بحث هذه المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

ملخص عن الدراسة الشاملة التي تحمل عنوان وعد بلفور بين الماضي والحاضر

ملخص عن الدراسة الشاملة التي تحمل عنوان وعد بلفور بين الماضي والحاضر

على الرغم من مرور خمسة وخمسين عاماً على النكبة الفلسطينية وتهجير المواطنين الفلسطينيين قسرا من أراضيهم، فأن الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، تعتبر أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين، وكانت سببا رئيسيا لهجرة اليهود واستجلابهم إلى فلسطين من جميع أنحاء العالم، الذي كان يتمنى خروج هؤلاء اليهود، الذين كانوا كالوباء من دولهم ليتخلصوا منهم وجمعوهم في فلسطين لإقامة دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية، هذه الهجرة اليهودية التي خلفت ورائها النكبة والهجرة والتشرد للفلسطينيين من أراضيهم وقراهم الأصلية حيفا ويافا ويبنا وعكا والمجدل وغيرها.
وبدأت صفحة من الصراع بين أصحاب الأرض الفلسطينيين وبين الغزاة الذين مثلوا احتلالاُ استيطانياً هدفه الاستيلاء على فلسطين وإجلاء أصحابها عنها ليصبحوا مشردين في بقاع الأرض يعانون من الغربة والتشتت والظلم التاريخي الذي وقع عليهم.
تناولنا في هذه الدراسة الأبعاد التاريخية لمسئولية بريطانيا بالنسبة لإنشاء الدولة العبرية على أرض فلسطين التاريخية، مشيرين إلى اتفاقية سايكس بيكو التي جزأت المنطقة العربية إلى كيانات ضعيفة، وإلى وعد بلفور الذي أعطى اليهود وعداً بإقامة "وطن قومي" لهم في فلسطين، معتبرين أن ذلك الوعد كان المقدمة الأساسية لإنشاء إسرائيل.
كما أشرنا إلى إخلاف بريطانيا وعودها للعرب، الذين حاربوا إلى جوارها في الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية، ووفائها في المقابل بوعودها للطرف اليهودي، وحرصها على إعداد الأجواء المناسبة لإقامة الدولة العبرية، عبر تسهيل الهجرة اليهودية، وتسليح العصابات الصهيونية.
كما أن وعد بلفور يتحدث عن اليهود باعتبارهم شعباً من دون الشعوب الأخرى، في حين يتعامل مع الفلسطينيين، أصحاب الأرض، الذين يمثلون الأغلبية في فلسطين، على أنهم "غير اليهود".
وإن بريطانيا قررت في عام 1920 تنفيذ وعد بلفور وإقامة دولة لليهود بالتعاون بين الجيش البريطاني المحتل لفلسطين والجماعات اليهودية، وهنا نشدد على أن إقامة إسرائيل مسئولية بريطانية ثابتة من خلال وعد بلفور وتنفيذه.
وأكدنا من خلال الدراسة إن بريطانيا أرادت لها موطئ قدم في حيفا في البداية، ونجحت في انتزاع الموصل من فرنسا، وعملت على ربط النفط العراقي بموانئ البحر الأبيض المتوسط، ولم تكن تبالي بوضع الشعب الذي يقع تحت عمليات التجزئة والتقسيم. وإن إقامة بريطانيا للدولة العبرية كانت لأهداف استراتيجية، لأن لندن كانت تريد قاعدة لها في المنطقة، كما أنها أرادت من خلال تلك القاعدة، مراقبة قناة السويس، وتعويق الدور المصري في المنطقة.
وتحدثنا عبر هذه الدراسة في الموضوعات التالية :-

- المسئولية الدولية لبريطانيا في فترة ما قبل الانتداب (سايكس بيكو، ووعد بلفور، وسان ريمو)

- وعد بلفوردولة بريطانيا تمنح ما لا تملكه وعد بلفور.. عطاء من لا يملك لمن لا يستحق

من الواضح أنه ترجع البدايات الأولى لفكرة إنشاء وطن خاص باليهود، بجمع شتاتهم ويكون حارسًا على مصالح دول (أوروبا) الاستعمارية في الشرق، إلى ما قبل الحملة الفرنسية على "مصر"، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب "نابليون" الذي وجهه إلى يهود الشرق؛ ليكونوا عونًا له في هذه البلاد.

