المغرب في مطلع القرن العشرين: الأوضاع الداخلية والاتجاه نحو فرض الحماية
مقدمة
عرف عهد المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ تزايدا للوضعية المتدهورة للمغرب،رغم المحاولات الإصلاحية وتواصلا للضغوط الأوربية التي نتج عنها سقوط المغرب تحت الحماية الفرنسية والإسبانية التي واجهت مقاومة عنيفة.
التدخل الفرنسي:عرف عهد المولى عبد العزيز(1894-1908)تراجعا سياسيا وتزايدا للضغوط
الأجنبية وخاصة بعد وفاة الوزير أحمد بن موسى(ابا حماد حاجب السلطان الحسن الأول
والوصي على المولى عبد العزيز)سنة1900،بسبب انشغاله عن الحكم.وقامت فرنسا بالتوسع
في توات وفكيك،مستغلة عدم وضع الحدود بوضوح في الاتفاقيات السابقة،وتم تأكيد ذلك في
اتفاقية باريس يوم20يونيو1901(بين وزير خارجيتها ديلكاسي ووزير خارجية المغرب عبد
الكريم بن سليمان). - محاولات الإصلاح:ودفعت بريطانيا(سفيرها نيكلسن)المغرب للقيام
بإصلاحات: •إداريا:إحداث مجلس وزراء الجمع(مجلس للوزراء اقترحت بريطانيا على المولى
عبد العزيز إحداثه،يتناول قضايا سياسية)، فرض أداء يمين الخدمة من طرف كافة
الموظفين. •جبائيا:إحياء ضريبة الترتيب من سنة1901،والتي واجهت معارضة قوية من طرف
القبائل والعلماء والشرفاء والمحميين والأجانب،وعاشت البلاد أزمة مالية خانقة.
بوحمارة:زعم الجيلالي بن إدريس الزرهوني(الروكي أي المتمرد أو بوحمارة)أنه الابن
الأكبر للسلطان الحسن الأول، كان موظفا في جيش المخزن،وقام بثورته ما
بين1902و1909،حيث جمع حوله القبائل الشمالية(بين تازة وفاس)ودعا إلى مواجهة المولى
عبد العزيز وساندته قبائل الشرق والريف،ولقي دعما من طرف فرنسا وإسبانيا حيث تم مده
بالأسلحة والتعامل معه تجاريا مقابل السماح باستغلال مناجم أفرا للرصاص من طرف
فرنسا،ومناجم حديد ويكسان من طرف إسبانيا. - تزايد الأزمة المالية والسياسية:اقترض
المغرب من بنك باريس والأراضي المنخفضة لمواجهة العجز المالي الذي زادت حدته الحرب
ضد بوحمارة والأزمة الفلاحية،وتم بيع جزء من الأسطول البحري بأثمان بخسة.وعرف
المغرب اضطرابات وعمليات نهب عجز المخزن عن مواجهتها.
عقدت فرنسا اتفاقية سرية مع إيطاليا في نونبر 1902حيث تنازلت عن حقوقها
بليبيا،والاتفاق الودي مع بريطانيا في8أبريل1904تضمن حرية تصرف فرنسا في المغرب،وأن
يكون شمال المغرب من نصيب إسبانيا،ووافقت إسبانيا في اتفاق مع فرنسا على ذلك في
أكتوبر1904. - الضغوط الفرنسية:احتج المولى عبد العزيز على ما ورد في الاتفاق الودي
وأرسل الوزير المقري إلى لندن وباريس ومدريد،وحاولت فرنسا أن تخفف من قلق السلطان
ومنحته قرضا جديدا سنة 1904،وأرسلت سفيرها سان روني طايندييTaillandier لاقتراح
إصلاحات على السلطان. - الموقف الألماني:برزت ألمانيا كدولة معارضة للتدخل الفرنسي
في المغرب،وتجندت لإفشال برنامج الإصلاحات الفرنسي.وقام امبراطور ألمانيا كيوم IIبالتوقف بطنجة يوم31 مارس1905(استقبله عم السلطان المولى عبد الملك)وأعلن دعمه
لاستقلال المغرب وتطبيق سياسة الباب المفتوح.وشجع هذا الموقف المغرب على رفض
للمقترحات الإصلاحية الفرنسية(مقترحات طاينديي)في مايو1905. - الانتفاضات
الشعبية:نتج عن هذا الوضع المتأزم وتزايد الضغط الأجنبي حدوث انتفاضات وتحركات
شعبية أهمها قيام الريسوني باختطاف الأجانب،وأرسلت الو.م.أ.وبريطانيا بوارجها
الحربية إلى السواحل،في حين عين المولى عبد العزيز الريسوني واليا على المناطق
المحيطة بطنجة(توفي يوم10أبريل1925).
الخضراء(الخزيرات)ما بين15ينايرو17
أبريل1906بمشاركة12دولة:فرنسا،ألمانيا،النمسا-المجر،بلجيكا،الدانمارك،إسبانيا،إنجلترا،إيطاليا،هولندا،البرتغال،السويد،الو.م.أ.،
إضافة إلى المغرب(محمد الطريس)،وخرج بقرارات ستفقد المغرب سيادته الحقيقية: •تنظيم
شرطة فرنسية وإسبانية بالمراسي. •إنشاء بنك مخزني أسهمه لدول أوربية وتحت إشراف
دولي. •تنظيم الضرائب والجمارك. •محاربة تهريب الأسلحة. •تسهيل المهام للتجار
الأجانب.
