي قلوبنا صافية لا يخالطها سوء... فذكر النصح هنا وهو الصفاء والإخلاص يشي بما كانوا يحاولون إخفاءه من الدغل المريب... وهي توطئة ودعوى، وهم يريدون خلاف ذلك، لما في قلوبهم من الحسد، لحب أبيه له، فهم يدعون النصح له أي في حفظه ورعايته[13]...
ثالثًا- الآيات التي تناولت أربعة معاني للنصيحة:-
ذكرت النصيحة في بعض الآيات بمعنى الصدق، والإخلاص، وعدم الغش، والنقاء، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا"[التحريم / 8]، فالتوبة النصوح هي التي تنصح القلب وتخلصه، ثم لا تغشه ولا تخدعه، توبة عن الذنب والمعصية، تبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة، وهي توبة عن الذنب وعزم على عدم الرجوع إليه مرة أخرى.
ولم يقتصر مفهوم "النصيحة" في القرآن على التعبير باللفظ والمعنى معًا، بل ورد المفهوم في مواطن عديدة، دون استخدام اللفظ (مادة نصح)، وإن استخدم المعنى.
ومن أمثلة النصح بالمعنى دون استخدام لفظ أو مادة "نصح":-
1- الحرص على توجيه المنصوح لما فيه الخير، وبذل الجهد في هدايته إلى الطريق المستقيم، فهذا رجل جاء يسعى لهداية قومه ويحضهم على إتباع الرسل ، وهو في هذا يخاطب عقولهم، ويحفزهم على إتباع الهدى، "وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ، وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ، إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ، إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ" [يس / 20- 27]، ولم يستمع القوم إلى الناصح، بل وقتلوه لنصحه إياهم، ولكن الله كافأه بالجنة في الآخرة بالجنة، و تمنى أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله تعالى، وقيل إنه قد نصح قومه في حياته بقوله "يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ" وبعد مماته بقوله "يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ" وقد كان حريصًا على هدايتهم، فأصروا على الضلال..[14].
2- الحرص على توجيه المنصوح لما فيه الخير، ومواجهة الظلم، فمؤمن آل فرعون يضرب خير مثال لبذل النصيحة إلى قومه لكي يتبعوا الهدى، وفي نفس الوقت يضرب مثالًا رائعًا في النصح السياسي بمواجهته ظلم السلطة، وقد هب غاضبًا لله عز وجل حين أراد فرعون قتل موسى "وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ..."[غافر/ 28 – 45]، وهو يحذر قومه زوال نعمة الله عنهم وحلول نقمة الله بهم، ويتبع أسلوب الإقناع بالحجة في دعوته للهدى، وهو صادق في نصحه لقومه حريص على ما يصلحهم[15].
3- وقد أوردت نفس الآيات مثالًا لغش النصيحة "يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" [غافر/ 29]، فهذا فرعون يقول لقومه ردًا على ما أشار به الرجل الصالح "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى"، أي ما أقول لكم وأشير عليكم إلا ما أراه لنفسي، وقد كذب، فإنه كان يتحقق صدق موسى عليه السلام، فما نصح رعيته، بل غشهم، وكذا قوله "وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" أي وما أدعوكم إلا إلى طريق الحق والصدق والرشد، وقد كذب أيضًا في ذلك، وإن كان قومه قد أطاعوه واتبعوه في الضلال"فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ"[هود/ 97][16].
المعنى الجامع لمفهوم النصيحة في القرآن الكريم:-
يتضح مما سبق أن مفهوم النصيحة في القرآن هو جماع لكل معاني الخير، وهو دعوة يوجهها الناصح إلى المنصوح لكي يلتزم ببعض القيم، أو ينتهي عن بعض ما يضادها، ويضاد معانيها، رغبة في توجيه المنصوح لما يصلحه ويحقق له الخير.
فالمعنى الجامع للمفهوم في القرآن يدور حول:
أولا: تذكرة الناصح للمنصوح ببعض القيم التي عليه أن يلتزم بها، كالإيمان بالله ورسله...
ثانيًا: التحذير من بعض مضادات القيم أو الرذائل كتكذيب المرسلين، ورفض قبول النصيحة...
ولذلك دلالاته في الآتي:
1- أن هناك اتساقًا في المعنى العام للنصيحة في القرآن الكريم، حيث إنه يعبر عن الدعوة إلى الالتزام بقيم معينة، أو الانتهاء عن قيم أخرى، ويوجه المنصوح إلى ما فيه الخير.
2- يتفق معنى النصح في القرآن مع المعنى اللغوي الذي أوردته المعاجم اللغوية.
3- رغم اتساق المعنى في القرآن الكريم واللغة العربية، إلا أن هناك بعض المعاني التي تناولتها آيات القرآن الكريم، والتي لم ترد في بعض المعاجم اللغوية بصورة مباشرة، كمعنى الشفقة والاهتمام، في سياق قصة موسى، وقصة يوسف عليهما السلام.
4- احتملت بعض الآيات أكثر من معنى من معاني النصيحة، وقد غلب هذا الاتجاه على معظم آيات النصح.
5- ارتبطت النصيحة في معظم الآيات القرآنية بالتبليغ عن الله سبحانه وتعالى، ، وهي مهمة شاقة.
6- هذا الارتباط بين النصح والتبليغ، يعبر عن جانب من صعوبة مهمة الناصحين.
7- أخذت النصيحة في القرآن الكريم أشكالًا مختلفة، فهناك النصيحة الخالصة، وهناك من يدعي النصح،..
8- غلب على صورة الناصح والمنصوح في القرآن الكريم، أن النصح في الغالب يكون متوجهًا من فرد إلى جماعة وليس العكس.
9- تنوع أسلوب النصح القرآني بين الترغيب والترهيب، خاصة في دعوة الرسل أقوامهم للإيمان بالله والتصديق بما أرسلهم به، كما استخدمت بعض أساليب التوكيد والتكرار في النصح لتحقيق هدف النصيحة.
10- ارتبط موضوع النصيحة في القرآن في معظم الأحوال بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو ما يرتبط بهدف الإصلاح والتقويم الذي يسعى إليه الناصح.
11- اقترنت النصيحة في المفهوم القرآني ببيئة رافضة للنصح، وهو ما يعبر عن صعوبة عملية النصح،كما يعبر عن الصراع الدائم بين الصلاح والفساد على مر العصور، ومهما اختلفت البيئات، مما يعمق من الوظيفة الكفاحية للناصح ضد الفساد.
12- ارتبطت النصيحة في القرآن الكريم - في بعض الأحوال – بالقصص القرآني، خاصة ما يتعلق بسيرة الأنبياء والرسل مع أقوامهم فالنصح لم يكن مجرد ممارسات قولية نظرية، بل كان نمط حياة، وأسلوب ونهج تعامل، وجدت له سوابق تاريخية، حكى عنها القرآن.
المطلب الثالث
مفهوم النصيحة في السنة النبوية الشريفة
ورد مفهوم النصيحة في الأحاديث النبوية الشريفة في أكثر من موضع، سواء باللفظ والمعنى[17]، أو بالمعنى فقط دون استخدام اللفظ[18].
وبالعودة إلى كتب شرح الأحاديث النبوية نجد أن معظم ألفاظ النصيحة الواردة في السنة تدور حول المعاني الآتية: الإخلاص/عدم الغش /الصدق/ الإيمان/ الإرشاد إلى ما فيه صلاح المنصوح/ الشفقة والرحمة/الأمانة/ الحفظ والرعاية.
ويعتبر حديث"الدين النصيحة"من جوامع الأحاديث التي عبرت عن مفهوم النصح في السنة النبوية[19]، وهو ما يحتاج التوقف أمام بعض معانيه، وقد تعددت رواياته، ومنها:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"[20].
2- عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة، قلنا لمن ؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"[21].
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"[22].
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قالوا لمن ؟ قال: لكتاب الله ولنبيه، ولأئمة المسلمين"، (لأبي بكر)، وقال (أبو يعلى): حدثنا أبو بكر بهذا[23].
5- "إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"[24].
6- "إنما الدين النصح"[25].
ووفقًا لحديث "الدين النصيحة" تتحدد معاني النصح بحسب اتجاه النصيحة، فهناك النصح لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، وفي كل شكل من هذه الأشكال تبرز العديد من معاني النصيحة في السنة، وفيما يلي توضيح ذلك[26]:-
1- النصيحة لله: والمقصود بذلك وصف الله سبحانه بما هو له أهل، والخضوع له ظاهرًا وباطنًا، والنصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان...، والنصح لله أن تبدأ بحقه تعالى قبل حق الناس، ...والنصيحة لله صحة الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النية في عبادته.