- بلاد بلا شعب لشعب بدون بلاد

ومن الواضح هنا أن الحركة الصهيونية مثل جميع القوى والحركات الاستعمارية التي سبقتها لم تر في السكان الأصليين أي مشكلة أو أي عائق بل اعتبرت فلسطين عمليا فارغة من السكان وتبنت الشعار القائل "بلاد بدون شعب لشعب بلا بلاد" وهذا ليس ناتجًا عن اعتقادهم الحقيقي بأنه لا يوجد أي سكان فيها بل نتيجة لنظرتهم للسكان الموجودين فيها بأنهم أقرب إلى نوع من الحيوانات أو الحشرات مع إعتذار

- "هرتزل" يحاول رشوة سلطان المسلمين

كان التفكير يتجه في البداية إلى منح اليهود وطنًا في شمال أفريقيا، ثم تلا ذلك تحديد منطقة العريش، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، فاتجه تفكير اليهود إلى "فلسطين"، وسعوا للحصول على وعد من "تركيا" - صاحبة السيادة على "فلسطين" - لإنشاء وطن لليهود فيها، وسعى "هرتزل" إلى مقابلة السلطان "عبد الحميد"، وحاول رشوته بمبلغ عشرين مليون ليرة تركية، مقابل الحصول على فلسطين، ولكن السلطان رفض .

-* فلسطين أرض خالية من السكان

وبعد أكثر من 40 سنة من التأكيد لجميع العالم بأن فلسطين هي "أرض بدون سكان" وأنه حتى لو كان فيها سكان أصليون فإنه بإقامة كيان يهودي فيها فلن يعمل أي شيء من شأنه أن يسيء إلى الحقوق المدنية أو الدينية للسكان غير اليهود الموجودين في فلسطين كما جاء في نص وعد بلفور الذي جاء بصيغة خطاب .

* "وعد بلفور" الدوي والصدى:

وبتكليف من الحلفاء أقدمت "بريطانيا" على تلك الخطوة الخطيرة، فأصدرت وعد بلفور، ونشرته الصحف البريطانية صباح (23 من المحرم 1336هـ : 8 من نوفمبر 1917م)

* العرب يدفعون الثمن دائمًا

كانت فرنسا صاحبة أول بيان صدر تأييدًا لتلك المبادرة المشينة، فقد أصدر وزير الخارجية الفرنسي "ستيفان" بيانًا مشتركًا مع ممثل الجمعيات الصهيونية "سكولوف"، عبّرا فيها عن ارتياحهما عن التضامن من بين الحكومتين الإنجليزية والفرنسية في قضية إسكان اليهود في "فلسطين".

* البدء في تنفيذ المخطط الصهيوني في مرحلة ما قبل 1948:

في عام 1917، خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لهم عند إزالة الحكم التركي عن بلادهم، وأصدرت على لسان وزير خارجيتها وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 الذي "ينظر بعين العطف" إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، كان هذا وعد من لا يملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الحق، وخلال 28 عاماً من حكم الانتداب البريطاني، سنت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء هذا الوطن حتى أصبح دولة عام 1948.

* سرقة الأراضي الفلسطينية

بدأ تنفيذ الخطة في أوائل أبريل 1948 أثناء وجود الانتداب البريطاني وبدأت بوصل الأراضي اليهودية ببعضها ثم الاستيلاء على الأرض العربية حولها وطرد سكانها .

** التطور الإستيطاني :

كان لهذا القانون آثار هامة منها أن الأرض التي كانت في الماضي تعتبر مصدر رزق ومعيشة للفلاحين الذين عاشوا عليها أصبحت تعتبر سلعة تجارية تباع وتشترى ومن جهة أخرى استطاع المتنفذون وبعض التجار الكبار في مراكز الولايات وكذلك الولاة والمتصرفون وموظفو التسجيل عن طريق التلاعب والرشوة والابتزاز والطرق الملتوية من الحصول على ملكيات كبيرة من أراضي فلسطين ومن أخصب أراضيها بالذات ، وكان الكثيرون من هؤلاء الملاك من أهالي دمشق وعمان وبيروت كذلك أشرفت الدولة على قسم كبير من الأراضي .