وإسبانيا مقررات الخزيرات إشارة لهما للشروع في الاحتلال وتنفيذ الاتفاق الذي يشير
إلى تقسيم المغرب: - الاحتلال الفرنسي لوجدة والشاوية:قامت فرنسا باحتلال وجدة
في29مارس1907بعد مقتل طبيب فرنسي في مراكش، واحتلال الدار البيضاء في5غشت1907بسبب
مقتل عدد من الفرنسيين(رغبة فرنسا في إحداث السكة الحديدية)وقصف الفرنسيين للمدينة
ومقتل عدد من السكان المدينة ثم توغل الجيوش الفرنسية في الشاوية ودكالة. - بيعة
المولى عبد الحفيظ:ظهر عجز السلطان بعد مصادقته على مقررات الخزيرات وعدم قدرته على
حماية المغرب من التدخل الأجنبي، فأفتى علماء فاس بعزل المولى عبد العزيز وتمت في
مراكش بيعة المولى عبد الحفيظ في16غشت1907 مدعما من طرف القياد الكبار،وأكد علماء
فاس البيعة بشروط في يناير1908،برفض مقررات الخزيرات وتحرير المناطق المحتلة.. - التدخل الإسباني:قامت إسبانيا باحتلال المناطق المحيطة بمليلية في فبراير1907ورأس
كبدانة(رأس الماء)مدعمين من طرف بوحمارة،وتجمعت قبائل الريف حول الشريف محمد أمزيان
المساند للمولى عبد الحفيظ وساهم في محاصرة واعتقال بوحمارة سنة1909.
المولى عبد الحفيظ للضغوط:اعتبرت بيعة المولى عبد الحفيظ مرحلة يقظة وطنية،تم وضع
مشروع دستور، وصدرت مجموعة جرائد:(لسان المغرب:أول جريدة مغربية ناطقة باسم المخزن
صدرت في طنجة ما بين8فبراير ويونيو 1909بإصدار84عددا،ونشرت مشروع
الدستور)و(السعادة)،وتطورت الطباعة،غير أن المولى عبد الحفيظ اعترف في7دجنبر 1908بالمعاهدات السابقة،واقترض سنة1909من البنك المخزني وكذلك في سنة1910مقابل
التنازل عن مداخل المراسي واحتكار مواد تجارية والأملاك المخزنية المحيطة بالمراسي. - استمرار التدخل الإسباني:قامت إسبانيا باستغلال مناجم الريف دون موافقة
السلطان،واحتلت منطقة قلعية والمناطق المحيطة بسبتة سنة1909،وباتفاق مع السلطان
سنة1910سمح لها باستغلال مناجم الريف والإشراف على الجمارك..ونزلت قواتها بالعرائش
والقصر الكبير في يونيو1911بدعم من طرف الريسوني. - الموقف الألماني:اعتبرت ألمانيا
أن فرنسا وإسبانيا خرقتا مقررات الخزيرات فأرسلت بارجة حربية إلى أكادير،واضطرت
فرنسا إلى عقد اتفاقية برلين في4يونيو1911حيث تنازلت لألمانيا عن جزء من الكونغو
مقابل تنازل ألمانيا عن مصالحها بالمغرب.
بني مطير حول فاس وبايعت المولى الزين سلطانا،فدخلت القوات الفرنسية إلى فاس
في17أبريل1911،وفي يونيو احتلت مكناس والرباط وما بقي من المغرب الشرقي،وفرضت على
السلطان توقيع معاهدة الحماية يوم30مارس 1912(معاهدة فاس،تم توقيعها من طرف الملك
المغربي المولى عبد الحفيظ وسفير فرنسا رينو).وشهدت فاس اندلاع المقاومة
الشعبية،وتمكنت القوات الفرنسية من السيطرة على المدينة،وإيقاف زحف القبائل تحت
قيادة الحجامي في يونيو.
إسبانيا في دجنبر1881حمايتها على شواطئ الجنوب من رأس بوجدور إلى الرأس الأبيض،وتم
اتفاق27يونيو1900 وفي أكتوبر1904بين فرنسا وإسبانيا لتحديد مناطق النفوذ بين
الدولتين في سواحل المغرب الجنوبية،وتم وفق معاهدة27نونبر 1912منح إسبانيا جنوب
وادي درعة وساحل إفني.
معاهدة الحماية،وواجهت فرنسا وإسبانيا مقاومة عنيفة في مختلف المناطق.
AMHIOUAH
استغلت فرنسا وإسبانيا ظروف المغرب الداخلية لتزيد في ضغوطها الاستعمارية
تراجع المغرب سياسيا في عهد المولى عبد العزيز
- استمرار
ساهمت حركة بوحمارة في تأزيم وضعية المغرب
حركة
نتج عن اتفاق الدول الأوربية انفراد فرنسا وإسبانيا بالمغرب
- عقد الاتفاقيات السرية:تم عقد اتفاقيات سرية حددت مصير المغرب،فقد
أكدت مقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء مطامع فرنسا و إسبانيا
- مؤتمر الخزيرات:نتج عن التدخل الألماني في الأزمة المغربية عقد مؤتمر الجزيرة
نتج عن الضغوط الفرنسية والاسبانية توقيع معاهدة الحماية
واصلت فرنسا وإسبانيا توسعها وغزوها للمغرب
- اعتبرت فرنسا
استسلم المولى عبد الحفيظ للضغوط الاستعمارية
- استسلام
فرضت فرنسا على المغرب توقيع معاهدة الحماية
- حاصرت قبائل
تمت حول المناطق الجنوبية اتفاقيات فرنسية إسبانية
- أعلنت
خاتمة
نتج عن الضغوط الاستعمارية المتواصلة والوضعية الداخلية المتأزمة فرض توقيع
دروس من طرف ABDELGHANI
www.lfraja.on.ma