بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
النمذجة هي إحدى العمليات الهامة في عملية تعديل السلوك الإنساني وتقويمه وهى عملية تغيير للسلوك نتيجة ملاحظة سلوك شخص أخر وهذه العملية أساسية في معظم مراحل التعلم الإنساني لأننا نتعلم معظم سلوكياتنا من خلال ملاحظة سلوك الآخرين وتقليدهم، بل لا نكون متجاوزين أذا قلنا أنها العملية الأهم في تعليمنا جمعيا معظم ما تعلمناه , فغالباً ما يتأثر سلوك الطفل بملاحظة سلوك الأفراد الآخرين، فالطفل يتعلم العديد من الأنماط السلوكية مرغوبة كانت أو غير مرغوبة ، من خلال ملاحظة الآخرين, فالملاحظة من الوسائل الهمة المباشرة و غير المباشرة التي يتم فيها تعديل السلوك الفردي بشكل مقصود أو بشكل ذاتي أو عفوي (1).
ويسمى التغيير في سلوك الأطفال الذي ينتج عن ملاحظته لسلوك الآخرين في علم النفس بالنمذجة (Modeling ) ومن المهم جداً معرفة أن وظائف النمذجة أو التقليد لا تقتصر على اكتساب سلوكيات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، أو تعديل السلوك القديم ، بل يمكن تعليم السلوك الاجتماعي الجيد من خلال المراقبة لحالات متنوعة .لذا يجب أن نكون منتبهين دائماً إلى أهمية تقديم نماذج من السلوك المرغوب لأن الأطفال يتأثرون بما يشاهدون . فمثلاً يتعلم الطفل حب القراءة ويهتم بها أذا شاهد والده يقرأ كثيراً في المنزل، وكثيراً ما تكون عملية التعلم بالتقليد أو النمذجة عملية عفوية لا حاجة لتصميم برامج خاصة لحدوثها بالنسبة للطفل العادي فالطفل الصغير نجده يشاهد الأب في مواقف عديدة كالصلاة أو طريقة ارتداء الملابس ويقوم بتقليد نموذج الأب وكذلك الفتاة تقوم بتقليد نموذج الأم , بل أن الفرد في مرحلة المراهقة يقوم باتخاذ نموذج لممثل أو لاعب كرة أو شخص شهير ويقوم بتقليد قصة الشعر الخاصة به أو طريقة ارتداءه للملابس حتى المواقف الاجتماعية يتعلمها الفرد من خلال التعلم بالنموذج فالفرد يتعلم كيف يسلك في المواقف الاجتماعية المختلفة من خلال مشاهدته لنموذج الأب أو الأم والمعلم و المعلمة والمشاهير وغيرهم .
في هذا السياق يأتي هذا البحث الذي يتناول بالدراسة و التحليل موضوع النمذجة حيث سأتناولها من خلال توضيح مفهومها و أهميتها و أشكالها وأنواعها و العوامل المؤثرة فيها و خطوات تطبيقها .
والله الموفق.
مفهوم النمذجة:
إن معظم أنماطنا السلوكية يتم اكتسابها عن طريق النمذجة , فمن الشائع ظهور نمط تقليد السلوك من قبل الاخرين فالطفل يقلد دور والده و الطالب يقلد دور معلمه , والمراهق يقلد دور اللاعب الأكثر شهرة (1), وهذه الأنماط السلوكية المكتسبة قد تكون سلوكيات مرغوبة أو سلوكيات غير مرغوبة(2) يتم اكتسابه من خلال ملاحظة المتعلم لسلوك الأنموذج و تقليده(3) .
و يعرف العثمان النمذجة بأنها عملية موجهة تهدف إلى تعليم الفرد كيف يسلك وذلك من خلال الايضاح , أو هي :" التغيير الذي يحدث في سلوك الفرد نتيجة لملاحظته لسلوك الآخرين (4)" .