"وعد بلفور".. بيت العنكبوت الذي صار حصنًا

وبالرغم من كل المكاسب التي حققها اليهود من "وعد بلفور" فإن كثيرًا من السياسيين والمؤرخين يدفعون ببطلانه، وبالتالي بطلان كل ما ترتب عليه من مغالطات وأكاذيب، فلم تكن فلسطين، عند صدور الوعد جزءاً من الممتلكات البريطانية،

التعاون البريطاني الصهيوني في المجال العسكري

هناك ألواناً شتى من التعاون البريطاني الصهيوني في المجال العسكري، حتى قيام الدولة العبرية، وفرضها أمراً واقعاً في فلسطين، على حساب حقوق أهلها فيها.

* الرفض العربي الرسمي الأول :

رفض المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عقد بالقدس في نفس العام , تصريح بلفور والهجرة اليهودية , وحدد مبادئ الحركة الوطنية في ميثاق قومي يتضمن إطلاق اسم سوريا الجنوبية على فلسطين ضمن مشروع الوحدة بعد التحرر من القبضة العثمانية ,

* المندوب السامي .... يعتبر أول خطوات التهويد

" إن صموئيل نتاج يهوديتنا ونحن الذين عيناه مندوباً سامياً في فلسطين .... إن صموئيل هذا هو صمونيلنا " وبدأ المندوب السامي اليهودي بخطوات تدعم اليهود في فلسطين عن طريق اعتبار اللغة العبرية لغة رسمية , وعمل على ملء الدوائر الحكومية بالموظفين اليهود ووضع قوانين الهجرة التي تسهل تدفق اليهود على فلسطين

* الرد الشعبي الأول ...... مظاهرة القدس

وعلى الأثر هبت أول مظاهرة جماهيرية في القدس اشترك فيها 40ألف مواطن تعبيراً عن رفضهم للانتداب وبلفور واقامة الوطن اليهودي على أرضهم التاريخية ورفض الهجرة اليهودية وامتلاك اليهود لأرض فلسطينية ورفض تقسيم الدولة الكبرى ( سوريا)

* انتفاضة يافا ... بداية استنهاض الوعي الوطني

أدت الاستفزازات التي كان يخلقها اليهود خلال استقبالهم للهجرات اليهودية بالمهرجانات والاحتفالات ,إلى إثارة الجماهير الفلسطينية مرة أخرى فأقر بحارة يافا عام 1921م

الكتاب الأبيض ... أولى الخطوات

يمكن القول أن السنوات 1920م و1921م كانت بداية استنهاض الوعي الجماهيري الفلسطيني للمقاومة , والذي كان له دور في تأسيس حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية اللاحقة
وتعتبر تلك السنوات هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني على اعتبار أنها كانت رداً على الرغبة البريطانية الصهيونية بتحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود . ومع أن

سحب شرعية النضال عن طريق قرار عصبة الأمم

وفي تطور على الصعيد الدولي , أقرت عصبة الأمم عام 1922م رسمياً الانتداب على فلسطين إذا أعطى ذلك بلفور شرعية دولية ووجه ضربة قاصمة للنضال الفلسطيني الذي أصبح يناضل من أجل وجود الشعب وحماية حقه التاريخي وليس ضد الاستيطان اليهودي والانتداب البريطاني , وأصبح النضال الفلسطيني ضدهما يتناقض مع الشرعية الدولية آنذاك والممثلة في عصبة الأمم ,

ثورة البراق

وفي عام 1929م وقعت ثورة البراق اثر تظاهرة يهودية قرب الحرم , وكانت هذه الثورة امتداد للثورات التي قبلها ورداً على استمرار الهجرة اليهودية , إذ قويت شوكة اليهود بعد إعلان الكتاب الأبيض لعام 1922م وإقرار عصبة الأمم بحقهم في فلسطين .