2- النصيحة لكتاب الله: أي الإيمان به والعمل بما فيه، وتعظيمه وتنزيهه، وتلاوته حق التلاوة، والوقوف مع أوامره ونواهيه، وتفهم علومه وأمثاله، وتدبر آياته، والدعاء إليه، وذب تحريف المغالين، والحرص على تعلمه وتعليمه.
3- النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وتعني التصديق بنبوته، وبذل الطاعة له فيما أمر به، ونهى عنه، وتعظيمه، ونصره حيًا وميتًا، وإحياء سنته بتعلمها، وتعليمها، والإقتداء به في أقواله وأفعاله، ومحبته، ومحبة أتباعه.
4- النصيحة لأئمة المسلمين: وتكون بمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه وتذكيرهم به، وتنبيههم في رفق، ولطف، ومجانبة الوثوب عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق، وحث الآخرين على ذلك.
5- النصيحة لعامة المسلمين: أي إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم، ودنياهم، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ونصرتهم على أعدائهم، والذب عنهم، ومجانبة الغش والحسد لهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه... والشفقة عليهم.
ونخلص مما سبق إلى أن المعنى الجامع لمفهوم النصيحة هو أنها "كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلًا"[27].
وفيما يلي بعض دلالات النصيحة في السنة النبوية:
1- رغم تعدد المعاني التي تعبر عن معنى النصح في السنة، إلا أن هناك اتساقًا في المعنى العام الذي يجمع هذه المعاني، والذي يعبر عن إرادة الخير للمنصوح.
2- يتفق المعنى العام للنصيحة في السنة مع المعنى العام لها في القرآن الكريم، وكذلك في المعاجم اللغوية.
3- هذا الاتساق الشديد بين مفهوم النصيحة، في اللغة والقرآن والسنة، لا يمنع اهتمام أحدها بمعنى، قد لا يحظى بنفس الاهتمام في الآخر.
4- احتملت بعض الأحاديث الخاصة بالنصح أكثر من معنى، وقد بدا ذلك بوضوح في حديث "الدين النصيحة".
5- إذا كان حديث "الدين النصيحة"، من الأحاديث المهمة في معنى النصح ودلالاته في السنة، فإنه يشير إلى أن جوهر الدين وعماده، ومعظم أركانه يتمثل في النصيحة...، فمثلما نقول "الدين النصيحة" نقول "الحج عرفة"، أي معظم أركان الحج الوقوف بعرفة...[28].
6- أن الأسس التي تقوم عليها النصيحة، وفق الأحاديث النبوية، هي صحة الإيمان، والعلم بمنهاج الله قرآنًا وسنة، والعمل بذلك في ميدان التطبيق في واقع الحياة[29].
7- أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن "الدين النصيحة"، إذا كان يدل على أنها تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان حيث عبر عنها بالدين[30]، فإنه يعطي النصيحة قيمة عليا يختصر فيها دين الله، مهما كان المعنى المراد من الدين، وهذا يعني أنه إذا خلا الدين من النصيحة يصبح كأنه لم يكن، الأكثر من ذلك، أنه إذا خلت النصيحة من قيم الدين تصبح كأنها لم تكن.
8- تشير بعض الأحاديث الواردة في شأن النصيحة إلى ضرورة رد غيبة المنصوح"إن من حق المسلم على المسلم أن ينصح له إذا غاب"[31].
9- تنوعت أشكال النصيحة في السنة، وذلك وفقا لمن يتجه إليه النصح، فهناك النصح لله، والنصح لرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
10- الصورة الغالبة في شأن الناصح والمنصوح، وفقا لما ورد في السنة، أن الناصح يمكن أن يكون فردًا، بل وأمة أيضًا ، كما أن المنصوح يمكن أن يكون فردًا وقد يكون أمة، وبربط هذه الصورة مع ما ورد في هذا السياق في النصح في القرآن الكريم يمكن رسم ملامح واضحة للناصح والمنصوح في القرآن والسنة.
المطلب الرابع
الدلالات السياسية لمفهوم النصيحة
من التعريف السابق للنصيحة يمكن استنتاج أن أدب النصيحة أو النصح السياسي هو ذلك النوع من المؤلفات السياسية التي تهدف إلى إرساء والدعوة إلى قيم تأديب، وتهذيب، وتوجيه، ونصح، فئة معينة من الناس هم طبقة الحكام، كالرؤساء، والملوك، والسلاطين، والأمراء، والوزراء... وكل صاحب سلطة، كما تهدف إلى إرشادهم إلى إتباع أخلاقيات وسلوكيات معينة، بما يحقق النجاح السياسي لهذه الفئة.
وأدب النصيحة هو مجموعة من النصائح العملية، والقواعد السياسية، والأخلاقية المفيدة في كيفية تسيير شئون السلطنة بدء من أعلى قمتها (السلطان)، إلى أسفل هرمها (العامة)، بهدف دوام الحكم، والحيلولة دون انهياره[32].
وعندما ندرج مصنفات كتب النصيحة (نصائح الملوك)، ضمن قائمة خطاب الآداب السلطانية، فإن الأمر لا يتعلق بتسمية متفق عليها أو نهائية[33].
ومن بين هذه الأسماء: الدهائيات، علم الأخلاق السياسي، الفلسفة السياسية، آداب الملوك، مرايا الأمراء، نصائح الملوك... الكتابة الديوانية، كتابة التدبير السياسي، الأدب السياسي[34]...، الحكمة العملية... وغيرها،وكل من هذه الأسماء تحمل دلالات سياسية معينة ترتبط بمفهوم النصيحة في إحدى جزئياته، ومن ذلك:
1- ارتباط النصيحة بالفراسة والحنكة السياسية:
من الأسماء التي أطلقت على مؤلفات أدب النصيحة"الدهائيات"ويقصد بها الفراسة والحنكة السياسية، والفطنة، والتجربة.
وتعبر كلمة"دهاء"أو"الدهائيات"عن الروح العامة التي تطبع هذه الكتابات السياسية، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار السؤال الخفي الذي يكمن خلف الخطاب، وهو: كيف تحكم؟ ففن الحكم يتطلب الدهاء، حيث لا يوجد حكم سياسي بدون دهاء[35].
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ملاحظتين[36]:
أ- قد يفيد تعبير"الدهاء"تجاوز حدود الأخلاق، أو على الأقل التحلل من أي مبدأ أخلاقي في الممارسة السياسية، وهذا ما يصعب إثباته من خلال التصورات السياسية الموجودة في هذه الكتابات التي ظلت أسيرة النظرة الأخلاقية للسياسة، على خلاف مكيافيللي الذي فصل بين الأخلاق والسياسة[37]، إذن فالمقصود بالدهاء هنا القوة، والفراسة، والحنكة، وحسن التدبير، والحزم، والشدة دون عنف.
ب- قد يدخل الدهاء كعنصر من عناصر هذا الفكر السياسي، ولكنه لا يدل كلية عليه، حيث وجدت كتابات عديدة ذات نزعة أخلاقية – دينية واضحة، ومن ذلك"سراج الملوك"للطرطوشي، و"الشهب اللامعة"لابن رضوان،... وغير ذلك من كتابات أخرى تجاوزت فكرة الدهاء لتبحث في قاعدة العمران، مثل"تسهيل النظر"للماوردي.
2- ارتباط النصيحة بالتعبير عن السلطة السياسية الموجودة:
من أسماء"أدب النصيحة"أيضًا ما يعرف بـ"مرايا الأمراء"حيث يعبر هذا المفهوم عن السلطة السياسية الموجودة، فمفهوم"المرايا"يعبر عن انعكاس صورة معينة، وهي هنا صورة السلطة، سواء كانت موجودة على أرض الواقع، أو في ذهن المؤلف.
وتحيل تسمية"مرايا الأمراء"إلى تقليد في الكتابة عرفته الثقافة الإغريقية، وخاصة في العصر الهلينستي، كما عرفته الثقافتان الفارسية والبيزنطية، وأصبح منذ القرن الثاني الهجري، جزءًا من مكونات الكتابة السياسية في الفكر الإسلامي[38].
وهذه النصائح السياسية موجهة إلى الأمير أو إلى ولي العهد، حتى يكون سياسيًا ناجحًا، وتقوم على قاعدة أخلاقية ترتبط بالدين، وإن كانت بعض مصادرها بعيدة كل البعد عن أصول الإسلام[39].
وفي هذا الصدد نلاحظ ما يلي[40]:
أ- إن هذا الاسم المستوحى من الثقافة السياسية الفارسية، قد يجد مبرره في حضور الأثر الفارسي في هذه الكتابات (مثل كليلة ودمنة، والأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع).