ويوضح كازدين (kazdin 2001 ) أسلوب النمذجة كأسلوب من أساليب تعديل السلوك على أنه إجراء يتضمن تعلم استجابات جديدة عن طريق ملاحظة الأنموذج أو تقليده ,زقد يحدث التعلم دون أن تظهر على الفرد استجابات متعلمة فورية بل قد تحدث فيما بعد .(5)
أهمية النمذجة:
النمذجة هي عملية تغير السلوك نتيجة ملاحظة سلوك الآخرين. وهذه العملية أساسية في معظم مراحل التعلم الإنساني لأننا نتعلم معظم الاستجابات من ملاحظة الآخرين وتقليدهم. وكثيرا ما تكون عملية التعلم بالتقليد أو النمذجة عملية عفوية لا حاجة لتصميم برامج خاصة لحدوثها. ولكن هذا صحيح بالنسبة للأشخاص المعوقين وبخاصة ذوي الإعاقات الشديدة، منهم كثيرا ما يعانون من عجز عن التقليد ولذا على معلميهم والقائمين على تنشئتهم تعليمهم مهارات التقليد.
وغالبا ما يلجأ معدلو السلوك إلى هذا الأسلوب عندما يخفق الشخص المعوق في الاستجابة للتعليمات اللفظية. وفي الواقع، فالنمذجة نوع خاص من المثيرات التلقينية يوضح فيه معدل السلوك للشخص كيف يؤدي السلوك. وفي هذه الحالة فإن الشخص يكون ملاحظا (Observer) ومعدل السلوك يكون نموذجا (Model).
وفي التدريب على التقليد يقوم معدل السلوك بما يلي:
(1) الفوز بانتباه الملاحظ.
(2) تقديم تعليمات لفظية للملاحظ.
(3) تأدية السلوك المراد من الملاحظ تقليده.
(د) البدء بسلوك بسيط نسبيا واستخدام التلقين الجسدي عند الحاجة.
(4) تعزيز الملاحظ عند تقليد السلوك المنمذج بنجاح(1).
والنمذجة تعمل على إتاحة نموذج سلوكي مباشر ( شخص ) للمتدرب ، حيث يكون الهدف توصيل معلومات حول لنموذج السلوكي المعروض للمتدرب بقصد إحداث تغيير في سلوكه وإكسابه سلوكاً جديداً .
ويستخدم أسلوب النمذجة في التدريب على المهارات الاستقلالية مثل :
ارتداء الملابس ، تنظيف الأسنان ، الضبط الذاتي .
ويلعب النموذج الحي دوراً مع الأطفال المعاقين ، حيث يحب الطفل عادة التقليد ويجد متعة فيه ، فعن طريق التقليد يتعلم الطفل .فالمعاق يحتاج للتقليد أكثر من غيره من الأطفال ، وعلى المعلم أو المعلمة أن تقوم بالسلوك الذي ترغب في تعليمه بشكل واضح وببطء وعدد من المرات حتى يستطيع الطفل تقليده وإعادته .
و تقدم النمذجة العديد من الفوائد ومن أبرزها:
1- أنها تعلم سلوكيات جديدة / تشكيل سلوك من خلال ملاحظة النموذج.
2- أنه تعلم سلوكيات مكتسبة – تعلم سلوكيات في ظروف طبيعية- أي أنها ظروف ليست اصطناعية وتحدث بين الأفراد الطبيعيين في المجتمع أو من خلال وسائل الاعلام المسموعة و المرئية .
3- تعلم التمييز والحكم على السلوك , بمعنى من خلال عرض نماذج السلوك الايجابية و السلبية(1).
أشكال وأنواع النمذجة:
تأخذ النمذجة اشكالا وأنواعا متعددة ويمكن القيام باستعراضها على النحو التالي:
1- النمذجة الحية : وهي تعني قيام النموذج بتأدية السلوك المستهدف أمام الشخص الذي يريد تعليمه السلوك المستهدف. و هنا لا يطلب من الفرد تأدية سلوكيات الأنموذج وإنما مجرد مراقبتها فقط (2).