الكتاب الأبيض ….. 1930م

أسفرت تلك الثورة عن نتيجة أن المشروع الصهيوني يعتمد على بريطانيا , لذلك صمم العرب على مواجهة بريطانيا والصهيونية فلجأت بريطانيا إلى سياسة المراوغة وقامت بتشكيل لجنة لبحث أسباب ثورة البراق سميت بلجنة " شو "

بداية الثلاثينات .. تشكيل الأحزاب

مع ازدياد اليأس من الحكومة البريطانية , شهدت بداية الثلاثينات حتى العام 35 تظاهرات جماهيرية وتمرد على الحكومة البريطانية ومقاومتها وشهدت تلك السنوات التي كانت مقدمة للثورة التاريخية ثورة عام 36 وولادة أحزاب فلسطينية لقيادة النضال الفلسطيني بعد إدراك الخطر الذي يتهدد فلسطين فتأسست أحزاب الاستقلال العربي وحزب الدفاع الوطني وحزب مؤتمر الشباب وحزب الإصلاح

ثورة عام 1936م

وامعاناً بتحدي العرب أصدرت الحكومة (4500) شهادة هجرة , وعلى الأثر امتنع المواطنين عن دفع الضرائب , فأرسلت الحكومة البريطانية لجنة ملكية للتحقيق في الوضع العام , لكن الشعب لم يعد يثق بلجان الحكومة ولم يهدأ . واستمرت حركة الاحتجاج فلجأت الحكومة إلى سياسة القبضة الحديدية وقمع الإضراب والمظاهرات

لجنة بيل وتقسيم فلسطين

على أثر وقف الإضراب قدمت إلى فلسطين لجنة ملكية سميت لجنة بيل وبعد استماعها إلى شهادات العرب واليهود , أصدرت في أوائل 37 قرارها وتوصياتها التي تلخصت في إنهاء الانتداب واقامة دولتين في فلسطين عربية ويهودية واقتطاع جزء من البلاد ووضعها تحت سلطة الانتداب بصفتها أماكن مقدسة .

الكتاب الأبيض للعام 1939م

وهكذا أصدرت قبيل الحرب العالمية الثانية كتابها الأبيض لعام 1939الذي ينص على إنهاء الإنتداب وإقامة علاقات بين العرب واليهود من شأنه جعل حكم البلاد صالحاً ,

قرار التقسيم .. شرعية الوجود الصهيوني

عندما أدركت بريطانيا فشل مساعيها في التقسيم أحالت القضية إلى الأمم المتحدة ( المؤسسة الدولية التي حلت محل عصبة الامم ) لتمرير المشروع من خلالها , وتم فعلاً مصادقة الأمم المتحدة في 28/11/1947 على تقسيم فلسطين في قرارها الأكثر مأساوية في تاريخ الشعب الفلسطيني , وقد نص قرار التقسيم على تقسيم فلسطين إلى دولتين , دولة عربية على مساحة 12,200 كم مربع أي نسبة 42,22% من مساحة فلسطين , ودولة يهودية على مساحة 14,000كم مربع أي نسبة 56,74% من مساحة فلسطين وتشمل المناطق الأكثر خصوبة .

إعلان التقسيم وبدء مرحلة عام 1948 – فما بعد :

النقطة الحرجة لمرحلة الـ 48 أتت مع إعلان التقسيم في 29/10/1947 ، كان اليهود في ذلك الوقت يكونون حوالي 30% من مجموع السكان في فلسطين ويملكون حوالي 7% من مجموع المساحة الكلية للبلاد وحوالي 12% من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة فيها . قبل اليهود هذا القرار وأعلن العرب رفضهم له ، وتحرك اليهود بسرعة وفعالية كبيرة للاستيلاء على أكبر مقدار ممكن من البلاد انتهى الانتداب رسميا يوم 15 أيار 1948 .

المسئولية الدولية للمملكة المتحدة كقوة منتدبة في فلسطين

نرى في هذه الجزئية أن الحقوق الفلسطينية حقوق متجذرة في التاريخ، وأن أصالة الشعب الفلسطيني في أرضه، تجعل من حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مثل باقي الشعوب، أمراً لا يقبل النقاش، من وجهة نظر القانون الدولي.
الدور البريطاني في منع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في التحرر والأستقلال وتقرير المصير
إنه لا توجد كلمة واحدة إيجابية عن الانتداب البريطاني الكارثي لفلسطين التي كانت دولة عربية عام 1917 واختفت من الخريطة عام 1948، إذ أن بريطانيا أعطت دولة لا تملكها لشعب لا يعيش فيها. وأن بريطانيا متهمة بالمسئولية عن تجريد الشعب الفلسطيني من السلاح قبل قيام إسرائيل، ونؤكد أن على بريطانيا واجب الاعتذار عما حدث في فلسطين .
السياسة البريطانية الحالية تجاه الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي في ضوء القانون الدولي