ب- إن انتقال هذا الفن إلى الحضارة العربية الإسلامية، لابد وأن يكون له أثره، وإلا كان هذا الفن جسمًا غريبًا في الأرض العربية الإسلامية.
3- ارتباط النصيحة بالآداب والقيم السلطانية:
ومما يطلق على أدب النصيحة أيضًا،"الأدب السلطاني"، وإذا كان من الممكن إرجاع الطابع"الأدبي"الذي يتخلل التصورات السياسية السلطانية، إلى تداخل مجالات المعرفة في القرنين الثاني والثالث الهجريين، حيث يصعب الحديث عن وجود فكر سياسي مستقل، فإنه أيضًا يجد مبرره في طبيعة الكتابة السياسية السلطانية ذاتها، حيث يلجأ الأديب السلطاني الذي يؤلف كتابه لرجل السلطة ويهديه إليه إلى هذا التنوع الأدبي، حتى لا يكون تأليفه"ثقيلًا"في قراءته على السلطان أو خاصته، وحتى يقع الانتفاع للبرهنة على صحة فكرة سياسية ما، فالكاتب يرجع إلى مختلف مجالات المعرفة الموجودة في عصره، ويستعملها كلها بدون تفاضل مرجعي، مما يعطي صورة عامة على ثقافة عصره[41].
4- ارتباط النصيحة بالمؤسسية الرسمية:
من الأسماء التي أطلقت على أدب النصيحة"الكتابة الديوانية"، وقد اقترن إطلاق هذه التسمية بإنشاء الدواوين، وظهور كاتب الديوان، الذي كان يحرر كل ما يحتاجه السلطان، وما يقتضيه ويتطلبه التدبير السياسي اليومي...[42].
5- ارتباط النصيحة بالتدبير السياسي:
مما أطلق أيضًا على أدب النصيحة،"نصائح الملوك"،... وقد جاءت العديد من مصنفات أدب النصيحة تحمل عناوين تتضمن النصح والموعظة، والأدب، من قبيل"التاج في أدب الملوك"للجاحظ،... ولكن هذه التسمية تستبعد جملة من النصوص تميزت بمميزات هذه الكتابات في النص، والغاية، والهدف، لكنها حملت عناوين أخرى، لا تشير إلى المُلك والملوك، ولا إلى النصيحة، ومن ذلك كتاب "عين الأدب والسياسة" لابن هذيل، و"قانون السياسة ودستور الرياسة" لمؤلف مجهول، و"مقامة في السياسة" لابن الخطيب... إلخ، وتبدو تسمية "نصائح الملوك" كذلك جزئية، فالآداب السلطانية تتجه إلى الملوك، والأمراء، والوزراء، والولاة، وغيرهم، ممن يتقلدون مناصب التدبير السياسي في درجاتها المختلفة، إضافة إلى أنها تبرر شحنة أخلاقية، لا تعبر تمامًا ودائمًا عن محتوى هذه النصوص[43].
6- ارتباط النصيحة بالسلوك السياسي للحاكم:
مما يعبر عن أدب النصيحة، ما يمكن أن يسمى بـ"الحكمة العملية"، وهي ذلك القسم من الحكمة الذي يتدبر الواقع الاجتماعي، وفق مقاييس الخير، والمحك الأخلاقي، والحكمة العملية -تهدف إلى الخير، وتناقش الفعل والعمل، ولهذا فهي تطبيقية، وتهدف إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، عن طريق رسم المثاليات الواجب إتباعها في مجال الشئون الفردية، والعائلية، والاجتماعية، كما تهدف إلى إصلاح الفاسد وإبعاد الخلل[44].وعندما ترتبط الحكمة العملية بذات الحاكم تسمى "تهذيب الأخلاق" أو "الحكمة الخلقية" وإذا ارتبطت بأهل بيته وأسرته سميت "علم تدبير المنزل" أو "الحكمة المنزلية" أما إذا ارتبطت بالمحكومين فإنها تسمى "السياسة المدنية"[45].
مما سبق يلاحظ أن:
1- هناك العديد من المصطلحات التي أطلقت على أدب النصيحة، وليس هناك اتفاق على اصطلاح واحد منها لكي يصبح هو التعريف المتفق عليه، وكلها تتسق وتتكامل معًا.
2- إطلاق اسم "الدهائيات" للتعبير عن أدب النصيحة يتعرض لأسلوب الحاكم في الممارسة السياسية التي تعتمد على الحنكة والتجربة والخبرة، مع الأخذ في الاعتبار أن الدهاء، وهو الفراسة والحنكة السياسية، ليس هو المكر والخديعة، ورغم تعبير "الدهاء" عن جزء مما يقصد به مفهوم "أدب النصيحة" إلا أنه ليس كل أدب النصيحة.
3- التعبير عن أدب النصيحة بـ"مرايا الأمراء" هو أيضًا، تعبير جزئي، حيث يركز فقط على المؤلفات التي تعتمد بالأساس على الثقافة الفارسية خصوصًا، مع بعض التعديلات التي تتفق والثقافة الإسلامية، بل ويركز فقط على أن النصح هو للأمراء فحسب وهذا اجتزاء لمفهوم النصيحة حتى في بعده السياسي.
4- تسمية أدب النصيحة بـ"الأدب السلطاني" هي أيضًا مجرد تعبير عن جزء من أدب النصيحة، فإن كان معظم هذا الأدب موجهًا في الغالب إلى الحكام، إلا أنه توجه إلى غير هؤلاء أيضًا كالوزير، وأعوان الحاكم، وجلسائه.
5- التعبير عن أدب النصيحة بالكتابة الديوانية هو تعبير يرتبط بالمؤسسية، والنصيحة الصادرة عن كتاب الدواوين، وإن كان من الجائز ورود النصيحة من هؤلاء، إلا أنه يصعب إطلاق اسم الكتابة الديوانية على كل مؤلفات أدب النصيحة، والتي تعد الكتابة الديوانية جزءًا يسيرًا منها.
6- تسمية أدب النصيحة بـ"نصائح الملوك" تضييق أكثر لمفهوم أدب النصيحة، لأنه إذا كان الأدب السلطاني يختصر أدب النصيحة بكل ما له سلطة، ملكًا، أو رئيسًا، أو أميرًا، فإن نصائح الملوك تجتزئ من الأدب السلطاني أدب الملوك.
7- التعبير عن أدب النصيحة بـ"الحكمة العملية" ليس متفقًا عليه، فالتعبير يخلو من المعنى السياسي المحدد، ويحدد المفهوم، وفقًا لمن يتم التوجه إليه بالسياسة، فالحاكم مع نفسه "حكمة خلقية" ومع أسرته "حكمة منزلية"، ومع أهل مدينته"سياسة مدنية"... وهكذا.
8- مما سبق يتضح أنه ليس هناك اتفاق بشأن أي من هذه المفاهيم للدلالة على المقصود بأدب النصيحة في الفكر السياسي الإسلامي، وإن كان الجمع بين هذه المفاهيم يؤدي إلى وضع أقرب تعريف للمفهوم وهو أن: أدب النصيحة ذلك الأدب السياسي الذي يرتبط بالسلطة، والمحيطين بها، بهدف وضع قواعد الممارسة السياسية، وفقا لمقتضيات الشريعة الإسلامية، بما يؤكد ارتباط الدين بالسياسة، ورفض فكرة الفصل بينهما، ويؤكد البعد الأخلاقي في الممارسة السياسية، هذا على خلاف ما جاء به الفكر الغربي.
المبحث الثاني
أدب النصيحة واستدعاء المفاهيم السياسية الأخرى
يستدعي أدب النصيحة بعضًا من المفاهيم السياسية الأخرى التي شاع استخدامها في الفكر والخبرة الإسلامية، ولكنها ترتبط بالنصيحة، وتقترب منها بدرجات متفاوتة.
ويتناول هذا المبحث مجموعة من المفاهيم المستدعاة في مقارنة مع مفهوم النصيحة، ويناقش هذه المفاهيم في ثلاثة مطالب، الأول يتناول مفهوم "المعارضة"، والثاني يعالج مفهوم "الحسبة"، أما الثالث يناقش مفهوم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
المطلب الأول
مفهوم"المعارضة"
تتعدد معاني "المعارضة" في اللغة، وباستعراض مادة "عرض" ومشتقاتها في المعاجم اللغوية يمكن ملاحظة أن من أهم هذه المعاني، المجانبة والعدول عن الشيء، والمقابلة، ومناقضة الآخرين في كلامهم، ومقاومتهم، والمبادلة، ورفض قول الشخص أو عمله، والاعتراض على شخص[46].وهناك من يرى أن المعاني المختلفة لمفهوم المعارضة تلتقي عند جوهر واحد هو "المواجهة، والمخالفة، والمنع، والتحدي"[47].