2- النمذجة المصورة أو الرمزية : وهي أن يقوم الشخص المراد تعليمة بمراقبة سلوك النموذج من خلال الأفلام أو القصص أو الكتب أو وسائل أخرى وهذا الأنموذج يمكن استخدامه أكثر من مرة في الجلسات الارشادية والعلاجية.
3- النمذجة من خلال المشاركة: و هي تعني قيام المسترشد بمراقبة النموذج الحي وتأدية سلوكه المراد تعليمه بمساعدة المعززات المرغوبة والتشجيع من قبل المرشد إلى أن يؤدي الاستجابة الصحيحة بمفرده.
4- النمذجة الضمنية (الخفية) : فقد يواجه المسترشد مشكلات بسبب نقص المهارة لديه , حيث تكون هذه المهارة على درجة عالية من الصعوبة بحيث لا يستطيع المعالج أدائها , بالإضافة إلى وجود صعوبة لدى المعالج في توفير عدد متنوع من النماذج لتعليم المسترشد .
ولحل هذه المشكلات الفنية والأدائية يمكن لنا الاعتماد على ذاكرة وقدرة المسترشد التخيلية حيث يتخيل المسترشد نماذج تقوم بالسلوكيات التي يرغب المرشد أن يطورها لدى المسترشد , ومن ثم يعمل على تأدية هذا السلوك بشكل فعلي حيث يتم الاعتماد على القدرات الادراكية والتخيلية في أداء عملية النمذجة .
ولا تتطلب النمذجة الخفية أي نماذج أدائية ظاهرة أو عمليات انتباه , فيكفي الفرد أن يتخيل نموذج ما يقوم بأداء السلوك المطلوب, و عليه تمتاز النمذجة الخفية بانه أقل كلفة بالمال و الوقت و الجهد مقارنة بأنواع النمذجة الأخرى و بالطبع تلعب عوامل قدرة الفرد على التخيل وفهمه التام لإجراءات النمذجة ومراحلها دورا في التأثير على نتائج النمذجة الخفية(1).
5- النمذجة المباشرة أو الصريحة : ( وهي تجمع بين النمذجة الحية و النمذجة المصورة ) حيث توجد قدوة فعلية أو شخص يؤدي النموذج السلوكي المطلوب إتقانه أو قدوه رمزية من خلال فيلم أو مجموعة من الصور المسلسلة بطريقة تكشف عن خطوات أداء السلوك أو يقوم النموذج بهذا السلوك في مواقف فعلية أو رمزية .
6- الذات كنموذج:
جميع انواع النمذجة السابق عرضها تتضمن رؤية الفرد لنموذج , يقوم بأداء السلوك أما في النمذجة الذاتية فتقوم عملية النمذجة على أن يؤدي الفرد دور النموذج في أداء السلوك .
ويلعب النموذج الحي دوراً مهماً للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بوجه خاص. لذا يجب على الأبوين أن يحسنا سلوكهما ويحرصا على انتقاء الألفاظ بدقة ، وأن يحرصا على آداب السلوك لأن الأطفال سيقلدون الوالدين ، ويتعلم الأطفال السلوك الذي يشاهدونه أكثر من الذي يسمعونه عن طريق النموذج مع تقديم الإيماءات والإيحاءات للطفل .
وفي المؤسسات التربوية التعليمية هنا يجب على المعلم أن يقوم بالسلوك أمام الطفل المعاق بشكل واضح وببطء وبشكل متكرر حتى يستطيع أن يعيده ويقلده ، مع منح تعزيز على كل جزء من الأداء الصحيح الذي ينجح في القيام به كنوع من التعزيز والتدعيم الايجابي المباشر .