* قضية اللاجئين الفلسطينيين

ونتحدث هنا عن الانحياز في القانون الدولي، إذ تعتبر حالة اللاجئين الفلسطينيين أفضل مثال على معاملة القانون الدولي للقضية الفلسطينية، لأن وضعهم مبني على عدم الاعتراف بمشكلتهم بالقانون الدولي .
ونشير إلى أن من مصادر القانون الدولي الاتفاقات الدولية التي لا تجدي إذا لم تلتزم بها الدول ، وهناك "المبادئ الأساسية للقانون المعترف بها من الشعوب المتحضرة" ونعتبر هذا تفرقة بين الدول وتقسيماً لها إلى متحضرة وغير متحضرة.

* المجازر الصهيونية قبل عام 1948: مسئولية من؟

أن بريطانيا تتحمل جزءاً من المسئولية القانونية عن الجرائم الصهيونية التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني قبل عام 1948، تاريخ إقامة الدولة العبرية.
ونؤكد على مسئولية الجهة القائمة بالانتداب، بالنسبة للجرائم التي ارتكبت ضد الفلسطينيين وقت انتدابها على فلسطين. وإن بريطانيا كانت تحكم فلسطين حتى عام 1948، وبالتالي فهي تتحمل مسئولية كل ما جرى قبل ذلك .

* حرب 1948 وضياع فلسطين :

وعلى أثر صدور ذلك القرار شكلت الدول العربية جيشاً لتحرير فلسطين أسندت قيادته إلى فوزي بك القاوقجي , وبلغ عدد الذين تطوعوا للحرب عشرة آلاف متطوع , إلا أن من دخل منهم فلسطين لم يزد عن 4600 متطوع . وقف الجيش البريطاني لصد هجوم الجيوش العربية وقبلت بها الجامعة العربية . وفي 3 أيار 1948 أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين وأعطت بهذا فرصة لليهود لإقامة دولتهم بعد أن هيأت لها الأجواء , وفي نفس اليوم أعلنت قيام دولة إسرائيل في فلسطين .

* إسرائيل: دولة مارقة لا تطبق قرارات الأمم المتحدة

أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا
وإن إسرائيل دولة متمردة فعلاً، وخارجة على القانون، ومارقة حسب الثقافة الأمريكية ومُدانة حول العالم، ومهدِّدة للأمن الدولي، كما أن الخوف محرك سياستيهما الدولية.

* أشكال للتمرد الإسرائيلي:

1- تجنب الواجبات الدولية وعدم التقيد بها ومقاطعة اللقاءات التي تتناولها، واعتبار القوانين الدولية لا تنطبق عليها كاتفاقيات جنيف التي تقول إسرائيل إنها لا تنطبق على الفلسطينيين وتزعم أنهم إرهابيون لا يملكون حق مقاومة الاحتلال، وقد رفضت إسرائيل استقبال اللجنة الدولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم جنين عام 2002.
2- عدم التجاوب مع متطلبات الامتثال للقانون.
3- عدم الاكتراث والإصرار على عدم احترام الواجبات الدولية.

* ونعتبر دوافع إسرائيل للتمرد على القانون الدولي ثلاثة:

1- طبيعة إسرائيل كدولة، فهي رُكّبت بشكل لا قانوني تحت القانون الدولي كدولة صهيونية.
2- النظام الإقليمي العربي الضعيف حيث غياب الاتفاق والتضامن، وكثرة الخلافات السياسية.
3- العلاقات بين إسرائيل والقوى الكبرى، ولا سيما بريطانيا وأمريكا، فأمريكا تعتبر بقاء إسرائيل وأمنها التزاماً قومياً، وبريطانيا لعبت دوراً أساسياً في خلقها. والأمريكان يؤكدون أن إسرائيل لا يجوز أن تُهزم في منطقتها.
وفي نهاية الدراسة نطرح هذا التسائل ماذا تفعل بريطانيا الآن لتساهم في حل هذه المشكلة المسماة المسألة الفلسطينية.
إن البريطانيين لم يكونوا مقتنعون بحق الصهاينة في فلسطين كعدم اقتناعهم بحقهم كبريطانيين في فرنسا مثلاً. ونشرح ان ما حدث بأنه في عام 1917 كان هناك تغيير في السلطة في روسيا، ولم تدخل أمريكا الحرب إلا في وقت متأخر، وكانت الفكرة في الدوائر البريطانية أن اليهود بنفوذهم في روسيا يمكن أن يوقفوا الإمدادات من جنوب روسيا إلى ألمانيا، ويمكنهم أن يقنعوا أمريكا بمساعدة بريطانيا في الحرب، فكان وعد بلفور لطمأنة اليهود بأن بريطانيا ستفعل شيئاً من أجلهم بعد الحرب إذا أبقوا على قناعة أمريكا بالحرب إلى جانبهم. كما أن فلسطين بوابة عسكرية للمنطقة (قناة السويس ومصر)، وكان البريطانيون ينظرون إلى فلسطين كقاعدة عسكرية يمكنهم من خلالها التحكم بالمنطقة.
* وأما عن سبب تلقي روتشيلد رسالة بلفور، فلأنه كان قائداً لليهود البريطانيين ووفرت أسرته قرضاً للحكومة البريطانية لشراء أسهم في قناة السويس عندما عرضها حاكم مصر الخديوي إسماعيل للبيع، وبسبب هذا القرض أصبحت بريطانيا مالكة أكبر حصة من أسهم القناة.
* وبالنسبة لمسئولية بريطانيا اليوم، نؤكد إن عليها أولاً الاعتراف بمسئوليتها عما حدث للفلسطينيين، وعليها إصدار بيان تعترف بأنها فشلت في تحقيق مصالح العرب لأن مهمتها في الأساس كانت إقامة دولتين، ونعرف أن إسرائيل بقيت توسع أراضيها، وانتهى الفلسطينيون بلا دولة.
* إن على بريطانيا الاعتراف بأخطائها ومحاولة تطبيق حل يرضي الفلسطينيين أولاً واليهود ثانياً. ولكننا لا نعيش في عالم الأحلام، حيث يفعل أحد شيئاً كعمل خيري أو مساعدة، وعلى العرب أن يقدموا شيئاً في المقابل، وعلى الدول العربية أن تضغط الآن لتثبت أنها ما زالت قائمة كدول وأنها مهتمة بحماية مصالح مواطنيها.
* إن القرارات الدولية ليست مصدراً للقانون الدولي بل يجب أن تنسجم معه. وكل القرارات بشأن فلسطين منذ عام 1948 تشير إلى الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتوقع التجاوب فقط، بينما في حال العراق يُطبق الفصل السابع الذي يسمح باستخدام القوة، وهذا مثال تقليدي على المعايير المزدوجة. ونشير هنا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية يمكنها محاكمة الأشخاص فقط وليس الدول، وعلى الرغم من أهميتها فهناك نقاط ضعف فيها، فلا يسمح إلا بمحاكمة الأشخاص من مواطني الدول الموقعة على ميثاق المحكمة، مثلاً.
إن الأفعال التي يقوم بها شخص مسئول في دولة ما، يجب أن تتحملها الدولة أمام القانون الدولي.
* أن بريطانيا وفرت أرضية للدولة الصهيونية، فهي أتاحت الفرصة للحركة الصهيونية أن تتنفس وتكبر، وبغير الانتداب البريطاني لم تكن الحركة الصهيونية لتنمو. ونشير إلى أن البريطانيين طبقوا في فلسطين خبرتهم في أيرلندا عام 1920 - 1921، فهم بعد أن خرجوا من أيرلندا بسبب حق تقرير المصير، ذهبوا إلى فلسطين لمقاومة هذا الحق هناك، كما قال ضابط بريطاني.
* وأخيرا فإن بريطانيا تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية عن المشكلة الفلسطينية، وإن على الحكومة البريطانية أن تعمل لتصحيح ما فعلته أثناء الانتداب، وما نتج عنه. ولديها فرصة اليوم لحل المشكلة بشكل عادل، لعلها ترفع الظلم الذي تسببت به.
للحصول على النسخة الكاملة للدراسة يرجى الإتصال على الأرقام التالية
(9728) 2866618
أو فاكس
(9728) 2866619