ومن الدلالات السياسية لمفهوم المعارضة:
1- يرتبط الانطباع الدلالي للوهلة الأولى عند استخدام كلمة المعارضة بذلك الشكل من أشكال النظم السياسية الذي تنقسم فيه الحياة السياسية بين طرفين أحدهما يمثل السلطة ويسمى "الحكومة"، والآخر خارج السلطة، ويسمى "المعارضة"[48]، وتضم المعارضة الأشخاص والجماعات والأحزاب، التي تكون مناوئة، كليًا أو جزئيًا، لسياسة الحكومة.[49]
2- مفهوم المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي ليس كما قد يتوهم البعض أنه يعني التمرد على الحكومة القائمة، أو العصيان، فالمعارضة في النظرية الإسلامية تعني "حق التناصح"، وسبيل ذلك هو النقد الهادف البناء الذي يخدم مصلحة الأمة ولا يجلب الفتن[50].
3- والمعارضة في الحكم الإسلامي واجب ديني وسياسي وأخلاقي، للدفاع عن الأمة ورعاية مصالحها.
4- ومن منظور الشريعة يمكن القول أن المعارضة ما هي إلا اللفظ الشائع، أو الاصطلاح السياسي المعاصر الذي يستخدم - في نطاق الفكر السياسي الإسلامي - ليعبر عما أرسته الشريعة من مبادئ تتعلق أساسا بالشورى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أما من منظور حركات المعارضة والفكر المصاحب لها، فالمعارضة هي "ذلك الاختلاف حول تصور المثالية السياسية والاجتماعية التي ينبغي أن تسود المجتمع الإسلامي"[51].
5- تعبر المعارضة أيضًا عن أحد أشكال العلاقة بين السلطة والرعية، سواء كانت هذه المعارضة منهم مباشرة، أو عن طريق ممثليهم.
6- قد تكون المعارضة إيجابية، أي تعبيرًا عن اتخاذ موقف إيجابي إزاء السلطة السياسية، وقد تكون سلبية، حيث يبتعد المعارض عن الحياة السياسية بالكلية، ولا يبدي أية مشاركة فيها.
وهناك الكثير من الأمثلة التي تعبر عن المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي، ومن ذلك:
- ما حدث من الحباب بن المنذر في غزوة بدر حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم، عن منزل الجيش، وإذا ما كان برأي من الرسول صلى الله عليه وسلم أم بوحي من الله، فلما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه الرأي والحرب والمكيدة، اعترض الحباب، ووجه الجيش إلى منزل آخر ووافقه الرسول صلى الله عليه وسلم، مما كان احد أسباب النصر[52]، فالحباب بن المنذر يضرب مثالا رائعا في أسلوب المعارضة، التي يهدف بها إلى تحقيق النصر للمسلمين، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم، يضرب مثالًا أكثر روعة في قبول الرأي الآخر، مما كان سببًا في نصر المسلمين.
- وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اعترضت عليه امرأة، وهو يخطب ناهيًا عن المغالاة في المهور، فقالت له: ليس هذا لك يا أمير المؤمنين، أيعطينا الله، ويمنعنا عمر، ألم تسمع قول الله تعالى: "وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" [النساء / 20]، فما كان من عمر إلا أن قال: أصابت امرأة وأخطأ عمر[53].
العلاقة بين مفهوم"المعارضة"ومفهوم"النصيحة":
ترى بعض الدراسات أن مفهوم المعارضة، وكذلك مفهوم النقد، وإن تعلقت هذه المفاهيم بمعنى إظهار الشيء، وقوة الكلام، والرأي الجيد، إلا أنها تتعلق أيضًا بمعاني السب والشتم، والعيب، والتعريض، وقد يوضح الاستقصاء اللغوي لمثل هذه المفاهيم اختيار التراث الإسلامي لألفاظ مثل "النصح والتقويم والشورى" للتعبير عن حالات الرأي المخالف باعتبارها محددة الطبيعة (الإخلاص والصدق)، والمقصد (الإصلاح والتقويم)، خاصة وأن المفهوم الإسلامي (النصح / التقويم...) يستغرق المعاني الجيدة للمفاهيم الأخرى، كالمعارضة، بينما يستبعد كل معانيها غير الأخلاقية، ويتميز عليها بشموله وقدرته على الوفاء بالمعنى طبيعة ومقصدًا[54].
وتشترك المعارضة مع النصيحة في أنها تعبير عن الرأي الآخر الذي قد يفترض نوعًا من الخلاف، بين جبهتين، وإن كانت النصيحة لا تفترض بالحتمية وجوده، كما أن المعارضة قد تكون - أحيانًا – مجرد محاولة لإبداء الرأي المخالف، بغض النظر عن الرغبة في الإصلاح، في حين أن النصيحة تهدف في الأصل إلى الإصلاح، وكلتاهما فيها مقابلة، فكلتاهما تعبر عن الرأي المخالف، أو الرأي الآخر، وكلتاهما تتضمن نوعًا من الاحتجاج (الاعتراض) لكنه في المعارضة أقوى.
المطلب الثاني
مفهوم"الحسبة"[55]
يتمحور مفهوم الحسبة حول إنكار الأعمال القبيحة، والمؤاخذة عليها[56].
ويعرفها الماوردي بـأنها "أمر بالمعروف إذا ظهر تركه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله"[57].ويعرفها ابن خلدون بأنها "وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"[58].أما الغزالي فيرى أنها "عبارة شاملة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"[59].
ويعرفها البعض بأنها "درء المفاسد الظاهرة لحق الله تعالى"[60].ويعرفها آخرون بأنها"رقابة إدارية تقوم بها الدولة عن طريق موظفين خاصين على نشاط الأفراد في مجال الأخلاق والدين والاقتصاد، وهي نوع من السلطة التي تملكها الدولة لمراقبة الأفراد لضمان تطبيق الأحكام وحماية مصالح الناس"[61].
ويرى آخرون أنها"نظام إسلامي يسعى للمحافظة على أفراد المجتمع الإسلامي، ويشملهم برعايته وعنايته بسرعة البت في مشكلاتهم، وفقًا لأحكام الشرع وقواعده وآدابه، وفي حدود اختصاصاته دون الحاجة إلى دعوى أو إخبار"[62].
ومن الدلالات السياسية لمفهوم"الحسبة":
1- أن الشدة أو الحدة في الحسبة تسير وفقًا لما تقتضيه الأحوال، فالمحتسب لا يقف دوره عند مجرد بيان المحرمات والواجبات، بل يقع على عاتقه ما يتعدى الوعظ والإرشاد إلى استعمال القوة والسلطة، والدليل على ذلك ما يذكره الفقهاء للمحتسبين من وظائف عديدة تشمل مناحي الحياة الاجتماعية كافة، وتقترن - في الأغلب - باستخدام الردع العملي والإشراف القاطع والمؤاخذة والعقاب[63]، وللمحتسب سلطة تأديبية، تمكنه من معاقبة المذنب، ويتخذ له عيونًا لنقل الأخبار، وعليه أن يتدرج في التأديب، فيبدأ بالتعريف بحكم الله، ثم الوعظ، والنصح، والتخويف، وذلك بالنسبة إلى من وقع في المعصية الأولى، ثم يلجأ بعد ذلك إلى التقريع العنيف إذا لم تجدِ الموعظة الحسنة، وإذا لم يُجدِ هذا عمل على إزالة المنكر بيده، ويهدد بما يقدر على تنفيذه، وإذا لم يُجدِ ذلك أيضًا جاز له أن يضرب مرتكب المعصية، أو يحبسه تعزيرًا من غير تجاوز التأديب المشروع[64].
2- يعبر مفهوم"الحسبة"عن أحد أدوات السلطة لرعاية الرعية، من حيث حمايتها بإقرار المعروف أو إزالة المنكر، الذي قد يصدر عن بعض أفراد الرعية، أو بعض جماعاتها[65].
3- تعد وظيفة الحسبة أيضًا نوعًا من الرقابة على السلطة، حيث تخضع السلطة لزجر المحتسب وتأديبه، ولكن إذا كان القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى الفتن والقلاقل، فعلى المحتسب في هذه الحالة مراعاة ذلك، حيث إن الفتنة أكبر خطرًا من إتيان الحاكم للمنكرات[66].