ومن التجارب التي قارنت بين النمذجة الحية و النمذجة الرمزية التجربة التي قام بها باندورا وبلانجارد ورتر(1969م) لتقليل الشعور بالخوف من الثعابين لعينة من المراهقين و الراشدين كانوا يخشون القيام ببعض الأنشطة لارتباطها بوجود الثعابين , وانتهت الدراسة بعد تطبيق معايير معينة تستهدف تقليل الشعور بالخوف من الثعابين بالإشارة إلى أن التغيرات السلوكية الحاصلة ارتبطت بشكل إيجابي لتغييرات في قلق العينة واتجاههم نحو الثعابين(1).
العوامل التي تزيد من فعالية النمذجة :
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فعالية النمذجة مثل:
1- إجراء عملية تقييم لسلوك الطفل المعاق فى عملية التقليد قبل البدء فى استخدام فنية التعلم بالنموذج حتى نبدأ من السلوك الأخير الذي وصل إليه الطفل فى عملية التقليد فنرى هل الطفل لا يقلد مطلقا ام يقلد الإشارات البسيطة أم وصل لمدى ابعد من ذلك حتى نستطيع أن نحدد إمكانية الطفل المعاق فى عملية التعلم بالنموذج.
2- قدرة الملاحظ على الانتباه : فمن المهم العلم بان أول خطوات النمذجة الانتباه , فإنه على الأغلب سيكتسب السلوك المراد نمذجته , و يمكن للمعالج الاسهام في زيادة الانتباه من قبل الفرد للنموذج من خلال التلقين اللفظي واستخدام نموذج ذو أثر وجاذبية للفرد, , وفيما يتعلق بانتباه الطفل المعاق للنموذج وهنا وقبل البدء في عملية التعلم بالنموذج لابد من تنمية عملية الانتباه التي هي في الغالب ضعيفة وينبغي التركيز على النماذج التي ترى من خلال العين حيث أن الانتباه البصري يكون في الغالب مرتفع لدى الطفل المعاق.
3- دافعية الملاحظ: إن الانتباه للسلوك و إتقانه لا يعني ممارسة من قبل الفرد فكلما كان الفرد يمتلك دافعية قوية للأداء كلما كان ذلك أفضل . و يمكن زيادة دافعية الفرد لأداء السلوك من خلال ارتباط الأداء بنواتج إيجابية.
4- القدرة على أداء السلوك , فقد يتطلب الأمر من الفرد امتلاك الحد الأدنى من القدرات الجسمية لأداء السلوك بشكل ناجح , وحال وجود بعض الصعوبات يمكن للمعالج أن يقسم المهارة لأجزاء صغيرة يسهل إتقانها مع وجود تشجيع و تعزيز واضح للفرد.
كما ينبغي أن نراعى مقدرة الطفل المعاق الجسمية على تقليد سلوك النموذج فهناك العديد من الأطفال المعاقين تعانى من ضعف فى العضلات الدقيقة أو العضلات الكبيرة وهنا يجب على المعالج السلوكي أن يلاحظ ذلك ولابد للمعالج السلوكي من قياس مقدرة الطفل على الاستمرار بتأدية السلوك بعد اكتسابه وفى مواقف متعددة حيث يعانى الطفل المعاق من مشكلة تعميم السلوكيات التي تعلمها وبالتالي لابد من التأكد من أن الطفل قد أتقن المهارة أو السلوك وانه قادر على تعميم السلوك فى مواقف مختلفة حتى يتم الانتقال الى المهارة التي تلي هذه المهارة.
واخيرا ينبغي الحرص على عدم الانتقال من تدريب الطفل على سلوك اخر الا بعد التأكد من اتقانه للسلوك السابق عليه(1) .
مراحل عملية النمذجة:
هناك أربعة مراحل تمر بها عملية النمذجة وفقا لما أشار إليه بانادورا وهي:
1- عملية الانتباه :
فلا بد للفرد من الملاحظ الانتباه لسلوك وأداء النموذج , فلا يكفي حدوث السلوك المراد نمذجته أمام الفرد لاكتسابه , و أنما لابد من توافر عملية الانتباه للسلوك.
2- عمليات الاحتفاظ والذاكرة :
فبعد الانتباه لابد من تخزين المعلومات المرتبطة بالأداء , والعمل على استدعائها وتذكرها حيث تتم إجراء عمليات ترميز وتصنيف للأداء السلوكي المراد نمذجته.
3- ترجمة السلوك الفعلي :
وهذا يتطلب وجود قدرات لدى الفرد للقيام بالمهارة الحركية أحيانا قد تكون المهارة الحركية أكثر تعقيدا مثل مهارة قيادة الدراجة الهوائية مما يدخل الفرد في العديد من التعقيدات السلوكية مثل التوازن وتوجيه الحركات والتوقف و يمكن تجزئة هذه المهارات بشكل يستطيع الفرد القيام بها بشكل جزئي بدلا من القيام بها دفعة واحدة, ولابد للمعالج أن يعمل على تقديم التغذية الراجعة حول أداء الفرد الفعلي للمهارة وتعزيز الأداء الناجح .
4- عمليات الدافعية :
بالرغم من وجود الانتباه منقبل الفرد للنموذج وتقديم المعلومات الأساسية حول المهارة من قبل الملاحظ إلا أن هذا لا يعني أن الملحظ سيقوم بأداء المهارة أو الاستمرار في أدائها , لوجود عوامل تتحكم في الأداء , ولا سيما عوامل الدافعية . فقد يحجم احد الأفراد عن أداء المهارة لتوقعه التعرض لمثيرات منفرة أو مؤذية بعد أدائه للسلوك أو المهارة فإنهم سيكونون أكثر ميلا لأدائها في المواقف المماثلة ,وهذا ما يطلق عليه اسم عمليات الدافعية في النمذجة.
وفي ضوء ما سبق فإن خطوات النمذجة تتمثل في:
1- وصف للأداء و السلوك النهائي (مهارة التحدث أمام الآخرين).
2- اختيار النموذج المطلوب اعتمادا على خصائص الفرد , طبيعة السلوك المراد نمذجته.
3- أداء النموذج للسلوك مع انتباه الملاحظ للسلوك.
4- مساعدة المرشد على تقليد الأداء المقدم من قبل النموذج مع الاستمرار في تقديم الدعم والتغذية الراجعة والتعزيز.
5- تشجيع المسترشد على أداء السلوك بشكل مستقل داخل الجلسة العلاجية.
6- ممارسة السلوك ضمن المواقف الحياتية (1).
الاستخدامات والتطبيقات العلاجية للنمذجة:
لقد تم استخدام النمذجة في علاج العديد من المشكلات السلوكية مثل العدوانية , القلق , تعليم اللغة للصم , تكوين المهارات الاجتماعية , السلوك القهري , العزلة الاجتماعية , الغضب , المخاوف المرضية , وغيرها من المشكلات السلوكية .
الأهداف المقصودة من استخدام النمذجة:
بشكل عام يمكن استخدام أسلوب النمذجة لتحقيق العديد من الهداف ويهي:
1- تدريب الفرد على الاستجابات الاجتماعية المناسبة مثل استخدام الاشارات والاتصال البصري الدائم والتحكم في نبرات الصوت.
2- تدريب الفرد على التعبير الحر عن المشاعر حسب متطلبات الموقف مثل التدريب على التراضي , أو القدرة على الاستجابة بالغضب أو الاعجاب بالود.
3- تدريب الفرد على الدفاع عن حقوقه دون أن يصبح عدوانيا وذلك من خلال :
- تدريبه على التمييز بين العدوان و تأكيد الذات.
- تدريبه على التمييز بين الخضوع و تأكيد الذات.
- استعراض نماذج لمواقف مختلفة.
- تدريبه على تشكيل السلوك بشكل تدريجي حتى يصل إلى السلوك المطلوب.
- التدعيم الايجابي لمظاهر السلوك الدالة على تأكيد الذات.
- علاج الاستجابات العدوانية والعدائية .