4-"الحسبة" في واقع الأمر هي وظيفة يقوم بها المحتسب الذي تكلفه الدولة للقيام بهذه المهمة.
وعمل الحسبة مطلوب من كل مسلم، أما والي الحسبة فهو المكلف من قبل ولي الأمر بالقيام بواجبات الحسبة، فالعمل فرض عين عليه لتعينه له وتعاطيه أجرًا عليه، بينما هو بالنسبة إلى غيره، فرض كفاية[67].
ويتفق الفقهاء على أن الحسبة من فروض الكفاية، فإذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، إلا أنها تصبح فرض عين على البعض بحكم مناصبهم كأولي الأمر، والحكام، ورجال النيابة العامة والشرطة، في العصر الحديث[68].
وهناك أمثلة كثيرة تعبر عن وظيفة الحسبة في الإسلام، منها:
- أن سلطان دمشق (أتابك) طلب محتسبًا، فذكر له رجل من أهل العلم، فأمر بإحضاره، فلما نظره قال: إني وليتك أمر الحسبة على الناس، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال الرجل: إن كان الأمر كما تقول، فقم عن هذه الطراحة، وارفع المسند، فإنهما حرير، واخلع هذا الخاتم فإنه ذهب، وقد حرمهما النبي صلى الله عليه وسلم على ذكور الأمة - أي الحرير والذهب - فنهض السلطان عن طراحته وأمر برفع المسند، وخلع الخاتم من إصبعه، فقيل ما رأى الناس محتسبًا أهيب منه[69].
العلاقة بين مفهوم"الحسبة"ومفهوم"النصيحة":
يشمل مفهوم "الحسبة" مفهوم "النصح"،أي أن النصيحة جزء من الحسبة، وتقوم الحسبة بالأساس على إنفاذ مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرتبط مفهوم الحسبة بمفهوم النصيحة أيضًا، على اعتبار أن النصيحة من أدوات المحتسب، وإحدى مراحل الحسبة، وتختلف الحسبة عن النصيحة في أن الأولى تعد وظيفة ومؤسسة عرفتها الدولة الإسلامية، والمحتسب هو صاحب هذه الوظيفة، المعين من قبل الدولة بأجر، أما في حالة النصيحة، فالأمر ليس كذلك، حيث إن النصيحة ليست وظيفة، وإنما هي مهمة يقوم بها الناصح، دون تكليف من جهة محددة، وإن كان هذا لا ينفي اتفاق الحسبة مع النصيحة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، من ناحية أخرى تتسم الحسبة بالقدرة العملية على التغيير، حيث إن المحتسب له سلطات تخوله منع الفساد والمنكر، بشكل قد لا يتوفر للناصح الذي تعد نصيحته - في الغالب - استشارية، قد يقبلها المنصوح، وقد يرفضها.والحسبة من حق كل مسلم، وفق شروطها، ولكنها في الخبرة الإسلامية تحولت إلى وظيفة ومؤسسة.
والمحتسب ينصح ولديه صلاحيات تنفيذية لتحويل نصحه إلى سلوك عملي، واختصاصاته أوسع نطاقًا من مجال عمل الناصح، والمحتسب يأخذ أجرًا، أما الناصح فلا يأخذه، والنصح عمل تطوعي، أما الاحتساب فهو عمل تكليفي في بعض الأحيان، والناصح لا ينتظر نتيجة نصحه، أما المحتسب فيتحرك بناء على نتيجة موقف الطرف الآخر.
المطلب الثالث
مفهوم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
بمراجعة معاني مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعاجم اللغوية يلاحظ أن المفهوم يتمحور حول[70]: الأمر بكل ما فيه الخير والصلاح، والنهي عما فيه الشر والفساد، بما يتفق مع أوامر ونواهي الشريعة.
ويعرفه الإمام الغزالي بأنه: "القطب الأعظم في الدين"[71].ويرى ابن تيمية أنه: "إذا كان جماع الدين وجميع الولايات هو أمر ونهي، فالأمر الذي بعث الله به رسوله، هو الأمر بالمعروف، والنهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر"[72].
ويرى البعض أن الأمر بالمعروف هو الأمر بكل ما ينبغي فعله أو قوله طبقًا لشريعة الإسلام، والنهي عن المنكر هو النهي عن كل ما ينبغي اجتنابه من قول أو فعل في هذه الشريعة[73].
ومن الدلالات السياسية لمفهوم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر":
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أساليب التعامل السياسي التي ترتبط درجة الحدة والشدة فيه بدرجات هذا المبدأ، فدرجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاثة، أدناها الإنكار بالقلب، ثم باللسان، ثم باليد[74]، ويمكن إجمال هذه الدرجات في: التعريف / الوعظ بالكلام اللطيف / السب والتعنيف / المنع بالقهر / التخويف والتهديد بالضرب[75].
2- يمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أشكال العلاقة بين العالِم والسلطة، من ناحية، وبين السلطة والرعية، من ناحية أخرى.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو نظام كامل يقوم عليه وجود الأمة كلها، بكل ما فيها من مؤسسات، فهو المبدأ السليم الذي به تستقيم أمورها، وينتصر فيه الحق على الباطل، ويرى فيه الحاكم أنه مراقب من كل فرد من أفراد الأمة، فلا يقدم على أي من الأمور إلا بعد أن يقلب فيه وجوه النظر[76]...
ومن أمثلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الخبرة الإسلامية:
- جاء في سياق إحدى خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: "... ما أعلم من عمل يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، ولا أعلم من عمل يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه..."[77].
- وأوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أسامة بن زيد وجيشه، فقال: "... لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تقعروا نخلًا، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا، إلا لمأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئًا بعد شيء، فاذكروا اسم الله عليها، وتلقون أقوامًا قد فحصوا أوساط رءوسهم، وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقًا..."[78].
- وكتب عثمان بن عفان رضي الله عنه، إلى الناس في الأمصار: "أن ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، ولا يذل المؤمن نفسه،..."[79].
العلاقة بين مفهوم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ومفهوم "النصيحة":
لكي نقف على شكل العلاقة بين كل من مفهومي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"النصيحة" سوف نفترض أن المفهوم الأول ينقسم إلى قسمين، أو يتدرج إلى درجتين، بينهما نوع من التمايز والتكامل في الوقت ذاته،"أمر" و"نهي"، و"معروف" و"منكر"، ومن ثم سوف فنحن بصدد علاقة ذات وجهين، الأول علاقة الأمر بالمعروف بالنصيحة، والآخر علاقة النهي عن المنكر بها.
في البداية ينبغي أن نؤكد أن جوهر المفهومين أي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"و"النصيحة"هو الإصلاح، أي أن هناك اتحادًا في جوهر كل منهما، والتقاء في الغاية والهدف.
أ- العلاقة بين الأمر بالمعروف والنصيحة:
كل من المفهومين يدعو إلى الإصلاح، ويفترض في القائم بهذه الدعوة التحلي باللين، والصبر والحلم... وكل من المفهومين يكاد يتضمن في الآخر، فالأمر بالمعروف لابد أن يحتوي على النصيحة، وكذلك النصيحة لا تتم إلا بأمر بمعروف، كما أن كلًا منهما قد يكون بالقول، أو بالعمل، أو بكليهما معًا، وقد يتضمن أسلوب الأمر بالمعروف بعض الحدة أحيانًا، ونفس الأمر في النصيحة، أيضًا، وهي حدة لا تتجاوز اللفظ، أي أنه لا تستعمل فيه الحدة العملية، كما هو الحال، أحيانًا، في النهي عن المنكر.
أما محور التمايز بينهما فهو درجة الإلزام، فالأمر بالمعروف يأخذ صورة أكثر إلزامًا من النصيحة، وذلك كما في وظيفة الحسبة مثلًا، والتي هي جزء من الأمر بالمعروف، كما أن القائم بالأمر بالمعروف يشترط فيه العديد من الصفات المؤهلة لأداء هذه المهمة، كالتكليف، والإيمان، والعلم بالمعروف والمنكر، والتمييز بينهما... ، وهذه الصفات أكثر تحديدًا من صفات الناصح.
ب- العلاقة بين النهي عن المنكر والنصيحة:
النهي عن المنكر هو القسم الآخر من الأمر بالمعروف، ولكنه قد يأخذ صورة أكثر عملية، وطابعًا أكثر حدة إذا لزم الأمر، فقد يصل الأمر في النهي عن المنكر إلى استعمال القوة لمنعه، وهكذا يعد كلًا من المفهومين -"النهي عن المنكر"و"النصيحة"- مشتركين في الغاية، وهي الإصلاح، ولكنهما مختلفان في الأسلوب الذي يتطلب الشدة - أحيانًا – في النهي عن المنكر، بينما لا يلزم هذا الأمر في مفهوم النصيحة التي هي بالحكمة والموعظة الحسنة.