- تشجيع الفرد على الاستمرار في التغيرات الايجابية التي اكتسبها تحت إشراف المعالجين و ترجمتها إلى أهداف حية(1).
بعض الأمثلة التطبيقية عن النمذجة :
يقدم معدل السلوك نماذج معينة يقوم الطفل أو الفرد بمراقبتها وذلك عن طريق ما يسمى بالنمذجة الحية حيث يقوم النموذج بأداء السلوك المراد تعلمه على مرأى من الطالب ويقوم الطالب بمراقبة ذلك السلوك والعمل على تقليده مثال :
ـ النمذجة الرمزية أو المصورة :
حيث يعرض سلوكا لنموذج من خلال الأفلام أو المواقف المصورة ثم يقوم الطالب بملاحظة السلوك المصور وتقليده .
ـ النمذجة بالمشاركة :
حيث يقوم الطفل بمراقبة النموذج ويقوم بتقلده فعلا بمساعدة النموذج ثم يؤديه بمفرده في مواقف مختلفة .
مثال :
إذا أراد المربى أن يعلم طالب الانضباط الصفي أو النظافة أو المشاركة أو القيام بالواجبات المدرسية فانه يعمد إلى نقله إلى جانب طالب آخر مجد ومحبب له ويعتبره نموذجا له فيلاحظه ويقتدي به ويتعلم منه السلوكيات المرغوبة .
الخاتمة
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات و الصلاة والسلام على نبينا محمد و بعد . فقد استعرضت فيما سبق أحد الأساليب المهمة المستخدمة في تعديل السلوك الانساني , حيث تناولت أسلوب النمذجة بالشرح والتوضيح من خلال توضيح مفهومها و أهميتها و أشكالها وأنواعها و العوامل المؤثرة فيها و خطوات تطبيقها .
وفي ختام هذا البحث أخلص إلى القول بأن النمذجة هي إحدى العمليات الهامة في عملية تعديل السلوك الإنساني وتقويمه وهى عملية تغيير للسلوك نتيجة ملاحظة سلوك شخص أخر , و تبين أن النمذجة تعد عملية أساسية في معظم مراحل التعلم الإنساني لأننا نتعلم معظم سلوكياتنا من خلال ملاحظة سلوك الآخرين وتقليدهم، فغالباً ما يتأثر سلوك الطفل بملاحظة سلوك الأفراد الآخرين , ومن المهم جداً معرفة أن وظائف النمذجة أو التقليد لا تقتصر على اكتساب سلوكيات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، أو تعديل السلوك القديم ، بل يمكن تعليم السلوك الاجتماعي الجيد من خلال المراقبة لحالات متنوعة .
قائمة المراجع
1- إبراهيم عبد الله العثمان , بناء وتعديل سلوك الأطفال , إثراء للنشر والتوزيع , عمان , 2011م .
2- جلال كايد ضمرة و آخرون , تعديل السلوك , دار صفاء , عمان , 1428ه.
3- جمال الخطيب, تعديل السلوك الانساني ,,ط4, مكتبة الفلاح , الكويت , والعين , 2001م.
4- عصام النمر, محاضرات في تعليم السلوك , دار اليازوري , عمان , 2011م.
5- فاروق الروسان , تعديل وبناء السلوك الانساني , دار الفكر , عمان , 2000م.
6- فاروق الروسان , تعديل وبناء السلوك , ط11, دار الفكر , عمان , 2010م.
7- قحطان أحمد الظاهر , تعديل السلوك , ط2, دار وائل , عمان , 2004م.
8- محمد زياد حمدان , تعديل سلوك التلاميذ والأطفال واليافعين في الأسرة ومراكز الأحداث , دار التربية الحديثة ,د.ن,2001م .
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية الدراسات العليا
دبلوم التربية الخاصة-صعوبات التعلم
بحث بعنوان :
النمـذجـــة Modeling
إعداد الطالب : إبراهيم الربيعان
إشراف الدكتور :أحمد حجازي
العام الجامعي
1434/1435هـ