خاتمة البحث
فيما يتعلق بتأصيل مفهوم النصيحة السياسية، يمكن استخلاص ما يلي:
يتسم مفهوم النصيحة بالثراء الشديد في دلالاته ومعانيه سواء في اللغة أو القرآن أو السنة، مما انعكس أيضًا في تنوع الدلالات السياسية للمفهوم، وجماع مفهوم النصيحة في اللغة والقرآن والسنة يتلخص في "إرادة الخير للمنصوح، وإخلاص النصح له"، ويتجلى مفهوم النصيحة السياسية بناءً على ذلك في الأدب السياسي الذي عرف بـ"أدب النصيحة"، وهو ذلك النوع من المؤلفات السياسية التي سعت إلى إرساء قيم أو النهي عن أخرى بهدف تمكين صاحب السلطة من القيام بدوره، والعمل على الإصلاح السياسي.
أما فيما يتعلق بالمفاهيم المستدعاة يلاحظ أن:
1- جميع المفاهيم التي تم استدعاؤها في سياق تناول مفهوم النصيحة تشترك في الهدف، وهو الإصلاح الذي يعد جوهر النصيحة، ولكنها تختلف في الأسلوب.
2- مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الذي تدور حوله هذه المفاهيم بما في ذلك مفهوم النصيحة.
3- هناك الكثير من الأمثلة التي شهدتها الدولة الإسلامية، والتي تعبر عن مفهوم النصح والمفاهيم الأخرى المستدعاة، وقد يكون المثال الواحد متضمنًا لأكثر من مفهوم.
قائمة المراجع
* تفاسير القرآن وشروح الحديث
1. ابن حجر العسقلاني، " المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية "، ( تحقيق) الأستاذ المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة، بيروت – لبنان، المجلد الثاني، د. ت.
2. --------------- ، "فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري"، دار المعرفة، بيروت – لبنان، 1379 هـ، الجزء الأول.
3. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"، دار الفكر، بيروت – لبنان ، 1405 هـ - 1984 م.
4. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، "صحيح البخاري" ، بحاشية السندي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء الأول، د. ت.
5. أبو عبد الله محمد الأنصاري القرطبي، "الجامع لأحكام القرآن"، دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية، صفر 1380 هـ - أغسطس 1960 م.
6. جلال الدين السيوطي، "أربعون حديثاً في قواعد الأحكام الشرعية ، وفضائل الأعمال والزهد"، ( تحقيق ) أحمد البزرة، علي رضا عبد الله، دار المأمون للتراث، (دمشق - بيروت)، الطبعة الأولى ، 1406 هـ - 1986م
7. زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي، "جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم"، دار الحديث، الطبعة الخامسة، 1400 هـ - 1980 م.
8. سيد قطب، "في ظلال القرآن"، دار الشروق، بيروت، الطبعة الشرعية الحادية عشرة، 1405 هـ - 1985 م.
9. عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير، "تفسير القرآن العظيم"، دار الحديث، القاهرة، الطبعة السابعة، 1414 هـ -1993 م.
10. محمد ناصر الدين الألباني، "صحيح الجامع الصغير وزيادته"، ( الفتح الكبير)، المكتب الإسلامي ( بيروت / دمشق )، الطبعة الثانية، 1406 هـ - 1986 م، المجلد الثاني.
11. صحيح مسلم بشرح النووي، دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى، 1407 هـ - 1987 م، الجزء الثاني، المجلد الأول.
* كتب:
1. ابن خلدون، "المقدمة"، دار القلم، بيروت – لبنان، الطبعة السادسة، 1406 هـ - 1986.
2. أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي، "الأحكام السلطانية والولايات الدينية" ، مراجعة د. محمد فهمي السرجاني، المكتبة التوفيقية، د.ت.
3. أبو العباس أحمد بن تيمية، "الحسبة ومسئولية الحكومة الإسلامية"، تحقيق صلاح عزام، مطبوعات الشعب، د.ت.
4. أبو حامد محمد الغزالي، "إحياء علوم الدين"، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.
5. أحمد زكي صفوت، "جمهرة خطب العرب"، القاهرة، مطبعة الحلبي، د. ت، ج– 1.
6. ----------------- ، "جمهرة رسائل العرب"، القاهرة، مطبعة الحلبي، الطبعة الثانية، 1391 هـ - 1971 م، ج – 1.
7. د. جابر قميحة، "المعارضة بين النظرية والتطبيق"، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، جماد ثان 1419 هـ - أكتوبر 1998 م .
8. جعفر الهادي، "معالم الحكومة الإسلامية - محاضرات الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني"، دار الأضواء، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1984م.
9. د. سمير عالية، " نظرية الدولة وآدابها في الإسلام "، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988م.
10. د. صبحي عبد المنعم محمد، " الحسبة في الإسلام بين النظرية والتطبيق - دراسة مقارنة"، دار رياض الصالحين ، الفيوم – مصر ، الطبعة الأولى، 1414 هـ - 1994 م.
11. ظافر القاسمي،"نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي"، الكتاب الأول: الحياة الدستورية، دار النفاس، بيروت – لبنان، الطبعة الخامسة، 1405 هـ - 1985 م.
12. د. عاصم أحمد عجيلة، " الفكر السياسي في الإسلام "، في د. عبد الملك عودة ( وآخرين )، " الثقافة الإسلامية "، منشورات جامعة صنعاء ، الطبعة الثانية 1407 هـ - 1986 م .
13. عبد القادر حسين، " الرسول صلى الله عليه وسلم واعظاً وبليغاً "، مكتب أوزيريس، د.ت.
14. عدنان النحوي، " ملامح الشورى في الدعوة الإسلامية"، السعودية – الدمام، دار الإصلاح، 1982 م .
15. عز الدين العلام، "السلطة والسياسة في الأدب السلطاني"، الدار البيضاء، إفريقيا الشرق، 1991 م.
16. علي زيعور،"ميادين العقل العملي في الفلسفة الإسلامية الموسعة ، الأخلاق والتربية – السياسة والاقتصاد – التدبير والآدبية"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت - لبنان ، الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2001م.
17. د. كمال عبد اللطيف، " في تشريح أصول الاستبداد – قراءة في نظام الآداب السلطانية"، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، نيسان (أبريل)، 1999م.
18. مجدي شحاتة محمد فايد، "الجهاد"، ضمن بحوث ودراسات إسلامية، الأعمال الفائزة في مسابقة مؤسسة اقرأ الثقافية، مؤسسة اقرأ الخيرية، دار الضياء، 1412 هـ - 1992م.
19. د. محمد سلام مدكور، "معالم الدولة الإسلامية"، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م .
20. د. محمد سليم العوا، "في النظام السياسي للدولة الإسلامية"، دار الشروق، الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1989 م
21. د. نيفين عبد الخالق مصطفى، "المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي"، مكتبة الملك فيصل الإسلامية، دار النمر للطباعة، الطبعة الأولى، ربيع الآخر 1400 هـ - يناير 1985م .
*معاجم لغوية ومعاجم
1. أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، "لسان العرب"، دار صادر، بيروت، د.ت.
2. أبو القاسم الحسين بن محمد، المعروف بالراغب الأصفهاني، "المفردات في غريب القرآن"، (تحقيق وضبط) محمد سيد كيلاني، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان ، ب. ت.
3. علي بن محمد بن علي الجرجاني ، "كتاب التعريفات" ، ( تحقيق ) إبراهيم الأبياري ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985م.
4. الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان (إعداد وترتيب)، "المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم"، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى – كانون الثاني ( يناير ) 1986.
5. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، "مختار الصحاح"، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر ، د.ت.
6. نديم مرعشلي، أسامة مرعشلي (إعداد وتصنيف)، "الصحاح في اللغة والعلوم"، معجم وسيط، دار الحضارة العربية، بيروت، الطبعة الأولى 1975.
7. مجمع اللغة العربية، معجم ألفاظ القرآن الكريم، دار الشروق، د. ت.
8. المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، عن الكتب الستة، وعن مسند الدارمي وموطأ مالك، ومسند أحمد بن حنبل، مطبعة بريل – مدينة ليدن ، 1967م، الجزء السادس.
9. المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، لاروس ، 1989م.
* رسائل علمية
1. د. سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل، "التجديد السياسي والخبرة الإسلامية، نظرة في الواقع العربي المعاصر"، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1987م.
* دوريات
1. د. عوض محمد عوض، "موجب الحسبة في الفقه الشرعي"، مجلة المسلم المعاصر، السنة 13، العددان 51، 52، 1988.
1. محمد شريف أحمد، "مفهوم الحكمة في ضوء القواعد الأصولية"، مجلة التجديد، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، السنة الرابعة، العدد السابع، فبراير 2000 م - ذو القعدة 1420هـ.
* مراجع أجنبية
1. James L. Wiser , " Political Philosophy " A History of the Search for Order , Prentic – Hall , INC. , Englewood Cliffs , New Jersey , 1983.
2. J .W . Allen , " A history of Political Thought in The Sixteenth Century" , London : Methuen, 1960 .
* انترنت
1. Machiavelli: Monster or Mastermind? http://ise.uvic.ca/Library/SLTnoframes/ideas/machiavelli.html
2. د.يوسف القرضاوي، موقع القرضاوي، 26/9/2007:
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5458&version=1&template_id=108&parent_id=15
3. ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، معارضة، 30 /1/2011:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9
*********
[1] نصح الشيء: خلص، والاسم النصيحة... انظر في تفصيل معنى النصيحة: ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، "لسان العرب"، دار صادر، بيروت، د.ت، المجلد الثاني، مادة نصح، ص ص 615 – 617، ص 962، و الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر د.ت، مادة نصح، ص 89.
[2] انظر في مفهوم النصيحة في القرآن الكريم: مجمع اللغة العربية،"معجم ألفاظ القرآن الكريم"، دار الشروق، د.ت، مادة نصح، ص662، الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان (إعداد وترتيب)،"المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم"، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى – كانون الثاني (يناير) 1986، مادة نصح، ص10، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني،"المفردات في غريب القرآن"، (تحقيق وضبط) محمد سيد كيلاني، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، د.ت، مادة نصح، ص 494.
[3] انظر: مجمع اللغة العربية،"معجم ألفاظ القرآن الكريم"، مرجع سابق، ص 662.
[4] انظر: القرطبي، أبو عبد الله محمد الأنصاري "الجامع لأحكام القرآن"، دار الكتب المصرية، الطبعة الثانية، صفر 1380 – أغسطس 1960، المجلد السابع، ص 179، وانظر أيضًا ما أورده الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير،"جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر، بيروت، لبنان 1405هـ - 1984م، المجلد الخامس (ج – 8)، ص 141، وانظر أيضا سيد قطب،"في ظلال القرآن"، دار الشروق، بيروت، الطبعة الشرعية الحادية عشرة، 1405هـ - 1985م، المجلد الثالث، ص 1269.
[5] انظر الطبري، مرجع سابق، المجلد الخامس (ج – 8)، ص 216، و ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل، "تفسير القرآن العظيم "، دار الحديث، القاهرة، الطبعة السابعة، 1414 هـ -1993 م، المجلد الثاني، ص 215، و سيد قطب، مرجع سابق، المجلد الثالث، ص ص 1310، 1311.
[6] انظر: الطبري، مرجع سابق، المجلد السادس ص 6، و ابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 223.
[7] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد التاسع، ص 28، و الطبري، مرجع سابق، (ج – 12)، ص 32، و ابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 425، و سيد قطب، مرجع سابق، المجلد الرابع، ص ص 1875 – 1876.
[8] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد الثالث عشر، ص ص 257 – 258، والطبري، مرجع سابق، المجلد الحادي عشر (ج-20)، ص 40، و ابن كثير، مرجع سابق، ص ص 368 – 369، وسيد قطب، مرجع سابق، المجلد الخامس، ص 2680.
[9] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد السابع، ص 234، و الطبري، مرجع سابق، المجلد الخامس، (ج – 8)، ص 214، وابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 214، و سيد قطب، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 1309.
[10] انظر: الطبري، مرجع سابق، المجلد الحادي عشر ج – 20، ص 50،و ابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثالث، ص 370، وسيد قطب، مرجع سابق، المجلد الخامس، ص 2685.
[11] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد السابع، ص 242،و الطبري، مرجع سابق، المجلد الخامس (ج – 8)، ص 234، وابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 220، وسيد قطب، مرجع سابق، المجلد الثالث، ص 1314.
[12] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد الثامن، ص ص 226 – 227، و الطبري، مرجع سابق، المجلد السادس (ج – 10)، ص 211، و ابن كثير، مرجع سابق، ص ص 364 – 365، و سيد قطب، مرجع سابق، المجلد الثالث، ص 1685.
[13] انظر: القرطبي، مرجع سابق، المجلد التاسع، ص 138، و الطبري، مرجع سابق، المجلد السابع (ج – 12)، ص ص 157 – 158، وابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثاني، ص 452، وسيد قطب، مرجع سابق، المجلد الرابع، ص 1974.
[14] انظر: ابن كثير، مرجع سابق، المجلد الثالث، ص ص 545، 546.
[15] انظر: ابن كثير، مرجع سابق، المجلد الرابع، ص ص 79 – 82.
[16] انظر: نفس المصدر، ص 80.
[17] من الأحاديث التي ورد فيها مفهوم النصيحة باللفظ والمعنى:"وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"، ومنها أيضًا:"الدين النصيحة"...0 أنظر: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، عن الكتب الستة، وعن مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحمد بن حنبل، مطبعة بريل – مدينة ليدن، 1967 م، مادة نصح، الجزء السادس، ص ص 458 – 459.
[18] من الأحاديث التي تناولت مفهوم النصيحة بالمعنى دون استخدام مادة نصح:"المستشار مؤتمن"، (وهو حديث صحيح عن أبي هريرة وعن أم سلمة وابن مسعود)...، انظر: محمد ناصر الدين الألباني،"صحيح الجامع الصغير وزيادته"(الفتح الكبير )، المكتب الإسلامي (بيروت / دمشق )، الطبعة الثانية، 1406 هـ - 1986 م، المجلد الثاني، ص 1136.
[19] ذكر أبو داود، أن هذا الحديث، أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه،...، انظر: زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين بن أحمد بن رجب الحنبلي البغدادي،"جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم"، دار الحديث، الطبعة الخامسة، 1400 هـ - 1980 م، ص ص 93– 94، وللمزيد حول شرح الحديث راجع:د.يوسف القرضاوي، موقع القرضاوي، 26/9/2007:
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=5458&version=1&template_id=108&parent_id=15
[20] أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري،"صحيح البخاري"، بحاشية السندي، دار إحياء الكتب العربية، الجزء الأول، ص ص 20 – 21.
[21] صحيح مسلم بشرح النووي، دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولي 1407 هـ- 1987 م، الجزء الثاني، المجلد الأول، ص ص 36 – 41.
[22] أخرجه البخاري في"التاريخ الصغير"(2 / 35 )، ومسلم (55 )، وانظر: جلال الدين السيوطي،"أربعون حديثا في قواعد الأحكام الشرعية، وفضائل الأعمال والزهد"، تحقيق أحمد البزرة، وعلي رضا عبد الله، دار المأمون للتراث، (دمشق / بيروت )، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1986 م، ص ص 29 – 30.
[23] ابن حجر العسقلاني، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، تحقيق الأستاذ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي، دار المعرفة، بيروت – لبنان، المجلد الثاني، ص ص 172 – 173.
[24] محمد ناصر الدين الألباني، مرجع سابق، المجلد الأول، ص 333 0 (الحديث صحيح عن تميم الداري، وعن أبي هريرة، وابن عباس ).
[25] نفس المصدر، ص 460. (والحديث صحيح عن ابن عمر ).
[26] انظر في شرح الحديث: ابن رجب الحنبلي، مرجع سابق، ص ص 93 – 99، وجلال الدين السيوطي، مرجع سابق، ص 30.
[27] انظر: ابن رحب الحنبلي، مرجع سابق، ص 97.
[28] د. عبد القادر حسين،"الرسول صلى الله عليه وسلم واعظًا بليغًا"، مكتب أوزيريس، د. ت، ص ص 207 – 208، وانظر: صحيح مسلم، مرجع سابق، ص ص 37 – 40، وابن حجر العسقلاني،"فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري"، دار المعرفة، بيروت – لبنان، 1379 هـ - الجزء الأول، ص ص 137 – 140.
[29] عدنان النحوي،"ملامح الشورى في الدعوة الإسلامية"، السعودية: الدمام: دار الإصلاح، 1982 م، ص ص 71 – 72.
[30] ابن رجب الحنبلي، مرجع سابق، ص 95.
[31] المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، مرجع سابق، مادة نصح، ص 458.
[32] عز الدين العلام، السلطة والسياسة في الأدب السلطاني، الدار البيضاء، إفريقيا الشرق، 1991م، ص 5.
[33] د. كمال عبد اللطيف، " في تشريح أصول الاستبداد – قراءة في نظام الآداب السلطانية "، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، نيسان (أبريل )، 1999م، ص 52.
[34] عز الدين العلام، مرجع سابق، ص 19، د .كمال عبد الطيف، مرجع سابق، ص 52.
[35] عز الدين العلام، مرجع سابق، ص 20.
[36] نفس المصدر، ص 20.
[37] ربط الفكر السياسي الإسلامي بين الأخلاق والسياسة، في حين فصل مكيافيللي كممثل للفكر الغربي بينهما، فقد سخر مكيافيللي الأخلاق للسياسة، وجعلها تتلون معها لخدمة مصلحة واحدة هي، توحيد إيطاليا، ولو كانت الوسيلة غير أخلاقية، وهو ما يعبر عنه مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي نادى به مكيافيللي في نصائحه للأمير، ويرى الفكر السياسي الإسلامي أن وسيلة تحقيق الهدف لابد أن تكون أخلاقية، حيث يستند هذا الفكر إلى القرآن والسنة كمرجعية تحكم توجهاته، ومن ثم كان التوكيد على الجانب الأخلاقي في السياسة، ومن ثم كان اختلاف التوجهين. حول تحليل أهم آراء مكيافيللي السياسية في ضوء عصره، انظر:
J.W. Allen ,"A history of Political Thought in The Sixteenth Century", London: Methuen, 1960 , p p. 447 – 494.
وحول كتاب الأمير وأهميته ضمن مؤلفات مكيافيللي، وأهم ما ورد به من مبادئ سياسية، انظر:
James L. Wiser ,"Political Philosophy" A History of the Search for Order , Prentic – Hall , INC. , Englewood Cliffs , New Jersey , 1983 , p p.134 – 143.
Machiavelli: Monster or Mastermind? http://ise.uvic.ca/Library/SLTnoframes/ideas/machiavelli.html
[38] د. كمال عبد اللطيف، مرجع سابق، ص 52.
[39] عز الدين العلام، مرجع سابق، ص 21.
[40] نفس المصدر، ص ص 21 – 22.
[41] عز الدين العلام، مرجع سابق، ص 22 – 23.
[42] انظر: د. كمال عبد اللطيف، مرجع سابق، ص ص 53 – 54.
[43] د. كمال عبد اللطيف، مرجع سابق، ص 55.
[44] د. علي زيعور،"ميادين العقل العملي، في الفلسفة الإسلامية الموسعة (الأخلاق والتربية – السياسة والاقتصاد – التدبير والآدابية"، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1412 هـ - 2001 م، ص ص 48 – 49.
[45] انظر: محمد شريف أحمد،"مفهوم الحكمة في ضوء القواعد الأصولية"، مجلة التجديد، الجامعة الإسلامية بماليزيا، السنة الرابعة، العدد السابع، فبراير 2000 م، ذو القعدة 1420 هـ، ص 67.
[46] حول مفهوم المعارضة، انظر:المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، لاروس، 1989م، مادة عرض، ص 832، ونديم مرعشلي، أسامة مرعشلي، الصحاح في اللغة والعلوم"، معجم وسيط، دار الحضارة العربية، بيروت، الطبعة الأولى 1975، مادة عرض، ص ص 723 – 727.
[47] د. جابر قميحة،"المعارضة بين النظرية والتطبيق"، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، جماد ثان 1419 هـ - أكتوبر 1998 م، ص 51.
[48] د. نيفين عبد الخالق مصطفى،"المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي"مكتبة الملك فيصل الإسلامية، دار النمر للطباعة، الطبعة الأولى، ربيع الآخر 1400 هـ - يناير 1985 م، ص 12.
[49] ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، معارضة، 30 /1/2011:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9
[50] د. عاصم أحمد عجيلة،"الفكر السياسي في الإسلام"في د. عبد الملك عودة (وآخرين )،"الثقافة الإسلامية"، منشورات جامعة صنعاء، الطبعة الثانية، 1407 هـ - 1986 م، ص 179.
[51] انظر: د.نيفين عبد الخالق، مرجع سابق، ص ص 26 – 38.
[52] د. محمد سلام مدكور، "معالم الدولة الإسلامية"، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م، ص ص 189 – 190.
[53] نفس المصدر، ص 192.
[54] د. سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل،"التجديد السياسي والخبرة الإسلامية، نظرة في الواقع العربي المعاصر"، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1987 م، ص 759.
[55] حول الحسبة في الإسلام، فكرا وحركة، انظر: د. صبحي عبد المنعم محمد، الحسبة في الإسلام بين النظرية والتطبيق، (دراسة مقارنة )، دار رياض الصالحين، الفيوم – مصر، الطبعة الأولى، 1414 هـ - 1994 م، ص 33.
[56] انظر في مفهوم الحسبة: ابن منظور، مرجع سابق، المجلد السابع، مادة حسب، ص 317، ونديم مرعشلي، أسامة مرعشلي، ( إعداد وتصنيف )، مرجع سابق، مادة حسب، ص 201،والمعجم العربي الأساسي، مرجع سابق، مادة حسب، ص 315.
[57] أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي،"الأحكام السلطانية والولايات الدينية"، مراجعة د. محمد فهمي السرجاني، المكتبة التوفيقية، د.ت، ص 270.
[58] ابن خلدون،"المقدمة"، دار القلم، بيروت – لبنان، الطبعة السادسة، 1406 هـ - 1986 م، ص 225.
[59] أبو حامد محمد بن محمد الغزالي،"إحياء علوم الدين"، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت، المجلد الثاني، ص 339.
[60] د. عوض محمد عوض،"موجب الحسبة في الفقه الشرعي"، مجلة المسلم المعاصر، السنة 13، العددان 51، 52، 1988م، ص19.
[61] د. محمد سلام مدكور، مرجع سابق، ص 367.
[62] د. صبحي عبد المنعم محمد، مرجع سابق، ص 18.
[63] انظر: جعفر الهادي،"معالم الحكومة الإسلامية"(محاضرات الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني )، دار الأضواء، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1984 م، ص ص 334 – 335.
[64] انظر: د. محمد سلام مدكور، مرجع سابق، ص 369.
[65] انظر: د. جابر قميحة، مرجع سابق، ص 72.
[66] الفضل شلق، مرجع سابق، ص 174.
[67] د. محمد سلام مدكور، مرجع سابق، ص 369.
[68] د. عاصم عجيلة، مرجع سابق، ص 177.
[69] د. سمير عالية، " نظرية الدولة وآدابها في الإسلام "، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1408 هـ - 1988م، ص 59.
[70] الأمر بالمعروف – في اللغة – هو الإرشاد إلى المراشد المنجية، والنهي عن المنكر هو الزجر عما لا يلائم في الشريعة.. انظر: علي بن محمد بن علي الجرجاني، "كتاب التعريفات"، ( تحقيق ) إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1405 هـ - 1985م، ص 54.
[71] أبو حامد الغزالي، مرجع سابق، ص 333.
[72] ابن تيمية، أبو العباس أحمد،"الحسبة ومسئولية الحكومة الإسلامية"، تحقيق صلاح عزام، مطبوعات الشعب، د. ت، ص 13.
[73] د. محمد سليم العوا،"في النظام السياسي للدولة الإسلامية"، دار الشروق، الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1989 م، ص 155.
[74] نفس المصدر، ص 174، وانظر أيضا: د. جابر قميحة، مرجع سابق، ص 76.
[75] مجدي شحاتة محمد فايد،"الجهاد"، ضمن بحوث ودراسات إسلامية، الأعمال الفائزة في مسابقة مؤسسة اقرأ الثقافية، مؤسسة اقرأ الخيرية، دار الضياء، 1412 هـ - 1992 م، ص 103.
[76] ظافر القاسمي،"نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي"، الكتاب الأول: الحياة الدستورية، دار النفاس، بيروت – لبنان، الطبعة الخامسة، 1405 هـ - 1985 م، ص ص 101 – 102.
[77] د. أحمد زكي صفوت،"جمهرة خطب العرب"، القاهرة، مطبعة الحلبي، د. ت، ج – 1، ص 150.
[78] نفس المصدر، الجزء الأول، ص 187.
[79] د. أحمد زكي صفوت،"جمهرة رسائل العرب"، القاهرة، مطبعة الحلبي، الطبعة الثانية، 1391 هـ - 1971 م، ج – 1، ص 260.